أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - هل قدّر شعبنا العراقي تضحيات الشيوعيين ..! 2من 3















المزيد.....

هل قدّر شعبنا العراقي تضحيات الشيوعيين ..! 2من 3


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 6135 - 2019 / 2 / 4 - 19:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 14 تموز عام 1958 قامت ثورة وطنية في العراق , أطاحت بالنظام الملكي ورموزه , ساند الحزب الشيوعي الثورة والزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم منذ اللحظة الأولى وذهب الشهيد سلام عادل بنفسه الى دائرة البريد ليحرر برقية تهنئة للزعيم ورفاقه على نجاح الثورة التي استبشر بها الشيوعيون وجماهير الشعب خيراً , لكنه للأسف وبعد أقل من سنة بدأت تحاك لها المؤامرات والدسائس من قبل البعثيين والقوميين وأذناب الاستعمار والذين لم يأخذ الزعيم أعمالهم التخريبية بجد بل صب جام غضبه على الشيوعيين وجماهيرهم وضيق من الخناق عليهم وعلى المنظمات الديمقراطية التي كانوا ينشطون فيها كالشبيبة والطلبة ورابطة المرأة وكذلك النقابات والجمعيات الفلاحية ولم يسمح للشيوعيين بحرية العمل العلني وبدل عن ذلك منح حق العمل العلني لجماعة داود الصايغ باسم الشيوعيين , ومع كل هذا ظل الحزب الشيوعي يدعمه ويصون الجمهورية الفتية الى آخر لحظة من عمر الثورة وخلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ العراق قدّم الحزب الشيوعي عشرات الشهداء في بغداد والموصل وكركوك وغيرها وتم زج العديد منهم في السجون بدعاوى كيدية ونتيجة لنشاطهم الحزبي او المهني ..الى أن إستطاع البعثيين من إجهاض الثورة وهي في سنوات عمرها الأولى يوم 8 شباط عام 1963 وتأسيسهم لعصابات إجرامية مارقة سميت حينها بالحرس القومي الذي جعل من مدن العراق حمامات دم للشيوعيين قادة وكوادر وأعضاء وأصدقاء للحزب ومن الرجال والنساء وفي المقدمة منهم الزعيم الشهيد جلال جعفر الاوقاتي قائد القوة الجوية العراقية والذي كان مقتله نقطة الصفر لنجاح الانقلاب الفاشي ثم تتابعت الاحداث الدامية للبحث عن الشيوعيين في كل مكان وقتلهم من خلال بيان 13 الذي أصدره الانقلابيين والذي يخص تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي بالذات في عموم العراق ..وساعدت هذه العصابات قوى عربية وأجنبية خارجية ومنها مصر جمال عبد الناصر وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل وكل الحاقدين على الشيوعيين وحزبهم ..فتم قتل المئات من أعضاء اللجنة المركزية والكادر المتقدم للحزب وفي طليعتهم الشهيد البطل سلام عادل الذي تم القاء القبض عليه في بغداد ليلة 19 شباط مع عدد آخر من الشيوعيين والشيوعيات وجرت عملية بشعة ودنيئة في استجوابه وتعذيبه على يد زمر مجرمة من قادة البعث والحرس القومي وتم قتله بعد أن قاموا بالتلذذ في تقطيع جسده وفقأ عينيه وجرى إخفاء مكان جثته ولم يتم التعرف على مصيرها من أي جلاد من هؤلاء القتلة لحد الآن من الذين كانوا يمارسون هواية الذبح للشيوعيين في قصر النهاية كما وانتشرت المسالخ البشرية في عدد من الأماكن في بغداد والمحافظات مثل سجن رقم واحد ومعتقل الهندية ومعتقل أبو غريب ببغداد ومعتقل الشعيبة في البصرة ومعتقل سعد في بعقوبة ومعسكر الرشيد والنادي الجمهوري وملعب الإدارة المحلية والنادي الأولمبي ومحكمة الشعب وغيرها أيضاً في بغداد وفي الناصرية استخدموا للتعذيب والقتل مدرسة خالد بن الوليد وبيت آمر اللواء وفندق سومر وغيرها وخلال أيام قليلة تم القاء القبض على أكثر من 29 ألف مواطن عراقي بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي من المدنيين , ومن العسكريين القي القبض على 1500 ضابط بمختلف الرتب العسكرية و8000 من الجنود وضباط الصف وإستشهد من بين هؤلاء أكثر من 5 آلاف شيوعي مدني وعسكري وأزهقت ارواحهم بدون محاكمة كما تم قتل الزعيم الفريق الركن عبد الكريم قاسم في يوم 9 شباط الموافق السبت 15 رمضان مع عدد من رفاقه الضباط ومنهم فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب كما إستشهد مرافق الزعيم الاقدم الشهيد وصفي طاهر وعدد آخر من الضباط الوطنيين الشرفاء المحبين لوطنهم وشعبهم العراقي.. ولا يوجد قبر للشهيد سلام عادل ولا للزعيم قاسم وضاعت جثث الكثيرين في السجون والمعتقلات ولم تسلم لذويهم ..وخلال الشهور القليلة والشاقة جداً على جماهير شعبنا والتي حكم فيها البعثيين وحرسهم القومي من 8 شباط عام 1963 الى 18 تشرين الثاني من نفس العام , حصلت مواجهات عنيفة بين أبناء شعبنا وخصوصاً من العسكريين الوطنيين مع هؤلاء وكان أشد شكل للمقاومة المسلحة ما قام به الشهيد البطل الشاب حسن سريع ورفاقه من حركة في 3 تموز عام 1963 لقلب نظام الحكم الفاسد الدموي وتأسيس حكومة شعبية لكن الحركة أجهضت وتمت محاكمة بعض رموزها ففي يوم 31 تموز 1963 إستشهد حسن سريع بعد قرار المحكمة الصورية بإعدامه وكان بعمر 26 عاماً فقط وهو من عائلة فقيرة من السماوة والذي كان عند تنفيذه للحركة الباسلة قد توجه من كوخه الصغير في منطقة كمب سارة ببغداد والذي احتضنه ورفاقه الثوار , حيث أقسم الشهيد حسن بما يلي نقسم بتربة هذا الوطن أن نحرره من رجس المجرمين ..!/ وقابل قرار إعدامه بعد فشل الحركة , بشجاعة نادرة تاركاً خلفه زوجته الشابة وطفلته الصغيرة وهي بعمر ستة شهور ..إنه خالد وسيبقى إسمه محفوراً في ذاكرة كل الشرفاء من بنات وأبناء شعبنا العراقي .....وفي 17 الى 30 تموز عام 1968 عاد البعثيين للحكم مرة ثانية في انقلاب أسموه الثورة البيضاء وقاموا في البداية بإطلاق سراح عدد من الشيوعيين ثم حينما بدأت مواقعهم في السلطة تستقر تدريجياً قاموا بتنفيذ عمليات إغتيالات للكوادر الشيوعية الشبابية النشطة حيث اغتالوا محمد أحمد الخضري وشاكر محمود وعبد الأمير سعيد وستار خضير وآخرين , ثم انعقدت الجبهة معهم من قبل الشيوعيين في تموز عام 1973 بعد قيامهم بسلسلة إجراءات إعتبرها الشيوعيون تقدمية أو وطنية بشكل عام وأيضاً تمت بضغط من القادة السوفييت , وخلال الجبهة وسنواتها الى نهاية عام 1978 وبداية عام 1979 وفشلها , لم تخلوا السجون والمعتقلات الحكومية ودوائر الأمن من الشيوعيين الذين تم هدر دماء عدد منهم وبمختلف الطرق والوسائل البشعة المستخدمة لديهم على أجساد الضحايا , وفي أيار عام 1978قام النظام بإعدام 31 عراقي متهم بالانتماء للحزب الشيوعي غالبيتهم الساحقة من الجنود المكلفين بالخدمة الاجبارية بحجة أن لديهم نشاط محظور داخل المؤسسة العسكرية فتم إعدامهم على وجبتين في يوم 17 أيار ويوم 27 أيار ما عدا الشهيد سهيل شرهان الذي تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه يوم 24 أيار أي ما بين الوجبتين ..! ومن الشهداء المعدومين تلك الفترة المؤلمة اللاعب الدولي المعروف بشار رشيد والذي كان مفوض شرطة حينها وكان عمره 29 سنة فقط ..ينقل عنه رفاقه في ساحة الإعدام وعند تنفيذ الحكم أنه كان نموذجاً للمناضل الصلب المؤمن بقضيته حيث أنه تقدم الى ساحة الشرف بقوة وإرادة لا تعرف الوهن , رافعاً رأسه شامخاً مثل الطود , هاتفاً بأعلى صوته ..عاش الشعب العراقي البطل.. عاش الحزب الشيوعي المناضل ..الموت للطغاة المجرمين ..تسقط الدكتاتورية وأعوانها ..وكان وسيظل رفعة راس وفخر لكل شرفاء شعبنا .
.............................................................................................
ملاحظة ..ورد خطأ في الجزء الأول عن تاريخ ميلاد الشهيد ساسون شلومو دلاّل وذكر أنه في عام 1947 والحقيقة هي أنه ولد عام 1927 لذلك ننوه ونعتذر لكم....



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قدّر شعبنا العراقي تضحيات الشيوعيين ..! 1 من 3
- مئة عام على إغتيال روزا لوكسمبورغ ..!
- محطات ما بين آذار ونيسان عام 1979
- سلمتهم آخر أعداد الجريدة
- الشهيدة النصيرة فاتن وعائلتها رمز للبسالة والتحدي والصمود
- الشهيد الشيوعي الباسل النصير الطبيب غسّان عاكف حمودي
- الشهيد الشيوعي النصير أبو علي النجّار
- لذكرى إستشهاد النصير الشهم جمال سلهو أبو زياد
- الكلبتومانيا والفساد المالي والراقصة تهاني ..!
- معوقات بناء الدولة المدنية الديمقراطية في العراق
- مناضل ..الشيوعي البصير !
- شهران في الصدور والهروب من جلولاء !
- قاب قوسين أو أدنى من حافة الموت !
- لقد وصلتهم الرسالة من كردستان العراق ..!
- قرصنة في جنح الظلام
- شهادة عن أحداث ما قبل بشتاشان عام 1983
- الذكرى السابعة عشر على رحيل السياسي والشاعر الدكتور إبراهيم ...
- سنوات شاقة وممتعة في مدرسة الحزب الشيوعي العراقي .
- عن الشهيدة الشابة سحر ..بنت الحزب
- لحظة الوصول السعيدة الى قاعدة بهدينان


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - هل قدّر شعبنا العراقي تضحيات الشيوعيين ..! 2من 3