أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد الشيخ نمر - رسالة اعتراف إلى القدس














المزيد.....

رسالة اعتراف إلى القدس


زياد الشيخ نمر

الحوار المتمدن-العدد: 5951 - 2018 / 8 / 2 - 22:32
المحور: الادب والفن
    


يا من يلفّ قلبها الحزين
الشوق والحنين
إلى صهيل الخيل والرماة والسهام
إلى مواكب اللواء والرايات والأعلام
في ذكرى سبيكِ السبعين
وبعد طول صمتنا المشين
على من استباح عرضكِ المصون
واستحت العيون بعدما
صار الحياء عندنا دفين
ما بين صاغرٍ والعِرض عنده يهون
وخائنٍ شدّ على أيدي بني صهيون
أهديكِ قبلةً مليئةً بالشوق والحنان
وحفنةً كبيرةً من البلاغ والبيان

فبعد أن توارى عن عيونكِ الفرسان
وصارت السيوف في غياهب النّسيان
وأصبح الرّمح في زماننا مُدان
إلاّ إذا أصاب صدركِ العريان
وطاب للأمير مشهد الطِّعان والهوان
وكَبّل السلطان أيدي الشهم والمقدام
فلا خيار يا مدينة الإسلام
إلاّ بأن نلوذ عن حماكِ بالكلام

فيا حبيبة المسيح والسلام
ويا مدينةً تلفّها الأشجان والآلام
رسالتي أخطها إليكِ في عصر الظلام
فلا نَزال منذ قرنٍ غارقين في المنام
كأنّما أصابنا الموت الزؤام

فمنذ أن سبيتِ يا عزيزتي
وأُدميتْ رباكِ بالجراح
لم ينهض الصّباح ... لم نشعل المصباح
وامتنع الديك عن الصِياح
فالبوح عن حبكِ يا حبيبتي غير مباح
والهمس عن عشقكِ في عصر السكون والسكوت
يغيب في غياهب السجون أو يموت

فيا أرملةً يهفو فؤادها السّجين
إلى عناق سيف فارسٍ متين
كيف لديكِ لا تموت الأمنيات
وقد غدا من كان يفديكِ بروحه رفات؟
وما يزال الخنجر المسموم في ظهركِ مغروس؟
وتعرفين أنّ من يعالج الجروح
يئنّ مثلما تئنّين من الأوجاع والقروح
بلا طبيبٍ أو مواسٍ كي
يضمّ قلبه المجروح
سوى جدارٍ موحشٍ
يفوح منه الموت في الحبوسْ
يعانق الدماء والدموع

وتعرفين أنه ما زال في قبضة جلادٍ
يُكسّر العظام والضلوع
مُكبَّل الأقدام والأيادي
فكيف لا تزال عندكِ الآمال في الأعالي
تجاوز السحاب والغمام
كطفلة بريئة تعيش في الأحلام والأوهام؟

أيا يبوس كيف تحلمين بالمحبوس
وتأملين منه أن يجول في ساحاتكِ؟
يختال راكباً جواده كما
يختال في بهائه الطاووس
وتبسم الشفاه والعيون
ووجهك العبوس
وتضحك السماء من جديد
وبسمة تزور منزل الشهيد
وتنثر النساء في ساحاتكِ الورود
ويصعد الصِّبية حائط البراقِ كي يعانقوا الهلال والنجوم
ويُسقطوا نجمة داوود
ويمسحوا عن الأسوارِ
والحجارة الحزينهْ
وعن قبابكِ الجميلهْ
طلاسم التلمود
ويهدموا وهم بناء الهيكل المزعوم

ما أجمل اليوم الذي به تودّعين أدمع الفراق
وترتوي عيناكِ فرحةً لعودة الرفاق
ليستردّوا مجدكِ التّليد
وتستردّي راية التوحيد

لكنّما يؤسفني يا قدس أن أقول دونما نفاق
بأنّ هذا اليوم قد يموت في رحم الزمان
وقد يظلّ حسرة مخنوقة في الأعماق
ما دمتِ تجرعين ما سقيتِ من سمومْ
وأمة المليار أصفار بلا لزومْ
فأين من يسقيكِ قطرةً من الترياق
ونحن ياعزيزي لسنا سوى
فقّاعة عظيمة ليس بجوفها دواء
ما أنجبتْ أمّتنا معتصماً
يكفكف الدمع المراق
أو ذا عمامة لديه أضعف الإيمان
ليس مداهناً لظالمٍ ولا يسجد للسلطان
يبرأ من خطيئة الأشرار
يطلب منكِ العفو والغفران
يفشي لكِ الأسرار يا مدينة الأبرار
عن من تخلّى عن ثراكِ والديار
مَن سلّم الصخرة والأسوار
مَن قايض المسجد والمسرى
بصولجانٍ وسوارينِ لكسرى
مَن الذي سنّ الخطيئة التي
تَنصّل الشيطان منها
ذاك الذي ساوم بالقِبلهْ
على شفاه مومسٍ وقُبلهْ
مَن الذي اغتال الرجوله
(وإن تنافخنا بها عرضاً وطولا)
ومَن مَحى من كتب الأطفال تاريخ البطوله
حتى وإن تهامس الآباء أنها قضتْ مع أهلها، وأنها من ألف عامٍ وهي مقبوره
فكفكفي وحدكِ دمع عينكِ المسفوح
وضمّدي فؤادكِ المجروح
ووحدكِ اِمسحي الدّمى ولملمي الجراح
وأغمضي عينيكِ يا جميلتي وأطفئي المصباح
لا ترقبي وقع خطى معتصمٍ ولا صلاح


بقلم زياد الشيخ نمر






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد الشيخ نمر - رسالة اعتراف إلى القدس