نص المقال المنشور في صحيفة الارنستو الشيوعية الشهرية الايطالية.
اجريت المقابلة مع الرفيق سليمان رمضان, عميد الاسرى و المعتقلين,عضو الحزب الشيوعي اللبناني,ابن المقاومة الوطنية اللبنانية. خلال المؤتمر الاوروبي الاجتماعي المناهض للعولمة. الذي عقد في مدينة فلورنسا الايطالية في شهر تشرين الثاني الماضي.
رات ادارة تحرير المجلة انه من المهم جدا"اجراء هذه المقابلة مع الرفيق سليمان رمضان, لاهمية لفت الاهتمام الى حقبة من نضال الشعب اللبناني و مقاومته البطلة ضد الاحتلال الصهيوني و ضد الامبريالية في الشرق الاوسط, هذا النضال الذي نراه مستمرا" كل يوم في انتفاضة الشعب الفلسطيني البطل المدافع عن حقوقه الشرعية في الحياة و تقرير المصير.
س: كيف نشأت المقاومة الوطنية اللبنانية و كيف قررت الانتساب اليها؟
الكثيرين يسألون كيف نشأت هذه المقاومة في لبنان, و لكن قبل كل شىء علينا ان نفكر بقضية اساسية و هي بأن اي شكل من اشكال القمع يولد مقاومة مضادة, و هذا طبيعي جدا".
احتلال الجيش الاسرائيلي لارضنا حث الشعب اللبناني و بلاخص الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني الى تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.
و هكذا انا, كوني عضو في الحزب الشيوعي, ولدت و ترعرت و نشأت في هذا الحزب. و لاقتناعنا العميق بطريق المقاومة, لبيت النداء انا و الكثير من رفاقي و خضنا اشرف نضال, نضال المقاومة ضد المحتلين.
بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان, من قبل المجرم شارون و جنرالاته, في عملية ضخمة اطلقوا عليها اسم "السلام في الجليل" في حزيران 1982.
و بعد مجازر صبرا و شاتيلا في ايلول من العام نفسه, التي ذهب ضحيتها الاف اللبنانيين و الفلسطنيين. لم يكن بامكاننا سوى ان ننظم انفسنا للدفاع و المقاومة الشعبية الشاملة و الوطنية, و بالاخص نحن الشيوعييون اللذين نعد انفسنا ابناء جميع حركات التحرر العالمية. و قد تعلمنا من ملاحم نضال شعوب العالم و بالاخص, الشعب الكوبي و الفيتنامي االذين اثبتوا كيف ان المقاومة يمكن ان تقف في وجه اكبر الجيوش الامبريالية و مشلريعها التوسعية.
بالتاكيد الجيش الصهيوني كان مجهز جدا" عسكريا", و هذا كان يمكن ان يهبط من عزيمتنا و اصرارنا. و لكن قيادتنا عرفت كيف ان تحث الرفاق و تمدهم قوة و معنويات و اساليب تنظيمية ثورية.
اذكر على سبيل المثال قول احد الرفاق القياديين في الحزب:" نحن لسنا اقوى من الولايات المتحدة, و لكننا لسنا اضعف من الفيتناميين."
و هكذا في 16 ايلول ولدت المقاومة الوطنية اللبنانية.و بدأت عمليات المقاومة المتتالية البطولية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي .
نحن كشييوعيين كنا مقتنعين ايديولوجيا" بحقناالشرعي في الدفاع و مقاومة هذا الاعتداء الشامل ليس فقط كونه احتل ارضنا و قتل شعبناو لكن كون الصهيونية هي شكل من اشكال الامبريالية و كونها فكر عنصري متطرف معتدي.و كنا نعرف جيدا" ما هي اهدافها و طموحاتها الحالية و المستقبلية التوسعية و المدمرة في المنطقة.
نضالنا ضد الصهيونية ليس نتيجة لاحتلالها لارضنا فقط بلكونها خطر ضد الانسانية كلها, و لم يبدا فقط مع احتلالها لفلسطين, سنة 1948. بل قبله بكثير, و حتى الرفيق لنين ذكر باخطار الصهيونية و همجيتها في اوائل القرن.
النضال ضد الصهيونية ليس ابدا" على اساس ديني او مذهبي او مناطقي, و لكنه نضال اوسع و اشمل , انه نضال اممي.
انه نضال المظلوم ضد الظالم, نضال الحق ضد الباطل,نضال الشعب ضد المحتل, نضال الطبقة العاملة ضد الراسمالية و الامبريالية.
نحن لسنا سوى جزء من النضال العالمي ضد المبريالية. و مقاومتنا كذلك.
نحن لم نقاتل فقط الجيش الصهيوني, بل كنا نقاتل ايضا الانظمة الرجعية الخائنة العربية,و من وراؤها من الولايات المتحدة الامريكية و قوى حلف شمال الاطلسي. و كان هذا نضال شاق و صعب.
و لكن كان معنا في هذا النضال الكثير من الرفاق في العالم و نحن كامميين في صف واحد ضد الامبريالية, و هنا استذكر قول الرفيق الشهيد حسين مروة:"ان الماركسي الغربي اقرب للقضية العربية من البرجوازي العربي نفسه".
س: في هذه المرحلة الحالية ما المطلوب فعليا" من الاحزاب الشيوعية العالمية و الاوروبية؟
الاحزاب الشيوعية في كل العالم يجب ان تقيم انتفاضة الشعب الفلسطيني و تفهم اهميتها و افاقها, و تساندها بكل الوسائل لان هذه الانتفاضة ان فشلت و انتهت و قمعت, تفشل و تنتهي معها اخر رموز و امال محاربة الامبرالية في العالم.
لذلك من الضروري ايضا" دعم الفصائل العلمانية و اليسارية الماركسية الفلسطينية. لان على هذا الصراع ليس قائم على اساس ديني الو تحرري ضد قوة محتلة لارض فقط, بل انه جزء لا يتجزاء من الحركة المضادة للامبريالية العالمية.
اذن من الضروري تقييم الدور الاعلامي و التوعية الشعبية العامة في انحاء العالم؟؟
بالتأكيد لانه علينا توعية الجماهير و لفت انتباهها لكشف المؤامرات المقنعة و الخفية, و الهجمات المتكررة التي تتعرض اليها الاحزاب الشيوعية العربية. و في لبنان كذلك, كما تعرض و ما زال يواجه الحزب الشيوعي من قبل البرجوازية الوطنية المتأمرة و السلطات الرجعية. لذلك يجب علينا العمل في الغرب لتقييم اهمية الدور الذي لعبه حزبي الشيوعي في المقاومة في لبنان, بالرغم من ان الكثيرين يريدون طمس هذا الدور و اخفاؤه, فحتى الرفاق الاوروبيين يغفلون هذا الدور كليا او جزئيا".
عندما انسحبت اسرائيل من الشريط الحدودي في الجنوب سنة , 2000
الحكومة اللبنانية نفسها, ضخمت الحدث, مثل الكثيرين ايضا", فتراىء للجميع و كأن هذا الانسحاب هو الهزيمة الاولى للجيش الصهيوني, و حاولوا كذلك تهميش اطراف سياسية و تضخيم دور اخرى.
مقاومتنا الوطنية البطلة و حزبنا الشيوعي, هزموا اسرائيل و من معها, و كانوا لها دوما" في المرصاد. فقد هزم هذا الجيش و عملائه اكثر من ثلاث مرات.
فالهزيمة الاولى كانت هزيمة الانسحاب من العاصمة بيروت سنة, 1982
الهزيمة الثانية كانت في الانسحاب من جبل لبنان في العام التالي.
و الهزيمة الثالثة كانت بالانسحاب من معظم مدن الجنوب و البقاع الغربي, صيدا و صور و النبطية و غيرها من المدن و القرى اللبنانية.
كذلك الكيان الصهيوني كان له الدور ايضا في تهميش دور الشيوعيين في المقاومة لاظهار الصراع و كانه صراع ديني و ما لذلك من اهمية في تأييد الدولة الصهيونية و حقها في الوجود و البقاء.
أعطي هنا مثال بسيط على ذلك: بعد العمليات التي كانت تتعرض لها اسرائيل في لبنان من قبل المقاومة الوطنية, كانت اسرائيل تعلن في بياناتها الرسمية ان المخربيين, و الارهاب الشيعي استهدف قواتها المدافعة. لم تكن تجرؤ على ذكر الشييوعيين, محددة الصراع معها بفريق لا بل بطرف طائفي واحد فقط.
و بالرغم ان الرفاق الذين قاموا بالعملية ربما كانوا حتى من اصول مسيحية او مذهبية مختلفة.
بسبب التسكيت القمعي و التهميش السياسي العام الذي حاربونا فيه لم نستطع ان نبرز دورنا الفعلي و الحقيقي من ا لناحية الاعلامية و السياسية, ومحي دور رفاقنا و حزبنا في المقاومة و التحرير. فتحول عدم التداعي و حب الظهور سبب لافساح الساحة للكثيريين غيرنا.
من الضروري ان نفعل الدور الاعلامي جدا", عبر قناة اعلامية عالمية مشتركة, مستقلة, بهدف نشر و تققيم نضال جميع الرفاق في العالم, واللتي يمكن ان تشكل حلقة ربط بين مختلف الاحزاب الشيوعية العالمية, بنظرية تكاملية شاملة, و من اجل تفادي الانغلاق المناطقي و التقوقع القومي لمختلف الحركات الثورية و المقاومة الشعبية في الكثير من البلدان و حروب الرأسمالية و الامبريالية المستمرة ضدها و ضدنا.
و هذا ما حصل لنا في لبنان. و ما يحصل اليوم في فلسطين.كونه اليوم افضل مثال للمقاومة الشعبية ضد الصهيونية كونها احد اشكال الامبريالية العالمية و اشرسها.
ما هو وضع الحزب الشيوعي اللبناني اليوم؟
الحزب الشيوعي اليوم مثل اكثر الاحزاب الشيوعيية في العالم يعيش بعض المشاكل الداخلية المهمة. هناك بعد بين القيادة و القاعدة, و هذه الاخيرة لحسن الحظ ما زالت فعالة الى حد مهم و نشيطة و سياسيا" معافاة و جيدة. فالشباب بحاجة للتوجيه و يريدون العمل و يطالبون القيادة بالتحرك , هذه القيادة منها من تعب و ربما لم يعد مقتنع بالاستمرار , او ربما اصبح قديم و متحجر ثابت, و هناك ايضا" الكثير من الرفاق ما زال يرى انه امامنا الكثير للعمل و النضال و الذي يسعى بالرغم من الاف المشاكل و الصعوبات و المعوقات التواصل مع الرفاق و اطلاق النضالات الاجتماعية و النقابية و السياسية, اننا مقتنعون بضرورة الاستمرار في طريق النضال الشاقةو و بالاخص في هذه المرحلة المعقدة و الصعبة. فالنضال هو بالنسبة لنا حياتنا و استمراريته ضرورة حتى تحقيق الاهداف المرجوة.
هكذا علمتناالنظرية الماركسية اللينينية.
ادارة تحرير مجلة الارنستو تشارك متضامنة مع الحملة العالمية الداعمة لقضية الاسرى و المعتقلين في السجون الاسرائيلية,
و بالاخص الرفيق سليمان رمضان, و قضيته المحقة و الشريفة. و تساهم و تطالب بحقه بالعلاج في ايطاليا, لتأمين طرف لساقه المبتورة.
المجد لشهداء المقاومة الوطنية اللبنانية و الانتفاضة
الحرية لاسرى الحرية