أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جيفري ستاينبيرج - حول الخطة الأمريكية لشن ضربة نووية استباقية















المزيد.....

حول الخطة الأمريكية لشن ضربة نووية استباقية


جيفري ستاينبيرج

الحوار المتمدن-العدد: 417 - 2003 / 3 / 6 - 03:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




U.S. PRE-EMPTIVE NUCLEAR STRIKE PLAN
بقلم جيفري ستاينبيرج
Jeffrey Steinberg
27 فبراير 2003


يظهر النص الانجليزي لهذه المقالة في العدد الجديد من مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيو الموجود عناون موقعها أعلاه. يمكن نشرها وتوزيعها مع الإشارة إلى المؤلف والمصدر (مجلة EIR)


أثناء الأسبوع الثالث من فبراير/شباط، قام عدد من الصحف في الولايات المتّحدة وبريطانيا بنشر أجزاء من وثيقة لوزارة الدفاع الأمريكية توحي بأنّ إدارة بوش تسير قدما بالخطط لتطوير جيل جديد من الأسلحة النووية "الصغيرة"، لكي تستخدم ضدّ "طغاة العالم الثالث" الذي يتآمر مع الإرهابيين ويمتلك أسلحة الدمار الشامل، مثل صدام حسين.
 لخص الدّكتور دايل كلاين (Dale Klein)، في مذكرة كتبها في 10 يناير 2003 الخطط لعقد مؤتمر في أغسطس/آب  2003 في أوماها، مقر نبراسكا للقيادة الإستراتيجية الأمريكية (U.S. Strategic Command)، حيث سيجتمع علماء ومخطّطون عسكريون لاتخاذ قرارات بشأن إنتاج ونشر جيل جديد من القنابل النووية "الصغيرة" و "مدمرة المخابئ" ووسائل نووية أخرى ستصبح جزء من ترسانة الجيش الأمريكي للأسلحة الهجومية. لم تعد الضربة الأولى بالأسلحة النووية من المحرمات. لن تمتنع الولايات المتّحدة بعد الآن عن استعمال الأسلحة النووية ضدّ الأمم غير النووية، ما لم يتم وقف هذا الجنون.
لقد بدأ عدد من الديمقراطيين البارزين، بضمن ذلك مرشّح انتخابات الرئاسة لعام 2004 ليندن لاروش، وأعضاء مجلس الشيوخ إدوارد كندي وديان فينشتاين، بإثارة زوبعة كبيرة ضد هذا التغيير الطوباوي المجنون في السياسة.
لقد بين لاروش بأن الترويج لاستعمال الأسلحة النووية ضدّ العراق هو فضيحة يجب أن يحسن استغلالها لوقف المسيرة نحو الحرب الآن. كما يوزع عضوا مجلس الشيوخ كندي وفينشتاين مشروع قرار كما ذكرت التقارير بين زملاءهم في مجلس الشيوخ لبدء مناقشة القضية أيضا. وأكد مسؤولون كبار من الحزب الديمقراطي في دوائر الرئيس سابق بيل كلنتون بأن هناك جدل شديد وقلق حاد خلف الكواليس حول وصول حزب الحرب في إدارة بوش إلى درجة من الجنون بحيث يريدون استعمال مثل هذه الأسلحة النووية فعلا في هجوم على العراق.
إن احتمال استعمال الولايات المتّحدة أسلحة نووية ضدّ العراق يضيف بعدا مرعبا جديدا إلى تهديد الحرب في الخليج. لقد دعى لاروش الرّئيس بوش لترك هذا الجنون.
إن تسريب مذكرة 10 يناير/كانون الثّاني 2003 لم يأتي في فراغ. فطوال السنة الماضية كانت إدارة بوش تتحرّك خطوة فخطوة لقلب خمسين سنة من سياسة إبقاء الأسلحة النووية على الرفّ، كجزء من وسيلة الردع الاستراتيجي الامريكية. هنا ملخص مختصر لتسلسل الأحداث:

- في يناير/كانون الثّاني 2002، أصدرت إدارة بوش "مراجعة الموقف النووي"، وهو تقرير يفرض الكونجرس على الإدارة تقديمه حول برنامج الأسلحة  النووية الولايات المتحدة. للمرة الأولى، ناقش تقرير 2002 بشكل علني الاستعمال المحتمل للأسلحة النووية وسمى سبعة بلدان يمكن أن تصبح أهدافا للترسانة النووية الأمريكية، وهي: روسيا والصين والعراق وإيران وكوريا الشمالية وليبيا وسوريا.

