أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناجي درويش - مطار دمشق يكتب مذكراته














المزيد.....

مطار دمشق يكتب مذكراته


ناجي درويش

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 08:47
المحور: المجتمع المدني
    


أطالع هنا وهناك الكثير من المقالات الناقدة لوضع مطار دمشق وغيره من الموانئ وبوابات الحدود السورية، وفيها الكثير من الملاحظات المحقة والراغبة والحالمة بخدمات أفضل، وفيها أيضاً الكثير من المبالغات والمزاودات والنظر إلى الفارغ من الكأس فقط .
تذكّرت كيف كنت أرى مطار دمشق خلال مغادراتي وزياراتي له خلال سني غربتي الماضية ..
كان تصوري للمطار كمحطة هو الخاطر الأقرب إلى ذهني، وكنت أتساءل هل تملك هذه البوابة المشرعة إلا أن تكون محطة تاريخ وميناء حضارة ؟..
أوليست هذه البوابة . . ميناءَ ضفاف الغربة المترعة بوعود العودة واللقاء ..
أوليست هذه البوابة منعطف شموع ومحطة النور، ودليل قوي على كروية الأرض وتلاقي ذرات الروح وقوافل الحنين ..
أوليس مكاناً للتلاقي الإنساني الرفيع، وجسراً للوصل بين عابد ومعبود .. مسافر وطن .. نُرجّع فيه كل يوم غناء تراتيل الحكاية ..
وهذه الجدران المستوية ببساطة .. كم أحاطت من باقات وردٍ تهنئ بسلامة وصول وكلماتِ وداعٍ رقيقة تدعو بسلامة طريق وأحبة لا يكادون يستقبلون عزيزاً حتى يتركوه ؟.. من تهافت أمهاتٍ على أبناء .. وأصدقاءٍ على أصدقاء .. وتوفيقٍ يقدّم على طبق من دعاء ؟.. .، من إعلانات فراقٍ وآمال لقاءٍ وهواءٍ مشبعٍ بأول إكسير الشوق ؟.. ، ومن صورٍ مبعثرة في تشتت ذهنٍ عمرُه بعمر غربة ؟..
من ساعاتٍ تسرعُ في الدوران على هواها وتبطئ على هواها ؟..
دلوني على محطة كهذه .. تقسو فيها الشجونُ على المشاعر وتذرف العيونُ دموع الإيمان والأمل ..
دلوني على محطة كهذه .. يبدأ فيها مسلسل الاغتراب .. ولا ينتهي !..
وهذه الأرض .. أليست أرضَ المجدِ الإنساني الرفيع، أرضَ الشرق المقدس حيث تستطيع أن تعثر على عيون العالم المبهورة كلِّها .. ومن ذا يشرب من زيت الشرق المقدس ولا يرتوي ؟..
على هذه الأرض،الرصيف، المدينة الحنون .. ألا تلمح عيناك كل يوم :
طفلاً يجري ويلعب متجاهلاً ما يدورُ حوله، حياته خفيفة كالغبار ؟ . .
أو واقفاً مع الواقفين أوجالساً مشلوحاً على مقعد انتظار ؟ . .
أو آخر يتنقل جيئة وذهاباً ترمق عيناه أسرابَ السنونو تحوم في سماء المدينة تبتلعها المحبةُ حيناً وتلفظها أسبابُ الحياة أحياناً ؟..
على هذا الرصيف المدينة الحنون .. ألا نرسم الخطى بأدمعنا ثم نمشيها ؟..
وإليها . . أما حاول حتى الإمبراطور فيليب العربي استرجاع طفولته؟..
أجل .. في هكذا محطة فقط يصبح الرصيف حلماً حين يستقبل سفينة تفترش نور الشمس، دافعةً أمامها هواءً مميزاً، في ذراته دفء اللقاء وبرد الوداع .. قادمةً لتسقط جبروت صمت الجدران .. حاملةً القادمين من كل فجّ عميق والراحلين فوق سكة من سفر .. لتثبت الأرض وتثبت المحطة .
إذا لم أكن قد أترفت في الحديث وأعتقدني تقشفت، اسمحوا لي أن أُعيد السؤال المذروف على شوارع الغربة :
هل من الممكن أن تفقد آمالُ الفراشاتِ أجنحتها .. وهل يستطيع القلب إلاّ أن يكون محطة للدم ؟..
إلى كل قادم ومغادر ..
في الملاحم لا تجدون سوى القيل والقال .. لكن ماذا لو قرر المطار كتابة مذكراته ؟..



#ناجي_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناجي درويش - مطار دمشق يكتب مذكراته