أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)















المزيد.....

بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)


كريم عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 6075 - 2018 / 12 / 6 - 20:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بتبنّي اليسار لوهم الأمة العربية الواحدة من خليج الفرس إلى محيط الأمازيغ تسقط كل شعاراته الثورية ويصبح جزء لا يتجزأ من المشروع العروبي الإسلامي الذي حمل بذرته الأولى كتاب القرآن ذلك الكتاب النازي الذي أعلن الحرب على العالَم بأسره ليكون عبيدًا لـ "السادة العرب" حيث قال محمد ومنذ الفترة المكية ((قولوا كلمة واحدة بها تملكون العرب وتدين لكم العجم)) والمقصود بهذه الكلمة -السحرية- "لا إله إلا الله" وبعدها عند -التمكين- تأتي "محمد رسوله" أي توحيد العرب تحت راية واحدة / راية "مقدسة" تطلب "إعادة الحق إلى أهله" فالأرض أرض الله (!) وله أن يورثها لمن يشاء وسبحانه لا يسأل عن شيء (!) والله ورث هذه الأرض ومن عليها للعرب / -خير أمة- اختارها هذا الله لتبلغ عنه رسالاته لخلقه "الأعاجم" /"الوثنيين" ومعهم "المغضوب عليهم" اليهود و "الضالين" النصارى (!)

ولذلك لا يفهم الكثيرون من غير المسلمين إلى اليوم كيف لا يزال يزعم هؤلاء أن غزوات محمد وورثته كانت "دفاعية" وهي تبعا لهذا "المنطق الإلهي / البدوي" "دفاعية" (!) فمحمد كان يبدأ بالهجوم نعم لكن فِعله ذاك كان لاسترداد "أرضه" / "أرض الله" من مغتصبيها (!) ، نفس هذا الفكر البائس / الاستعماري تبناه اليساريون الذين لا يزالون يتباكون على "ضياع الأندلس" فالأرض الإسبانية التي "وطئتها" أقدام العرب صارت وقفا أبديا لهم وهو نفس الفكر الإسلامي الهمجي الذي يعتبر أصلا من أهم أصول العقيدة الإسلامية التي لم تكن إلا مشروعا سياسيا من ألفها إلى يائها تماما مثل العقيدة العروبية التي تنطلق من أقوام ليسوا عربا ادعوا عروبة تعصبوا لها أكثر من العرب أنفسهم وتحت هذه العروبة أكملوا مشروع العقيدة الإسلامية في أسلمة وتعريب الشعوب لاستغلالها وتجنيدها إلى الأبد لأهدافها ومصالحها والتي تتنافى (جملة وتفصيلا) مع المصالح الحقيقية لتلك الشعوب المعرَّبة .

وإلى اليوم -وعكس أحلام اليساريين- نرى هذه الشعوب مغتربة عن ذاتها مستلبة في تاريخها وشخصيتها تتقاذفها القوميات (الحقيقية) من كل جانب إضافة إلى السيد الرأسمالي الغربي : شعوب الشرق الأوسط وشمال افريقيا حالها كالكرة يتقاذفها العرب (الحقيقيون) من جزيرتهم والفرس والترك تحت إدارة أسياد العالم الأمريكان والأوروبيين إضافة إلى الروس والصينيين ، شعوب يعمل الجميع على تجهيلها وإبعادها عن خلاصها الذي يستحيل أن يكون بيد من لا يزال ناكرا لأصله ومتزلفا لبدو الصحراء مدعيا أنه ضدهم ويرفض سياساتهم وبداوتهم ، "ملكيون أكثر من الملك" هذا هو حال نخب هذه الشعوب بإسلامييهم وبيسارييهم والعجيب أنهم لا يزالون ينادون بنفس الأوهام وبنفس الأهداف التي صارت حقيقةً أسطوانة مشروخة بل ومقززة تجاوزت حتى وهم المعزة التي تطير ، أحلام هؤلاء أصلها فاسد ولا يسندها لا تاريخ ولا علم ولا منطق لكنهم يصرون عليها ويصرون ولا يُسمع صوت آخر غير أصواتهم فكيف لهذه الشعوب المسكينة أن تتحرر ونخبها (كلها) عن بكرة أبيها في نفس الوهم تسبح ومن نفس المستنقع الآسن تنهم!

