أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - ملامح الاتحاد الأوربي في عام 2018 / لعبة -البريكست- الخطرة وعبث اصلاح منطقة اليورو والحد من سياسة التقشف















المزيد.....

ملامح الاتحاد الأوربي في عام 2018 / لعبة -البريكست- الخطرة وعبث اصلاح منطقة اليورو والحد من سياسة التقشف


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6134 - 2019 / 2 / 3 - 22:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



مواطنو العراق والكثير من سكان عالمنا الذي يسمونه «ثالثا» يرون مقارنة بالخراب الذي تعيشه بلداننا في الاتحاد الأوربي نموذجا متقدما لدولة مؤسسات مستقرة وديمقراطية برلمانية لا زلنا بعيدين عن الوصول اليها. ويغيب عن بال الكثيرين ان هذه البلدان المتقدمة حضاريا تعاني من مشاكل معقدة وعصية عن الحل هي الاخرى، ويدور هناك ايضا صراع محتدم بين انصار الراسمالية والساعيين لتجاوزها يختلف في شكله عما نعيش، صراع سياسي واقتصادي ثمنه ايضا مستقبل شعوب هذه البلدان وعرقلة تعميق تقدمها. في هذه المساهمة نحاول القاء الضوء على اهم المشكلات والعراقيل ومحطات المراوحة والفشل التي عاشها الاتحاد الاوربي خلال عام 2018 .

ان آخر ما كانت تتمناه عاصمة الاتحاد الأوربي بروكسل ان يتنهي عام 2018 بخطة طوارئ. فكم تمنت بروكسل الاوربية ان تتفرغ لممارسة دور عالمي في السياسة الدولية، يوازي الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية. وبدلا من ذلك انشغل الاتحاد الأوربي بالتعامل مع مشاكله الداخلية وفي المقدمة منها الخروج البريطاني المثير للجدل من الاتحاد. وواضح جدا ان الخروج البريطاني يكلف المليارات، ولمواجهة ومنع انهيار قد يبدو صعبا، وضعت خطة طوارئ للتعامل مع الأسوء. لقد كان الخروج البريطاني، الذي يفترض انجازه خلال العام الجديد ملف الاتحاد الاوربي الرئيس،فللمرة الأولى ، منذ تاسيس الاتحاد، تريد دولة عضو ، بعد أن قررت أكثرية السكان، في استفتاء عام، كان ما زال مثار جدل سياسي وصراع في بريطانيا وعموم اوربا، مغادرة الاتحاد. ومعروف ان القوى المهيمنة في الاتحاد كانت تسير باتجاه العمل على توسيع عضوية الاتحاد، اما فكرة انسحاب احد كبريات الدول الاعضاء فيه، فلم تدور يوما في الأذهان، ومن هنا تأتي اهمية الحدث وما سبقه ورافقه من جدل سياسي، وتداعيات ما زالت تتفاعل. وتواجه الاتحاد الأوربي مشكلة مزدوجة وجهها الأول عدم الاضرار بالعلاقة والعمل المشترك مع المملكة المتحدة، وعدم خسارة قدراتها الاقتصادية والعسكرية، والوجه الثاني هو عدم جعل عملية الخروج من الاتحاد جذابة، لكي لا تكون مغرية لاقدام بلدان اخرى على محاولة مغادرة الاتحاد، الذي لا يتمتع بشعبية كبيرة بين سكان الدول الاعضاء، ويشكل مادة دسمة للصراع السياسي في برلمانات الدول الاعضاء وخارجها، فهناك اقلية في اليسار الأوربي، يتفق معها اليمين القومي والمتطرف في المطالبة بحل الاتحاد، وان اختلفت المنطلقات الفكرية والسياسية والتاريخية للفريقين. وهناك اكثرية في اوساط اليمين التقليدي والليبرالي تريد الحفاظ على الاتحاد بشكله الحالي، وتطور مضامينه باعتباره ساحة لتعزيز هبمنتها والدفاع عن مصالحها، فيما ترى اغلبية قوى اليسار الأوربي، وبضمنها احزاب شيوعية، الى جانب القوى التقدمية ضرورة اعادة بناء الاتحاد على اسس جديدة جوهرها تعميق الديمقراطية، ومشاركة السكان في اتخاذ القرار، وتعميق مضامين العدالة الاجتماعية، والحد من سلطة راس المال والطبقات المهيمنة، اما تفكيك الاتحاد والعودة للدولة القومية فيعني بالنسبة لهذا القوى فتح الباب واسعا امام صعود الدولة الفاشية من جديد وباشكال مختلفة . ولهذا كان عام 2018 عام محاولة العثور على حل مستقبلي ملائم لبريطانبا.

ان الحل المطروح، الذي ما زال محط صراع بريطانياً داخلي، مشروع اتفاقية الخروج المصحوبة «بالدعم»، واذا ما اقره البرلمان البريطاني (التصويت في 15 كانون الأول)، فسيعني بقاء بريطاني في الاتحاد الكمركي الأوربي، وهو امر مهم بالنسبة للاتحاد الأوربي. واذا رفض «الدعم»، فسيكون الخيار بين الخروج الصعب، او اجراء استفتاء ثان، يمكن ان يؤدي الى البقاء داخل الاتحاد الأوربي. ولهذا يدعم الاتحاد الأوربي فكرة اجراء استفتاء ثاني.ان ملف معضلة الخروج او البقاء، وبغض النظر عن طبيعة القرار النهائي، سيبقى ساحة صراع اقتصادي - اجتماعي مفتوح بين المعسكرين.

ان ما يجري في فرنسا يؤكد ما تمت الاشارة اليه. لقد فاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في انتخابات ايار 2017، باعتباره مؤيداً قوياً للاتحاد الاوربي، وبدأ حال تسلمه مهام منصبه بتنفيذ سياسات التقشف المروغوبة من مفوضية الاتحاد الأوربي والحكومة الألمانية. وفي مقابل ذلك كان الرئيس الفرنسي يامل في الحصول على تنازلات في عملية اصلاح منطقة اليورو التي مثلت ثاني اهم ملف خلال العام. فكرة ماكرون تتلخص في وضع ميزانية لمنطقة اليورو، باشراف وزراء مالية الدول الاعضاء، لتوفير دعم قوي لبلدان منطقة اليورو الاكثر ضعفا، للحد من التفاوت الصارخ القائم بين بلدان المجموعة. ولو تحقق هذا التصور، لادى الى استقرار اليورو، وكذلك توفير امكانيات تمويل للمشاريع الفرنسية، ما يعني تعزيز رصيد ماكرون السياسي. ولكن خطط الرئيس الفرنسي اصطدمت بسلوك الحكومة الالمانية، التي تعد الرابح الأكبر في منطقة اليورو، والساعية للحفاظ على تفوقها، وبعد مناقشات تميزت بالمراوحة والشد والجذب، اقرت اخيرا موازنة لا تحمل من المشروع الأصلي، سوى الأسم. والنتيجة يقف ماكرون خالي الوفاض في مواجهة احتجاجات «السترات الصفر»ز وهو امر محرج ليس للرئيس الفرنسي وحكومته، وانما لجميع مؤسسات الاتحاد الأوربي.

