أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فراس مهدي زوين - المنافذ الحدودية النفط البديل















المزيد.....

المنافذ الحدودية النفط البديل


فراس مهدي زوين

الحوار المتمدن-العدد: 6024 - 2018 / 10 / 15 - 02:29
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


شهدت الاعوام الاربعة الاخيرة من بعد عام 2014 ايام عجاف، وقلق متزايد بتزايد هيمنة النفط على ايرادات الدولة وانحسار باقي قطاعتها ، في ضل انهيار الاسعار العالمية وتراجع سعر البرميل الواحد لحدود 30 دولار، وبواقع ينذر بعواقب وخيمة ان لم تتعلم الدولة من المشاكل المالية لتلك السنوات، وتباشر بوضع الخطط الاستراتيجية لتغير حال العراق من دولة ريعية الى دولة انتاج او دولة جباية على اقل تقدير.
ان الطريق الى هذا التغيير يمر عبر مراحل عديدة أولها واهمها هو تكثيف الإيرادات غير النفطية .
ويقصد بتكثيف الإيرادات، هو زيادة مدخلات الدولة من الاموال ، عن طريق تفعيل وتطوير باقي قطاعاتها ، الإنتاجية او الصناعية او الزراعية او الخدمية ، وكل ما يمكن ان يحقق تدفق مالي لخزينة الدولة سواء كان بالعملة المحلية او العملة الأجنبية .
واحب هنا ان اسلط الضوء على المنافذ الحدودية ، باعتبارها من اهم مصادر الايراد ، ان لم يكن أهمها .
نظراً لاعتماد العراق منذ عام 2003 ولغاية الان على استخراج النفط الخام وبيعه في الأسواق العالمية ، واعتباره الاساس في بناء سياسته المالية ، مهملاً بذلك باقي القطاعات بمختلف جوانبها من خلال اعتماد المنهج الريعي في رفد الدولة باحتياجاتها المالية ، حتى تجاوز ما يدره النفط 72 ترليون دينار عراقي من اصل 91 ترليون دينار قيمة الموازنة الكلية لعام 2018 .
ان هذه الاهمال قد اسس لضعف الإنتاج الداخلي، وعدم قدرتها على تغطية الطلب المحلي المتزايد وتلبية حاجات السوق على اقل تقدير ، ليحل بدلها الاستيراد .
لقد شهد العراق عام 2003 انهيار النظام السياسي القائم في ذلك الوقت على يد التحالف الدولي، وفتح الأبواب على مصراعيها للأسواق العالمية لتمزق وبكل قسوة الصناعة والزراعة المحلية، والتي كانت اصلاً تترنح نتيجة سنوات الحروب والحصار الدولي وسوء الإدارة السياسية والاقتصادية للبلد .
لقد أعقبت عام 2003 سنوات من التخبط السياسي والاخفاق الأمني وسوء إدارة الملف الداخلي والذي تمثل بعدم اضطلاع الحكومات المتعاقبة بواجبها ببناء واقع انتاجي وانقاذ الجانب الزراعي من الاهمال وترك الملايين من الدوانم الزراعية فريسة سهلة للجفاف والتصحر، فضلاً عن هجرة معظم المزارعين لأراضيهم والتحاقهم بطابور الباحثين عن التوظيف الحكومي، بما يشكله من عبئ ارهق كاهل الموازنات العامة ووسمها بالصفة التشغيلية .
ان النتيجة الحتمية لهذا الإهمال هو تحول الطلب العراقي المتنامي للسلع والخدمات الى هدفاً سهلاً ولقمة سائغةً للأسواق العالمية ، ومنفذاً لتصريف بضاعتهم ومنتجاتهم ، حيث يستورد العراق قرابة 97٪‏ من احتياجاته المحلية ، فيما تشير العديد من الاحصائيات ان العام 2017 شهد تبادلا تجاري بقيمة 55 مليار دولار عبر المنافذ الحدودية، كان من المفترض ان تشكل الرافد الثاني للموازنات الحكومية ، بعد النفط، لتغطية الانفاق العام للدولة ، وهنا تبرز المفارقة حيث لم يحقق العراقي من منافذه الحدودية سوى( 550 ) مليون دولار ، أي ما نسبته 1٪‏ من قيمة التبادل التجاري، وهذا بحد ذاته كارثة بالمقاييس الاقتصادية والمالية والإدارية حيث انه لم يصل حتى الى عتبة ال 5٪‏ كحد ادنى لقيمة التعريفة الجمركية على المواد الداخلة للبلد وكما حددتها سلطة الاحتلال والمتمثلة بالسفير الامريكي بول بريمر في ذلك الوقت من عام 2003 ، ويمكن ايجاز العوامل المتحكمة بالمنافذ الحدودية والتي اثرت سلبا وبصورة كبيرة في مستوى واردتها المالية بما يلي .
1. التعقيد والروتين وتفشي البيروقراطية في المعاملات الرسمية للبضائع الداخلة للبلد، وبما يعزز الواقع المتخلف لإدارة المنافذ الحدودية
2. سيطرة بعض الأحزاب السياسية والمافيات الاجرامية على الكثير من المنافذ الحدودية، وتدخلهم في ادخال البضائع بطرق غير شرعية تكلف خزينة الدولة مليارات الدولارات .
3. تفشي الفساد المالي والإداري في المنافذ الحدودية وتزوير الأوراق الرسمية للعديد من البضائع الداخلة، لغرض التهرب الضريبي ، حيث ذكرت بعض التقارير ان العراق يخسر 15 الف دولار في الدقيقة الواحدة بسبب الفساد في المنافذ الحدودية.
4. قدم طرق الدفع والتقييم واطر العمل البدائية وعدم ادخال طرق ال فع الالكتروني، اضعف من الرقابة الحكومية على أداء العاملين في هذه المنافذ .
ان الإدارة السليمة والكفؤة لهذه المنافذ يمكن ان تحقق أرباح وايرادات للخزينة الحكومية قد لا تقل عن الإيرادات النفطية ، او قد تكون داعماً اكبر لها ، ويمكن إيضاح ذلك من خلال ما أعلنته هيئة اعلام المنافذ الحدودية عن قيامها بحملة منظمة وصارمة لمنع حالات الفساد المالي والإداري اثمرت عن نتائج تعكس الأموال التي قد تتحقق من هذه المنافذ في حالة استثمارها بالشكل الصحيح ، حيث أعلنت هيئة المنافذ الحدودية / منفذ ميناء ام قصر الشمالي عن احصائيات بينت من خلالها ان الإيرادات المتحققة ما بين الفترة من 1 - 9 حزيران 2018 قد بلغت اكثر من 31 مليار دولار ، في الوقت الذي كانت الإيرادات المتحصلة لشهر نيسان الماضي 19 مليار دولار ولك ان تلاحظ الأرقام وتتصور الفرق ، وقد يكون من الجدير بالذكر ان هيئة المنافذ الحدودية استلمت مهامها في 2 أيار من هذا العام .
ان أهمية المنافذ الحدودية تتعدى فرض التعريفة جمركية ومراقبة البضائع الداخلة الى ماهو اكثر من ذلك، ويمكن ايجازها بعدة أمور ،

• فحص ومراقبة السلع والمواد الداخلة للبلد والتأكد من صلاحيتها وإمكانية استخدامها البشري وانها لا تشكل أي خطر على الانسان سواءً صحياً او امنياً .
• التأكد من كمية وجودة البضائع الداخلة للأسواق العراقية والحد من سياسة الإغراق ، والمتمثلة باستيراد كميات كبيرة من سلعة معينة وبمواصفات رديئة يكون سعرها منخفض وذات مواصفات رديئة .
• وضع الاسس السليمة لعملية الاستيراد والتأكد من عدم استيراد أي منتج يمكن انتاجه داخلياً ، حفاضاً على الإنتاج المحلي وتشجيعاً للصناعة العراقية .
• فرض نسبة ضريبية معينة كتعريفة جمركية على السلع الداخلة بناء على نوع السلعة وقيمتها ، تختلف من سلعة الى أخرى ، فقد تكون 5٪‏ في بعض السلع ، وقد تصل الى 200٪‏ في سلع أخرى .
• الحد من خروج العملة الأجنبية وإيقاف نزيفها للخارج ، من خلال الرقابة على الاموال الخارجة .
• تعتبر إدارة المنافذ الحدودية واحدة من اهم أدوات محاربة غسيل الأموال ، من خلال متابعة التحويلات المالية للخارج بحجة استيراد البضائع والتأكد من سلامة الموقف التجاري للجهة المستورِدة.
ان توجه الحكومة نحو تكثيف الموارد الغير نفطية أصبحت ضرورة ملحة لا تقبل المماطلة او غض الطرف، لضعف الموارد غير النفطية وتخلفها ، فخلال الفترة التي أعقبت عام 2014 وعند انخفاض أسعار النفط عالميا لحدود 30 دولار للبرميل الواحد توجهت الحكومة نحو خيارات الاقتراض سواءً الداخلي من خلال السندات المصرفية او الاقتراض الخارجي وهذا التوجه يعد من اكثر الامور خطورة ، لان معظم هذه القروض لم تكن قروض استثمارية وانما كانت قروض لأغراض تشغيلية يتعلق قسم كبير منها بتسديد التزامات الحكومة من الرواتب او الانفاق الجاري ، والخيار الثاني الذي اتخذته الحكومة ، هو فرض استقطاعات بنسب معينة من رواتب الموظفين بهدف تدعيم الانفاق العسكري لإدامة زخم المعركة ضد داعش ، ومثل هذه الخيارات وامثالها لاتعد حلولاً جذرية تخرج العراق من ازمته المالية ، بقدر ما يمكن ان يوفره تكثيف الموارد المالية من المنافذ الحدودية في وقت بلغت عملية التبادل تجاري الى 55 مليار دولار سنويا .
مما تقدم يتضح الأهمية التي يمثلها المنافذ الحدودية في دعم الواقع المالي للبلد في ضل تقلبات أسعار النفط ، وهناك بعض النقاط التي يجب على الحكومة اخذها بالاعتبار لزيادة وتكثيف الايراد المادي لهذه المنافذ .
1. القيام بإصلاحات مالية وإدارية للقضاء على الفساد الإداري الذي اجتاح المنافذ الحكومية ، وتسهيل الاجراء الروتيني لمعاملات الادخال للبضائع .
2. الضرب بيد من حديد من خلال حملات امنية وعسكرية شاملة للقضاء على المافيات والعصابات التي تتحكم بالمنافذ الحدودية للبلد .
3. اضطلاع الحكومة بدورها الحازم في فرض نفوذها وبسط ارادتها ، وابعاد الأحزاب السياسية وإيقاف تدخلاتهم في المنافذ الحدودية .
4. وضع سياسة تجارية واضحة المعالم مبنية على الأسس الاقتصادية والعلمية ، ووضع جدول لتقديرات التعريفة الجمركية ونسب فرضها تتناسب وقيمة السلعة الداخلة وبما يخدم المنتج المحلي ، ويحقق الحماية للصناعة الوطنية .
5. الجدية في تفعيل جهاز التقييس والسيطرة النوعية ، ومنحة المزيد من المساحة للعمل والرقابة لما يشكله من أهمية في الحفاض على سلامة المواطنين ، والحفاض على صحتهم .
6. تطوير البنى التحتية للمنافذ الحدودية فيما يتعلق بشحن وتفريغ البضائع وطرق التوصيل والتأمين .
7. استخدام التكنلوجيا الحديثة ، من خلال ربط كل المنافذ الحكومية بمنظومة عمل الكترونية ، تمثل قاعدة بيانات ومعلومات واحصاءات واحدة للسيطرة على البضائع الداخلة ومراقبة كمياتها وجودتها .
8. تنظيم عملية الاستيراد وحصرها، من خلال منح اجازات الاستيراد للشركات المختصة، وحسب اختصاصاتها وعدم ترك الباب مفتوح للاستيراد العشوائي.



#فراس_مهدي_زوين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتجاهات الانفاق العام في دولة رصد التخصيصات
- عادل عبد المهدي ... بين ثوابت الاقتصاد ومتغيرات السياسة
- التظاهرات الشعبية بين الخطط الانية والحلول الجذرية
- السياحة في العراق اهمال البدائل المتاحة
- التنوع الاقتصادي وضرورة البدائل
- البيئة الاستثمارية بين الواقع والطموح
- ماء البصرة بين الترقيع والحل
- البطالة في العراق ... بين مطالب المتظاهرين والحلول الآنية
- ازمة المياه في العراق بين تجزئة الواقع والنظرة الشاملة
- الليرة التركية بين مطرقة السياسة وسندان الاقتصاد
- الموازنة العامة نفط الموظفينف
- القطاع الخاص .. قيود الماضي واهمال الحاضر


المزيد.....




- 25 كيلوغراما من الذهب تطيح -آخر دبلوماسية أفغانية-
- حقيقة إصدار عملات بلاستيكيه فئة الـ 50 جنيه بعد الـ 10 و 20. ...
- الدبلوماسية الأفغانية الوحيدة تقدم استقالتها بعد احتجازها في ...
- 25 كيلوغرام من الذهب تطيح -آخر دبلوماسية أفغانية-
- تطبيق واتساب بلس الذهبي WhatsApp Gold حدثّ نسختك الآن واستمت ...
- فرنسا تفتح تحقيقا بحق -توتال إنيرجي- على خلفية مجزرة مارس 20 ...
- كيف سيؤثر تباطؤ الوظائف الأميركية على قرار الاحتياطي الفدرال ...
- تقرير عبري: صادرات النفط من أذربيجان إلى إسرائيل عبر تركيا م ...
- السعودية تستورد 160 ألف سيارة عامي 2022 و2023
- معهد -موسكو- للطاقة يطوّر تكنولوجيا جديدة لإنتاج الهيدروجين ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فراس مهدي زوين - المنافذ الحدودية النفط البديل