يكتب سمير أمين تحت عنوان ((خطاب القومية)) ((أنا لا أخالف هذا التيار [يقصد تيار القومية العربية] من حيث المبدأ فيما يتعلق بالهدف- ألا وهو إنجاز الوحدة العربية، التى أعتبرها ضرورة تاريخية.)) ولعل من العنوان "البليغ" الذي كتبه غازي الصوراني نستطيع أن نتعرف على من كان سمير أمين فهو -والكلام للصوراني- ((المفكر الماركسي العربي المصري سمير أمين)) ولا أظن أن الألقاب قد اختيرت جزافا بل نقلت واقع الرجل كما هو أي تقدم ماركسيته وعروبته على مصريته التي حلت في المرتبة الأخيرة ، وأضيف إليها من عندي ("المفكر" الإسلامي العربي المصري محمد عبده) لنعي جيدا أن عبد الناصر لم يأت من السماء التي لا يأتي منها شيء بل كان نتاج السائد على أرضه أي الإسلام والماركسية لكن من أرضيةِ "حقيقةٍ مطلقةٍ" لا يشكك فيها أحد أي العروبة ، والسائد كان -ولا يزال- فاسدا لذلك لم ينجح عبد الناصر ومن والاه ولن ينجح من لا يزال حاملا لذرة من "فكره" لأنه وببساطة "ما بُني على باطلٍ باطلٌ" لن يدوم حتى وإن حقق بعض "الانتصارات" المرحلية .

طبعا سمير أمين ككل اليساريين يدّعي أنه ضد النعرات القومية ومنها القومية العربية وزعمه ذاك يسقط بقبوله بأهداف هذه "القومية" أي "الوحدة العربية" و "الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج" ولنا وقفة مع هذه المصطلحات العنصرية التي يطلقها الجميع دون استثناء وكأنها بديهيات لا تناقش والخلاص -ليس الشيطان- في التفاصيل: ألا ينفي مصطلح "عالم إسلامي" وجود كل غير المسلمين ؟ وإن قال بوجودهم ألن يكونوا مجرد توابع له وذميين مهما كانت عقائدهم -ولا أقصد فقط المسيحيين- ؟ كيف يزعم أحد أنه ينادي بمبادئ العلمانية والديمقراطية والمواطنة وهو ينسف كل ذلك بإطلاق مصطلح "عالم إسلامي" الذي يعني عالما للمسلمين بأرضه وبشعوبه وبثقافته ؟ بالمقابل ألا يعني "عالم عربي" أنه عالم للعرب ؟ وهل حقا هذه الرقعة الجغرافية من الشعوب المعرَّبة هي عالم للعرب ؟ هل هذه الشعوب حقا عربية ؟ وإن زعمنا ذلك وصدقنا هذا الزعم، ألا يوجد اليوم من هم -معترف بهم- أنهم غير عرب كالأكراد والسريان والأمازيغ الذين لا يزالون يتكلمون لغاتهم ؟ ألا يعني مصطلح "عالم عربي" وغيره من كل شيء تلصق به صفة العروبة أن هؤلاء الغير عرب ليسوا مواطنين بل هم دخلاء على عالم العرب هذا وسكان ملحقون بأرض العرب والحال أنهم على أرضهم منذ فجر االتاريخ ؟ ألا تذكرنا هذه المسميات بالتراث العربي الإسلامي الأصيل الذي نسب تاريخ الشعوب وأراضيها لمن حكمها واستعمرها كإمبراطورية الأمويين والعباسيين والفاطميين وغيرهم ؟ ألا نفهم من ذلك كيف عَرّبتْ تلك الحركات التي سُميت زورا "وطنية" شعوبها وفرضتْ عليها هوية ودولا عربية فصارت بقدرة قادر شعوبا عربية كما يسميها على السواء الإسلاميون واليساريون ؟ مع الفارق مع السلطات الغازِية القديمة التي أخذت أسماءها من آبائها (الأمويين/ العباسيين...) أما الأخيرة فأخذتها مباشرة من المستعمِر البريطاني والفرنسي اللذين صنعا لها الدول والأعلام وجامعتها ؟ ويستغرب من هم مثلي كيف لا يزال يسأل العاقِل اليوم عن سرّ دعم فرنسا وبريطانيا -ووريثتها أمريكا- للدول العربية ولإسلاماتها و "الدول" شيء والشعوب التي تحكمها شيء آخر لمن يجهل أو يخلط بين الإثنين ؟

