أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جواني كوردي - ان الثوب لا يصنع راهبا














المزيد.....

ان الثوب لا يصنع راهبا


جواني كوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1521 - 2006 / 4 / 15 - 11:49
المحور: القضية الكردية
    


إن ما يجري اليوم من انتهاكات لكرامة الشعب الكردي في تركيا ومحاولة الشوفينية التركية الحد من طموحات الشعب الكردي ، وأماله لبرهان ساطع على تخاذل العالم الغربي وامتحان سافر يعري قادة الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية من ثوب الديمقراطية المزعومة،وكما يقول المثل أن الثياب لا تصنع راهبا ، فالجرائم الوحشية وأعمال العنف والقتل وأساليب البطش والقوة التي تمارس بحق الشعب الأعزل في كردستان تركيا، والصمت العالمي حيال تلك الممارسات اللاانسانية التي تتكرر على مدى ما يقارب قرن من الزمن، يؤكد يقينا أن مصالح الدول الكبرى مقدم على كل الاعتبارات الإنسانية فما معنى أن يبقى الشعب الكردي مجردا من حقوقه القومية، وحقه في إقامة دولة مستقلة دون أن يتحرك العالم ساكنا لوقف مجازر الدم التي ترتكبها الدول التي تستعمر كردستان وتتقاسم خيراتها وتنهب ثرواتها لقرون عدة ، وعلى مرأى العالم أجمع ، فأين المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والدول المدافعة عن الحريات كما تدعي ، لقد عاش الأكراد وأسلافهم في هذه البقعة الجغرافية الممتدة من سفوح جبال طوروس و زاغروس وغربا حتى الجزيرة السورية ونهر الفرات ثم شمالا حتى البحر الأسود تقريبا منذ آلاف السنين وكانوا على الدوام عنصرا فاعلا في بناء الحضارة الإنسانية ، منذ قيام الامبراطورية الميدية ومرورا بالعصور الوسطى حيث كان صلاح الدين الأيوبي أروع مثال للإخاء والتسامح ،أعاد للدولة الإسلامية أمجادها السابقة وعلى ذلك شهد له مؤرخو الغرب وأشادوا بإنسانيته وعدالته ، فأين الوفاء لأحفاد هذا البطل الكردي الذي حرر القدس وأحقن الدماء وأطلق سراح الأسرى من الغرب وأحسن معاملتهم ،هل جزاء هذه الأمة الأبية أن تتجرّع علقم العيش ومرارة الحياة لأنها من نسل صلاح الدين ، ألا تكفي سنوات المرارة والألم و المعاناة التي ألحقت بهذه الأمة وأبنائها وهي ما تزال إلى ألآن تدفع ثمن حريتها أنهارا من الدماء وقوافل من الشهداء ، هذا الشعب الذي كان ضحية مطامع الغرب و مكائد الإمبريالية العالمية و تنافس القوى الخارجية والمجاورة ، لقد بات العالم برمته يعي حقيقة الوجود الكردي ، كأمة متميزة تمتلك كل مقومات الدولة ، ويدرك الحيف الواقع على رأس هذه الأمة ليس لسبب إلا طابع الوفاء والفداء والإخلاص عنوان هذه الأمة المناضلة التي جزأتها دول الغدر والخيانة بالأمس وترتدي اليوم ثوب الحضارة و الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان وهي ترى اليوم أطفال كردستان و نساءها يقتلون ويذبحون كالشياة برصاص الطورانية ، أين هي مزاعم الغرب الإنسانية كما يدعون ولماذا لا تتحرك أمريكا وحلفائها لترفع الغبن عن الأكراد وتعيد الحقوق إلى نصابها ، لماذا ألأكراد محكومون بالحرمان من حقوقهم في زمن المبادىء والقانون والدساتير ، واليوم ومع تصاعد المد التحرري وانتهاء السيطرة الاستعمارية وحصول معظم الدول على استقلالها بقيت كردستان أكبر أمة على وجه المعمورة محرومة من حقها في دولة تصون كرامتها ، ومحكومة بالعيش تحت رحمة جلاديها ولو صدق القول على دعاة حرية الشعوب لأمكن إيجاد حل جذري لمعاناة هذا الشعب المضطهد و الرازح تحت الظلم و القمع و لأصبحت المسألة الكردية في جدول أعمال مجلس الأمن و المحافل الدولية بما يضمن لهذه الأمة حقوقها المشروعة ، لكن الواقع والملموس غير ذلك ، وكأن ألأكراد مقدر لهم أن يذوقوا العذاب والأمل ، و يعيشوا بلا حدود و وطن ، ففي حين تدافع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها عن حقوق الأكراد في العراق وتدعم العملية السياسية هناك ، نراها تغمض أنظارها عن كل الجهود التركية الرامية إلى إنكار الوجود الكردي ، وسحق هويتهم و شخصيتهم المستقلة متجاهلة الممارسات العدوانية اتجاه شعب يناضل من أجل أبسط حقوقه ، في الحرية والاستقلال ، فماذا لو أن الأتراك أرضوا الأوربيين بحل المسألة القبرصية هل يصير مصير الأكراد إلى المجهول ، وماذا لو أن صدام حسين استمر عميلا مُطاعا لأسياده في أمريكا و محافظا على مصالحها في الشرق هل كان بالإمكان لقوة في العالم أن تسقط نظام صدام ، وتغير في تاريخ المنطقة ، فأين كانت أمريكا وحلفاءها حين قُتل خمسة ألاف كردي في حلبجة بالأسلحة الكيماوية وأين هي دول المثالية من كل ما يلحق بالأكراد في جميع أجزاء كردستان ، من قمع واستبداد ، وقتل وتشريد ، ألم يحن للمدافعين عن حقوق الحيوان أن تستيقظ في نفوسهم مشاعر الإنسانية ويلتفتوا إلى الشعب الكردي المضطهد ويدافعوا قولاً وعملاً عن حقوقه في دولة حرة ذات سيادة، لم يعد خافيا على أحد أن مصالح الدول الكبرى تأتي في مقدمة الأولويات الثابتة وإن كان ذلك على حساب حرية الشعوب و حقوقها وأخيراً فإن ديمقراطية الغرب ليست إلا ثوباً خادعاً تريد أن تغرر به العالم لتحقق مزيدا من المصالح والأطماع في المنطقة وتستكمل سيطرتها على الدول المغلوبة وبالتالي تجني أكبر الفوائد باسم الديمقراطية أما الأمة الكردية فإنها الضحية الدولية والشعب الوحيد الذي يدفع ثمن أطماع الدول الكبرى في بقائه أمة مُجزأة لا تعرف الأمان والاستقرار ، وقد غاب عن بال تلك الدول التي تستعمر كردستان أن إرادة الشعوب لا تقهر و الحق لا يضيع .



#جواني_كوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام العربي بين قيود السلطة وحرية القلم


المزيد.....




- لازاريني: المساعي لحل الأونروا لها دوافع سياسية وهي تقوض قيا ...
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- على غرار رواندا.. هل يرحل الاتحاد الأوروبي اللاجئين إلى تونس ...
- اعتقال العشرات المؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعات أميركية
- طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م ...
- شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو
- ماذا لو صدرت مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل؟
- حراك الجامعات الأميركية يتواصل رغم الاعتقالات ويصل كندا
- انتقاد أميركي للعراق بسبب قانون يجرم العلاقات المثلية
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جواني كوردي - ان الثوب لا يصنع راهبا