أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم البيضاني - العراق... بداية الطريق الصحيح















المزيد.....

العراق... بداية الطريق الصحيح


كريم البيضاني

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 01:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما كان نظام صدام منهمكا بحروبه العجيبة الغريبة والغير مفهومة دوافعها واهدافها من قبل الشعب العراقي,كانت جبهات القتال تشتعل وكانت القرابين تقدم بسخاء , اجسادا عراقية بريئة لاذنب لها سوى انها يجب ان تكون حطب النار التي اشعلها صدام باوامر ورغبات خارجية. بعض الناس يقولون ان من زجنا في هذه الحروب هو تهور صدام وصبيانيته. اخر يقول انها امريكا والغرب للثار من الشعب العراقي؟. واخر يقول انه النفط ومكائد الحصول عليه. واخر يقول انها الاهداف (السامية) التي يحملها حزب البعث والتي اراد ان يحقق ما عجز عن تحقيقه العرب منذ قرون بعد ان اخذ دورهم الاتراك العثمانيين وجعلوهم اتباع ذليلين ياتمرون بامر الباب العالي. واخر يقول لا هذا ولا ذاك انه ايران وظهور الثورة الايرانية الخمينية.....
قد تبتعد هذه الاراء وقد تقترب من نقطة الصواب والخطأ, ولكنها في النهاية تبقى عوامل مسببة لحروب طاحنة قضت على اجيال عراقية كاملة وعطلت تقدم العراق نحو البناء والاستقرار والتنمية الجارية في شتى بقاع العالم. قد يندهش البعض من مايحصل, فكيف تكون حروب الدول المواجهة لاسرائيل لاتتعدى بضعة ايام وحروب العراق بالانابة ثمان سنين؟. وكيف يضرب الشعب العراقي بالاسلحة الكيمياوية ولم تخرج ولا مظاهرة واحدة ضد هذا العمل؟. كيف تباد ثورة شعبية للاطاحة بمسبب هذه الحروب وهو نظام البعث ولم يخرج احد ليحتج او يطالب بالتحقيق بما حصل؟ بل على العكس نجد ان اصحاب الصمت المطبق هؤلاء يتباهون الان بانهم ساهموا في اخماد بركان تلك الثورة لاجل حسابات مستقبلية تصب في مصالح بقاء انظمتهم وتبعد نار التغيير عن مناطقهم ولم يهمهم ما حصل للمنتفضين. تخرج مضاهرات مليونية تلعن امريكا وبريطانيا لانها اسقطت نظام صدام يقودهم انس التكريتي وجالاوي واشرف بيومي ويطبل لهم عبدالباري عطوان صديق ( الشيخ) اسامة بن لادن وحبيب ( الدكتور ) الظواهري ويتكلم عن نبلهم وشرفهم وحبهم للانسانية.
ان لعبة الشطرنج على ساحة العراق... والعراق فقط... هي لعبة حامية الوطيس. لعبة بيادقها الشعب العراقي والمصالح الدولية ودهاء الدول المحيطة بالعراق وحتى البعيدة منه. في لبنان مثلا يتصارع الجميع على امور تخص تركيبة لبنان الاثنية واشكالية ارتباطه بالدولة السورية وكذلك تواجد الثقل الفلسطيني هناك. اما في العراق فلم تكن هناك نزعة عرقية بين ابناء الشعب بقدر ما كانت مطالب عادله وتطلعات شعبيه مقاومة لربط العراق بالصراعات الاقليمية, والذي تعمد كل حكام العراق الامعان في فعلها عكس مايريده الشعب.
ان ما صرح به نقيب المحامين الاردنيين العرموطي من ان صدام قال له (لو كان في الحكم لاعطى اموال ل(حماس) اكثر من ماتطلب), وكأن اموال الشعب العراقي ملك لصدام او ورثها عن ابوه او هي اموال مشاع توزع هكذا, والشعب العراقي بلا مأوى وماكل وينهش فيه الاهمال والامراض وبناه التحتية مدمره وتجثم على صدره مديونية توازي مانهبه صدام وحاشيته وما نهبه ايظا كل المرتزقة الذين كانوا يدورون حوله وحول حاشيته الفاسدة.
ان الكثير من دعاة حمل السلاح يكررون مقولة لا يصدقها الا انفسهم من انه كان بامكانهم ازاحة صدام من كرسي الحكم... فصدام في قاعة المحكمة وحبل المشنقة قريب من وريد رقبته... يهدد القاضي ويقول له بصلافتة وبذائته المعهودة .... انك لولا امريكا لما استطعت لا انت ولا ابوك ان تجلبني الى المحاكمة... كيف يتم تغيير هذا الحاكم بالحسنى وبالظاهرات والاعتصامات وهو لايملك اية ذرة من الحياء ومستعد ان يفعل اي شيئ في سبيل البقاء في سدة الحكم حتى لو تطلب الامر حرب داخلية يوضف فيها كل ما استولى عليه من ثروات وكل ما يملك من ارتباطات , ومادامت الحرب هذه تتجه الى نوايا طائفية فجنود الطائفية جاهزون غربا وشرقا وجنوبا وفي كل الاتجاهات.
الان وقد حصلنا على كل مقومات العهد الديمقراطي , لازال البعض يطمح بالتفرد بالقرار العراقي ويلمح بالحرب الاهلية ... الحرب الاهلية بين من ومن؟
الحرب الاهلية لمصلحة من؟.. والحرب الاهلية خيار من؟... يعجز الانسان في بعض الاحيان من تفسير سلوكيات قادتنا الذين انتخبناهم او الذي فرضوا علينا بوضع اليد..البعض يقول ان الحرب الاهلية قائمة وامر واقع.... اذا علينا ايقافها ومحاسبة من اشعلها.... ياتيك الجواب جاهزا, الحرب اشعلتها امريكا وحلفائها... ولكن في الحقيقة ان من يفجر ويقتل يعلن عن ( انتصاراته) على الملأ... يقول انا الذي فجرت وانا الذي قتلت وانا الذي اختطفت.. ويبررها بمحاربة العلقمية والصفوية والبويهية والامبريالية وتحرير القدس ...
اذا ما الذي اختلف في العراق عن ماكان عليه قبل سقوط الصنم... على فكرة سقوط الصنم , البعض يقول سقوط بغداد... بيد من كانت بغداد وسقطت... ذات مرة صرخ احد الاعراب في احدى القنواة الفضائية العربية وسألوه هذا السؤال: كيف سقطت بغداد وهي قد تحررت براي العراقيين... قال فليقول العراقيين مايشائون ... بغداد مدينتنا وهي عاصمة الخلافة وهي ملكنا ويجب ان تكون لنا وليس للعراقيين ... لان العراقيين لم يقاومو الامريكان الذين انعاديهم.. العراقيين اعطوها للامريكان؟؟؟؟... بغداد عاصمة الخلافة... اوليس بغداد عاصمة العراقيين..هل اصبحت ارض العراق ومدنه ملكا للغير؟ ... اخذ البعض ينسى نفسه ويريد ان يسرق من العراقيين حتى مدنهم...

كماشة الحرب في العراق تتم في ثلاث اتجاهات والهدف هو الشعب العراقي. ايران دولة تحدالعراق من الشرق , فيها الوضع معادي للتغيير في العراق وان كانت تدعم بعض الاحزاب المهيمنة على المناطق الشيعية في العراق. سوريا دولة البعث ومنبعه تدعم حزب البعث العراقي وتاوي اغلب قادته وتسهل لهم كل سبل التحرك لعرقلة جهود امريكا في العراق خوفا على نظامها ونكاية بانحسار نفوذها في لبنان بسبب الجهود الامريكية في ذلك.
السعودية فيها اناس يعتنقون المذهب الوهابي ولا يعجبهم ان يحكم الشيعة في العراق لانهم كفرة ورافضة ومرتدين.... وتجد جهودهم منصبة في قتل الشيعة عشوائيا وقتل الامريكان ثارا ونكاية بسبب الاختلاف الذي حصل في افغانستان وسقوط نظام طالبان الذي كان من صنع الوهابيين السعوديين و دعمهم. الاردن يأوي بعض قادة مايسمى بالمقاومة العراقية والحقيقة ان هؤلاء هم بقايا نظام صدام وافراد عشيرته وزعماء عشائر كانوا منتفعين من حكم صدام وقد جاء التغيير الحالي وقضى نهائيا على كل ماكانوا يتمتعون به من حضوة وجاه زائف.
الاردن استفاد كثيرا من هؤلاء لانهم استطاعوا بسرقاتهم المعروفة للعالم اجمع ان يوضفوها في الاقتصاد الاردني الخاوي وبفضل ذلك اتخذوا من مدن الاردن ملاذا وجبهة خلفية وامنة لعملياتهم في العراق. ولديهم متعاطفين معهم يدافعون عنهم ويمدونهم بكل اشكال الدعم. حتى تجد الاردني لايخجل عندما يمجد صدام ومافعله لهم على حساب دمم ودموع العراقيين.
وزير الخارجة السعودي الامير سعود الفيصل لم يتمالك نفسه وكظم غيضة حين اعترف ان بلاده دعمت صدام يوم اراد الشيعة ان يحصلوا على حقوقهم ويسقطون النظام الذي قهرهم واباد اجيال منهم. قال نحن مولنا صدام في حربه ضد ايران لكبح جماح نفوذها... ونحن ساهمنا في قمع انتفاضة الشيعة في سنة 1991 في الجنوب ونحن لن نقبل ان يكون لايران اي نفوذ في العراق حتى ولو تطلب ذلك حرمان الشيعة العراقيين من حقوقهم. فهم يغضون الطرف عن التجنيد الارهابي لعشرات الانتحاريين الشباب الذين يغذي في نفوسهم علماء دين نزعة الارهاب, لهم مكانة ونفوذ داخل هيكل السلطة الدينية في المملكة.....لقد فعل كل هؤلاء مجتمعين فعلتهم في البنى التحتية العراقية وفي عرقلة المسيرة الديمقراطية في العراق.

امريكا وايران ربطوا مشاكلهم بالوضع في العراق باعلان عجيب اصاب الجميع بالدهشة . قالت ايران انها مستعدة للتفاوض مع امريكا لوضع حد للعنف في العراق؟؟؟ وتشكيل حكومة عراقية شرعية؟؟؟؟. ماهو الدور الذي قامت وتقوم فيه ايران في العراق. هل هي تمول الاحزاب الشيعية في العراق؟ ... هذا ليس خطرا على العراق , لان حكومة ايران ساهمت في دعم الاكراد العراقيين في الشمال لنيل حقوقهم ولا ادري ان كان نجاح الاكراد في نيل حقوقهم سوف يضر بالحكومة الايرانية ؟؟.
حتى وصول الاحزاب المدعومة من ايران كما يقول البعض الى سدة الحكم لايضر بمصالح ايران في العراق.
اذا من تدعم ايران في العراق وماهو دور هؤلاء في رسم مستقبل العراق؟. كل هذه الاسئلة لا تتطابق مع واقع الحال العراقي. الارهاب والبعثيين الصدامين هم من يعرقلون مسيرة الديمقراطية في العراق. هم الذين يلعبون لعبة قذرة طالما مارسوها مع شعبنا في ضرب البنى التحتية للاقتصاد العراقي وقتل الناس على الهوية.
هم من يقتل وهم من يشجع على الارهاب , وهم من يضعون العبوات الناسفة وهم من يقصفون المراقد المقدسة بالصواريخ وهم وهم... اذا هل تدعم ايران هؤلاء نكاية بامريكا وبريطانيا وجاء الدور الان لتقطف ثمار (نجاحها) في هذا الجانب عبر وضع العراق ومستقبله ضمن شروطها امام الحكومة الامريكية؟. فلو كان هذا صحيحا ويعلم به قادة العراق من الذين كانو في ايران ويحصلون على دعمها المادي واللوجستي.. ستكون فضيحة اخلاقية لا يمكن ان تمر مرور الكرام , وستكون لعنة عليهم ستجر المصائب على مستقبلهم السياسي في العراق وكذلك وجودهم. نحن امام حالات لايمكن السكوت عليها.... قال اعداء الشعب العراقي علانية... اننا لن نسمح لامريكا ان تنجح في العراق وكذلك المشروع الديمقراطي فيه , حتى ولو كلف ذلك تدمير العراق وتعاسة شعبه. فهل يعرف العراقيين اين مصلحتهم وماهو مرسوما لهم مستقبلا؟



#كريم_البيضاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون السلطة ... وسلطة القانون


المزيد.....




- هل العودة لياسمين عبد العزيز ممكنة بعد الانفصال؟ أحمد العوضي ...
- شاهد ما يراه الطيارون أثناء مشاركة طائراتهم في العرض العسكري ...
- نتنياهو منتقدا بايدن: سنقف لوحدنا ونقاتل بأظافرنا إن اضطررنا ...
- البيت الأبيض: نساعد إسرائيل على ملاحقة يحيى السنوار
- أبرز ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات بايدن حول تعليق شحنا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتراف رئيس الوزراء البولندي بوجود ...
- زيلينسكي: جيشنا يواجه -موقفا صعبا حقا- في المناطق الشرقية
- -حزب الله- يعرض مشاهد من عمليات عدة نفذها ضد الجيش الإسرائيل ...
- هل من داع للقلق في الدول العربية بعد سحب لقاح أسترازينيكا؟
- بنوك مودي في الهند تنفق 400 مليار دولار ليفوز بدورة ثالثة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم البيضاني - العراق... بداية الطريق الصحيح