أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعدعبيد - الاسطي حسن















المزيد.....

الاسطي حسن


أحمد سعدعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1505 - 2006 / 3 / 30 - 08:49
المحور: الادب والفن
    


يجلس بمكتبه ويده علي جبينه ويغيب عن الواقع حوله ليتجه بخياله نحو أحلامه التي لا يستطيع تحقيقها تدق علي مكتبه زميلته : إيه رحت فين هو : مرحتش أنا معاكي زميلته : الاسطي حسن سئل عليك الصبح قبل ما تيجي وعايزك تعدي عليه في حصة الغدا في عنبر صابون الغسيل. هو : شكرا يا مني شوية كده وهعدي عليه مني : أي خدمه ياعم احمد أنت تأمر وإحنا نشتغلك سكرتارية . ويعود احمد إلي عمله مرة أخري ويؤدي بعض الأعمال الكتابية ثم يتجه إلي عنبر الغسيل .أحمد : نهاره ابيض يا اسطي حسن . حسن : اقعد عاوزك. أحمد : خير . حسن : بس بقي يا أستاذ احمد دلوقتي الوضع بقي زى الزفت في المصنع من ساعة ما تخصخص والأمور في النازل الإنتاج مباقاش زى الأول والأسعار عليت ومفيش بيع والإنتاج مكدس في المخازن والمرتبات بتقل ما بتزيدش مع إن الكلام إن القطاع الخاص فيه فلوس عن القطاع العام والعمال كلها في ضيقة ومش عارفين يعملوا أي حاجة . احمد : طب وأنا اقدر اعمل إيه ما الوضع ده أنا برضه فيه . حسن : بص إحنا عاو زينك تكلم المدير الجديد وتوصلوا الوضع اللي إحنا فيه . احمد : طب ما تكلموه انتم اشمعنى أنا يعني . حسن : إحنا كلمناه بس مدناش عقاد نافع وكمان خلينا اللجنة النقابية تكلمه بس محدش فهمنا حاجة . احمد : طب هتفرق إيه لما اكلمه أنا . حسن : عشان أنت بتتعامل معاه علي طول في شغلك و هتفهمه و هتعرف إيه اللي في دماغه ويتري اللي بيحصل ده مقصود عشان يمشينا وكمان أنت إداري مش عامل فهيطمنلك اكتر مننا . احمد: ماشي يا اسطي عنيا ليك. في يوم آخر اتجه احمد إلي غرفة المدير ليأخذ توقيعاته علي بعض الأوراق ويطلب إذنه في إنهاء بعض الأعمال فانتهزها فرصة وفاتحه في الموضوع. احمد : كنت عاوز اكلم حضرتك في موضوع بس محرج . المدير : خير فيه إيه . احمد: هو بصراحة كده الناس في المصنع مش مستريحة . المدير: أزاي . احمد : يعني قلقنين من وضع الشركة دلوقتي . المدير : ماله وضع الشركة . احمد : ماقصدش يعني المرتبات في النازل ومفيش أرباح زى قبل كده . المدير : ما ده وضع طبيعي الأول كان العامل بيعتبر من الملاك في القطاع العام لكن دلوقتي الأعمال خاصة بيه وملكي فملهوش أرباح . احمد : بس المرتبات قلت عن الأول . المدير : ولا قلت ولا حاجة الأساسي بتاع الحكومة هوهو بس الحافز هو اللي قل وده عشان مفيش شغل . احمد : ما سعاتك الإجراءات اللي بتحصل عشان تطوير المصنع هي اللي مخليه الشغل قليل . المدير : يعني إيه أنا بمبفهمش في شغلي . احمد : لألا ماقصدش . المدير : كل حاجة بتتعمل مدروسة ومعروف نتيجتها . احمد : بس العمال كده تزهق وتمشي . المدير : أحسن ناس مش بتاعة شغل . ومرتباتها كبيرة علي الفاضي . احمد : يافندم ... المدير : ياحمد أنت لسه صغير ومستقبلك معانا لكن الناس دي هنمشيها احنا عاو زين شباب ينتج ويكسب معانا كتير وأنت هتفضل معانا يلا شد حيلك وشوف شغلك يلا علي مكتبك . ارتبك احمد و استأذن من المدير واتجه الي مكتبه وهو شارد الذهن ماذا سيخبر الاسطي حسن هل يخبره الحقيقة أم يغض النظر عما سيحدث إن صمت سيكون غير جدير بالأمانة ثم ما أدراه من أن المدير سيبقي عليه فعلا فمن الممكن أن يتخلص منه هو الآخر وقوله له انه سيبقي مجرد خداع ليكتسبه في صفه ضد العمال أم أن كلام المدير جاد فيتخلص من التعثر في حياته منذ أن تخرج وعمل بالمصنع ذو الراتب الصغير ومن الممكن أن يرفع راتبه أضعاف ويكون من ذوي الحظوة لدي المدير مالك المصنع فتتحول عيشته إلي الرغد والرفاهية ظل احمد في تردد