أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليام سفاير - خطر السيطرة الكلية على الهوية.. بطاقة المستقبل.. رقيقة إليكترونية تحت جلد الرقبة














المزيد.....

خطر السيطرة الكلية على الهوية.. بطاقة المستقبل.. رقيقة إليكترونية تحت جلد الرقبة


وليام سفاير

الحوار المتمدن-العدد: 18 - 2001 / 12 / 26 - 09:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



خطر السيطرة الكلية على الهوية.. بطاقة المستقبل.. رقيقة إليكترونية تحت جلد الرقبة

وليام سفاير



بعد تصميم رقيقة الكترونية صغيرة تزرع تحت جلد رقبة الحيوانات الاليفة بات بمقدور اصحابها الاطمئنان وعدم الخوف من ضياعها، اذ اصبح بامكان ملاجئ الحيوانات الضالة التعرف على عناوين اصحاب الكلاب والقطط الضالة بواسطة آلة تمسح تلك الرقيقة وتكشف عن كل البيانات المسجلة فيها.
ولكن مقابل هذا الوجه المفيد لتقنيات تحديد الهوية هناك وجه ضار، اذ ان الخوف من الارهاب عرض الاميركيين لخطر مقايضة «الحق في ان تتركني وشأني» بشعور زائف من الامن يظن من خلاله ان بطاقات الهوية الوطنية ستوفره. وما من شك في اننا جميعا على استعداد للتخلي عن قدر من حرياتنا الشخصية مقابل الحصول على مزيد من الامن والسلامة، ولهذا فاننا استسلمنا برضى لكل الاجراءات المشددة في المطارات من تفتيش بالاجهزة الالكترونية وابراز بطاقات الهوية قبل ركوب الطائرات، لان تلك الاجراءات الوقائية تساهم في شعورنا بالاطمئنان.
الاجهزة الامنية استغلت المخاوف من وقوع هجمات ارهابية بالمبالغة في اجراءات تعقب المشتبه فيهم والمروجين التجاريين لبضائع معينة. فقوات الشرطة غير العابئة بحرمة البيوت صممت مجسات حرارية تمكنها من النظر داخلها، اما نظام الرقابة الفيدرالي «كارنفور» فيمكنه اختراق وتفتيش اكثر رسائلك الالكترونية حميمية. ولو كنت تظن بأن بمقدورك تشفير رسائلك حفاظا على خصوصيتك فان وزارة العدل لك بالمرصاد، فهي تفاخر بالبرنامج الذي طورته اخيرا «ماجيك لانترن» الذي يمكن مكتب المباحث الفيدرالي (اف بي آي) من فك اي رسالة مشفرة تكتبها عبر جهاز الكتروني صغير يزرع داخل لوحة مفاتيح كومبيوترك ويكشف عن كل نقرة تنقرها على تلك المفاتيح.
ولكن لا «الاخ الاكبر» ولا ابن عمه «السوق الاكبر» خطر على بالهما ولو في الاحلام ان يأتي يوم تلزم فيه الولايات المتحدة كل مواطن فيها بحمل ما تدعوه الانظمة الدكتاتورية بـ«الاوراق». فلن تكتفي تلك البطاقة البلاستيكية بابراز صورة المرء الشخصية وتوقيعه وعنوانه مثلما هو حال رخص القيادة، فتلك هي البداية فقط، ومع مرور الوقت، وتحسين تلك البطاقات فان ما ستتضمنه لن يقتصر على بصمة الشخص ونوعية حمضه النووي «دي ان ايه» وتفاصيل بؤبؤ عينه بل ومعلومات اخرى عنه!
وستبادر المستشفيات الى الادلاء بدلوها طارحة تصميم رقيقة الكترونية تحتوي على التاريخ الصحي الكامل للمرء في حال وقوع حالة طوارئ. اما التجار واصحاب الاعمال فسيضيفون رقيقة اخرى تحتوي على تفاصيل الحسابات المصرفية والبضائع المفضلة. في حين سيرغب السياسيون باضافة سجل المرء في التصويت والارتباطات السياسية للشخص. بينما ستصر الشرطة على ايراد معلومات امنية عن الشخص مثل اي تاريخ لاعتقاله او غرامات لتجاوز السرعة واي زيارات لمواقع الكترونية مشبوهة.
ان العمل على جمع كل تلك المعلومات جار منذ الآن، ولكن وجود نظام بطاقة هوية وطنية سيوفر كل تلك المعلومات في ملف واحد ونسخة عنه في مركز البيانات الوطنية، ويفترض ان تكون تلك الملفات سرية ولكنها بالطبع ستكون متوفرة بين يدي اي قرصان كومبيوتر محترف.
ولكن ماذا عنا نحن دعاة الحرية الشخصية عندما نتمرد على كل تلك الاجراءات الجديدة!، اننا لن نتمكن من السفر او شراء اي شيء بواسطة بطاقاتنا الائتمانية او مجرد المشاركة في الحياة العادية. وسرعان ما ستعتبر الشرطة وارباب العمل كل من يرفض الكشف عن ارتباطاته المالية والاكاديمية والطبية والدينية والاجتماعية والسياسية في عداد المشتبه فيهم. وسوف يثير الاستخدام الواسع والمؤذي، ربما، لبطاقات الهوية الشخصية عددا من الاسئلة من نوع: متى اشتركت في هذه المطبوعة او تلك، او لماذا تزور هذا الموقع او ذاك على الانترنت؟ لماذا تخاف من الكشف عن اوراقك عند الطلب؟ لماذا تدفع نقدا ولا تستخدم بطاقتك الائتمانية؟ ما الذي تحاول اخفاءه؟ وسوف يستخف بكل هذه المخاوف غلاة تحقيق الامن الذين رفضوا محاولات المدعي العام الاميركي في الغاء حق المحاكم في استدعاء من تريده للمثول بين يديها. وهكذا فان اغراء استغلال شعور عامة الاميركيين من خطر التعرض لهجمات ارهابية، بانتهاك الحياة الشخصية لكل منهم بات يكتسب شعبية يوما بعد يوم.
لهذا علينا الحذر والانتباه، فبطاقة الهوية الشخصية لن تكون مجرد ضمان للوقاية من هجمات انتحارية فقط، بل هي بطاقة تنتقص من كثير من حقوقنا الشخصية، وربما يأتي يوم تتحول فيه الى رقيقة الكترونية تزرع تحت جلد رقبة الواحد منا.

خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»



#وليام_سفاير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليام سفاير - خطر السيطرة الكلية على الهوية.. بطاقة المستقبل.. رقيقة إليكترونية تحت جلد الرقبة