شيخ في الثلاثين

نور العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 10:15
المحور: الادب والفن
    

تمر كالنسمة أمامي وتطير أقدامها بخفة ورشاقة
تستحلي عيوني النظر
وآه......
آه من النظر إليها
سهم من سهام الشياطين
وأنا....أنا شيخ في الثلاثين
لم ألمس سوى يد امرأتي
ولم أذق طعم الود إلا في صدر أمي
حرامٌ .....حرام هذا السحر.........
السحر في عينيها ....
والخمرة في شفتيها , تسكرني حتى الوريد...
حتى أضيع في السموات العلا
وأصيح أيها العلي القدير
ما ذنبي في عشق فتاة من نار
فتاة كالنّوار...
أنظر إلى جسدها النحيل وأتحسر أنني
يا فاتنتي
لم أخلق متمردا
الحب .....؟
الحب ماذقته إلا حلالا...
ولم يوجد العشق إلا ليلة الزفافا
وأنت ....أنت تحرقين الكون
في أصابعك
آه....لو أني ألثمها مرة ...
ثم أتوب أو أرجما.....
لا فرق عندي مادام السحر قد حُرما
السحر في عينيك ,في شفتيك
لابل في قدميك.....
تطير كفراشة وتلاحقها خفقات قلبي
وما أنا سوى شيخ في الثلاثين
وأنت من خلق الإله الواحد
فلم حبك علي محرما؟
آه ....
ألا ليت عينيك محرابي
وبين ذراعيك تكون صلاتي
والنأي عنك صيامي
فالشرب من عينيك حلالا
والسعي إلى شفتيك احتراما
والنظر في عينيك امتثالا
وأنا ...ما أنا سوى شيخ في الثلاثين
لما أذق طعم الحراما
والآن أشتهي لو أني أطول من قديك ابتساما
ومن رموشك ارتشافا
ولو أني أطول العلا ....
في قديك ...في عينيك
لو أني أطير وأحلق
وأخطفك كنسر
وبعيداً يا ملاكي أرتمي بين ذراعيك
وأذوق في عينيك سعير النار
وأذوق من يديك ارتجاف الأكوان
لو أني أذوق فقط نقطة خمر تسكبيه من
أصابعك
وارشف الكون كله بنقطة تسير على قدميك
فما أنا يا ملاكي سوى عبد من العباد
أخذتني الدنيا وأعادتني
لألحظك تمرين كالشهاب
كالسهم الشيطان
لتغرزي أنياب شعرك في حنايا جلدي
وأغض البصر .....أغض البصر
بعدما غلغلت في أعماقي ...
وأستغفر العلي القدير
مادمت من خلق الإله الواحد
فلم حبك عليّ محرما
أألسكر المحرم وأطعمه الجنة؟
أألجمال المحرم وأطعمه الجنة؟
أيا ليت يوم الحشر قريب
ويا ليت ميعاد الجنة قريب
ويا ليت الخمر من عينيك السُكر
تستقي.........

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل