|
الاسود والابيض
جميل محسن
الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 11:18
المحور:
الادب والفن
الأسود والأبيض 975 تتوالى الكلمات بسيطة سهلة ويعلو القمر بدرا منيرا ويتحول الرصيف إلى غانية تنتظر مرور الكرام -------- ثرية هي الغربة يسيل مع الماء في الجداول غناء وتغريد هديل وقهقهات وتزحف قوافل النمل صباح مساء وعندما تطول الإقامة تصاحبك الغربة إلى الوطن -------- بعيد عنا الروكون بعد الحضارات عن التلاقي بعد الريف عن المدينة لكن الجهات الأربع تزحف نحو ملعب الشعب تنفجر الكلمات ويطير الدخان شفافة لعبة الزمن والتحول مادام الحلم موجود -----------
980 رفع القناع فبان وجهه المشوه خلع ثوبه برزت العظام القديمة نزل إلى الجدول حاصرته المزبلة تطلع في المرآة المكسورة الخطوط هي الظاهرة عاد إلى النوم
------------
هاجمته أسراب البعوض هرب الزاد من بيته انتظره على قارعة الطريق تلقفته الرايات مختلفة الألوان تقلب بين الأسود والأحمر والأبيض توقف قرب السدة حيث تراءت له الأحلام للمرة الأولى ---------- منع البيع والشراء على الأرصفة وشوارع المدينة وامتطى الفارس جواده كانت عيناه ترنو نحو شروق الشمس وحرق الأحمر ---------- عندما تنحر إنسان وترميه فوق تراب الوطن وتطرد البشر الذي يجذبه الفضول يتكاثر الذباب في اليوم التالي يغطي وجه الوليمة تاركا لنا الرائحة والطنين ------------- وعندما تشن حربا وفي نيتك حرق الذباب سيمتد على الأرض السواد لون الحزن والمداد وقتها امنع الأبيض فهو لون الأكفان فالشهيد الأصيل يعرف طريقه من الجبهة ململما أشلائه إلى المقبرة الكبرى ومنها إلى جنات الخلود يسأله الملاك خمر أي نهر تفضل عسل أي بركة لإفطارك بأي النساء ترغب ام ان الولدان المخلدون يستحقون لفتة طفولية ------------ 1981 سمع من الضفة الأخرى الأذان اهتز وسطه وتمايل كانت المسبحة تعيد تدوير حباتها وهو يقبض مكافئة الجريح ------------ خيط اثنان ثلاثة نجمة السعد تليها والبساط السندسي الكتف بعيد المنال وفوق بياض الرأس يتربع حذاء اسود -------------- أن يعيش الإنسان بين الجلاد والضحية أن يتحول الرغيف إلى قطعة من الأدوات الاحتياطية أن يتطلب الموقف لدغة عقرب --------------
العربة الحديدية تشكو الإهمال كالعوانس تتوسط الأركان المهملة وحيث حسين يرفع الراية هناك الأبيض والأسود والأحمر والأخضر جاء الواد حاملا السيف والقبضة وسحب العربة والعانس -------------- اختلط الحابل بالنابل توزعت قيم الشرف والعروبة بين مختلف الأجناس لبست بشرى الأسود ونامت في حضن الواد وخرج ابن حسين مزهو بالتأريخ ووراثة عربة الحديد ------------- 1988 تزحف اللحظة نحو السكون الجنون جفاف وريح وغبار وجذوع نخل وارول وخنازير برية ثم يسكب الماء من ثمانية أقداح ------------- السلام ألان السلام أن لا ترحل القلب لايسع طوابير الأحباب الفتية والأصحاب عشاق المطارات --------------- العشب اخضر والأسود بعيد حتى حشائش الأدغال الشائكة الشائخة السميكة خضراء الأكياس فقط كانت فارغة بيضاء ------------- الماء الأسود يسيل نحو الهاوية وتتوالد الدفاتر الجديدة باحثة عن شعار الاستدارة نحو الجنوب ----------- الآن الصمت سيد الموقف الضربات تحت الحزام الانفجار سكاني من جديد ينام العنكبوت فوق جناح فراشة وخلف القناة مسيرة قرون من الزمن العادي ----------- آلاف الأميال محاولة التجاوز هل تستوى الأرواح بين الروث والحرير أن تمتطي الحصان اوتنام تحته عندما بدأت الرؤى تمتعنا بالكاشي والطابوق ثم جاءت دبابة الوطن لتعيد لنا أيام البردعة والرسن والمطال ----------- لااحد يرفع رأسه حتى ليطلب رحمة السماء وجها لوجه اختفت العصافير وهزلت القطط اصبجت تنتظر الأعياد الكل ينهض صباحا ليطارد الذباب ---------------- 1990 ساحة الطيران تنوء بحملها الليل تحكمه السكاكين وقناني المشروبات والنهار تغطيه الازبال والسواعد يجلس عامل متوثب أنهى الخدمتين وجاء يبحث عن لقمة تسطع من حولها الشمس وجلد من البرونز اسود الاطراف وسيكارة لف تلهب الأحشاء تحت أبطه صرة صغيرة قد تعود معه عذراء لم تمس وقد تبتل مرارا حتى يختلط طعم الزاد والعرق ورشفة الماء حزمة أخرى في الدار تنتظر أن تلتف حول صحن أو اثنان معبدة الطريق لفراش دافئ ------------------- اجتمعوا واتفقوا على الاختلاف انزلوا راية القرصان من فوق السارية ورفعوا علم الصليب الأحمر أصلحوا المدفع الوحيد الباقي بعد طوفان الجرذان التي التهمت حتى البارود وارتدت الأبيض ورفعت راياته حبا بالسلام ثم اتشحت بالسواد ونكست الأعلام واغتسلت بآخر قطرة من المياه العذبة ------------------- ضحل هو بحرنا تحيطه فوهات المجاري وافقه غيمة سوداء منبعها دخان المزابل ويهطل مطر دموع ساخنة وينطلق المدفع أوان الغروب انتهى صيام النهار ويتلفت البحارة لما حولهم السماء والسفينة والبحر وفئران السواد القاتم راية القرصان عادت ترفرف تتوسطها النجمة والعظمان المتقاطعان ----------------- 1995 الشيخ هو ما تبقى لنا يسحبنا نحو الهاوية السحيقة حيث الثقب الأسود القديم تفلت الرحمة تسقط من الرحم الجمعة هي الهدف الشيب والشبان نبت جديد المجهر يلتقط الكائنات وتذهب مثقلة قافلة الندم ----------------- الشيخ وجناحاه لم يفهم أبدا إن لاءاته المعادة وحدها طريق الخلاص إن بين لاءاته المعادة من طال انتظاره ----------------- هل جاء يبحث عنه في دربه إلى الذات ويسيل نهر دماء ثان فوق الإسفلت اختلط الزغب الأصفر بالشعر الأبيض وحصدنا الريح --------------- اهتز الكون جلسنا نحسب دوائر الموج المتلاشية بعد حجارة السيد أتانا مخبر ليسجل شاهد الدم يضحك ظن بنفسه الجنون وذهب يعاقر الخمر -------------- تواجدت الصحافة وسجلت الآتي هذا البئر بلا نبع ولا يمتد إلى زمزم والساقي من غير شجرة وقد زور شهادة الميلاد وتم إعدام القتيل ونتفت لحيته وجرى بالسر توزيع الشعرات بدل الحصة التموينية نزلت ابحث عن واحدة لأعلقها فوق رأسي حجاب يشفي من صداع قديم وحده في الساحة مراهق لايلتفت إلى الوراء رسم له سيل الدم الطريق -------------- الشعرات تصنع العجائب هربت كالآثار القديمة وانتشر نداء تحولها إلى سحر اسود قبض الجاني على حزمة منها وأرسلها إلى الاستنساخ وابتعدت الآنسات عنها خوف العته والعنس فكل ذكر امسك بواحدة يرى بنات حواء ظلام دامس ولم تكن النواظير الليلية قد دخلت القطر بعد وجاءنا كالعادة مسرعا النوم الطويل --------------------- 1999 غادرت النوارس ضفاف دجلة بقيت القلة تنقر الوحل فوق الآثار القديمة بعد رحيل الماء غطسنا في الطين نبحث عن قطرات لم نجد غير البترول من لوث من النفط أو الماء ! ------------------ 2000 غرقنا في لجة الأحلام وبدأ بعضنا يهرش جلده من إصابته بإحساس عارم بالسعادة تنقلنا بين الجيوش والمسيرات وخدمنا مرتين وثلاثة وافتقد الغني البهجة اشترى تعاسته بالمال ومضى قطار العمر -------------- من؟ يتحدى الكوميديا السوداء وطلاسم حصارات الأعداء ! ---------- 2003 سيأتيكم الأزرق الهادر ليرفع مناسيب مياه دجلة وتزدهر الأطراف والحوا سم ونعيد أسطورة الأبيض ليكون سيد الموقف الرايات الأعلام غطاء الرأس ذيل حصان يجر الدولاب الشرق وجهتنا بما ثقل حمله الخفيف توجه غربا مع القادة --------------- 2006 بين التحريم والتحليل تتصارع أجيال الحداثة تسود وتقود المسيرة وار نولد يواجه في الجزء الثالث جيش المستنسخين
#جميل_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاريخ الحركة الشيوعية في العراق من يكتبه؟؟
-
يوميات عاطل عن العمل
-
ستالين تروتسكي والسلطة
-
مسرحية محكمة السيدة العجوز
-
( حول ( مشاكل الحزب الشيوعي العمالي
-
الظلام
المزيد.....
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
-
-الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم -
...
-
أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج
...
-
الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
-
وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على
...
-
البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|