- في 22 فبراير/شباط 2002، تحدث جون بولتون، وهو من صقور الحرب الجبناء البارزين في الإدارة الأمريكية والذي يدير مكتب نزع السلاح والحدّ من الأسلحة في وزارة الخارجية، في مقابلة مع صحيفة واشنطن تايمز بتفاخر حول نية إدارة بوش استعمال الأسلحة النووية، تحت بعض الظروف. واخبر الصحيفة بشكل صريح بان العالم قد تغيّر بشكل كبير جدا في 11 سبتمبر/أيلول 2001، بحيث لم يعد مستحيلا تصوّر استعمال الأسلحة النووية ضدّ الدول المارقة التي يعتقد أنها تمتلك أسلحة الدمار الشامل.
أخبر بولتون الواشنطن تايمز بان الاستمرار بمذهب تجنب الضربة الأولى بالأسلحة النووية كان يعكس "رؤية غير واقعية للموقف الدولي. فكرة أن النظريات اللطيفة للردع تكون فعالة ضد الجميع، وهو ما يرد ضمنا  في ضمانات الأمن السلبية، قد ثبت بطلانها في 11 سبتمبر 2001 ". وأضاف للمفارقة، "إن ما نحاول القيام به هو خلق وضع لا يستطيع أي أحد فيه استعمال أسلحة دمار شامل من أيّ نوع."
ليس مصادفة أن نائب بولتون الرئيسي في وزارة الخارجية هو ديفيد وورمسير (David Wurmser)، الذي صاغ سويّة مع ريتشارد بيرل ودوغ فيث تقرير "إلغاء نظيف" (Clean Break) المقدم عام 1996 إلى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، ويدعو إسرائيل لإلغاء اتفاقيات أوسلو وشنّ حرب استباقية على السّلطة الوطنية الفلسطينيّة ودفع أمريكا إلى هجوم مسلّح على العراق.

- في 14 سبتمبر/أيلول 2002، وقّع الرّئيس بوش وثيقة سرّية بعنوان "توجيه رئاسي حول الأمن  القومي رقم 17" الذي ذكر ضمن ما ذكر: "إن الولايات المتّحدة ستواصل إيضاح موقفها بأنها تحتفظ بحقّ الرد بالقوة الساحقة - بضمن ذلك بالأسلحة النووية - على استخدام [أسلحة دمار شامل] ضدّ الولايات المتّحدة وقوّاتنا في الخارج وأصدقاءنا وحلفاءنا."

- في 11 ديسمبر/كانون الأول 2002، أصدرت إدارة بوش نسخة رفع عنها ختم السرية من تلك الوثيقة السرية تحت عنوان "إستراتيجية قومية لمواجهة  أسلحة الدمار الشامل." لكن لم تتم الإشارة إلى استعمال الأسلحة النووية في النسخة العلنية من الوثيقة، وبدلا من ذلك ذكرت بأنّ الحكومة "ستلجأ إلى كلّ خياراتها" وهذه نسخة مموهة قليلا عن الفكرة ذاتها.

- في 31 يناير/كانون الثّاني 2003، نشرت واشنطن تايمز خبرا على الصفحة الأولى يكشف وجود "التوجيه الرئاسي حول الأمن القومي رقم 17" وحذر الخبر من أن "كشف النصّ السرّي تبع تقارير صحفية أفادت أن التخطيط لحرب مع العراق يركّز على استعمال الأسلحة النووية ليس فقط للدفاع عن القوات الأمريكية، لكن أيضا لتوجيه ضربات وقائية ضد المرافق الحربية العراقية المدفونة عميقا تحت الأرض والتي يمكنها أن تقاوم المتفجرات تقليدية."

- في 19 فبراير/شباط 2003، كانت صحيفة ذي غارديان اللندنية أول من نشر تفاصيل جلسة التخطيط في البنتاجون التي عقدت في 10 يناير 2003 للتخطيط لجلسة اوماها في أغسطس/آب. استلمت صيحفة ذي غارديان وصحف كبرى غيرها نسخ من مذكرة الدكتور كلاين عبر جريج ميلو (Greg Mello) الذي يترأّس مجموعة تدعى "مجموعة لوس الاموس الدراسية"، التي استلمت التسريب أولا.

