أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله الأزرق - نظرية ؛؛صراع الحضارات؛؛















المزيد.....

نظرية ؛؛صراع الحضارات؛؛


عبدالله الأزرق

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كلنا يعرف صمويل هنتنغتون صاحب "صراع الحضارات"، لكن كم منا يعرف بروفسير مهدي المنجرة؟ وصدقوني لو علم الناس ما فعله صمويل هنتنغتون لكان مصيره مصير "النشال" في سوق القضارف: "وفي سوق القضارف كم قدل بي عولي" ! بل أخشي – وهذا أسوأ – أن يكون مصيره مصير "الحرامي" في سوق نيروبي حيث "عدالة الغوغاء أو السوقة" Mob Justice. وحرامي بالسواحيلية هي نفسها حرامي بالعربية. ويكفي أن يصيح أحدهم بك حرامي في سوق نيروبي ليهجم عليك الغوغاء ويطرحونك أرضا، ثم تجري عملية وضع العقد NECKLACING كما يسمونها هناك إذ يعلق إطار سيارة قديم على رقبة من وصف بالحرامي – بالحق أو بالباطل لا فرق – ثم يحرق حيا، صدق أو لا تصدق سيدي!
والحقيقة فالمسألة بدأت بمحاولة تفسير الأزمة الحالية التي يعيشها الغرب في علاقته بأطراف العالم الأخرى، والتي أدلى مفكرون كثر بدلائهم فيها، بعضها كانت محاولات موضوعية وبعضها كانت إستعلائية مما جعل أحد الكتاب النيجيريين يكتب عن The West and the Rest. ولا شك أن ترجمة هذه العبارة إلى "الغرب ثم الآخرون " سيذهب كثيرا من بهائها ورونقها بل حتى شيئا من جوهرها.
ولنضرب مثلا واحدا باحدى هذه المحاولات: أعني محاولة تفسير أزمة 11 سبتمبر التي أصبحت احدى معالم التاريخ المعاصر فأخذنا نتحدث عن العالم قبل 11 سبتمبر وبعد 11 سبتمبر، مثلما نتحدث عن حدث معين قبل الميلاد أو بعد الميلاد. وإذا جرت الأمور بوتائرها الراهنة فأخشى أن يصبح من شهد سبتمبر أهم ممن شهد بدرا.. "والله يكضب الشينة"! والمحاولة التي نشير إليها هي تحليل للفرنسي رينيه جيرارد المشهور "بنظرية كبش الفداء" والذي يرى في أحداث 11 سبتمبر ما يسميه "تنافس المحاكاة"، ويفيض ليقول إن الأفعال المسلحة التي يقوم بها المسلمون ضد الغرب وأمريكا لا يقومون بها بدافع الخلافات الجوهرية بينهم والغرب وإنما لأنهم يماثلون من يقاتلونهم: "هم يقاتلوننا لأنهم يشبهوننا أكثر فأكثر" يقول رينيه. ووفقا لرينيه فإن بوش وبن لادن "توأمان يحاكيان بعضهما" Mimetic twins لأن كلاهما يريد أن يحدث تاثيرا عالميا وأن يكسب جمهورا عالميا، وكلاهما يستخدم نفس المصطلحات الدينية القائمة علي منطق الثنائية: (حرب صليبية في مقابل جهاد، خير في مقابل شر...) كل يخاطب جمهوره المسلم أو المسيحي. هذه محاولة تفسير رغم ضعفها الشديد وإيغالها في التبسيط.
لكن محاولات التحليل والتفسير سبقت بالطبع أحداث 11 سبتمبر وأشهرها في محاولات تفسير أثر التعدد والتحدي الثقافي على نطاق العالم هي ما أشتهر بها صمويل هنتنغتون بمقاله في دورية "فورن أفيرز" عام 1993م ثم توسع فيه في كتابه المعروف والمشار إليه في أول فقرة من هذا المقال عام 1996م.
على أن المؤسف أن صمويل هنتنغتون ليس هو صاحب فكرة "حرب الحضارات" ولم يكن من أخترع المصطلح. فالفكرة بل النظرية والمصطلح الذي حملها هما من إختراع بروفسير مهدي المنجرة. ومهدي المنجرة سادتي استاذ مغربي يدرّس العلاقات الدولية في جامعة الرباط وكان مساعد مدير عام اليونسكو وهو "إستشرافي" إذا صحت ترجمة Futurist. وهو الآن عضو في نادي روما الذي يجري دراسات المستقبل.
كتب بروفسير المنجرة عام 1991م – عامين قبل مقال هنتنغتون – كتابا بعنوان "حرب الحضارات الأولى" مشيرا إلى حرب الخليج وأوضاع "ما بعد الإستعمار" الجديدة التي نشأت بعد نهاية الحرب الباردة. ترجم الكتاب للأنجليزية والفرنسية عام 1992م ثم لليابانية عام 2001م، وقبل كل ذلك قدم لأصل وبذرة نظريته في عام 1990م في لقاء أجرته معه مجلة ديراشبيغل الألمانية المشهورة. وفي هذا اللقاء وصم المنجرة الغرب بالخوف من الإسلام وأصّل له، وأصّل لخوف الغرب من النمو السكاني الذي يتمتع به الجنوب وأيضا خوفه من المجتمعات الكمفوشيوسية (مجتمعات الصين وكوريا واليابان). وكل هذه العناصر في نظرية "حرب الحضارات" للمنجرة ضمنها هنتنغتون كأفتراضات اساسية في أطروحته ولم يأبه كثيرا للإشارة بوضوح لصاحب الفضل. كما لم يأبه الإعلام الغربي ومن روج لكتاب هنتنغتون لما بادر به المنجرة.
والمقنع فعلا أن المنجرة إستشرافي أنه قال في لقاء أجراه معه التلفزيون الياباني عام 1984م أن الصراعات المستقبلة في العالم ستكون ثقافية الجوهر، هذا في وقت كان الإتحاد السوفياتي تاما سالما والحرب الباردة مشتعلة وبدا الحديث وقتها لدى البعض عن حروب المياه المقبلة ولم يلتفت أحد لحروب ثقافية وحضارية كما تكهن الإستشرافي المنجرة. والأخطر أيضا أنه قال عام 1991م في محاضرة له بكلية الإقتصاد والقانون بجامعة محمد الخامس في حديثه عن حرب الخليج أن "الهدف المنشود هو تدمير الذاكرة الحضارية" بإستهداف المتحف العراقي الذي يحوي آثار حضارات ضمها العراق لستة آلاف سنة مضيفا أن أجزاء من آثاره التي لا تعوّض تم محوها ووقتها لم تصب القنابل إلا جزءا يسيرا من آثار المتحف، وبعد إثنتي عشرة سنة من تصريحه هذا شاهد كل العالم عبر البث المباشر ما جرى لمتحف بغداد عام 2003م. وأفاد المنجرة أن إسم بغداد مشتق من كلمة فارسية معناها "هبة الله".
ومنذ 1991م كان المنجرة يؤكد أن الحرب ضد العراق هي صراع ثقافي وحضاري مستدلا على ذلك بتنامي المشاعر المعادية للعرب وقائلا إن ما يسمى الحربين العالميتين ليستا عالميتين وإنما هما حربين غربيتين أوربيتين بإستثناء مشاركة اليابان، وأن حرب الخليج أهدافها إقتصادية وسياسية وعسكرية وأيضا حضارية الصبغة، وأن التحدي أمام العالم العربي والإسلامي هو تحدي بقاء حضاري وتحدي بقاء تعدد ثقافي من غيره لا مستقبل للنوع الإنساني.
وقال المنجرة إن الغرب لا يعترف بوجود قيم أخرى غير قيمه ويرفض أن يتواصل بغير لغاته وشروطه مع بقية العالم مبديا إستنكاره لانعدام متحدثي العربية بين الصحفيين الذين غطوا حرب الخليج 1991م مما يعني عدم قدرتهم على تفهم رأي أهل المنطقة في الحرب أو إدراكهم للثقافة العربية الإسلامية. ذكر كل هذا ليدلل على ما يراه إستعلاء ثقافيا لدى الغرب وليؤكد أن كل هذه العوامل جعلته يوقن بأن النزاع هو حرب ثقافية ترمي لفرض ثقافة واحدة والقضاء على ما سواها.
ما جهر به المنجرة منذ 1990م ضد الغرب وأمريكا وصحة تكهناته والصراحة التي يكتب ويتحدث بها تجعل المطلع عليها يخشى أن يطلع عليها إلا إذ أوي إلي "بانديغيو(1)" التي حذرت أمريكا للمرة الأخيرة!!
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
(1) بانديغيو قرية صغيرة في أقاصي ضواحي القضارف كانت إشتركت في مظاهرة مؤيدة للحكومة ومناهضة لأميركا لعلها كانت إبان ضرب مصنع الشفا ورفعت لافته مكتوب عليها "بانديغيو تحذر أميركا للمرة الأخيرة".
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ* سفير الجمهورية السودانية في بلغاريا



#عبدالله_الأزرق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله الأزرق - نظرية ؛؛صراع الحضارات؛؛