عبد الطيف سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 09:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ان الذين يقولون ان النبى عليه الصلاة والسلام كان لا يكتب
ولا يقرأ .. هل فعلا يرضون بالقرآن حجة دامغة ؟...
إذا كانوا يرضون بالقرآن حجة دامغة الا تكفى آية واحدة فى
القرآن للتدليل على ان الرسول كان يكتب ويقرأ ؟..
لماذا كل هذا الجدل حول ماقاله الدكتور احمد صبحى منصور.؟
اليس هذا يعد انتصارا للتراث الذى كتبه المسلمون والذى يناقض
القرآن الكريم ..؟
لماذا لا تنتصرون للقرآن الكريم والذى انزله وحفظه رب
العالمين...؟
ما ا لحكم إذا وجدت آية واحدة فى القرآن تخالف ما تعتقد ..؟
هل تأخذ بها وتترك ماتعتقد ام تتمسك بما تعتقد وترفض الآية
القرآنية ..؟
ماذا تفعل لو اصطدمت آية قرآنية واحدة مع افكار كل البشر..؟
فى اى معسكر ستنضم . الىمعسكر الله وكتابه ام الى معسكر البشر
وماكتبوه ؟.
لماذا لا تكفيكم الآية القرآنية وتذهبون الى جدليات من التراث ليكون
لها اليد العليا على القرآن الكريم.
لماذا لا تكتفون بالقرآن الكريم وتتركون اقوال التراث المناقضة له..؟
انى والله لأخاف ان ينطبق عليكم قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ، قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) العنكبوت 51 ،52 )
لماذا لا تكتفون بالله سبحانه تعالى وكتابه وتتركون اقوال البشر.
والله انى لأخاف ان ينطبق عليكم قول الله سبحانه وتعالى ( اليس
الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ) الزمر36 )
لماذا لا تكتفون بالله وكتابه ولا تخافون من الذين من دونه وكتبهم
الصفراء الفاقع لونها والتى تسر الناظرين .
لماذا لا ترضون بالله حكما وكتابه ..؟
والله انى لأخاف ان ينطبق عليكم قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز
( أفغير الله أبتغى حكما وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين ءاتينهم
الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ) الأنعام 114
فنحن ـ القرآنيين ـ نفعل كما كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم لا نبتغى حكما غير الله
وكتابه المفصل ( تفصيل كل شئ) .
وإن كنت تكتفى بالقرآن الكريم حجة دامعة وحكما وتكتفى بالله سبحانه وتعالى حكما
اقرأ معى هذه الآيات:(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)"العنكبوت 46"47، 48 ).
فى الثلاثة آيات السابقة من سورة الكهف من كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه نستخلص منها الحقائق التالية:
1- عدم مجادلة اهل الكتاب إلا بالتى هى احسن إلا الذين ظلموا منهم (ولا تجادلوا
اهل الكتاب إلا بالتى هى احسن إلا الذين ظلموا منهم )
2- ماذا نقول لهم ( وقولوا آمنا بالذى انزل الينا وانزل اليكم )
3- وايضا نحن مأمورون ان نقول لهم (والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون)
4- كما سبق من انزال الكتب فإن الله انزل اليك الكتاب (وكذلك انزلنا اليك الكتاب)
5- الذين آتاهم الله الكتاب يؤمنون به (فالذين آتايناهم الكتاب يؤمنون به) اى أصحاب
الرسالة الخاتمة .والذين نزل عليهم القرآن الكريم يؤمنون بالكتاب أى القرآن .
6- ومن اهل الكتاب السابقين اهل التوراة والإنجيل من يؤمن أيضا بالقرآن (ومن هؤلاء من يؤمن به)
7- من الذى يحكم الله عليه بالكفرمن عباده ..؟ هو الذى يجحد بآياته سواء كان من اهل التوراة
ا والإنجيل ا والقرآن او غيرهم ( وما يجحد بآياتنا إلا القوم الكافرين ) وهذا حق من حقوق الله (بعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور)
8- وقبل القرآن لم تكن تتلو أى كتاب سماوى [ التوراة – الإنجيل – الخ..] ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب) ولكن بعد القرآن فإنك تتلو القرآن
9- وقبل القرآن الكريم لم تكن تخط أى كتاب سماوى بيمينك لإن ذلك كان سيجعل المبطلون يرتابون(ولا تخطه بيمينك إذا لإرتاب المبطلون ) اى انك بعد نزول القرآن بدأت تخطه اى تكتبه وبيدك اليمنى .
ونؤكد على وا اوضحناه سابقا فى رقمى 9-8 على الآتى:
التلاوة فى آية (وما كنت تتلو من قبله من كتاب) كانت تلاوة من المكتوب بدليل ( ولا تخطه بيمينك)
وذلك لإن الذى يخط بيمينه ( اى يكتب بيمينه ) يستطيع القراءة .
لإنه من المعروف ان عملية القراءة والكتابة مرتبطتان ببعضهم البعض أى ان الذى يكتب يستطيع ان يقرأ
بل ان حرفة الكتابة تعتبر اعقد من القراءة .
قضية المصطلحات
من المعروف ان لكل علم مصطلحاته الخاصة به ولقد تعلمنا هذا من خلال دراستنا العملية .
فالطب له مصطلحاته والهندسة لها مصطلحاتها والزراعة لها مصطلحاتها والكمبيوتر ايضا كعلم حديث
والأدب ....... الخ
ومن غير ضبط هذه المصطلحات فإنه يحدث تداخل فى المعانى لإنه من المعروف ان اللغة أى لغة هى
كائن متحرك تتطور وتضمحل بحسب العطاء الذى يعطيه اصحاب اللغة وتطورهم .
ولذلك فإننا نرى انواعا مختلفة من القواميس مثل القاموس الطبى – الهندسى .... الخ .
إذا لكى تفهم علم ما عليك إلا بالرجوع الى مصطلحاته هو من خلاله هو ...وحتى التراث له مصطلحاته المتعارضة ، واقرأوا آخر ما تم نشره للدكتور أحمد صبحى منصور عن الحياة الدينية فى مصر المملوكية فى ثلاثة أجزاء ، وقد شرح فيه مصطلحات التصوف ، وشرح أيضا فى مؤلفات أخرى مصطلحات الفقه السنى وتعارضها مع القرآن. واوضح ان مصطلح "أمى " و"أميين " فى القرآن لاتعنى الا أهل الكتاب مقابل العرب.
ان القرآن لا يمكن فهمه الا من خلال معرفة مصطلحاته ، ومعرفة مصطلحات القرآن عملية سهلة ميسرة ، وقد يسرها الله تعالى الذى جعل القرآن ميسّرا للذكر. اقرا القرآن بفهم ووعى وتدبر وبايمان انه وحده هو المصدر الوحيد للاسلام واطلب من الله الهداية ، وارجع الى القرآن لتتعرف على مصطلحاته بتدبر آياته ، تماما مثلما تفعل فى بحث أى كتاب . لا بد أن تتجرد من كل هوى وغرض ونتائج وعقائد مسبقة. لا تفرض معارفك على القرآن . لا تفرض أهواءك على القرآن ، لا تفرض عقائدك على القرآن بل اجلس امام القرآن تلميذا تطلب العلم والمعرفة والهداية مستعدا لأن تلقى بكل ما لديك اذا خالف القرآن ، عندها ستفهم القرآن . وبنفس الطريقة لا يمكن أن تفهم أى كتاب كتبه البشر دون أن تقرأه قراءة موضوعية وبدون معرفة مصطلحاته.
هدانا الله الى حسن الايمان بالقرآن .
م .عبد اللطيف سعيد
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