سياسة عمرها عقد من الزمان

إن الترويج لانتاج جيل جديد من الأسلحة النووية، لكي يستعمل كجزء من ترسانة أمريكا العسكرية الهجومية، كان جاريا لمدّة عقد. طفت هذه الفكرة إلى السطح أول مرة مباشرة بعد انتهاء حرب الخليج عام 1991، كما هي الحال مع المذهب "الجديد" لإدارة بوش الحالية بخصوص الأمن القومي باتباع الحرب الوقائية الذي كان قد تم الترويج له أولا من قبل ديك تشيني و بول ولفويتز و لويس لبي (Lewis Libby) و إيريك إديلسون (Erik Edelson) وزالماي خليل زاد (Zalmay Khalilzad) سابقا في عام 1991، حينما كانوا يعملون سوية في البنتاجون.
في أبريل/نيسان 1991، بعد فترة قليلة من عملية عاصفة الصحراء، طلب ديك تشيني الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك إعداد دراسة حول الكيفية التي ينبغي على الولايات المتّحدة أن ترد بها على الواقع الإستراتيجي العسكري الجديد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، تاركا الولايات المتّحدة كقوّة عظمى في العالم لا يمكن تحديها عسكريا. ولفويتز، الذي كان مساعد وزير الدفاع لشؤون السياسة، انضمّ إلى نوّابه، ليبي، إديلمان وخليل زاد، وقدّموا لتشيني خطّة لإمبراطورية عسكرية أمريكية، قادرة على ضرب أيّ أمة أو تحالف أمم يهدّدان الهيمنة العسكرية الأمريكية. كان استخدام جيل جديد من الأسلحة النووية ضمن الترسانة الجديدة المقترحة.
في عام 1992، عندما حاول تشيني ومجموعته تضمين فكرة الحرب الوقائية، والاستعمال الهجومي للأسلحة النووية الصغيرة في مسودتهم الأولية "دليل التخطيط العسكري"، قام الرّئيس جورج بوش الأب بنقض الاقتراح بعد أن حثه كبار مساعديه لشؤون الأمن القومي برفض هذه المقترحات وكان من بينهم الجنرال برينت سكاوكروفت وجيمس بيكر الثالث.
 على الرغم من هذا، في يناير/كانون الثّاني 1993، أي بعد هزيمة بوش أمام بيل كلنتون، قام تشيني بوضع نفس الأفكار الطوباوية في تصريح سياسته النهائي، "إستراتيجية دفاع للتسعينيات: إستراتيجية الدفاع الإقليمية." نصت الوثيقة ضمن ما نصت عليه على أنه "في العقد القادم، علينا أن نتبنّى التشكيلة الصحيحة للقوّات الرادعة، التكتيكية منها والإستراتيجية. . . لتسكين الخطر القادم من أسلحة الدمار الشامل ووسائل إطلاقها مهما كان المصدر. حاليا يتطلّب هذا الأمر الاحتفاظ بقدرات جاهزة لرادع نووي قابل للبقاء ويدخل ضمن ذلك القوّات التكتيكية. بالإضافة، علينا إكمال عملية التحديث والترقية المطلوبة لقدراتنا".
بينما كانت اللغة مبهمة بالنسبة للقارئ المتوسط، إلا أنها كانت واضحة كالشمس بين المخطّطين وعلماء الدفاع الطوباويين. بحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول 1991، تم تكليف القيادة الجوية الإستراتيجية للقوة الجوية الأمريكية إجراء دراسة على الاستعمالات المستقبلية للأسلحة النووية الصغيرة، وقام عالمان من مختبرات لوس الاموس الوطنية بنشر دراسة رفع عنها ختم السرية تدعو إلى تطوير ونشر قنابل نووية "صغيرة" و "دقيقة" و "ضئيلة جدا" (mini, micro, and tiny nuclear bombs).
بطبيعة الحال عاد مهندسو هذه الخطط الجنونية السابقون في 1991 -93 إلى السلطة ثانية الآن. تشيني نائب رئيس، أما رئيس هيئة أركانه ومستشار أمنه القومي الرئيسي فهو لويس ليبي، بول ولفويتز نائب وزير الدفاع، وإيريك إديلمان أحد خبراء الشؤون الاستراتيجية العاملين تحت إمرة لبي في مكتب نائب الرئيس. زالماي خليل زاد أصبح مبعوث إدارة بوش الخاص إلى المعارضة العراقية.
في منتدى عقد في 4 شباط فبراير/شباط هذا العام 2003 في فندق ويلارد في واشنطن، صرح مايكل ليدين (Michael Ledeen)، أبرز المتحدثين باسم جناح صقور الحرب الجبناء و"فاشي عالمي" باعترافه هو، صرح بشكل صريح بأنه إذا شنت الولايات المتحدة حربا ضدّ العراق، فإنها ستكون حربا إقليمية في الواقع وستستهدف إيران أيضا وسوريا ولبنان وحتى المملكة العربية السعودية.
إذا لم يتم إيقاف المتآمرين الطوباويين في وزارة الدفاع الأمريكية لإدارة بوش، فهم قد يسبّبون أكثر من حرب إقليمية. وكما حذر ليندن لاروش مرارا وتكرارا، فإن هذه الحرب قد تتحول إلى ضغطة على زناد حرب عالمية ثالثة. وهي حرب يمكن أن تصبح حربا نووية.

***




#جيفري_ستاينبيرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جيفري ستاينبيرج - حول الخطة الأمريكية لشن ضربة نووية استباقية