أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -2















المزيد.....

نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 14:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم (الحلقة الثانية)
حدثنا صاحب السماحة الشيخ أحمد منصور عن زيارة قام بها مع زوجته و أنجاله الى فلسطين، ولم يذكر القدس وأقصاها في جولته. حضرر حفل زواج ابنه من فتاة نابلسية در ست في اميركا، وفضلت أن يكون الحفل في بيت والدها في بلدة سبسطية بمحافظة نابلس. التقى بالبشر ثم تجول لكنه لم يشر من قريب او بعيد الى معاناة الفلسطينيين ولا زار القدس أو تحدث عن انتهاكات الأقصى. "سمعت عن الاجراءات المتشددة فى مطار تل ابيب ... كما سمعت عن الحواجز الأمنية بين الضفة واسرائيل وفى داخل الضفة ، وطوابير الانتظار والتعنت فى التعامل مع الناس" . لم يخط كلمة عن وجود احتلال. الملحوظ لدى الخارجين على السلفية يشتطون وينفون اعتبار أقصى القدس هو الوارد بالقرآن، بينما لا يشككون في وجود الهيكل اليهودي بالمدينة!! . رغم هذا يظل أقصى القدس معلما دينيا وتراثا تاريخيا يجب الحفاظ عليه، خصوصا وان والتهديدات تترى بصدد هدم الأقصى وبناء الهيكل اليهودي مقامه. وهذا ما لم يقلق سماحة الشيخ في حله وترحاله.
يقيّم إيجابيا إقامة دولة إسرائيل، دون انتقاد لما واكب تأسيسها من مجازر وتشريد."إن تأسيس إسرائيل منع فلسطين أن تعانى ما عانت وتعانى منه شعوب ليبيا والعراق وسوريا والسودان ومصر ولبنان والاردن والسعودية ..الخ". هل حقا ؟!! يتضح انفصامه التام عن القضية، ويقصر الأمر على موعظة في التسامح ونبل الأخلاق، رغم انه يفصل الأخلاق عن السياسة. يكتب في هذا السياق، " لسنا هنا فى جدل من هو صاحب الحق فى الأرض . هو جدل لا فائدة منه فقد تأسست دولة اسرائيل بالقانون الدولى وبقرارت الأمم المتحدة ، وهى الآن أقوى دولة فى المنطقة ، يسترضيها قادة العرب . ..... وبهذا نقدم النُصح لإسرائيل ، أن مصلحتها تكمن فى ( مُصالحة ) الفلسطينيين أى تلتقى ( مصلحتهم ) مع ( مصلحة جيرانهم الفلسطينين ) . لا أقصد الحكام فى الضفة وغزة ، ولكن أقصد الشعب الفلسطينى أو الفرد الفلسطينى العادى ، وهو له حقوق إنسانية وسياسية يجب أن يحصل عليها بالتساوى مع الفرد الاسرائيلى ( الأقواس من عند الكاتب). ويمضي الى القول "موضوع التعسف فى نقاط التفتيش والحواجز ثبت كذبها"..."لفت نظرى أن الطرقات فى إسرائيل بأتساعها وجمالها تتشابه مع الطرق السريعة فى أمريكا . أكثر من هذا تتشابه فى الاشارات المرورية ... ان فى نابلس رخاءا لا تخطئه العين" .

أجراءات المطار لدى القدوم والمغادرة جاءت ميسرة بسبب تدخلات "صديقه النبيل تشارلز جيكوب، ولنا تاريخ مشترك فى تكوين الجمعية الأمريكية فى بوسطن ( مواطنون من أجل السلام والتسامح ) ، وهو أيضا صاحب فضل فى مساندتنا". ترى هل بذلت الجمعية جهودا لنشر ثقافة السلام والتسامح داخل مجتمع الاحتلال؟ بترتيب من صديقه وبواسطة البروفيسور ماكس سنجر التقى في القدس مع جمهور معهد الدراسات العليا ثم في بيت د. افرائيم إنبار رئيس معهد القدس للدراسات الاستراتيجية. "فى اليوم التالى الخميس 22 مارس كنا على موعد مع أساتذة معهد القدس للعلاقات الخارجية ... وكذلك فى بيت المستشرق الاسرائيلى البروفيسور يوحانان فريدمان بناءا على طلبه ، وهو استاذ الدراسات الاسلامية فى الجامعة العبرية وفى كلية شاليم ...وقد حصل على أعلى تكريم من الحكومة الاسرائيلية على منجزاته الفكرية ".
