أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وفاق القدميري - حلقات تاريخ الفلسفة اليونانية /1














المزيد.....

حلقات تاريخ الفلسفة اليونانية /1


وفاق القدميري

الحوار المتمدن-العدد: 5768 - 2018 / 1 / 25 - 21:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحلقة الأولى : المدرسة الأيونية

كشخص دَرَس الفلسفةَ ودَرَّسَها، أقف دائما بشكل مُلزم أمام ضرورة العودة بشكل دائم نحو المنابع الأولى للفلسفة، منابع ظهور «التقليد/Tradition» لا الفعل، فهذا لا منابع له، بل هو متوفر حتماً بتوفر البشر. التقليد نعني به الإرث المنهجي، والمعرفي، المتوارث والمدوّن والمتلوِّن بمقولات مشتركة بين مجتمع علمي مصغّر، وهذا بالضرورة لم يُتحصّل غالبه إلاّ وسط جماعة فلسفية عاشت في مدينة «ملطية/Milet»* على ضفاف أيونيا القديمة، في أسيا الصغرى -جزء كبير من تركيا الحالية- المطلّة على بحر إيجة، ضمن مجال حضاري واسع كان يسمّى "اليونان الكبير". زمنياً، كان القرن السادس ما قبل الميلادي هو القرن الحاضن للحظة تشكُّل هذا التقليد.
معرفيّاً :
هذا التقليد اختصَّ بنظرة مختلفة للعالم، نظرة فيزيائية مشبَّعة بمطامح جسورة نحو تفسير مادي طبيعي للعالم، مع إقصاء/تخفيف النظرة الدينية للمعضلات، ما سيُنتج نواة لطرح معرفي موازي للتراكمات الدينية المشكِّلة للأفكار البشرية عن الكون والعالم.
منهجيّاً :
1- الإستكان الغالب للعناصر الطبيعية المحسوسة كعناصر أصيلة ساهمت في انبثاق الشرارة الأولى للوجود، مع استكان شبه غالب نحو النظرة الشمولية لهذا العالم، كوحدة كلية لا ككيانات عشوائية ومبعثرة، بغضِّ النظر عن هامش الاختيار الواسع ما بين العناصر المنتقاة للتفسير.
2- تغليب الحدوس الفلسفية في استشفاف الترابطات الممكنة بين عناصر ومكونات العالم، مع الاستخفاف بقيمة الخيالات و المرويّات في أداء هذه المهمة، وفي مستوى أعلى التجربة الحسية.
تاريخيّاً :
المساهمة في خلق منصّة أوليّة لشكل جديد من المعرفة، معرفة تحاول التموضع بشكل محايد، بوضع مسافات أمنة مع الفهوم السائدة؛ التصورات الغالبة، والشائع من المعارف. مشروع سيعرف تمرحلات وتنقُّلات عديدة ليرسم نفسه كصورة أكثر وضوحاً**.
خلاصة :
هناك محاولات عديدة لإرجاع الأفكار المشكلة للتقليد الأيوني لأصول شرقية سابقة، أصول تتلخص في ثلاث مرجعيات حضارية في الغالب، وهي : البابلية، المصرية، الكنعانية/الفينيقية. لهذا الطرح قوته وحجج تفرض احترامها، خصوصا إذا ما تأملنا خارطة العالم المتوسطي التي تضعنا أمام طرق التفاعل والتشاكل الواسعة، والتي ساهمت في رسم التاريخ المشترك لكل حضارات المتوسط. إلاّ أنّه من ناحية معرفية صرفة، فالتقليد الفلسفي الأيوني انفصل تماما عن هذه الجذور -إن هي وجدت- في اللحظة التي كون نواة مستقلة لجذر شجرة تمددت بشكل رهيب وبعيد جدا عن الشرق وعوالمه، مع العلم أن هذا الشرق المنشود، هو شرق مفترض فقط، لأنَّ بوصلة شرق/غرب هي بوصلة من صنع ذهنيات لاحقة، وفق نظرة طارئة على هذا العالم.

---------------------

*- إلى جانب فلاسفة ملطية الثلاث :
- طاليس :"624-546"ق.م
-أنكسيمندر :"610-547"ق.م
-أنكسيمنس : "588-524"ق.م
هناك فيلسوف رابع ينتمي لأيونيا، ولكن لمدينة أخرى هي إفسوس، والفيلسوف هو :
- هيراقليطس :"540-475"ق.م
**- الإنتقال الموالي لهذا الإرث سيكون في الضفة الغربية لليونان الكبرى، وبالضبط في إيليا بجنوب إيطاليا التابعة حينها لهذا المجال، وسيكون هذا الإنتقال على يد أيونيين سيشكلون نواة مدارس فلسفية ستساهم في ترسيخ التقليد النظري الجيدفي بيئة جغرافية جديدة في جنوب إيطاليا.



#وفاق_القدميري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منها مدينة عربية.. قائمة بأكثر المدن كلفة بأسعار السلع والخد ...
- وقف إطلاق النار في السويداء.. العشائر تنسحب وتُحذّر وباراك ي ...
- من -الأم اليائسة- إلى الجواسيس الإسرائيليين.. حضانة طفلتين ت ...
- عمان بين مشهدين
- انتخابات مجلس الشيوخ في اليابان تهدد سلطة رئيس الوزراء وسط ا ...
- انتخابات يابانية اليوم تنذر برحيل رئيس الوزراء
- السلطات في شرق ليبيا ترحل 700 مهاجر سوداني
- مسؤول أميركي: انتقاد إسرائيل قد يحرم الأجانب من الدراسة بالو ...
- أسكتلندا تحث لندن على التعاون لإنقاذ أطفال غزة
- متظاهرون في برلين يطالبون الحكومة الألمانية بوقف توريد الأسل ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وفاق القدميري - حلقات تاريخ الفلسفة اليونانية /1