اما في ايطاليا، فقد تمخضت انتخابات اذار البرلمانية عن خسارة اليمين التقليدي المتبني لسياسة التقشف. ومنذ ذلك الحين، والمواجهة مستمرة بين بروكسل وحكومة تحالف حركة النجوم الخمس اليمينية الشعبوية وحزب «الرابطة» الفاشي الجديد، التي تصر على اتخاذ تدابير عنصرية ضد سياسة الهجرة التي يتبناها الاتحاد الأوروبي. وتتبنى سياسات الليبرالية الجديدة وفق مقاسات قومية عنصرية تخلق تعارضا في الشكل بينها وبين مركز الهيمنة في الاتحاد الأوربي، ولهذا تقاوم بعناد النمط المتعارف عليه في دوائر واروقة الاتحاد الأوربي. ان الصراع مع حكومة روما الجديدة أصبح، منذ الربيع، النقطة الثالثة في جدول عمل الاتحاد طيلة عام 2018 . واخيرا تخلت المفوضية الأوربية عن معارضتها لمشروع الموازنة الإيطالية ، والتي تقر مستوى أعلى من الديون الجديدة المسموح بها وفق آليات الاتحاد الأوروبي. ويمكن رصد تراجعات على الجبهات الأخرى: بعد أن اجبر ماكرون في باريس على تقديم تنازلات لحركة «السترات الصفر»، رفعت الدين الفرنسي الجديد إلى أكثر من 3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي ، لم تعد بروكسل قادرة على منع إيطاليا من رفع نسبة الديون الجديدة الى 2 في المائة، ما يعني هزيمة لسياسات التقشف التي تريد المانيا استمرار العمل بها، باعتبارها الاقتصاد الأول في اوربا، وكذلك المستفيد الأول من هذه السياسات.

ان المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا تمثل ثاني وثالث ورابع اقتصادات الاتحاد الأوروبي على التوالي. وتواجه بروكسل معارضة كبيرة، ومتصاعده احيانا في هذه البلدان. وفي الوقت نفسه تتعمق النزاعات بين أوروبا الغربية من جهة،و بولندا ، والجمهورية التشيكية ، وسلوفاكيا ، وهنغاريا من جهة اخرى، بسبب رفض هذه البلدان استقبال اللاجئين، وكذلك تعرض المعايير المجتمعية الليبرالية فيها لضغوط هائلة.وقد ادى ذلك، في نهاية العام المنقضي، الى تعزيز دور القوى الطاردة في الاتحاد الاوربي. واستنادا الى التطورات الداخلية الجارية فيه، يبدو مستقبل الاتحاد الأوربي ضبابيا.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المتفرج أزعج الحكومة / افغانستان.. تقدم في المحادثات بين ...
- عدوّ شهير للشيوعية يتولى إعادة -الديمقراطية- / فنزويلا .. ال ...
- سكرتير الشيوعي الاسباني: حول محاولات توحيد قوى اليسار، الاتح ...
- روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنشت / احداث تاريخية حول وخلال -ثورة ...
- الشيوعي الفنزويلي: نحو اوسع تحالف وطني ديمقراطي ثوري / فنزوي ...
- بعد محاولة الانقلاب على الحكومة الشرعية / الشيوعي الفنزويلي: ...
- للسنة الثالثة على التوالي / مسيرة نساء الولايات المتحدة تدعو ...
- رحيل عام مئوية كارل ماركس الثانية / يسار 2018 .. مخاطر ونجاح ...
- -ثانية مع ماركس وتحت رايته- / في مناسبة الذكرى المئوية لتأسي ...
- قبل مائة عام أقدم العساكر الفاشيون على تصفيتهما / روزا لوكسم ...
- بسبب تضامنها مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني / سحب جائزة ...
- الشيوعي النمساوي يصدر تقييما لأداء حكم اليمين خلال عامها الأ ...
- اعتبر رافعة سياسية للحركات الاجتماعية / غواتيمالا .. الاعلان ...
- بدعوة من رابطة الأنصار الايطاليين / روما تستضيف مؤتمراً للمن ...
- مسارات الصراع فيها لا تزال مفتوحة / امريكا اللاتينية في 2018 ...
- خرجت من كماشة التقشف واقتصاد الليبرالية الجديدة / البرتغال.. ...
- مع استمرار الاحتجاجات وتصاعد القمع السلطوي / نظام البشير يعت ...
- قرار ترامب المنفرد في سوريا.. / تناقضات داخلية وردود افعال و ...
- تحت شعار: انقلوا التضامن الى الشوارع / النمسا.. عشرات الآلاف ...
- قوى اليمين المتطرف تكشف وجهها الحقيقي / قوى اليسار الفرنسي ت ...


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - ملامح الاتحاد الأوربي في عام 2018 / لعبة -البريكست- الخطرة وعبث اصلاح منطقة اليورو والحد من سياسة التقشف