أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل إبراهيم عبدالله - البِدَائِيْ (سرد الأَقَاصِيْ ..، الرِّيْحُ والأَنَاشِيدْ )















المزيد.....

البِدَائِيْ (سرد الأَقَاصِيْ ..، الرِّيْحُ والأَنَاشِيدْ )


عادل إبراهيم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


ذَاكِرَةُ الحُزْنُ .. ذَاكِرَةُ المَكَانْ .. فَشُكْرَاً لَكْ يَا قَاتِلِي

O صيف وقح ، الرياح تعلن سطوتها على المساحة ، أتربة عالقة كالأشجان ، شمس أبريل قاسية جداً هادرة كجموع من أعلنت
سواعدهم حجم الانتفاضة في دمي _ كلنا يجيد الاختباء في الذاكرة ، السماوات الرحيمة كانت تمدد في عظيم الترحال بين سافنا
تعشق الفقر وأخرى الى الجنوب ..غنية الشارع كان مهيباً والبلاد تخرج من بين أنياب " نميري " بكامل أناقة الفريسة،
وطعم "لا " حين يمتد عبر نهرين من الدم ، وخلال أعواد المشانق . الديمقراطية غواية الجمالي .. وملهمة العساكر فكر الانقلاب ..،
البلاد كانت قد " تشوقرت" في أمل مخاض جديد ورمت جلد أفعى سبتمبر تنشد زياً يتسع لنا .. جميعاً
وهاهم العساكر مرة أخرى ينقضون ، ومابين البيان ومظاهرات التأييد :
دخل الشعر وكر المباشرة
وجرت العصافير المطار(1)
الاعتقال ، الاغتيال ، الحرب ،التشريد هي أسماء فقط لطلق غائر في الألم تمخض عن جنين المشهد السوداني الراهن/رهين خوفي
الآن من بقايا الكارثة في جوف ملايين بين نثارات من سودان هنا وشظى سودان هناك (شتات) . وحدنا في العالم استطعنا أن نجد
في قاموس المعاش تعريفاً للحزن القومي في إطار (الصالح العام)! وعليَّ هنا أن أستعير عنوان رواية النيجيري شنوا أتشيبي
( THINGS FALLEN A BART) الأشياء تتداعى ..أنه الطوفان
وآه يا وطني القمامة(2)
عنيفة كانت تلكم السنوات ومازالت ، هي فكرة المقاومة حد التلاشي .. وها أولاء نحن أوشكنا ..
أو ننتظر (غودو) ما أيضاً.. (3)
أو لماذا صارت الأشياء على ماهي عليه الآن- إستعلامات جهاز الأمن والمخابرات الوطني أكبر من إستعلامات مطار الخرطوم !!..
حقاً أمريكا روسيا قد دنا عذابها لا نحن !.. في تلك التسعينيات الحادة .
تلتهب الطقوس كلها حين أذكر أن المدينة كانت تغلي كقصيدة في مرجل الكتابة ومابين اللحظة الأولى والتدوين ثمة أشياء تضيع
كالمئات الذين عبروا بعدما تمخضوا لنا عن كل هذا المجال ، الحديقة الممكنة والجحيم المتمدد ، الحزن هناك مرئي في المقهى،
في السوق، في المدرسة، في الميادين ..
الحزن "سبيل"
والشوارع يثقبها العطش
هكذا تعبرني المدينة ، مغرمون جداً بالهزيمة .. مغرمون جداً بالحياة .. ملء فراغ " الكيزان" ..
وأبريل قمح النشيد ، وخميرة العاطفة يسحب النبض من السماء الخائفة إلى سماء تضللها عربات الأمن ..
الأ يكفى الحزن وحده كمُعْتَقَلْ؟ شاركتنا القبائل في خياطة كفن جماعي لجثمان أجدادنا ( الوثنيين) والفقر كان كفيلاً بمن تبقى من الأحفاد.
تطهير الثقافات/ الأعراق ..قتل الجموع المطمئنة
(كان أجمل الناجين من الذبح)(4)
الرصاص مجدي جداً في إعادة إنتاج الحياة ..و كان المكان يضع ب(هول) الفاتحين وبسم الله أتو .. والله أكبرْ.. فلماذا لا نموت ؟
الكائنات كانت تهرب الى رحيم الهامش .. من أجل حياة مستحقة كانت الهجرات الى رحيم الرب
والمكان والخرطوم / من يعيد للملايين الصامتين في صبرهم (كامل الدسم والحزن) عمراً شوهته سنابك العسكر؟
من يعوض أمي عن خوفها عليَّ ..عن فقدها ودموعها الداكنة البياض ..
كيف يمكن إعادة توطين الوجدان ، هل يمكن صياغة ال(نحن) رغما ال(نحن) من جديد؟!
والمدينة كانت أول ثكلى / المنفى هو البعيد عن الوجدان .. وهكذا (خَلَقُوا) لي منفاي .. فشكراً لك بأسم فوضاك فيَّ يا قاتلي ..
" كوستى دي حفرة !! لازم ندفنا .. " (5)
أحتاج أن أبصق علي شيء ما يا وطنى حتى أحس بالراحة! وليذهبوا الى جحيم أياديهم ، الرجال تعبر والمدائن تصمد ياقاتلي
وقد خرجت من بين الحرائق روما- الليل في عشق كوستي أكثر من عاصف في تضاريس الاشتياق..وأنا منفاي وسجني .
على باحة حنين وثير (عَدّيْت) فرسخين من الشجن وعتمور حنين / بكت الذاكرة عندما كنت واقفاً هناك
ومازالت هناك .. ماتزال يا قاتلي .. بذات صبغة الموت التي أورثتها-حديثاً- لفضاء الجريمة ، سور مدرسة منيب بحي الرديف
يشكو (إمتهان) العزيز- هي مهنة من يجيد عريهْ .. مثلكْ، أو إمتحان آخر لنا وللطوب..في توارد الاحتمال يصدق البكاء
على أطلال الذي كان ..
العم (عثمان أرباب) كان (يَشِدّْ) الصباح على (القِدْرَة) التى تخندقت بالخيش الوطنى ماركة أبو نعام ، السوق (الصغيِّر)
أو سوق المكسيك برواكيبه الصغيرة علامة تحتاج لبعثة تنقيب في آثاره في الروح قبل أن ( تقتلنا الرهافة)(6)
المقابر .. الدباغة .. (طاحونة) مختار .. الكائنات في مطلق عفويتها .. تتنفس ْ
أسمعها من أعماقي تنادي :
" حبيبي فرقتك مرة
حرام تنسوني بالمرة
زروني كل سنة مرة " (7)
سنوات مرت وسنوات ستمر من المضيق المسمى ذاكرتي ، لكنها قابعة أسئلتي :
تستطيع قتلى ولكن هل تسطيع محو ذاكرتي ووجداني؟

