أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الهدهد - الاتجار بالبشر والضمير العالمي















المزيد.....

الاتجار بالبشر والضمير العالمي


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 5782 - 2018 / 2 / 9 - 22:09
المحور: حقوق الانسان
    


باتت جريمة الاتجار بالبشر تؤرق الضمير العالمي في الآونة الأخيرة ، فهي تُشكل شكلاً من أشكال الرق المعاصر ، كما تُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية .
وتعتبر جريمة الاتجار بالبشر ظاهرة دولية ، لا تقتصر على دولة معينة ، وإنما تمتد لتشمل العديد من الدول المختلفة والتي تختلف صورها وأنماطها من دولة إلى أخرى طبقًا لنظرة الدولة لمفهوم الاتجار بالبشر ومدى احترامها لحقوق الإنسان، ووفقًا لعاداتها وتقاليدها وثقافتها والتشريعات الجنائية النافذة فيها في هذا المجال والنظام السياسي المتبع بها ، فمنها على سبيل المثال الاتجار بالنساء والأطفال لأغراض الدعارة والاستغلال الجنسي ، وبيع الأعضاء البشرية وعمالة السُخرة ، واستغلال خدم المنازل ، وبيع الأطفال لأغراض التبني ، والزواج القسرى ، والسياحة الجنسية ، واستغلال الأطفال في النزاعات المسلحة والاستغلال الجنسي للأطفال لأغراض تجارية ، والاستغلال السيئ للمهاجرين بصفة غير شرعية ، واستغلال أطفال الشوارع .
كتعريف من الممكن تعريف الاتجار بالبشر على انه عملية توظيف او انتقال او تقديم ملاذ لأناس بغرض استغلالهم عن طريق العديد من الممارسات المقاربة للعبودية .كجريمة ميزتها معظم القوانيين السائدة يتوجب ان تنطوي على استغلال شخص لأغراض العمل القسري أو البغاء من خلال استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه. والاتجار بالبشر يؤثر على الأفراد في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدول المتقدمة، ويعتبر عادة واحدا من أكثر قضايا حقوق الإنسان إلحاحا في عصرنا. عموما يؤثر الاتجار بالبشر على كل مجتمع ناشئ من خلال العمر والجنس والعرق والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية.
والاتجار بالجنس هو تجنيد الأشخاص أو إيواؤهم أو نقلهم أو رعايتهم أو التماسهم لأغراض ممارسة البغاء، حيث يكون الفعل الجنسي التجاري محرضا بالقوة أو الاحتيال أو الإكراه أذا لم يكن الشخص الذي يتسبب في القيام بهذا الفعل قد بلغ الثامنة عشرة من عمره .
الاتجار بالأشخاص هو تجنيد أو إيواء أو نقل أو توفير أو الحصول على شخص مقابل العمل أو الخدمات، من خلال استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه لأغراض الاسترقاق أو الاستعباد.
ويمكن استخدام نموذج "ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ " لوصف عناصر الاتجار بالبشر. لتشمل الحالات التي تعتبر أشكالا خطيرة للاتجار بالبشر في السجون بالعناصر الاتية:
1 - الفعل، الذي قد يكون تجنيد أو إيواء أو نقل او تنقيل أو توفير أو الحصول على شخص. وتشمل اي مساعي اضافية للاتجار بالجنس، وليس الاتجار باليد العاملة، كرعاية الفرد ، وحثه، ونصيحته .
2. وسيلة من خلال تحقق ذلك الفعل (التهديد بالقوة او استعمالها او غير ذلك من اشكال القسر أو الاحتيال أو الإكراه. وتشمل أمثلة القوة التعنيف و الإيذاء الجسدي أو التعنيف و الاعتداء الجنسي أو أو الاحتجاز. وتشمل أمثلة الاحتيال وعودا كاذبة بظروف العمل / المعيشة، وحجب الأجور الموعودة، أو الغش بالاتفاقات التعاقدية. وقد يشمل الإكراه التهديد بإيذاء الشخص أو غيره، أو عبودية الدين، أو التلاعب النفسي، أو مصادرة الوثائق.
3. غرض محدد ، سواء اكان من خلال العمل القسري أو الخدمة قسرا او الاسترقاق او الممارسات الشبيه أو العمل الجنسي.
ومع ذلك، ليس من الضروري إثبات القوة أو الاحتيال أو الإكراه في قضايا الاتجار بالجنس التي تنطوي على أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاما.
في كل عام يتحصل المتجرون بالبشر مليارات الدولارات من الأرباح عن طريق إيذاء ملايين الناس في حول العالم. ويقدر ما يستغله المتجرون 20.9 مليون ضحية ، مع ما يقدر بنحو 1.5 مليون ضحية في أمريكا الشمالية، والاتحاد الأوروبي، وغيرها من الاقتصادات المتقدمة مجتمعة. وعلى الرغم من الوعي المتزايد بهذه الجريمة، لا يزال الإبلاغ عن الاتجار بالبشر دون الطموح بسبب طبيعته السرية ومفاهيمه الخاطئة والجهل بتعريفه وغياب الوعي بمؤشراته. لذا يجب ان تكون الحكومات أول المستجيبين واول الباحثين لتعلم المزيد عن الاتجار بالبشر، عموما يجب جمع المزيد من المعلومات عن نطاق الاتجار بالبشر في جميع أنحاء العالم.
الاتجار بالبشر وسبب الانتشار
والاتجار بالبشر صناعة إجرامية قائمة على السوق تقوم على مبادئ العرض والطلب، مثل المخدرات أو الاتجار بالأسلحة. وهناك عوامل كثيرة تجعل الأطفال والبالغين عرضة للاتجار بالبشر. أن الاتجار بالبشر لا يوجد فقط لأن الكثير من الناس معرضون للاستغلال، بل يتم تغذية الاتجار بالبشر بسبب الطلب على العمالة الرخيصة والخدمات الجنسية. فالمتجرون بالبشر هم الذين يستخدمون القوة أو الاحتيال أو الإكراه على الضحايا لرغبتهم في الاستفادة من الطلب الحالي. في نهاية المطاف لحل مشكلة الاتجار بالبشر ، من الضروري التصدي لهذه العوامل التي يحركها الطلب، فضلا عن تغيير الحوافز السوقية الشاملة للربح المرتفع والمنخفضة المخاطر التي يستغلها المتجرون حاليا.
لا يزال الاتجار بالأشخاص والاتجار بالجنس للأفراد سوآءا اكانوا مواطنون في بلدهم ام من الأجانب مستمر ويزدهر لعدة أسباب منها:
1. المخاطر المنخفضة: من خلال منظور المتاجرين بالبشر هناك مخاطر أو ردع ضئيل نسبيا للتأثير على عملياتهم الإجرامية. حيث على الرغم من زيادة التحقيقات والملاحقات القضائية والعقوبات خلال السنوات الأخيرة، لا يزال العديد من المتجرين يعتقدون أن هامش الربح المرتفع يستحق مخاطر الكشف. كذلك تشمل العوامل التي تضيف إلى انخفاض المخاطر ما يلي: الافتقار إلى التدريب الحكومي والقوانيين النافذة ، وعي المجتمع المحلي، والقوانين غير الفعالة أو غير المستخدمة، والافتقار إلى التحقيق في تطبيق القانون، والموارد الشحيحة لخدمات استعادة الضحايا، والنبذ والانتقاد الاجتماعي للضحايا.
2. الأيرادات المرتفعة: عندما يكون الأفراد على استعداد للدفع للجنس التجاري ، فإن ذلك يخلق سوقا ويجعل من هذا السوق مربحا للمتجرين عن طريق استغلال الأطفال والبالغين جنسيا. وعندما يكون المستهلكون على استعداد لشراء السلع والخدمات من الصناعات التي تعتمد على العمل القسري، فإنهم يخلقون حافزا للربح للمتجرين في العمل لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات بأقل تكاليف الإنتاج.
وسيظل الاتجار بالبشر يزدهر في البيئات التي يمكن فيها للمتجرين أن يجنوا مكاسب نقدية كبيرة ذات مخاطر منخفضة نسبيا من الوقوع في الصيد أو الفشل.



#أحمد_الهدهد_ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الهدهد - الاتجار بالبشر والضمير العالمي