الاهواز تنفجر بالاعدامات!!

سوزا الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:29
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    

اعدمت السلطات الايرانية يوم الخميس شابين اهوازيين اتهمتهما بتنفيذ الانفجارات التي وقعت اواخر العام ماضي في شارع نادري التجاري في الاهواز والذي اتهمت بريطانيا وقتها انها وراء التفجيرات باستخدامها عناصرها في جنوب العراق بتنفيذ مثل هذه العمليات لتخلق توتر في الاهواز.
هذا الانفجار الذي خلف خسائر بشرية و مادية كان له صدى اعلامي كبير و نقلته وسائل الاعلام الرسمية لايران و عدد لا بئس به من وسائل الاعلام العربية و العالمية على عكس أي عملية مظاهرات او عنف و غضب شعبي في الشارع الاهوازي فانه يواجه بتعتيم اعلامي شديد و نشهد النموذج الصارخ لهذا التعتيم باغلاق مكتب قناة الجزيرة في ايران.فماذا تهدف ايران من وراء نشر هذه الانفجارات؟حقيقة ان هناك دلائل عدة تشير ان الانفجارات التي تحدث في اقليم الاهواز هي من صنع الاستخبارات الايرانية و اهم دليل هو التصعيد الاعلامي لهذه العمليات حيث ان ايران تحاول جاهدة تضخيم هكذا احداث فهي بهذا تهدف الى امرين:خارجي و داخلي.
اما الخارجي فهي تحاول ان تلعب دور الهجوم كافضل وسيلة للدفاع فعندما تتهم بريطانيا و عوامل اجنبية اخرى في الضلوع بهذه الانفجارات و غيرها فهي تحاول التشويش على مجريات ملفها النووي و ايضا لكي تسيطر على العراق بحرية اكثر و تحصل على حصة الاسد حيث شاهدنا كيف تطالب ايران بعد كل حادث انفجار من هذا النوع باخلاء الجنوب العراقي من القوات البريطانية و كيف تتدخل و بصورة علنية بالشأن العراقي رغم انها اعترفت بشرعية الحكومة العراقية فكيف نفسر هذا التناقض؟!
اما على الصعيد الداخلي فهي بحاجة لحجج لتقتل و تعتقل المزيد فبعد مثل هذه الاحداث تكثر الاعتقالات العشوائية و تمتلئ سجون الاستخبارات بالشبان العرب و يتم تعذيبهم بابشع الوسائل اللاانسانية و يموت العديد منهم تحت التعذيب و الجثث اما ترمى في نهر كارون كمحاولة لاخفاء جرائمهم النكراء او تسلم لذويهم بعد دفع مبالغ خيالية لا يقوى على دفعها الاهوازيون مسلوبي الارض و النفط و نجد انها اكتشفت طريقة جديدة تستطيع بها ان تثير الرعب و الذعر في الشارع الاهوازي من جهة و من جهة اخرى تقتل المزيد فهي و من خلال محاكم شكلية و صورية تلفق الاتهامات و تجبر الشباب العرب للاعتراف بامور لم يرتكبوها والاعتراف تحت طرق تعذيبهم البشعة امر طبيعي للخلاص من فك الاستخبارات المفترس حيث ان من اعدم يوم الخميس هم من صغار السن(17 عام و 19 عام) و المفارقة الكبرى ان وسائل الاعلام الرسمية لايران ذكرت ان هؤلاء هم من عناصر التنفيذ الرئيسية لانفجار اكتوبر 2005 فهل يعقل ان تتعامل بريطانيا معهم ويكونوا عملاء لهم؟بالاضافة الى ان احد الشابين هو حدث لم يبلغ السن القانوني فكيف ينذ فيه حكم الاعدام؟؟!!علما بان المحاكمة كانت سرية و الاعدام كان علني لكي يبث الرعب في اوساط الشارع الاهوازي,الا ان السحر انقلب على الساحر حيث ان الغضب فجّر الشارع الاهوازي بعد الاعدام مباشرتا و خرجت مسيرات شعبية كبيرة اعطت السلطات الايرانية امزيد من الحجج لتعتقل المزيد.
بالاضافة الى ان هناك5 اشخاص اخرين محكوم عليهم بالاعدام منهم :ثلاثة اخوة هم عماد و محسن و زامل باوي و اثنان اخران.
يذكر ان الاخوة الثلاث و هم ابناء الحاج سالم الباوي اعتقلوا هم و اثنين اخرين من اخوتهم و زوج اختهم في اغسطس العام الماضي و جميعهم من اصحاب المكانات المرموقة بالمجتمع الاهوازي و من حاملي الشهادات الدراسية العليا و لا يوجد تهمة محددة عليهم تستوجب عدمهم و لا هناك أي محاكمة عادلة اجريت لهم و صدر عنها هذا الحكم فان كان هناك اعتراف منهم بامر ما فهو نتيجة تعذيب دام 7 اشهر لم يروا خلالها ذويهم ولا مرة واحدة.جدير بالذكر ان الحاج سالم الباوي بعث برسالة للرئيس محمود احمدي نجاد طلب منه فيها ان يقابله لمدة 3 دقائق فقط و ان يرأف بحاله و حال زوجته حيث انهم يريدون فقط ان يعرفوا اين ابناءهم و جاء الرد على رسالة الحاج السالم المدمية للقلب سريعا بصدور حكم الاعدام بحق 3 من ابناءه اضافة الى 2 من الشباب الاهوازيين .
ان من يدعي الاسلام يقتل و يذبح و يعذب باسم الاسلام و ينتهك ابسط الحقوق الانسانية فلا نرجوا سوى تدخل مؤسسات المجتمع المدني و المؤسسات المعنية بحقوق الانسان ان تتدخل لوقف مثل هذه الجريمة النكراء و
لتتم محاكمتهم بصورة عادلة و اذا ثبتت عليهم أي تهمة تستحق الاعدام فليعدموا و وقتها سنقف موقفا اخرا من السلطات الايرانية على ان تتم المحاكمة تحت اشراف مؤسسات انسانية دولية.
فاين مراكز حقوق الانسان من جرائم ايران؟؟

سوزا الطائي
كاتبة من الاهواز

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل