أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر إدلبي - أسطورة بغداد














المزيد.....

أسطورة بغداد


عمر إدلبي

الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 09:52
المحور: الادب والفن
    


أول العابرات إلى ضفة الحزنِ
ناجيةً من هبوب البكاءْ
أجمل الساحراتِ
سلاماً على ظلِّ داليةٍ
فوق أكتافها
حملت أزرقَ الله دهراً
سلاماً على آخر الصحوات الجميلةِ للوردِ
وهي تنام على موعدٍ للدمَاءْ .
بدءُ رعشتها
ومضةٌ تحت سقف السماء
أتمت رضى الكونِ ،
ماذا تريدُ الجميلةُ بعدُ ؟
لبغدادَ أن تشتهي ،
سيقيم بها النهرُ إن ما تشاءُ ،
وإن ما أرادت فنهرانِ
ليسا كثيراً على دمعها ،
سوف يحرس نومَ رياحينها النخلُ ،
يا بحرُ بلّل بأسرارك الزرق أثوابها الذهبيَّةَ
يا غيمُ مرَّ بها
كلما الشمس أدلت لها دلوها
واحتجبْ
حين يأتي أميرُ النجومِ
ليمطرَ فضته في أصيص المساءْ .
يا عصافير حطي على صوتها
لتنامَ القصائدُ في شرفات البيوتِ
وزمّل أمانيَّها يا ربيع
بما آنست راحتاكَ
من الياسمينِ بثوب دمشقَ
فغيضَ اليباسُ
وقيلَ بحضرتها :
الحمد للنورِ
ها جنةٌ أكملت تاج نعمتها
فاسجدوا لإله الضياءْ .
ذاك مولدها ،
ويقولُ المغني :
السماءُ الجميلةُ منفطرٌ
بتورد وجنتها
تشعل الحلم في شمعدان النجوم
وتنسلُّ من موكب اللازوردِ
وتطوي المدارا .
ويقولُ :
تنزَّل بين يديها الملائكُ
والحور طفن بأكواب كوثرهنَّ
على رقصات أناشيدها
وأقمن صلاة العبير
لحمد فرات مدامعها
ليكحلن أهدابهنَّ
فأدلت جدائلها
وتنزل ليلٌ بهيٌّ
أوان أظلّت بغيم يديها النهارا .
ذاك مولدها ،
والطغاةُ إذا دخلوا جنة الله
صارت دمارا .
لم تكن تلك صرختها ،
فالأميرة نائمةٌ
تحت شال ضفائرها
في سرير الظلالِ ،
وتغفو على راحتيها السهولُ .
فجأةً
والسماء ترتب غيماتها
قرب باب الشتاءِ
تسلل شوكٌ على هيئة الحلم ،
بغدادُ تحلمُ
أن طواحين نار تدور بقرب وسادتها
وكثيراً من الريح
تعصر خمراً على الشالِ .
يا نارُ كوني سلاماً
ويا ريحُ هزي لها النخلَ
كيما تقرَّ الأميرة عيناً
وتهنأ أحلامُها السلسبيلُ .
لم يكن لدعاءِ السماءِ خيولٌ مجنحةٌ
كان أن سار في الطرقاتِ
على قدمين من الشمع ِ
والنار تأكله خطوةً
خطوةً ،
والأميرة خائفةٌ
تعصف الريحُ في صدرها والطبولُ .
ذاك ما كان من حلمها ،
بحرُ يا أيها الأبديُّ
وأنت بتأويل رؤيايَ تصدقني
أفتني في طواحين نارٍ
وريحٍ تريق على الشال خمراً
لعلي أرجع هانئةً لسرير الظلالِ
وخوفي يزولُ .
قام من سُكْرِه البحرُ
ينفض أمواج أدمعه عن يديهِ
وقالَ :
أيا ربَّة النَّخلِ مَوتي أحبُّ إليَّ
فقد قضيَ الأمرُ
إن الطغاة إذا دخلوا قرية أهلكوها
وها ريحُهمْ قرب ظلكِ تعوي ،
سلامٌ عليك
وصبرُ جميلُ
تلك قصة بغدادَ
قال المغني :
ولمَّا تزل في سرير الطغاةِ
تخبئ أدمعها في جرار الخليج ِ
وأخوتها يحفرون
ـ إذا مسَّها حلم أزرق ـ ألف بئرٍ
ويبكون حين تغيبُ البتولُ .

أول العابراتِ إلى ضفة الحزنِ
هاربةً من هبوب الدماءْ .
أجمل الساحراتِ
سلاماً على صبرها
كلما كَفْكَفتْ حزنَها
بُشِّرت بطغاةٍ يتمُّون ما فاتها
من مكارم أدمعها
ولئلا يظلَّ لها هدبٌ
لا يجيدُ البكاء ْ.

**** ****



#عمر_إدلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسر والعابرون / شعر
- سوريا دولة نامية أم نائمة؟؟
- المشروع الأمريكي / إرهابيو الألفية الثالثة يتصارعون!!
- الوطن أولاً / حقوق الأقليات في ضوء المشترك الوطني
- الاقصاء الاستباقي


المزيد.....




- “الآن نزلها” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة جميع أفلا ...
- تردد قناة بانوراما فيلم 2024 حدث جهازك واستمتع بباقة مميزة م ...
- الرد بالترجمة
- بوتين يثير تفاعلا بفيديو تقليد الممثل الأمريكي ستيفن سيغال و ...
- الإعلان 1 ح 163 مترجم.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 163 على قن ...
- ماسك يوضح الأسباب الحقيقية وراء إدانة ترامب في قضية شراء صمت ...
- خيوة التاريخية تضفي عبقها على اجتماع وزراء سياحة العالم الإس ...
- بين الغناء في المطاعم والاتجاه للتدريس.. فنانو سوريا يواجهون ...
- -مرضى وفاشيون-.. ترامب يفتح النار على بايدن و-عصابته- بعد إد ...
- -تبرعات قياسية-.. أول خطاب لترامب بعد إدانته بقضية الممثلة ا ...


المزيد.....

- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر إدلبي - أسطورة بغداد