O النيل الابيض كائن منذ (جودة) (8)/ هي المواني قدر العابرين غابات الرحيل ..
النوارس الآن تصيح ، بشارات لغربة الآتي و غرس الحنين لسجن مضى/ الحنان يُكبِّل الروح
يسجنها في ماوراء الافقْ .. سراً جزيلاً
هل كان الانفجار الكوني الاول في أبريل أيضاً
الخلائق يبدؤ سرها في أبريل ..حضوراً وغيابا
في سماء العابرين والحضور كائن
كشمس أبريل ، والذاكرة ثقب أسود يبلع مجرات من الاحزان والفوضى
ولن تسكت النائحات في ذاك المكان .. حتى الحنينْ .

الرَّوْحُ تُدَنِّسُهَا الأَيَادِيْ : صَحْوُ الغِيَابْ
إلى (ع.م.ع) تشيءُ بسرَّ الموت.

O بالحروف ندخن ماتبقى من فجيعة في مساءات الوطن،وبالشعر قد راودتنا الاماكن / عري متسع وظلال أرهقهتها الخسارة
و عبور الجراحات / الروح متعبة .. / مرهقة هي الخطوات . وأسأل الخبايا كامنة في نيران سجني
في الوقت ام المكان اعلنوا قيدي ؟ أم هو البحر قدم المتاهة في المسافة .. في العباب
وعيناك ريح عابثةْ ..
هي الغيمات يا وطني تخرج من الروح عجلى
وطقس الوداع يفصل الجسد عن المعنى
فما الجدوى !
لو النهار الآن يخرج مني ..
كثيفة ..متشابهة .. متشابكة .. عنيفة .. وريفة .. شجرة الاحزان يا عالية ..، أطفال الاعماق
جرت عليهم سيول الغبار.أٌدميت براءتي /عبرني الاحتفال مختنقاً في حدود فوضايْ
متسعٌ الي ضفاف السجن ..
وكنَّا نرسم على أغلفة الكراسات أجمل ما يجدي من القلب،ومن غامض الاشعار .. فتنة تتوزعنا (رزازاً) و(دبابيساً) و(شظايا)
من نثرني على المكان هناك ، معلق بيت قدميَّ وقلبي
تدهس أحذية الحنين شارع عاطفتي وتطلقني غائراً في رصيف ما لا أحتملْ!

( ترقد في ضفيرتها الظهيرة ، وتطير من عينيها أسراب الحمام
وستخرج السماء عنا، بكل بريقها .. بكل الذي قد كان !
نادمة على الشعاع الذي تسلل بين تراب الحقل
والبذرة الشقية ..)

O ماأهون أن تمشي في السوق العربي بدون أعصاب، الشرطي يدوس على جيل من الكرامة ومليون عصب حين يطرح على التراب
أعز ماتحمل أولئك النسوة على هامش التجارة بعد وقبل الشرف
لو كان هناك من يهتمْ - يا لأحزانهم كانت معبري للهرب مني .. إليَّ وبعيداً عني
والأدهى من ذلك هو أن أكتب ذلك.
والأشهى
نهد يتسلل شبابيك الذاكرة والأعصاب .. ثانية
عقدة غير قابلة للحل وسفرٌ مستفحل في الخسارة :
( أن تتعلمك العاطفة بشكل نبيل / تقلع عن إدمان بلاد تسكنك عميقاً ضد قوانين جاذبية البوار ، وأحزان عابرة للقارات
فضاء السايبر كان يوزع الكترونات الغربة في بريد أشجاني .. ياللأصدقاء في نزقهم يفجرون سديم الذاكرة ويمنحون الحقل ملايين
النثارات الواجفة مابين نهرك و الحنين/صوتك والغياب .. المعنى والأغنيات . كذلك ترقد في قبرها/ذاكرة الريح .. مشاوير المدائن
في الوريد كذلك يتقحمك منفى وأحزان بضمان لسنوات ضوئية وقرون فاجعة /فاتكة جداً أيادينا كشتاء يستغرق جذوتك
وحيداً ريعان جرح ودمعة تسكن المرايا و تأبي النزول
عشق المستحيل : أن تكون ضدك حتى معناك وحتى تطمئن القبائل .. حتى "شاي" الروح الأول . )
وكخبر عاجل في نشرة الاخبار
من قذارتنا نفاذة الانتشار يخرج أنبياء جريمتي
يعبرون شذى الحديقة- أحبك ملء عافية النسيم
وكامل هندام الارتباك
يالوقع حضورك المميز في التفاصيل كافة ، قالت هكذا يصرح العشاق .. لماذا الوردة لا تستحى من فعل ذبولها ؟ لماذا تضجْ الحقول ؟
والاعلى من من صمتي ، القادر على الفضيحة
كون هذا الحب .. كون الاصدقاء لا يصادرون صمتي عن مقالات الألم .

* كرنفالات في المنافي لانسان فقدته الاتجاهات
والزوايا قاطبة ..
هي التي في جبين تلكم الايام/ الغبار يصيح إنه نهار الآلهة الاخير

كلنا مشتاقون فعلاً والبلاد ترتبك أكثرْ .


الصَّهِيْلُ

متى يعود الوقت إلى.. هنا؟

صَلَوَاتُ الكَائِنَات في غَيْبُوبَةِ المَسَافَة
( إلي أيمن المهدي وزرياب)

وهكذا كانت دماي نزيف الذي كان في المسافة ..أشواق وأشواق :
وإشتباه القافلة في الرحيل ملحٌ ووقتٌ للريح في صلاةٍ كانت في اليد هاجرة السموم
نشيد الصباح كان يستدرجني لأعلن أن الكائنات استغاثت بي ..
فمن سينجدني؟ وينقذها من براثن الذي لا أنتظرْ.
غناء (معتصم) وتبتله في غار الشجن،حيث المعني يفنى حين أحتدام الكوني بذات الكائن وكأنه سر التجلى هناك و فداحة الاكتشاف
لو كنا قد أدركنا أن اليد كانت تشتهي فناءها في مصافحة الحريق ، خائب كان النهار يا صاحبي
لا أحترقنا بما يجب لا أدركتنا الملاذْ بما يشرق غرب المياه الأنيقة .
وحريفة هي اللغة البتول حين تعيد صياغة الليل وفقاً لهكذا غناء .. وغناء
وطمع الخسارة مستساغ !. كافرٌ مثلنا قالت صبية .. وتهشم في المرايا وجهان نارك في المسير
و النيران الصديقة / البنات دهن يقى غباشة السكون ويلون في المساحة الأوقات العاطلة .
(سعدية) كانت تسكب العمر مثلما مضى ،وسيمضي رشيقاً غائراً في الدموع . وتسأل الكأس صمت الواقفين ونشوة الامتشاق ،
الآن موتك في الطريق أو هكذا وَسِّم رمادك
غفران الأماكن ريثما الأماكن تغفر لك .
المرايا احتفال للحزن ، وهل تعكس الجوانب غير خدر الغيبوبة يا صاحبي
السكران : منطقة محررة من الحلم ، يا لبؤسهم .. (بواليس الكشة) ..يفتشون عن السكارى في جوف (المقبرة) ..سنعودْ ..
الشمس تغرب والأحلام كذلك تموت في اللون ، لوكان بلا أحزان
وأحتربنا بين الغفار عاجلاً وآجلاً وراجلاً تمشيني الشوارع خطوات حامضة
أذن من سيشرب الكأس القادم
ويعفيني من خدر الأوطان القاتمة :
تسمم روحي/ تنعدم الثقة في الأطفال
(مين) هناك ؟
...........
نتفرقْ .


مارس 2006
____________________________
(1) (6) عثمان بشرى .
(2) اسامة الخواض .
(3) في إنتظار غودو – صمويل بيكيت .
(4) عاطف خيري .
(5) مقولة شهيرة سمعتها شخصياً بميدان الحرية بمدينة كوستي في خطاب لأحد قادة الثورة .
(7) أغنية لفيروز .
(8) حادث عنبر جودة مارس 1956 حيث توفي مئات المزارعين على أيدي قوات البوليس .



#عادل_إبراهيم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...
- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل إبراهيم عبدالله - البِدَائِيْ (سرد الأَقَاصِيْ ..، الرِّيْحُ والأَنَاشِيدْ )