انتماءات الفرد العراقي

عادل جعفر حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 00:22
المحور: المجتمع المدني
    

يخضع الفرد العراقي منذ نشأته إلى سلسلة من الانتماءات ابتداءً من الانتماءات الأسرية مروراً بالانتماءات القومية والعشائرية ثم تتعقد حتى تصل إلى انتماءات عقائدية متمثلة بالدين ومن ثم طوائف هذا الدين اي ان الاختلاف في وجهات النظر حول الدين أحدث انتماءات جديدة تختلف فيها الواحدة عن الأخرى. وبعد دخول قوات الاحتلال ودخول الاحزاب بدأت الانتماءات تأخذ طابعاًُ جديداً اي انها بدأت تأخذ طابع التحزب فبدأ الفرد يميل لانتمائه ألتحزبي .ألان الساحة السياسية العراقية مكتضة بالاحزاب والتكتلات والانتماءات و تميزت الساحة السياسية بظهور رؤساء ووجهاء العشائر وولوجهم بالعملية السياسية والتأكيد على الولاء للقبيلة ونتيجة لكثرة الانتماءات والتكتلات صار الفرد العراقي يشعر بضرورة الانتماء والتأكيد على الانتماء والهوية بالنسبة للذين يقعون ضمن انتماءات معينة ومن الجدير بالملاحظة اصبحت قضية الانتماء حتمية لا بد منها وحيوية تتجدد وتتجذر وحياتية نكاد نعيشها بشكل يومي فصار التأكيد على الهوية ملح نتيجة الخوف من الاخر والخوف من الابتلاع فكل فئة بدأت بممارسة طقوسها بشكل مفرط لا لنزعة عقائدية بل لمجابهة الابتلاع والضياع. انتاب الفرد العراقي شعور قوي بحاجة الى الانتماء وحتى الذين لا ينتمون تحزبوا وتكتلوا وكونوا احزاباً مستقلة فأن الخوف الذي انغرس باللاشعور من الطرف الاخر حتًم على الكل ان يحسبوا الف حساب للكل. الكل خائف من الكل والكل بالخيانة والعمالة يتهم الكل. لو اردنا وضع تعريف عملي للانتماء لأمكننا القول بأن الانتماء هو توحد مجموعة من الناس بالقول والفعل وتوحد الخطاب السياسي هذا بغض النظر عن صحة او عدم صحة ما ينادون إليه من أفكار وتوجهات المهم إنهم متوحدون في الرأي وهذا من سلبيات الانتماء أي ان الفرد مضطراً للكذب والتبرير والمدافعة عن الاراء التي تطرح من قبل ساسته حتى يصل بهم الامر أنهم يدخلون ضمن غيبوبة فكرية أي لا يناقشون الاراء التي تطرح بل مجرد الدفاع عنها وكذلك يمكن القول على الانتماء بأنه اختزال مجموعة من العقول في عقلية واحدة فأن أخطأ صاحب الانتماء أخطأ الكل وأن أصاب أصاب الكل وبما إن صاحب الانتماء هو شخص مثلنا فاحتمالية خطأه جداً واردة وحالة طبيعية بشرية وبهذه الحالة فأن الخطأ سوف ينعكس على الكل. هذه ليست دعوة مني لنبذ الانتماءات ولكن دعوة لمناقشة كل شي ووضع الكل على الطاولة وان لا نرتبط بالانتماء بشكل حتمي بحيث ان انتماءاتنا اذا تهدمت واعتراها الشك فأننا في هذه الحالة أما ان نتعصب لها ونصر على الخطأ او نصاب بصدمة نفسية لا نفوق منها إلا بمرارة

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات