أيمن نور
الحوار المتمدن-العدد: 1505 - 2006 / 3 / 30 - 09:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
الشمس ـ كما تشهدون اليوم ـ تعرف «الكسوف» .. والقمر ـ كما تعرفون يعرف «الخسوف»!! فالشمس بجلال قدرها وحجمها، تحتجب في زمان، ومكان معلوم!! يودعها الناس، وينتظرون إشراقا جديدا.. بعد «كسوف»!!
.. الكسوف اختيار ام انفجار؟!
ويبدو ان ما تعرفه الشمس والقمر .. لا يعترف به بعض المستكبرين من البشر، ممن لا يعرفون «الكسوف» متوهمين قدرتهم أن يظلوا صادحين كل أيام العام، وكل الأعوام، ساعين عبر سيناريو قادم ـ ان يستنسخون من أنفسهم ـ مسخا ـ ليظلوا أبدا، قدرا لأمة ـ لا تري «الكسوف» الا ـ قضاء وقدار ـ فلا تعرفه «اختيارا» حتى يأتي «انفجارا» بتنا نتوقعه ـ وان كنا لا نتمناه ـ نراه قريبا ـ وللأسف ـ عنيفا ومخيفا!! ويرونه بعيدا ومنيعا في ظل سيناريو وحيد وعنيد.. يتوهمون قدرتهم عليه!!
لسنا في الربع الخالي!!
سيناريو ينقل هذا الوطن، كأنه «الربع الخالي» لصاحبه الجديد الوريث الوحيد لصاحبه القديم!! وليظل 72 مليونا يتجرعون من البحر 24 عاما مع «الابن» إن لم يكن كفاهم ما شربوه مع «الأب»!!
.. إذا كنا نري اليوم ما يسمي بالكسوف الكلي، غرب مصر، فمصر شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، تشعر «بقمة الكسوف» ونحن نري دولا صغيرة «مأزومة» مثل العراق وفلسطين، و«مزروعة» مثل اسرائيل، تختار حكامها، وحكوماتها بآليات حرة ومرنة!!
انتخابات إسرائيل
من دواعي الكسوف ما نتابعه اليوم من منافسة حقيقية علي السلطة في اسرائيل، عبر انتخابات يخوضها حزب «كاديما» في المقدمة وعمره لم يتجاوز عدة اشهر بينما في مصر المادة 76 من الدستور الحالي تتطلب ان يقضي الحزب خمس سنوات ليتمكن من خوض الانتخابات الرئاسية!!
وكأن الأحزاب تقاس بسنها، وليس بقدرتها علي استنهاض الأمة، وأشواق التغيير المستبدة بالضمائر والقلوب!!
بيلا روسيا ومصر..
مما يجلب العار والكسوف، ألا تجد مصر مكانا تستحقه في عين الشمس، وان تظل وطنا محتجزا مهملا بنعل «سوء سلوك حكامه ديمقراطيا مثلها للأسف مثل دولة قليلة مشبوهة ديمقراطيا، تزور فيها الانتخابات الرئاسية ويعتدي الرئيس المغتصب للسلطة علي خصومه ومنافسيه ومعارضيه، علي غرار ما حدث منذ ايام في «بيلا روسيا» التي اعيد فيها انتخاب المزور «ألكسندر لوكا شينكو» الذي اعتدي علي معارضيه في ميدان «اكتوبر» في العاصمة «مينسنك» الأسبوع الماضي فدفعت روسيا البيضاء ثمن جريمة «لوكاشينكو» وعناده بعد ان فرضت اوروبا وامريكا عقوبات علي روسيا البيضاء بسبب افعال «لوكاشينكو» السوداء.. وليس بفعل معارضيه كما يدعي .. هو ومن هم علي شاكلته!!
.. اصلاح دور المسنين!!
من دواعي الكسوف، أن تمتد رياح الإصلاح والتغيير الي أفريقيا جنوبا، واسيا شرقا، وأوروبا شمالا، وأمريكا اللاتينية غربا، بينما يستعصي علي قلب العالم، وقابله الحضارة إلا أفكارا إصلاحية معوجة الغاية، وكأنها بحاجة لميكانيكي عقول لضبط زواياها، ونواياها الحقيقية، والتي تشي بمصير الإصلاح، الذي يتم علي يد المفسدين!! والفكر الجديد الذي يبدو وكأنه هارب من فوق أسوار دور المسنين!!
المتواطئون .. والمفسدون
الا يشعر المتواطئون بالكسوف، عندما يرخون جفونهم، ويرخون سيقانهم وسيوفهم ويضعون أحذيتهم في أفواهنا، حتى يخرج ممدوح إسماعيل وإيهاب طلعت وغيرهما ثم تدق ساعة العمل الثوري بعد الهروب العلني برفع الحصانة والمنع من السفر «الهزلي» وترقب وصول ما يعرفون مسبقا انه لن يصل أبدا.. أليست هذه سلطة «الكيبتوقراطية» اي حكم اللصوص!
كيف يلتقون الكوريون؟!
ألا يشعرون بالكسوف والخجل عندما يلتقون برئيس كوريا، التي كنا ننافسها قبل قدومهم، وأصبحت الآن عاشر اقوي اقتصاد في العالم.. ونحن علي أيديهم نركب قطارا سريعا يتقدم بنا إلي الخلف بلا تلكؤ!! ودون أن يقف في محطات!!
نريد مهاتير محمد حسني مبارك!!
الا يشعرون بالكسوف والحياء، عندما يستقبلون مهاتير محمد، الذي أتى إلى الحكم هو الآخر عام 1981 ، وكانت ماليزيا تحت خط الفقر والعجز والقهر، وكانت مصر بالمقارنة في السماء السابعة، فترك مهاتير الحكم مختارا في 2003 بعد أن صعد بماليزيا المهاتيرية إلى السماء وكان قدرنا أن نهبط إلى سابع ارض، ونظل متمسكين بمن قاد القطار للخلف وكأنه مهاتير محمد حسني مبارك؟!!
العالم كله تغير عدانا!!
بين كسوف قرص الشمس، وشروق شموس جديدة في العالم، شهدت امريكا ست جمهوريات.. ونحن كما نحن!! غيرت أمريكا وروسيا أربعة رؤساء، وبريطانيا ثلاثة رؤساء وزراء ونحن كما نحن!! وتغير كل حكام أفريقيا عدانا والقذافي، وكل حكام أمريكا اللاتينية عدا كاسترو!! وحتي العالم العربي فقد تغير الحسن والحسين، وذهب صدام وتغير أمير البحرين، ورئيس الإمارات وأمير الكويت، واختفي الأسد والفهد، وحتى رئيس اليمن أعلن انه لن يجدد في سبتمبر القادم.
صدق الله العظيم :
أما نحن .. فباقون اقوي من الشمس ومن كل الكوكب في هذا الكون.. نستمر رغم الفشل!! لا نعلم إلا الجهل!! ولا نعدل حتى في الظلم!! ونكيد اليوم لمن نافسونا أو لم يناصرونا بالأمس، وصدق الله العظيم الذي قال في سورة الطور 42 - 48
بسم الله الرحمن الرحيم
«أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون وإن يروا كسفا من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم.. فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون إن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم»
صدق الله العظيم
#أيمن_نور (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