أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالكريم عمر - التكفيرية هل هي جوهر الدين أم طارئ عليه؟














المزيد.....

التكفيرية هل هي جوهر الدين أم طارئ عليه؟


عبدالكريم عمر

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 09:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن الإيمان والكفر هما الوجهان المتلازمان والمتناقضان لأية عقيدة دينة . فالأيمان باله, في الدين, وأي كان ذلك الدين, كان يقوم على أساس الشهادة واليقين بوجوب وجود هذا الإله وأحقيته, والنفي والتكفير بآلهة الآخرين وكذبيتها- إن صح التعبير. وان أهم واكثر والويلات التي أصابت الإنسانية نتجت عن الحروب والصراعات التي كانت تقوم و تستند على ثنائية الإيمان ونقيضه. فقواد الجيوش في الأنظمة الدينية كانوا دوما سيوفا لله وحملة لرايات الإيمان والقدسية. والأباطرة في تلك الأنظمة كانوا أنبياء أو ظلالا للآلهة على البشرية.

وعليه فان النزعات الدينية المتطرفة في العالم الإسلامي عموما, وفي العراق, قديما وحديثا, بشكل خاص, كالتكفيرية والاتهامات بالخيانة للتعاليم الدينية والارتداد عن التعاليم النبوية, وما تنتج عنها من صراعات طائفية وحروب داخلية, أمور ليست بجديدة أو طارئة على العالم الإسلامي. حيث إن وجود الطوائف و الملل الإسلامية المتناقضة وانتشارها قد ترافق مع بداية التدين بالإسلام وبدايات انتشار هذا الدين.
فمنذ الأيام الأولى من التاريخ الإسلامي, اقترن الانتماء الديني لدى المسلمين بالانتماء إلى إحدى الطوائف والأطراف التي تظاهرت بالاختلاف على شرح النص الديني أو التباين في اتباع التقليد النبوي. ولكنها من حيث الجوهر كانت تتطور وتهيئ أبكر الصراعات السياسية على السلطة و اكثرها دموية. تلك الصراعات التي اشتركت فيها أهم الشخصيات المحورية المؤسسة للدولة الإسلامية, والتي صاحبت محمد ابن عبد الله قبل و اثناء إعلانه للنبوة ومرورا بكل التطورات التي رافقت المراحل الأولى لتأسيس هذا الدين وانتشاره. وذلك ابتداء من الخلاف على خلافة الرسول, والذي دار بين علي بن آبي طالب و شيعته من جهة وابو بكر وصحبه من جهة أخرى. والذي امتد حتى المجازر التي ارتكبها الأمويون بحق حسين ابن علي و اهل بيته في كربلاء بالعراق, والممتدة حتى يومنا هذا.

فالشعائر والمعتقدات الدينية لدى البسطاء والعامة من أبناء الطوائف الإسلامية المتخالفة والمتصارعة, والتفسيرات اللاهوتية لهذه المعتقدات ومقارنتها بالوقائع التاريخية وبسيرة النبي وصحابته, من قبل أصحاب الفقه والدراية من العلماء والمنظرين من المسلمين, كانت على الأغلب موسومة بميسم ذلك الصراع وما نتج عنه , وفي سياقه, من زهق للأرواح ونشر للأحقاد وسفك للدماء .

ولكن لابد من القول هنا: إن ماهية تلك الصراعات والتناقضات الطائفية الآنفة الذكر وغاياتها المعلنة وغبر المعلنة تعيدنا إلى ما قلناه بداية عن مسألة الدين الإيمان. وتزيل الطابع القدسي عن أهم مرحلة من تاريخ الدين الإسلامي, كما إنها توفر الإمكانيات والأدلة الجازمة للبرهان على إنها كانت صراعات على وراثة الملك والسلطان قبل أن تكون صراعات على كيفية تعميم و نشر الخير والإحسان. وإنها وبسبب ذلك, ولان المتصارعين فيها كانوا هم أهم الشخصيات المحورية المؤسسة للدولة السلامية, فإنها تزيل كل اوجه القدسية المزيفة عن تلك الشخصيات وتعيدهم إلى طبيعتهم البشرية المتأثرة بمحيطها والخاضعة لظروفها الزمانية والمكانية.
والمتصارعون وحتى يكسبوا المصداقية في نظر المسلمين البسطاء, فانهم كانوا ومازالوا يجتهدون في إعطاء ترجمات وتفسيرات مختلفة للنصوص القرآنية و للأحاديث المنسوبة إلى النبي محمد. ووصل بهم الخلاف والاختلاف, في الكثير من الأحيان, إلى نسف صدقيه هذه النصوص ومصداقية الادعاء بألوهية مصادرها. حتى غدا لكل طرف قرآنه ولكل ملّة أحاديثها.

فالقرءان, الموجود حاليا بين أيدي المسلمين, هو عند الكثيرين من المسلمين الشيعة كتاب محرّف من قبل عثمان بن عفان وقد حذفت منه آيات كثيرة. ناهيك عن ما يقوله عامة الشيعة عن خلفاء الرسول وصحابته وعن سيدة المؤمنين عند السنة, زوجته عائشة. وحتى صلاح الدين الأيوبي وبسبب خلافاته مع الدولة الفاطمية في مصر لم يسلم من قدح وسب بعد المتطرفين من الشيعة.

والكثير من الأحاديث النبوية التي تبنى عليها أهم الأسس والعقائد الدينية لدى الشيعة هي, في نظر أهل السنة أما أحاديث ضعيفة , و رواتها كانوا نسّائين, مشهورين بالأخطاء و الأغاليط في حفظ الحديث. أو إن تلك الأحاديث هي وضعية ومن صنع رواتها وموضوعة حسب غاياتهم وأهدافهم, وان التمسك بصحتها هو استمرار في التطرف السياسي الشيعي. واستمرار لمنهجية الرفض والخضوع للخلافة الإسلامية وللسنة النبوية.

فالتكفيرية والتطرف أمور لها علاقة بجوهر الفكر الديني, والخلاص منها وتصالح أبناء الأديان والطوائف المختلفة لا يتم إلا باتباع ذلك المبدأ القديم: الدين لله والوطن للجميع. مع إعطاء الحرية التامة للعقل بالتساؤل: متى يكون الدين أفيونا للشعوب؟



#عبدالكريم_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركسيون يحلمون بعودة الديكتاتورية إلى العراق - رد على سلامة ...
- صورة الرئيس في الإعلام الكردي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالكريم عمر - التكفيرية هل هي جوهر الدين أم طارئ عليه؟