أشار الى تعسف "الجندى الاسرائيلى ( العربى ) [إذ قال ]بحزم : لا بد أن تعودوا الى نابلس وأن ترجع بجواز السفر . أكثر من هذا صمم على تفتيش السيارة...". هذا، بينما الحارس بملامح اوروبية عند بوابة مستوطنة على اراضي الضفة رد بادب "يا صديقي انت تسير بالطريق الخطأ ودله اين يتوجه."
ترى لو دفعت إسرائيل او انصارها تكاليف رحلة الشيخ الى فلسطين لحضور حفل زواج ولده فهل يقل مردود الرحلة على تجميل صورة إسرائيل عن مثيلاتها التي تنظم دوريا للوفود الشبابية المؤيدة للصهيونية؟!
لنقارن شهادة الشيخ احمد منصور بشهادات أضرابه قدموا الى فلسطين في مهمة تقصي الحقائق.
"مملكة الزيتون والرمال .. أدباء وأديبات يواجهون الاحتلال في فلسطين" كتاب صدرت طبعته الأولى عام 2017، بتمويل تبرعات فردية. حوى مشاهدات ونتائج تقصي وانطباعات ستة وعشرين من الأدباء والأديبات، وفدوا الى فلسطين من بلدان مختلفة. لخصت الحكايات المروية مكابدة البشر تحت نير الاحتلال.
أحدهم مايكل شايبون، روائي يعيش بمدينة بيركلي في ولاية كاليفورنيا الأميركية حازت روايته "مغامرات كافاليرا وكلاي المذهلة، جائزة بوليتيزر عام 2001. اهتم بحكاية فلسطيني قدم الى موطنه بعد أن عاش في اميركا وهو موفق في عمله كرجل اعمال، وشخصيته كارزمية. رافقه في زيارة الى صديقه، طبيلي، صاحب مصنع الصابون في نابلس " جميع المصاعب والعراقيل اليومية ، التي يواجهونها كانت ثمرة الاحتلال، تماما مثل تلك المصاعب والعراقيل المروعة ... خلال استماعي الى حديث السيد طبيلي، وخلال جولتنا في المصنع وجدت نفسي أفكر في الأمور ذاتها التي فكرت فيها خلال تجوالي في القدس الشرقية، حيث يحاول المستوطنون الأثرياء ان يطردوا سكان سلوان من حيهم ،او في الخليل ، حيث يمنع السكان العرب المحليون من الوصول الى حوانيتهم هم اوالى الشارع الرئيسي، أو في سوسيا حيث يجبر الناس على اللجوء الى خيم مؤقتة بعد الاستيلاء على قريتهم باكملها، هي الفكرة التالية : لن يرحل هؤلاء الناس الى أي مكان... مازالوا هنا بعد خمسين عاما من العنف والمهانة المقصودة ، يستمعون الى موسيقى الريجي ويتسوقون في أسواقهم، ويتناولون البوظة الدبقة ويرسلون أبناءهم للعب في الخارج ، طبعا."
إحدى الأديبات المشاركات مادلين ثين، تعيش في مونتريال الكندية لوالدين من مالاييزيا واصول صينية، مؤلفة مجموعة قصص وثلاث روايات، أحدث مؤلفاتها كتاب عن الموسيقى والفن والثورة في الصين، بعنوان "لا تقل لا تملك شيئا"، وصل القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر عام 2016، وفاز بجائزة سكوتيابانك جيلر 2016 وجائزة الحاكم العام الأدبية للخيال . ترجمت مؤلفاتها الى 26 لغة. لعل في حكايتها ما ينقض تخيلات الدكتور احمد صبحي منصور حين تحدث بثقة عن وداعة الاحتلال بجانب جلافة الحكم العربي. فالاحتلال يمارس الاستبداد الشرقي بأسوأ مظاهره وأشد قسوته .
سجلت مادلين مشاهداتها حكايات في مقالة عنوانها "الأرض في الشتاء": " وصْلتُ وادي جحيش، حيث يتسم الحطام الخرساني ببياض ناصع . قبل ذلك بأسبوعين، تحديدا في 19 حزيران 2016 ، اجتاح الجيش الإسرائيلي بجرافاته وهدم مبنيين. فوجئت بأن البيت لم يقتلع من مكانه ، بل ردم تحت حطامه بدقة وعناية فائقتين. وقف على الحجارة صبي صغير يذكرنا بشخصية الأمير الصغير الجالس على وجه القمر.كان أمير ابن الثمانية أعوام، يسكن في هذا المنزل. سألته عما حدث ، أشار بيده الى الصخور قائلا : "فقدت ملابسي وأحذيتي ، لقد فقدنا طعامنا". لم يسمح لهم الجنود بأخذ أغراضهم ؛ فبالإضافة الى الأطباق واواني الطبخ وسائر الأغراض الشخصية التي امتلكتها العائلة كان كل ما لديهم من طحين وسكر وارز رُدم تحت الأنقاض. سكن في هذين المبنيين اثنان وعشرون شخصا ، منهم اربعة عشر طفلا/ة فتى وفتاة.في وسط الحطام امكنني رؤية فتات علبة لتخزين الطعام وبنطال صغير ممزق.....
السؤال الذي ترسخ في مخيلتي كان كالتالي: قدر الشعب الفلسطيني ان يختفي عن الوجود، وهل تقتضي العلاقة بين إسرائيل وهذه الأرض فرض سيطرة مادية يليها تطهير الأرض من الفلسطينيين ؟ هل هذا صحيح أن استمرارية دولة إسرائيل مستحيلة بوجود دولة فلسطينية؟ ما معنى أرض الميعاد في عصرنا هذا؟ يغئال برونر ، الأستاذ بالجامعة العبرية في القدس، أجاب عن هذه التساؤلات بطريقته الخاصة : " مستوطنة سوسيا تقف ضد قرية سوسيا، هذا هو جوهر القصة."
.................
...أهالي سوسيا جرى ترحيلهم مرة ثانية. صرح ديفيد شولمان، الأستاذ بالجامعة العبرية بالقدس، أن قوات الجيش الإسرائيلي حملت أهالي القرية على شاحنات والقت بهم جنوبا على أطراف الصحراء، على بعد خمسة عشر كيلومترا. لم يصيبوا أحدا بأذى... كانت حياتهم هادئة حتى قدم المستوطنون... أفادت منظمة العفو الدولية أنه جرت عام 1996، إزالة 113 خيمة في قرية سوسيا الفلسطينية، وفي العام 1996 فجر الجيش 10 كهوف ماهولة . كبر ناصر في هذه القرية المتداعية . عند إغلاق الطرق وتقييد الحركة عبر الممرات، اعتاد المشي لمسافة كيلومترات الى بلدة يطا "أردت ان أكون كسائر الأطفال" يقول ناصر،" أن يكون لدي منزل ، وأن أذهب الى المدرسة بسهولة".
بعد كل عملية هدم كان أهالي قرية سوسيا يعيدون البناء، وإصرارهم هذا أثار جنون المستوطنين. آمن الأهالي أنهم على حق، والمستندات العثمانية التي تدل على ملكيتهم لهذه الأرض، من يمتلك كنزا كهذا حتى لو كان بسيطا يتشبث به بقوة.....
في ليلة تموز 2001، قتل حارس في شجار ، وهو من اولئك الذين أرعبوا الفلسطينيين ، والقاتل ليس من اهالي القرية. جمع الرجال وحجزوا طوال الليل، من بينهم ناصر. كان مراهقا وخضع لتحقيق طيلة الليل، ثم أطلق سراحه في الصباح، وغادر المكان الى بيته. "لم أستطع رؤية أي شيء" قال ناصر، "كل شيء كان قد هدم. بيتي أيضا هدم بالكامل. كل شيء هدم، الكهوف صهاريج المياه، كل شيء". صهريج المياه والآبار وحظائر القطعان والخيام ، كلها دمرت بالكامل".
........................................
قدت سيارتي في الضفة الغربية على امتداد شارع 60، الذي تحول الى أوتوستراد عصري ومريح للتنقل بين المستوطنات، والذي حظر على الفلسطينيين لفترة طويلة... عند زيارتي لمستوطنة كريات أربع حيث استقبلنا بعدائية من قبل المستوطنين، كان احد الرجال ، والذي قال لنا بفخر أنه قدم من فرنسا قبل خمسة اعوام ، يخاطب مرافقه قائلا:" ان سألتها أرض من هذه التي نقف عليها الآن، فلسطين أو إسرائيل، فستعرف من إجابتها أي طرف تدعم". شعرت حينها أنه لم ينبغ لي أن اكون في تلك الحديقة، التي تحتوي نصبا تذكاريا لباروخ غولدشتاين"، الطبيب القاتل الذي قتل عام 1994من اهالي مدينة الخليل 29 فردا وهم يؤدون صلاة الفجر. ....
"أعتقد ان النضال السلمي هو الطريقة لخلق التغيير"، قال ناصر"... وصل اليهود المتضامنون من "تعايش" و "بيتسيلم". شرع متطوعو تعايش بمرافقة الرعاة الى مراعيهم، خلال مواسم الزراعة والحصاد. وقد امِلت مجموعة صغيرة من المتطوعين في أن يساهموا في تدارك هجمات المستوطنين أو توثيق بالفيديو الهجمات على الرعاة والنشطاء وأطفال المدارس.... نشاط ناصر المتعاقب عاما بعد عام ، الى جانب محامين ونشطاء سلميين لم يساهم في تعزيز الروابط بين المجتمع المدني الفلسطيني والإسرائيلي وحسب، بل أضفى عليها أيضا جانبا إنسانيا. حتى عام 2015 بلغت الأوراق والتوثيقات المصورة التي عرضها نشطاء إسرائيليون وفلسطينيون أوجها، حين حظيت قرية سوسيا باهتمام دبلوماسي وإعلامي عالمي.أصبحت القرية رمزا للسياسات الإسرائيلية حيال الاستيلاء على الأراضي. ...................
اقتحم ثلاثون شرطيا بيت ناصرفي منتصف الليل، طرحوه أرضا وقيدوه وضربوه امام اطفاله ووالده المسن وزوجته، ثم اقتادوه الى مركز الشرطة للتحقيق...... والعذاب يطول .. ويطول.
وساهم بمقالة ضمن مجموعة الأدباء علاء حليحل ، اديب وكاتب مسرحي فلسطيني. آخر إصداراته روايته "اورفوار عكا" عام 2014. نال جائزة عبد المحسن قطان وجائزة غسان كنفاني للقصة القصيرة وجائزة بيروت 39. يرصد تحايل المحتلين، وتزييف القيم والمفاهيم والإيغال في إذلال الفلسطينيين. .. أسماء بدون مضامين، فقدت مدلولاتها. في تقصياته بعنوان "ترهل الزمن وموت المعنى "، يرصد الهيكل العام –الاحتلال- "نظام يقوم على القمع المغلف بالشرعية الإدارية وسلطة القانون . كل شيء قانوني للوهلة الأولى ، ويكفل حقوق الإنسان أيضا. المتهم برشق الحجارة سيحظى بتمثيل قانوني في المحكمة العسكرية، وبمترجم، وبحق والدته ان تبكي أمامه اشتياقا في الدقائق الأربع التي تستغرقها المداولة المستعجلة في المبنى البلاستيكي المقوى..."
..........................
في العقدين الأخيرين اقتحم مستوطنون عمارتين في سلوان بالقدس الشرقية . وكانت تلك الشرارة الأولى في عملية استيطان كبيرة ومشعبة ، نراها اليوم في أكثر من عشر مبانٍ في سلوان وفي "مدينة دافيد" التي زرعت في وسط الحي كسياحة ايديولوجية - دينية تجسد ببساطة كل الفكرة الصهيونية المركبة : إيديولوجيا استيطانية مع ملامح كولنيالية بارزة تحت غطاء القصة التوراتية. احد المستوطنين انتقم من جاره الفلسطيني ، فادار على بيته انبوب المجاري. " العيش وسط الخراء" تحول من مصطلح مجازي الى واقع ملموس نافذ الرائحة.الفلسطيني صاحب البيت يأخذنا الى الغرفة الصغيرة في بيته التي طفحت بالمجاري . الرائحة كريهة لكن المؤلم والمحزن حقا هو الحزن الصامت في عينيه المتسعتين وهو يروي بحماس ما فعله المستوطنون به. لمن سيشكو ولمن سيبتهل؟!
.........................
