أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - سيئول وسياسة الباب المفتوح مع الشمال














المزيد.....

سيئول وسياسة الباب المفتوح مع الشمال


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5982 - 2018 / 9 / 2 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطابه في منتصف أغسطس المنصرم بمناسبة الذكر الثالثة والسبعين لتحرير كوريا من الإستعمار الياباني سنة 1945، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي «مون جاي إن» أنه سيعقد قمة جديدة مع نظيره الشمالي «كيم جونغ أون» في بيونغيانغ في الشهر القادم (سبتمبر الجاري)، وأنه يتمنى أن تشكل القمة فرصة لإطلاق مبادرة جريئة لإعلان إنتهاء الحرب بين الكوريتين رسميا وتوقيع معاهدة سلام شاملة.
والحقيقة أن «مون جاي إن» يحاول بشتى الوسائل أن يحافظ على زخم ما أفرزته القمة الأمريكية ــ الكورية الشمالية في سنغافورة في يونيو المنصرم من نتائج لجهة تحقيق سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية، بدليل أنه ذهب ولا يتردد في الذهاب مجددا إلى بيونغيانغ للقاء نظيره الشمالي، دونما اكتراث بما يتهمه به قادة الشطر الشمالي من أنه تابع لواشنطون ولا يستطيع الالتزام بشيء مستقلاً عن الإرادة الأمريكية لأن بلاده «مجرد دمية أمريكية»، ودون أن يشترط مجيء نظيره الشمالي إلى سيئول، وهو ما يبدو أن «كيم جونغ أون» يتحاشاه لأسباب عديدة قد يكون منها خوفه من الاغتيال على يد أحد المتطرفين أو المنفيين، أو حساسيته من مظاهرات قد تسي إلى فخامته، أو لأن الهبوط في عاصمة كوريا الجنوبية يعني اعتراف بلاده ضمنياً بوجود كوريا أخرى غير كوريته، أو لأنه يريد ثمناً مجزياً في صورة تنازلات قبل أن يوافق على عقد قمة مع نظيره في سيئول، أو لأنه يريد أن يوحي لشعبه أنه الزعيم الذي يأتي الآخرون لزيارته دون أن يرد لهم الزيارة بسبب فارق المقام. والجدير بالذكر في هذا السياق أن كوريين جنوبيين كثرًا انتقدوا رئيسهم الأسبق «كيم داي جونغ» حينما حل في بيونغيانغ في عام 2002 لعقد قمة مع نظيره الشمالي آنذاك «كيم جونغ إيل»، واتهموه بأن تصرفه ذلك يعني الاعتراف بما يسمى «جمهورية كوريا الشمالية الديمقراطية الشعبية»، علماً بأن الرئيس الحالي «مون جاي إن» بات يتعرض للانتقادات نفسها وللأسباب ذاتها.
بكلام آخر يتبــّع الزعيم الكوري الجنوبي سياسة الباب المفتوح مع بيونغيانغ طالما أن شبح الحرب في المنطقة قد تراجع كثيراً، وحل مكانه نوع من التفاؤل بمستقبل أكثر أماناً وإشراقاً، محاولاً قدر الإمكان بناء جسور من الثقة، التي من غيرها لا يمكن التقدم خطوة إلى الأمام.
والحقيقة أن هذه السياسة هي التي أثمرت مؤخرا عن عدد من الاتفاقات والتفاهمات الهامة بين شطري كوريا مثل المشاركة بفريق واحد في الألعاب الآسيوية بالعاصمة الأندونيسية جاكرتا، أي على غرار مشاركتهما تحت علم واحد في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها كوريا الجنوبية في فبراير 2018، وتنفيذ مشروع مشترك لمد خط للسكك الحديدية بين البلدين، وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الأحراش والغابات، وإقامة مكتب اتصال كوري جنوبي في كوريا الشمالية شمال المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين البلدين، علاوة على وضع تخطيط أفضل وأسرع لعملية اجتماع العائلات التي فرقت الحرب الكورية بينها وشتتها منذ 65 عاماً. وهذه الاجتماعات لئن بدأت منذ العام 2000، فإنها توقفت منذ ثلاث سنوات بسبب توتر علاقات البلدين الثنائية، لكنها استؤنفت في أغسطس المنصرم باجتماع في منتجع «كومغانغ» الجبلي الكوري الشمالي، الأمر الذي أسعد كوريين كثرا ممن خافوا أن يموتوا دون رؤية أحبتهم في الشطر الآخر.
كل هذا قد يخلق أجواء من الثقة بين قادة شطري كوريا ويبعد الشكوك المتراكمة منذ عقود من الزمن، وبالتالي يتيح لسيئول أن تلعب دور الوسيط بين بيونغيانغ وواشنطون للخروج بأشياء إضافية غير ما تم تنفيذه حتى الآن (تخلص بيونغيانغ من جزء من قدراتها النووية، وإعادة رفاد الجنود الأمرييكين من ضحايا الحرب الكورية، وإيقاف المناورات العسكرية الأمريكية ــ الكورية الجنوبية). كما أن مثل هذه الأجواء قد يساعد بطريقة أفضل على حلحلة بعض الأزمات والعقد التي تطفو على السطح من وقت إلى آخر، ولاسيما عقدة الشرط الأمريكي بضرورة تقديم كوريا الشمالية لائحة مفصلة بمنشآتها النووية والتخلص الكامل منها قبل الاستجابة لمطالبها بإعلان يــُنهي الحرب الكورية رسمياً، وقرار يـُرفع عنها كافة العقوبات الدولية المفروضة عليها، علماً بأن كل هذه المسائل يجري التفاوض حولها بين مسؤولين كوريين شماليين ومسؤولين أمريكيين بمساعدة سيئول من خلف الكواليس و«تحقق تقدماً وتسير في الاتجاه الصحيح بنية حسنة» بحسب الناطقة باسم الخارجية الأمريكية «هيذر ناورت».
وبطبيعة الحال فإنه من السابق لأوانه في هذا التوقيت الحديث عن إعادة توحيد كوريا المجزأة والمحكومة بنظامين على طرفي نقيض، وهذا ما يعترف به الرئيس الجنوبي «مون جاي إن»، لكنه، في الوقت نفسه، يمني النفس بحدوث انفراجات مع مرور الزمن تتيح قدراً أكبر من التواصل والتفاهم والتعاون، ولاسيما لجهة إنتشال بلاده لجارتها من الحضيض الذي وصلت إليه بفعل نظامها الستاليني المغرم بالمغامرات وعسكرة المجتمع. فكوريا الجنوبية بقدراتها الاقتصادية الهائلة، وطاقات شركاتها العملاقة، وتقدمها في شتى مجالات العلوم والمعرفة، قادرة على فعل الكثير، ولا ينقصها للشروع في ذلك سواء توقيع معاهدة سلام دائمة مع بيونغيانغ عقب موافقة الأخيرة على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية والباليستية بصفة شاملة ومؤكدة.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن معمر.. رجل المهمّات الصعبة في المراحل الدقيقة
- رحيل زعيم هندي لا يُعوض
- المرزوق.. أم الخير.. وأم الصحافة النسوية في الخليج
- حرب المياه بين ماليزيا وسنغافورة
- المنديل.. وكيل ابن سعود في البصرة وبغداد
- جديد مؤتمر آسيان الأخير في سنغافورة
- هداية السالم.. أول ناشرة ورئيسة تحرير كويتية
- قراءة في نتائج انتخابات باكستان الأخيرة
- محمد نصيف.. الصرح المنيف
- الهند وأوروبا.. نحو اتفاقية للتجارة الحرة قريبًا
- أمل جعفر.. 3 عقود من الهيام بالمايكروفون
- حديث اليابان.. تعديل الدستور من عدمه
- أبومدين.. رجل الحكاية والكدح والصدق والحداثة
- انتخابات باكستان على الأبواب.. والتوقعات صعبة
- الديكان.. ترسانة الإيقاعات الشعبية
- النفط.. مرتكز العلاقات الخليجية الهندية
- خليفة البنعلي.. زهد في السياسة من بعد حماس
- قمة «سانتوزا».. لا تزال موضوعًا للجدل
- الشعوان... حفر اسمه على جبين الخُبر
- ماذا بعد مقتل «الملا راديو» قاتل الأطفال


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية في مصر وسط مفاوضات -مكثفة- لإطلاق ...
- الأولى عربيا وأفريقيّا.. كيف قفزت موريتانيا على سلّم حرية ال ...
- عقوبتها تصل لنحو عقد.. جدل بعد الحكم على السعودية مناهل العت ...
- جعجع: دخول حزب الله الحرب إلى جانب حماس أضر بلبنان ولم يساعد ...
- بينهم 5 أطفال.. مقتل سبعة أشخاص في غارة على رفح وفزع أممي من ...
- اليوم العالمي لحرية الصحافة: غزة المكان الأكثر دموية وخطورة ...
- المئات من أسود البحر تستمتع بالشمس على أرصفة سان فرانسيسكو و ...
- باكستان تسلم نرويجيا مسلما لأوسلو لتحديد دوره بقتل مثليين
- بعد وعود طنانة... مسؤول أمريكي يعلن عجز واشنطن عن إرسال جميع ...
- -حماس- تكشف أهداف نتنياهو غير المعلنة من تهديداته المتكررة ب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - سيئول وسياسة الباب المفتوح مع الشمال