من آمره عدة أيام و يتهرب من الاسطي حسن حتى قرر موقفه أن يكون بجانب العمال ويخبرهم بالحقيقة وبالفعل ابلغ الاسطي حسن بما حدث وما دار بينه وبين المدير فبلغه الاسطي حسن إن ده متوقع وأكثر من ذلك إن الهدف الرئيسي للمدير هو تصفية المصنع حتى يتمكن من بيعه أراضي خلاء وتقسيمه إلي مبان وبيعها وان هذا حدث مع اغلب المصانع التي تم خصخصتها في مصر الفترة الأخيرة حيث إنها تباع بأقل من أثمانها بكثير دون العلم بالسبب في ذلك بالرغم من أن هذه المصانع تحقق مكاسب للدولة وبلغه الاسطي حسن انه عاوز يشوفه خارج المصنع في القهوة بالشادر خلف المصنع وقت الغروب وبالفعل توجه احمد إلي القهوة في الميعاد فإذا به يجد الكثير من رؤساء الورديات بالمصنع موجودين ومعهم ابرز العمال بالمصنع فالقي عليهم التحية وجلس معهم متسائلا عن كون ذلك صدفة فإذا بالجميع في انتظار الاسطي حسن وجاء الاسطي حسن متأخرا ومعه احد أصدقاءه من خارج المصنع وعرفه بالناس وعرف العمال عليه بأنه ناشط ضد تشريد العمال الحادث من جراء عمليات الخصخصة وبدء الاسطي حسن بالكلام موضحا هو جمع هذه المجموعة ليه قائلا : يا جماعة إحنا متجمعين دلوقتي بعد ما اتكدنا من شكوكنا من نوايا صاحب المصنع وإحنا متجمعين دلوقتي عشان نتفق إحنا هنعمل إيه . احد العمال : إحنا نعتصم ونضرب عن العمل . احمد : بس ده غير قانوني . صديق حسن : لا قانوني وعمال كتير في مصانع تانية عملوه . عامل أخر : بس ماجبش نتيجة . عامل : ده امن الدولة كان طلع عنينا أحنا قدهم ياعم . عامل : وإحنا عندنا إيه نخاف عليه . عامل : عندنا أهلنا و عيالنا . أخر : المثل بيقول يا واخد قوتي يا ناوي علي موتي العملية بايظة بايظة وكده كده هيمشونا يبقي نشوف حالنا وندور علي شغل تاني . أخر : إحنا المفروض نطالب بمعاش مبكر ويطلعونا . الاسطي حسن : يا جماعة إحنا هنا عشان نتفق مش عشان نختلف إحنا قبل كده خلينا اللجنة النقابية تكلم المدير ومكنش فيه فايدة . احد العمال مقاطعا : دول باعونا ليه ولاد الكلب . حسن : سيبني أكمل كلامي دلوقتي هو بينكر الضغط اللي بيحصل عشان يمشينا وبيقول إن السوق هو اللي سيء وليس الإجراءات اللي هو بيعملها ومصر انه يمشينا بالطريقة يعني يزهقنا فنمشي فأول حاجة لازم نعرفها إننا كلنا لازم نصبر وان المصنع ده أحنا اللي بنيناه وطول عمرنا فيه ومينفعش نسيبه ونمشي لان أحنا كده بنسيب حقنا . عامل : أمال هنعمل إيه . حسن : هنصبر لأخر دقيقة ومش هنعمل حاجة يمسكها علينا . عامل : بس ده بيحاربنا في أكل عيشنا ولو قدرنا نصبر علي الجوع عيالنا مش هتقدر . حسن : دي محلولة البضايع المكدسة في المخازن نخرجها ونبيعها . عامل : نبيعها أزاي ده معلي أسعارها و محدش عاوز يشتريها بالأسعار دي . حسن : هنبيعها بسعر السوق . عامل : ما هو مش هيرضي . حسن : ما هو مش هيعرف . احمد : بس دي تبقي سرقة . حسن : ما احنا اتفقنا إن المصنع ده بتعنا وإحنا اللي بنيناه والحكومة باعته وده كان غلط ومحدش بيسرق نفسه لان دي حاجتنا وكل اللي قاعدين هنا ممكن يتفقوا ومش هيبان أي نقص في البضائع لأننا هنعوضها من الإنتاج ونرفع نسبة الهالك علي الورق و هتخرج من البوابة وتتباع والفلوس هتتقسم علي الكل بالتساوي ذي ما كلنا ما بنشتغل وهو بيسر قنا وما بيدناش حقنا أحنا كده بناخد حقنا . احمد : أنا مش معاكم . حسن : مفيش حل غير كده تقدر تقولي أنت بتقبض كام وهو بيكسب كام . احمد : ماليش دعوة أنا ماشي سلام . حسن : براحتك بس مفيش حاجة من اللي أنت سمعتها تطلع أحسن هنقول إن أنت معانا . احمد : أيه مين قال إني كنت معاكم أصلا ولا حتى أعرفكم ولا حتى شفتكم أساسا سلام يا اسطي أنا عندي شغل بالليل في حته تانية .



#أحمد_سعدعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعدعبيد - الاسطي حسن