الأسواق التجارية وفوضى المدن

آلاء عبد الحي جبار

الحوار المتمدن-العدد: 6043 - 2018 / 11 / 3 - 18:16
المحور: المجتمع المدني
    

يبدو ان الفوضى تجتاح بيوتنا، بل حتى تجاوزت على اجسادنا وسيطرت على عقولنا، اصبحنا اكثر فوضوية في وقت يصمت فيه العالم!
الفرد الواحد منا ﻻيستطيع الراحة في جنته التي هي داره! تلك الفوضى العارمة تشهدها اغلبية المناطق السكنية في العاصمة بغداد.
تساؤﻻت عدة تشغل ذهني، وترهقه حد اﻻعياء.
ماحل بنا؟
كوطن وافراد.
هل الوطن سرقنا ام نحن من سرقناه؟
هل الوقت قتلنا ام نحن من قتلنا؟
وجدت جواب مقنعنا بعد جلد ذاتي لمرات عدة
نحن ﻻنحب الوطن
كيف؟

نعم ﻻ نحب وطننا، نحن نقتل وطننا كل يوم ونسقى من دماءه، نحن نسهم في رميه للجحيم، نحن شعب يصنع الفوضى ﻻن الفرد الواحد منا ﻻ يعلم ما يريد، وان وجد هدف، فالهدف وهمي ﻻ محالة من ذلك!
نحن شعب ازدواجي، ﻻ نحب الناجح نضع امامه العديد من العوائق كي ﻻ ينجح، نحن شعب نستعير من الشيطان الكثير من اﻻقنعة حتى نصل الى حالة الذروة في الحيونة!
كي نقتل بعضنا بدم بارد ..

كيف يتم ذلك، ﻻ اميل الى الفلسفة ابد، وﻻ الى الطاقة السلبية، وانما اجلد ذاتي ﻻخرج ما بجعبتي من حقيقة وان كانت مرة يتوجب عليه طرحها.
كل فرد منا مسؤول عن الوطن.
لماذا ندعي الوطنية ونحن نقتل الوطن؟
اغلبية المناطق السكنية في العاصمة بغداد لم تعد صالحة للسكن، بسبب الفوضى التي اجتاحت تلك المناطق، نتيجة كثرة وازيادة الاسواق التجارية التي يتخذها الكثير من العوائل العراقية كشماعة لمصدر الرزق نتيجة الفقر والعوز الذي يعاني منه الفرد العراقي.

هذه الظاهرة اتخذت تزداد اكثر فأكثر، مما ادى الى تشوه معالم المنازل الخارجية، بسبب استغﻻل مناطق التهوية في المنازل
(الحدائق )، وارصفة الشوارع وتحويلها الى اسواق تجارية، متخذين من الفقر درعا لما يفعلوه من تشويه.
سابقا في قانون السكن، توجد فقرة في العقد ثابتة تنص على كل مواطن بصدد انشاء عقار يتوجب عليه ترك مجال لتهوية المنزل وزرع شجرتين، حاليا القانون السائد (ابني البيت كله، وﻻ تترك مكان ابد واستغله ﻻن مصدر رزقك، واقطع الشجرة الي على الرصيف ووسع اﻻسواق، وتجاوز على الرصيف ومعليك بالمواطن)!!!!
اين السكينة يابشر؟

بجواركم مرضى، وكهلة، واطفال، بجواركم من يحتاج الى الراحة ليهرب من هموم الحياة الى الصمت.
حتى الصمت اصبح يستجدي من الصراخ صوتا؟ اﻻ من يسمع ذلك!!!
مع ذلك انا ﻻ اضع اللوم كله على عاتق المواطن، سبق وان ذكرت نحن شعب ﻻ نحب وطننا، نحب انفسنا فقط، الرادع الوحيد لنا هو القوة، ونظرا لغياب القانون الذي يتمثل به القوة، وتقاعس الدوائر المعنية بهذا الشأن، ويرفع شعار " اني شعليه، وانت شعليك"، نضيع في دوامه التساؤﻻت من هو المسؤول عن فوضى المدن؟

#آلاء_عبد_الحي_جبار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات