الانتخابات والمطر والتفاؤل

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف
(Waleed Khalefa Hadawe)

الحوار المتمدن-العدد: 5870 - 2018 / 5 / 12 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عندما قمت بتأدية مراسيم الحج لبيت الله المبارك في مكة المكرمة ، سمعت الحجاج يتكلمون ان السنة التي تمطر فيها السماء على الحجيج فكأنما الله (جل وعلا) يغسل ذنوبهم وبالتالي تكون حجتهم مقبولة وذنوبهم مغفورة بدرجة افضل من حجيج السنيين التي لا يسقط فيها المطر . تذكرت ذلك عندما لمست المؤشرات التالية في الانتخابات العراقية لعام 2018 :
1- ان موجة الامطار التي يشهدها البلد مستمرة منذ شهر تقريبا وهي جاءت بعد فترة جفاف في البلاد منذ بداية فصل الشتاء ، حيث جفت بعض مواقع نهر ي دجلة والفرات في عدد من مدن جنوب العراق . وقد اخرجت الامطار البلد من اعلان الجفاف وذلك برحمة من الله ،وهذا اليوم الذي تجري فيه الانتخابات يشهد امطارا متفرقة في عموم البلاد وهذه احدى بشائر الخير ، والتي تدعو الى التفاؤل. فان الله سبحانه وتعالى لا يترك عبده وان رزقهم بالمطر يمكن ان ينعم عليهم بقيادات يرضى عنها تأخذ بأيدي هذا الشعب نحو طريق الخير والتقدم والرفاه والامن .
2- ان البلاد تشهد امنا لا باس به وتم تحرير جميع المدن العراقية من داعش ولم يبق لهم الا ربما ملاذات في الكهوف والصحارى اسوة بالحيوانات البرية، اما الخلايا الكامنة(النائمة ) فهي تتساقط تدريجيا . ومناطق اخرى مثل كركوك او مناطق متنازع عليها تشهد اجواء افضل من القدرة على التعبير عن اختياراتهم بعيدا عن الضغط والاكراه .
3- ان العراقيين قد بلغوا مرحلة من الوعي في اختيار المرشح القادر على التغيير وان فرص الفاسدين في تولي السلطة ضعيفة فقد نبذتها المرجعية ونبذها الشرفاء من ابناء هذا البلد رغم وجود المنتفعين من الفاسدين ممن ينتظرون الفرصة لمواصلة الفساد، والله سبحانه وتعالى لا يحب الفاسدين حيث جاء في القران الكريم سورة القصص الآية (77) " وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين "ولكني واثق ان براميل القمامة ستكون مصيرا لكل من يحاول الانتفاع والافساد فقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر ونصيحة لكل فاسد اما ان يغير سلوكه ويكتفي بما غنم منتظرا عقاب الله فان الله يمهل ولا يهمل او ان يترك المنافسة السياسية فو الله اني لأرى مصيرا اسودا لهم. وعلى الشعب ان يفهم ان انتخاب الفاسدين يوجدا برلمانا فاسدا وحكومة فاسدة ومسؤولين فاسدين وبالعكس انتخاب المرشحين الصالحين المخلصين المعروف عنهم حسن الاخلاق والنزاهة والشهامة والفروسية وحب العراق والشعب والفقراء سيوجد برلمانا شعبيا وحكومة شعبية ومسؤولين يحترمون الشعب ويعملون لا جله ويقول الله في محكم كتابه المبين سورة الرعد الآية (11) (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ).
4- ان استخدام الاجهزة الالكترونية الحديثة يحد من عمليات التزوير ويبشر بانتخابات نزيهة ودقيقة .
5- بروز عددا من الشخصيات الوطنية التي نجحت في قيادتها للبلد او لوزاراتها والتي سيدفع انتخابها مجددا للمزيد من العطاء .ولا حاجة لذكر الاسماء فالجميع يعرفهم.
6- مما تقدم فالتفاؤل بالخير حق مشروع ، كيف لا وان الله سبحانه وتعالى يسمع دعاء الايتام والفقراء والارامل والمعوزين والاطفال المتسكعون في الطرقات وحاشا لله ان يكون مريدا لهذا الوضع ولكنه يضع حدا للفساد وانه قريب ومجيب وقادر فأنه يقول
• وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)-سورة البقرة .
• وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)- سورة غافر.
• أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62)- سورة النمل.
اللهم انا نسالك ان تمنح قيادتنا لخيارنا فان الملك ملكك والعباد عبادك وانت القائل " "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (ال عمران 26).

#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)       Waleed_Khalefa_Hadawe#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل