أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - ما الذى يجعل الماضى مستمرا














المزيد.....

ما الذى يجعل الماضى مستمرا


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 6111 - 2019 / 1 / 11 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


ما الذى يجعل الماضى مستمرا
سمير الأمير
.....
دعانا المدير إلى اجتماع هام ليؤكد علي ضرورة الجدية في الإشراف أثناء الفسحة..والسبب هو أن ولدا اسمه"محماس " افسد أكثر من نصف طلاب المدرسة..رفعت يدي طالبا الكلمة.وسألت المدير "كيف تأتي لولد واحد يا أبا فهد أن يفسد كل هذا الجمع من الطلاب ؟" فابتسم الرجل ابتسامة ماكرة أشعرتني بغباء استفهامي..ثم دارت عيناه علي الوجوه..وقال " اﻷستاذ جديد علينا يا إخوان ويبدو أنكم قصرتم في إفهامه طبيعة "الورع" نطقها بكسر الراء فشعرت أنني صرت اغبي.. تحولت الابتسامات المتردده إلي ابتسامات عريضة علي وجوه المدرسين "المتعاقدين" والي قهقهات صاخبة علي وجوه أهل البلدة من "الوطنيين " وعندها صاح فيهم المدير " الله هداكم..لا "تضيعون " "الوجت" يقصد " الوقت"، ثم تابع " الفسحة بدأت ولا ابغي فضايح بعد."شوف يابو محمد باختصار..هذا الولد"محماس" نشاطه زائد ومبهدل الطلاب..لازم (تراقبون) دورة المياه بشكل جيد "، في هذه اللحظة تذكرت ما حدث في الفصل في اليوم السابق ،كنت ساعتها منهمكا في شرح "الماضي المستمر" وكان الطلاب ينظرون وكأن على رؤوسهم الطير فقدرت أن قدرتهم على التركيز عالية، ولما رفع أحدهم يده قائلا " أستاذ.. تكفى... أبغى أسألك سؤال؟"، شعرت بسعادة غامرة، إذن فقد كانوا صامتين لكى يستوعبوا القاعدة النحوية وأستطيع الآن أن أستغل الدقائق الباقية فى التفاعل معهم لكى يتعلموا متى يكون الماضى بسيطا ومتى يصبح تاما وما الذى يجعله مستمرا، توقفت عن الشرح وأشرت له و قلت " تفضل ماهو سؤالك؟" فقال " تعرف هادى الممثلة حقكو شى اسمها .. إى.. إى.. شادية؟" كنت قد تعلمت قدرا من الصبر يمكننى من ضبط أعصابى واستيعاب الصدمة منذ قدمت من الوادى إلى هذه الصحراء، قلت " نعم أعرفها" فقال " ودى أسألك من البارحة.. هل هى كانت متزوجه صلاح ذو الفقار؟" فأشرت له أن يجلس ولم أستطع أن أجيبه بحرف وفشلت فى العودة للشرح، ولاحظ الطلاب أن صمتى طال فشرعوا فى الكلام فيما بينهم " ثم رفع " محماس يده " وخاطبنى " بعد إذنك يابو محمد أبغى أروح الدورة" فسمحت له محذرا إياه من التأخير ومهددا بخصم درجتين من درجات أعمال السنة، وما إن خرج حتى رفع " تركى يده" قائلا " هلا أبو محمد, محصور والله أبغى أروح الدورة"، فسمحت له أيضا و سرت همهمة وضحكات،
...
تابع أبو فهد " أرجو أن يكون الكلام واضحا يا إخوان وعلينا أن نحمد الله أن الأمر مقتصر فى مدرستنا على الطلاب، وأرجو أن يظل هكذا، فالأسبوع الماضى واجه مدير إحدى المدارس أحد المعلمين بمنتهى الحسم والجدية إذ بلغه أن هذا المعلم كان يذهب مع " الورعان" لدورة المياه وتم ضبطه متلبسا لمرات عديدة فقام مدير المدرسة بالتنبيه عليه مرة ومرتين وثلاثة فلم يرتدع ، فرفع المدير تقريرا عنه ونقله لمدرسة أخرى عقابا له على فعلته الشنعاء...
كدت أنفجر من هول الصدمة حين فوجئت بردود أفعال الزملاء، منهم من قال " والله مدير رجّال" ومن قال " والله ما قصر ولا عليه زود"، بالكاد سيطرت على أعصابى وقلت " يا سعادة المدير، أتظن أن زميلك هذا المدير الهمام قد فعل الصواب بنقله إلى مدرسة أخرى؟"
فرد " والله إن أمرك عجيب يا بو محمد .. أمرك عجيب .. وإيش تانى تبغاه كان يسوى؟ "ما قلت لك أنه حذره مرة واثنين وثلاثة ومع ذلك استمر!!



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تتعثر نهضتنا العربية الحديثة؟
- رواية-برسكال- رحلة المهمشين إلى متن الحياة فى القرية المصرية
- تكاثر الشعراء
- اللغة والهوية
- حوار مع جريدة الكرامة
- صلاح عيسى -الكتابة بقلب العاشق و بمبضع الجراح !-
- الفصل الأخير فى حكاية مقاومة الشاعر- طارق مايز -للموت
- ملحمة السراسوة أنثروبولجيا الريف المصري
- صندوق ورنيش_ ديوان محمد عطوه
- -شال أحمر يحمل خطيئة -نصوص لا نسوية--
- حرية سليمان ورواية - أسود دانتيل--
- وداعا عم سيد ندا أقدم عمال النسيج فى مصر
- الطالع لوش النشيد
- الثورة والواقع والقصيدة
- فاروق شوشه
- الأدب بين الانعزال والمشاركة المجتمعية
- الذئبة الحمراء.... كيف ننظر إلى -الداخلية- و منظومة العدل
- الأدب الشعبى وبناء الشخصية
- بياض ساخن
- شعر العامية فى المنصورة - فصاحة التمرد-


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - ما الذى يجعل الماضى مستمرا