أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أشرف طباسي - معركة المرأة من أجل حقوقها ونيل حريتها














المزيد.....

معركة المرأة من أجل حقوقها ونيل حريتها


أشرف طباسي

الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 00:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل الاعتقاد السائد بدونية جنس النساء وأفضلية جنس الرجال مرتبطة بخلق الإنسان، أم أنها وليدة لحظة تاريخية طارئة على خلق الإنسان؟ هذا السؤال يجب الإجابة عليه إن أردنا مجتمعا إنسانيآ متقدمآ كما المجتمعات الأخرى.

لا شك أنه يوجد في موروثنا الثقافي تأكيد دونية المرأة خَلقْاً.وساهم في ذلك الدين والأسطورة، وتم ترسيخ قناعات غير قابلة للنقاش في وعينا وسلوكنا. الاضطراب المعرفي والثقافي اللذين يعيشهما المجتمع ظاهرآ ببعض الفئات منه وخاصه المضطهدة مثل الفقراء إمرأة أم رجل.

لذلك تحرر المرأة مرتبط بتحرر الرجل، وكلاهما مرتبط بتحرر المجتمع من العبودية والاستغلال والاضطهاد وتقدمه الفعلي بجميع جوانبه ومقومات تطوره السياسية والاقتصادية والثقافية وتحقيق الديمقراطية والعدالة..الخ. فالمرأة العربية لا شك أنها قد تحررت نسبيآ من الناحية الاقتصادية، وتعلمت القراءة والكتابة وحازت على مناصب مهمة في الدولة والمجتمع، لكنها لم تستطع التخلص من أنها إمرأة وحياتها مرتبطة بحياة الرجل وسعادتها مرتبطة أيضآ برضى الرجل , فهي ما زالت في عقلها الباطن أقل من الرجل بل تابعه له ولم تستطع التخلص من هذا الشعور" دونية المرأة " .

المرأة العربية تعمل خارج المنزل وداخله وقد تكون أنجح من الرجل في العمل خارج المنزل وقد لا يعمل الرجل , فهي تكنس وتطبخ وتكوي الملابس ولا تسمح للرجل في العمل داخل المنزل ومنهن من تتفاخر بذلك – وهذا راجع لطبيعة حياتها الخاصة - , لكن هذا لا يجب أن يجعلها تعتقد أن هذا عمل الرجل في البيت يقلل من شأنه ! .

لذلك برأيي أن المراة تعاني من التمييز والتهميش والاضطهاد. ومن لا تضطهدها قوانين بلادها، تضطهدها قوانين مجتمعها وعاداته ومفاهيمه، وتزداد معاناتها صعوبة عندما تكون متعلمة وذكية وطموحة ومبدعة.. لكن مجتمعها مجتمع مغلق، ويتمسك بالعادات والتقاليد والمفاهيم الموروثة عن القبيلة أو العائلة أو الطائفة.

لذلك تعيش المرأة العربية بشكل عام هذه الآونة مرحلة مخاض صعبة، لبناء ذاتها، ونيل حريتها وحقوقها المحرومة منها. فهي تكافح كفاحآ مريرآ لإثبات كفاءتها، ووضع قدمها في الساحة العامة، ممهدة الطريق لتكون شريكآ أساسيآ في بناء أسرتها ومجتمعها ووطنها، ولتجاوز النظرة الدونية لها المرتكزة على أنها لم تُخلق سوى للخدمة والجنس والإنجاب، وتتحدى الفكرة التي تقول بأنها ليست إنسانآ، بل نصف إنسان شرعآ وقانونآ " ناقصة عقل ودين "، وتُعامل على هذا الأساس منذ نعومة أظفارها. وتواجه قائمة هائلة من الممنوعات.

فهي منذ طفولتها عليها أن تخدم في المنزل إخوتها وأشقاءها الذكور، وفي المدرسة تتعرض وجهآ لوجه من قبل المربين والأساتذة للتمييز بينها وبين الولد الذكر. فالحب شفقة على ضعفها وفي أحسن الحالات يقدر تفوقها وإمكاناتها لأنها أنثى ضعيفة لم نتوقع منها ذلك التفوق... أو نشفق عليها أو نحبها لجمالها تنفيسآ لرغبة جنسية. فندور نحن وهي في حلقة معيبة مفرغة. أما في الجامعة فخياراتها في فروع العلم والتخصص محدودة، لأن للإناث فروعآ خاصة تليق يهن، وكأننا فصّلنا هذه الفروع للمرأة.

ونحن نعمل كي لا تفلت من دائرة خدمة الرجل، وأن تكون دائمآ تابعة له.. وممنوعة أيضآ من السفر، وقرارها بقبول واختيار شريك حياتها مرتبط بولي أمرها. فإن لم يكن الأب فالأخ، وإن كان أقل منها قدرآ وكفاءة وعمرآ ! لله العجب في ذلك.. حتى الأم يصبح ولي أمرها ابنها الأقل منها في كل شيء, ومطالبة ايضآ بعدم إظهار وجهها، بقصد طمس معالمها وملامحها، كي تكون مجرد رقم بين أرقام النساء، بحجة أن كل ما فيها " عورة " ويجب ستر العورة. كما أنها ممنوعة من طلب الطلاق مهما جار عليها زوجها، ومهما تزوج عليها مثنى وثلاث ورباع..!!

لقد انتزعنا منها خياراتها، وأجبرناها على توقيع صك عبوديتها، وتبعيتها لمالكها الأب أو الأخ، أو الزوج الذي يتحتم عليها الخضوع المطلق له، فهو الآمر الناهي لها، المتحكم في حركتها وعقلها وعواطفها ورغباتها. ومن حقه أن يضربها ويؤدبها ويهجرها في الفراش. باسم أفكارنا الموروثة اضطهدت، وباسم العادات والتقاليد أهينت، وتحولت إلى أداة تفريخ وخدمة. تلك هي أحوال مجتمعاتنا، التي لن تتحرر من غفلتها وخيبتها إلا بتحرر نسائها. ولن تتحرر نساؤها إلا بتحرر رجالها من أغلال المفاهيم والقوانين الرجعية المتخلفة. فكم من النساء هن على استعداد لخوض معركة التحرر هذه، وكم من الرجال على استعداد لدعم المرأة في معركتها تلك؟

أيتها المرأة أختآ كنتِ أم بنتآ أم أمآ أم زوجة أم محبوبة، أنا كرجل لا أقبل أن تكوني أقل مني شأنآ، وكل ما أرجوه أن لا تقبليه.
لكنك لا تتوقعي أن يمنحك الرجل حريتك ويُهديك استقلالك. لتؤكدي ذاتك فالأمر مرتبط بك أولآ، ومرتبط بتكامل الجهود بين الرجل والمرأة.ثوري على الواقع، تمردي على الرجل وسيادته. وقد تخسرين المعركة الآن.. لكنك ستؤسسين لمعركة ناجحة تخوضها بناتك غدآ..
قبل الختام أريد أن أذكّر بقول سيمون دي بوفوار ( المرأة لا تُولد امرأة وإنما تُصبح امرأة )



#أشرف_طباسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “والله أختي مخطوفة”.. خطف النساء العلويات بين الإنكار والتوا ...
- رجل يقتل امرأة بالمكسيك ويلوذ بالفرار بعد جدال حاد بينهما.. ...
- تقرير دولي: متوسط الخصوبة في العراق يبلغ 3.3 طفل لكل امرأة
- الاعلانات التي يروج لها المؤثرون الاطفال على وسائل التواصل ا ...
- تناول العنب يوميا يحسن قوة العضلات لدى النساء بعد انقطاع الط ...
- هل إمتاع الذات هيؤثر على صحتك؟
- بالتزامن مع اليوم الدولي .. جلسة معرفية عن التعاونيات
- فرانشيسكا البانيزي.. المرأة الشجاعة التي تستحق جائزة نوبل
- في العراق.. كابوس الحضانة يفتك بصحة النساء النفسية والجنسية ...
- بيان تضامني مع سنية الدهماني واستهداف الناشطات في تونس


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أشرف طباسي - معركة المرأة من أجل حقوقها ونيل حريتها