بقولي الوجيز هذا أزعم أن اليساريين هم والإسلاميون وجهان لنفس العملة : العروبة ، لكن مع الفارق فالإسلام حقيقته عروبة فقد ((لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل)) أما الماركسية فلا لكنها مع هؤلاء اليساريين المستعربين أصبحت عروبة قبل أن تكون صراعا طبقيا وتحرريا من استغلال البرجوازيات الحاكِمة والحاكِمة بماذا؟ : بالإسلام والعروبة !! يسار هؤلاء ينطلق من سحق الهويات الأصلية / الحقيقية مثله مثل الإسلام ومثل العروبة ليسوِّق لنا أن القضية صراع طبقي (حصرا) في حين أن الصراع الطبقي حقيقة ينقصها صراع تحرري أصيل ألا وهو الاضطهاد بل والتغريب والسحق الهوياتي ولذلك لا يختلف الإسلاميون واليساريون في بلداننا فالمشروع واحد وإن زعم كل منهما مرجعية مختلفة .

أقول أن اليسار والماركسية ليسا حكرا على هؤلاء العروبيين ، المستقبل سيأتي حتما بيسار ينطلق من أرضه ومن هويته الحقيقية ويرفض التبعية والقبول بهذا اليسار العربي الذي زاد من تنفير شعوبنا من شيء اسمه ماركسية ولن تنطلي عليه أكاذيب هذا اليسار المتعلقة بكل مسائل القومية التي كما قلت يدّعي محاربتها وهو المتبنّي لكل أطروحاتها العنصرية ولا فرق بين عبد الناصر وصدام والأسد وعفلق وسمير أمين ومعهم القرضاوي الذي صدق في القول المنسوب إليه في اجتماع المؤتمر القومي الإسلامي في الدوحة في كانون الأول / ديسمبر 2006 ((من يريد أن يفصل بين العروبة والإسلام كمن يريد أن يفصل بين الروح والجسد)) : قوميو العروبة يقدّمون جنسهم المزعوم والإسلاميون يقدّمون إسلامهم واليساريون يقدّمون صراعهم الطبقي -العربي- والثلاثة في الأخير "واحد" ، المشروع واحد والأهداف التي لن تتحقق ولو بعد مليار سنة .... "واحدة" !



#كريم_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (2)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا
- الماركسيون والإسلام : نظرة سريعة
- لماذا يتواصل تعثر نهضتنا ؟


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي يمنح الجنرال امير علي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق:استهدفنا فجر اليوم بالطيران الم ...
- اكتمال تثبيت الأجراس الثمانية لكاتدرائية -نوتردام- بباريس قب ...
- قائد بحرية حرس الثورة الإسلامية العميد تنكسيري : سنقف بوجه ا ...
- قائد بحرية حرس الثورة الإسلامية العميد تنكسيري: سنقف بوجه ال ...
- مصر.. جدل بعد أمر النائب العام بفتح تحقيق حول -ديوان شعري- ب ...
- رئيس مجلس الشورى الاسلامي: لايمكن للاعداء ان يمسوا باستقلال ...
- رئيس مجلس الشورى الاسلامي: بناء على تصريحات قائد الثورة لابد ...
- بيربوك تعتبر هجوم 7 أكتوبر نقطة تحول لكل من اليهود والألمان ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأقمار ا ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)