أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - أضاءة فكرية حول أيدولوجية الأسلام السياسي















المزيد.....

أضاءة فكرية حول أيدولوجية الأسلام السياسي


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" من الضروري أن نقول في البدأ " ، أن معظم التصورات العقلية ، تقود الى نهج معين ، و يتحول كل ذلك على نسق من الخواطر والملاحظات المبعثرة ، ثم ما تلبث أن يتقولب كل ما سبق الى أفكار محددة ، ثم الأفكار تتطور الى أيدولوجية ، لها نصوصها ، وتستند الى مرجعيات محددة ، لا يمكن الزيغ عن خطوطها العامة ، و اصحاب هذه الأفكار ، يدخلون الى مرحلة متقدمة أخرى ، وهي مرحلة الرغبة في تطبيق وتعميم هذه الأفكار على الواقع ، وفي حالة فشلهم في التعميم ، يلجأون الى القسرية في هذا التطبيق ، مستخدمين شتى السبل في هذا الخصوص ، ومن هذه الطرق اللجوء الى القوة المفرطة / حتى الوحشية ، بكل معانيها وتطبيقاتها ، وبكل الوسائل الممكنة ! .. والسؤال هنا ، كيف لو كانت ، هذه الأفكار مبنية على نصوص دينية ، لا يمكن المساس بثوابتها ، فمن المؤكد أن يكون فعلها أقوى ، ويكون اتباعها واجب وأشمل وأعم من قبل العامة ، لذا أن التثقيف بهكذا نهج أيدولوجي ، تكون نتائجه التطبيقية ، كمسائل الرياضيات ، أي من المؤكد أن تقود النتائج الى ثقافة العنف ، من أجل تحقيق الأهداف المرسومة لها .
" في الماضي " ، أرى أن الأسلام ، بعد موت الرسول ، أنتهى كعصر دين ودعوة ورسالة ، وبدأ عصر الأسلام كوسيلة أستخدمت بالتحديد للحكم والسلطة ، بدءا من الخلافة الراشدة ، ولكن هذا لم يمنع أن يرافق السلطة بذات الوقت نشر الاسلام كدين ، كتحصيل حاصل ، حاله حال بسط سلطة الحكام على الدول المحتلة .
ولكن في الحقبة المحمدية ، كان الرسول يجمع بين يديه سلطتين ، هما : السلطة الدينية / الدعوة ، والسلطة الدنيوية ، زعامته على أصحابه ، ومن ثم على جماعته / المسلمين ، فيما بعد ، أي أنه لا يحتاج الى شريك لبسط أيا من السلطتين ، لأن السلطتين أحدهما تؤدي الى الأخرى ، ما دامتا بيد نفس الفرد ، وهو محمد بن عبدالله .
أرى أنه نفس الوضع حصل مع بدايات ظهور " الأخوان المسلمين " ، كجماعة ، حيث أن وجودهم كان بداية لتبلور وظهور الأسلام السياسي / في العصر الحديث ، كمشروع عمل تحت شعار أن " الأسلام هو الحل " ، المعلن أن همهم نشر الدين ، ولكن الملاحظة المهمة هنا " أن الأسلام السياسي ، الذي بدأ كأفكار تبلورت الى أيدولوجية ، والتي كان هدفها الأولي والأساسي هو أقامة الدين الأسلامي ، أقترن لاحقا هذا الشعار ، من قبل منظري وشيوخ الأسلام ، بأن أقامة الدين مشروط بأقامة الدولة الأسلامية ، أي الخلافة / مثل ما حدث مع تجربة داعش في الموصل والرقة .. ، أرى أنه هذا هو منبع الأسلام السياسي وغايته النهائية " . وذات هذا المنطلق / حصل بعد مرحلة جماعة الأخوان ، حصل ويحصل الأن مع كل المنظمات الأرهابية الأسلامية ، التي أنطلقت من رحم هاتين المنظمتين / القاعدة وداعش ، وهم بالعشرات ، أي أن كل المنظمات عامة تبدأ بأفكار ، تهدف ظاهريا الى أقامة الدين ، ثم تكفر الحاكم والسلطة ، وبعد ذلك تكفر حتى مؤسسات الدولة ، ثم تنتهي برغبة السيطرة على الحكم ، ومن كل ما سبق ، نرى أن الدين هو الوسيلة ، أي الأسلام هو الوسيلة ، والحكم هو الغاية ، والهدف ليس الأسلام .
وكل هذه المنظمات ، التي نشأت على أيدولوجيات الأسلام السياسي ، لها مرجعية فكرية ، واحدة ، هو النص القرأني وسنة وحديث الرسول ، فهو الأصل عندها ، وهم يعتبروه كقياس لهم في أي فعل أو حدث أو واقعة ، أي أن كل حراك لديهم ، مهما كبر أو صغر ، فأنهم يرجعوه للأصل ، الذي هو النموذج الأوحد عندهم ، لأنهم محكومين ومسيرين به .
ونلحظ أن كل ما سبق ذكره من منظمات قاطبة ، أنها أتخذت ، من فكر " شيخ الأسلام أبن تيمية " كنموذج ومرجعية " / وأبن تيمية أخذ بظاهر اللفظ ، أي الاعتماد على القرأن والأحاديث النبوية ثم على آراء الصحابة وآثار السلف .. " . وهذه الصنمية الفكرية ، هي التي أنطلق منها وبها ، أيضا ، الشيخ محمد بن عبد الوهاب / ولد العيينة وسط نجد سنة ( 1703 م – 1791 م ) عالم دين سني على المذهب الحنبلي ، وهو الذي أتفق فيما بعد مع الأمير محمد بن سعود بن محمد آل مقرن ، فوضعت بجهديهما لاحقا ، أول بذور الدولة السعودية ، ويعتبر الأتفاق بين الأثنين ، أتفاق مصالح ، حيث يكسب به أبن سعود الحكم والملك ، شرط أن يكون للثاني تطبيق المذهب السلفي / الذي دعي بأسمه لاحقا – المذهب الوهابي ، ( وكان العهد بين الأثنين ، حول النصر أن مكنهم الله وحول خراج منطقة الدرعية ، حيث قال الشيخ بن عبد الوهاب لأبن سعود " أما المطلب الأول ، الدم بالدم والهدم بالهدم ، وأما الثاني فلعل الله يفتح عليك الفتوحات وتنال من الغنائم ما يغنيك عن الخراج " / نقل من الويكيبيديا بتصرف ) .
أن ما ذكرته حول قيام السعودية كدولة ، ورد كمثال ، هو أيضا ينصب بداية ، على توظيف الدين / الأسلام ، من خلال أتفاق أبن سعود والشيخ بن عبد الوهاب ، من أجل الحكم ، فالاول همه الحكم والسلطة والمال / الخراج ، والثاني كانت غايته مذهبه السلفي ، بغض النظر عن كم الدم الذي سيهدر !! . والأتفاق السابق يمثل تمازج أساسي ومثالي بين الرغبة بالوصول للحكم ، وبين تطبيق المذهب السلفي / الوهابي ، لذا كان علم السعودية الحالي ، مطرزا ب " شهادة لا ألله ألا الله .. " مقرونة بالسيف ، لأن السيف هو المحرك والحكم . ونرجع بهذا المثال التوضيحي / نشاة الدولة السعودية ، الى نفس نقطة البداية ، وهو توظيف الأيدولوجية الدينية من أجل السلطة والحكم والملك ، وبالسيف ، أي بالدم ، كعادة العرب ، وليس الهدف من كل ذلك الاسلام ، كدين ومعتقد ، بل الحكم والسلطة والملك ، بغض النظرعن أن ، القاتل والمقتول والغالب والمغلوب والناهب والمنهوب يدين بالأسلام أم لا !! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسلام بين مفهومي المحبة والكراهية
- قراءة في حديث - العشرة المبشرين بالجنة -
- أزمة عرض قيم القرأن بين حقيقة النص وبين الأسلام كفكر
- قراءة في - بدعة - التصوف في المسيحية
- الداعية / عمرو خالد .. والسقوط الفكري
- الأزهر بين منهجي الوسطية والأرهاب
- الدين والأنسان والتخلخل الحضاري
- قراءة عقلانية في نصوص قرأنية تخاطبها - بصيغ مختلفة -
- قراءة في حديث رسول الأسلام - فتن أخر الزمان -
- حلم / رؤية علمانية .. للأسلام
- قراءة في ... هل القرأن مخلوق أم موجود منذ الأزل بين المعتزلة ...
- الأمير محمد بن سلمان .. بين السياسة والدين
- مهزلة عقائدية ، أن - الرحمة للمسلمين فقط -
- قراءة في أية - أن الدين عند الله الأسلام -
- قراءة حداثوية .. لقصة زواج الرسول من زينب بنت جحش
- قراءة في - تغيير النصوص القرأنية خلال مدة أكتمال القرأن -
- قراءة عقلانية للأيات القرأنية
- قراءة في أزمة فهم النص القرأني
- الأسلام و المسلمين والعبودية الدينية
- هجوم كنيسة مار مينا .. صلب للأقباط قبل الميلاد


المزيد.....




- لغات على حافة النسيان.. معركة المصريين الأخيرة لإنقاذ السيوي ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديد 2025 TOYOUR EL JAN ...
- تركيا ترفض تسليم إسرائيل نقشا -يثبت الوجود اليهودي في القدس- ...
- فوق السلطة.. وزير فرنسي سابق: الإسلام الدين الأكثر اعتناقا و ...
- كل ما تريد معرفته عن دورة العاب التضامن الاسلامي واماكن إقام ...
- ترامب يشتم النائبة المسلمة إلهان عمر ويدعو لعزلها.. فما الأس ...
- إنتخابات الكنيسة السويدية الأحد - ممارسة ديمقراطية في مؤسسة ...
- عرض كتاب.. التهديدات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحي ...
- عرض كتاب.. التهديدات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحي ...
- نيويورك.. يهود يتظاهرون احتجاجا على مشاركة نتنياهو باجتماعات ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - أضاءة فكرية حول أيدولوجية الأسلام السياسي