عوفره اول مستوطنة تبدأ في "غوش إيمونيم" بالتواطؤ مع حمامة السلام شمعون بيرس.في 1977 يصل حزب الليكود الى الحكم، ويقوم أريئيل شارون كوزير بالحكومة بانتهاج مبدأ الجبنة السويسرية في الاستيطان: ثقب هنا وثقب هناك. ومع الوقت بدأت الثقوب تتحول الى جسد ، فيما الجسد (الفلسطيني) بالتحول الى الثقوب. لعبة جبنة خبيثة ، تتمدد فيها الثقوب لتصبح جسدا لا يقوى على احتمال الثقوب من حوله. ويصير الفلسطيني " ثقبا" في جسد الاستيطان. شوكة مزعجة في مؤخرة المستوطن يجب اقتلاعها ( على حد وصف الوزير نفتالي بينيت).. إنها لعبة محسومة سلفا: من يملك القدرة والسيطرة والحكم يصير جسدا ومن يفتقر لها يصبح ثقبا أسود. الثقب الأسود لا زمن فيه، انه كاي ثقب أسود يشفطك اليه ويخفيك عن الوجود، بشوارعك المنفصلة والنظام القانوني المنفصل والترتيبات الأمنية المنفصلة."
..............................
المستوطنون يزرعون الأشجار في براميل من اجل إثبات أنها مستصلحة. فالقانون العثماني الذي ما يزال ساريا هنا يقول ان من يستصلح أرضا لعدة سنوات يحصل على حق حيازتها، والقانون لم يوضح ما معنى وحجم ومدى الاستصلاح. وللتحايل على القانون يزرع المستوطنون بعض الأشجار في براميل وينثرونها في المساحات الشاسعة كي تصبح "لهم". طريقة مبتكرة لاستصلاح الأراضي لا تهتم بالزمن والوقت. لست بحاجة لعشرات السنين من فلاحة الأرض ورعايتها وسقيها والنوم تحت أشجارها وتعلم لغتها والإنصات لحكايتها كي تصبح لك. هؤلاء الفلسطينيون تقليديون في زراعتهم وبطيئون ، اما زراعة الهايتك بالبراميل فهي سريعة جدا ، إكزيت إسرائيلي آخر.
.....................................
النبي صالح : المظاهرة الأسبوعية العنيدة السلمية ضد الجدار ومصادرة أراضي القرية . غاز مدمع ورصاص معدني مغلف بالمطاط . في حدة المواجهات واختناق البيوت ، ام تلقي بابنتها من الشباك في الطابق الثاني صوب زوجها على الشارع كي تنقذها من الاختناق. فعلة شجاعة وغير منطقية بنفس الوقت . مشاعر مختلطة من الإعجاب بقدرة هذه الأم على فعل أي شيء لإنقاذ ابنتها ، وبين قدرتها العجيبة على رميها من الشباك. لكن هذه الطفلة لا تدرك بعد معنى المفارقة : فهي رفضت الاقتراب من امها لشهرين كاملين! اسألوني عن معنى الاحتلال بجملة وساقول لكم بكل ثقة : أن تلقي ام ابنتها من الشباك صونا لحياتها.
لكن الوقت كفيل بتسهيل أي مفارقة وبتبديد أي عجب . الاحتلال يشبه كتاب "ألف ليلة وليلة" . في كل يوم قصة جديدة ، ومغامرة جديدة ، تنسيك ما قبلها وتهيئ لما بعدها. والماكينة البيروقراطية المعقدة هي شهرزاد هذا العصر . من بين تلابيبها تخرج المواقف ، ومن خلال أروقتها تولد القصص ....."
(يتبع الحلقة الثالثة)



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم 1
- متى يظفر شعب فلسطين بالعدالة
- زيوف وتلفيقات ضمن مكائد الامبريالية
- صرخة عتاب من القدس تذكير بمحنتها -الحلقة القانية
- صرخة عتاب من القدس تذكير بمحنتها (1من 2)
- ثقافة مقاومة تعزز الطاقات الكفاحية للجماهير الشعبية
- لإنضاج ظروف التسوية العادلة
- قفزة نوعية نحو الاقتلاع والتهجير
- اسرائيل تشرعن همجية حق القوة في القانون الدولي
- التباسات مؤتمر المجلس المركزي الفلسطيني
- كنيسة الروم الأرثوذكس بالقدس نشات وتطورت برعاية عربية
- الفاشية إذ تتمظهر بقناع الدفاع عن حرية الفكر
- فدوى طوقان مع الحراك الشعبي من الرومنسية الى الواقعية الثوري ...
- دوامة التفاوض-2
- اكتوبر وسؤال الانهيار- البيروقراطية احتكرت حل المشاكل
- دوامة المفاوضات مع الأ ردن .. إسرائيل لا تنوي التنازل عن الض ...
- أكتوبر وسؤال الانهيار-1
- راهنية افكار اكتوبر
- تحية لذكرى أديبنا الراحل عدي مدانات
- أعظم قضية ضمير في العصر الحديث -4


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -2