أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - صيّاد الشعراء














المزيد.....

صيّاد الشعراء


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 5966 - 2018 / 8 / 17 - 04:00
المحور: الادب والفن
    


هناك نسختان من بطل روايتي الجديدة. النسخة الأولى ترتدي قميصاً على شكل معجون أسنان وبنطالاً قصيراًعلى شكل فرشاة أسنان. وقد تركتها في أحد الفصول نائمةً في مقصورة العلاج الكيماوي للأطفال المصابين بالسرطان. لقد استنفد بطلي قواه، وهو ينظف أسنان الأطفال بلين ولطف وبراعة، حتى لا يؤذي لثتهم المتقرحة. بينما كانت النسخة الأخرى تتجول في محيط المشفى الضخم وهي تحمل سلاحاً قاتلاً تحت معطفها الجلدي الفضفاض تريد به اصطياد الشعراء الراغبين بزيارة أحلامهم في المشفى.
وقد وقعت في حيرة بالغة، أنا الروائي خالق هذا البطل، حين شاهدت النسختين تشربان القهوة السوداء في كافيه المشفى ، تتحدثان قليلاً ثم تنصرفان إلى وجهتييما المختلفتين. حاولت بدون جدوى إعادتهما إلى نسخة واحدة أستطيع متابعة الرواية معها، لكنني فوجئت برفض قاطع. ثم بناء على إلحاحي المتواصل وُعدتُ بتحقيق ذلك بعد إنجاز المهمة المطلوبة. لم أعرف أية مهمة تقصدان، رعاية أسنان الأطفال المحتضرين أم قتل الشعراء الأصحاء!
ثم قررت الراحة والتوقف المؤقت عن كتابة الرواية. فاستأجرت عربة كبيرة ملونة لبيع البوب كورن. وقفت في إحدى الحدائق الجانبية المطلة على مشفى الأمل الضخم .وفرحت بأرتال من الأطفال قدموا من الداخل لشراء الذرة اللذيذة. كانوا أطفالا مبتسمين ضاحكين مما سمح لي بمعاينة لثتهم السليمة وأسنانهم البراقة. أخبروني أن معدل نجاتهم تجاوز 90% وأن الفضل يعود إلى صائد الشعراء الذي نظف مستقبلهم من الرثائيات، والسياسيات، والمأتميات، والسلوكيات الحسنة للديكتاتوريات واللاهوتيات، والبلاغيات المستنفدة، واللغويات المتحجرة والهشة، والخصوصيات الفظة، والعموميات المريضة. وقبل كل هذا، الحزن مثير الاكتئاب، والنواح، الدليل العربي الممتاز إلى المقابر.



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ ترامب
- ريح موت
- ورق التوت
- من كتاب الحيوان
- مقامات


المزيد.....




- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - صيّاد الشعراء