أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أَكُرِمَ عَبْدالقَيُّومُ عبَاس - إِعَادَة اكتشاف الْفِكْرَةَ مَحْمُودُ مُحَمَّدُ طه - آخر شهداء التتار -















المزيد.....

إِعَادَة اكتشاف الْفِكْرَةَ مَحْمُودُ مُحَمَّدُ طه - آخر شهداء التتار -


أَكُرِمَ عَبْدالقَيُّومُ عبَاس

الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب الأستاذ محمود محمد طه في متن كتاب لا إله الأ الله (إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيراً، وبراً، واخلاصاً، وسلاماً مع الناس .إن غاية التوحيد أن تكون في سلام مع الله، لتكون في سلام مع نفسك، لتكون في سلام مع الأحياء، والأشياء. فإذا كنت كذلك فأنت " الحر").
يروي الدكتور راغب السرجاني في مقال نشره في موقع قصة الأسلام بتاريخ 22 ديسمبر 2010م ، تحت عنوان مختصر قصة التتار (ظهرت دولة التتار في سنة 603هـ/ 1206م تقريباً، وكان ظهورها الأول في "" في شمال الصين، وكان أول زعمائها هو جنكيزخان.و"جنكيزخان" كلمة تعني: قاهر العالم، أو ملك ملوك العالم، أو القوي، بحسب الترجمات المختلفة للغة المنغولية، واسمه الأصلي "تيموجين" ، وكان رجلاً سفّاكاً للدماء، وكان أيضًا قائدًا عسكريًّا شديد البأس، وكانت له القدرة على تجميع الناس حوله، وبدأ في التوسع تدريجيًّا في المناطق المحيطة به، وسرعان ما اتسعت مملكته حتى بلغت حدودها من كوريا شرقًا إلى حدود الدولة الخوارزمية الإسلامية غربًا، ومن سهول سيبريا شمالاً إلى بحر الصين جنوباً. أي أنها كانت تضم من دول العالم حالياً: الصين، ومنغوليا، وفيتنام، وكوريا، وتايلاند، وأجزاء من سيبيريا، إلى جانب مملكة لاوس، وميانمار، ونيبال، وبوتان.
ويطلق اسم التتار -وكذلك المغول- على الأقوام الذين نشئوا في شمال الصين في صحراء "جوبي"، وإن كان التتار هم أصل القبائل بهذه المنطقة. ومن التتار جاءت قبائل أخرى مثل قبيلة المغول، وقبائل الترك والسلاجقة، وغيرها. وعندما سيطر المغول -الذين منهم جنكيزخان- على هذه المنطقة أطلق اسم (المغول) على هذه القبائل كلها).
قاد التتار حملات متوالية عل حدود الدولة العباسية التي تشكل في ذلك الوقت القوي العظمى التي تبسط سلطانها على مناطق من آسيا والشرق الأوسط ، وأختلف المؤرخون في التقصي عن أهداف هذا الغزو كما أختلفوا في سرد وقائع تلك الحملات. لكن رغماً عن ذلك اتفق الجميع على أن ما فعله جيش التتار يوم أن دخل بغداد، أبان حملتهم الثالثة حوالي عام 656ه/1258م ، هو من أكبر الجرائم في حق الإنسانية ، ويوصفها السرجاني (وبعد ذلك اتجه فريق من أشقياء التتار لعمل إجرامي بشع، وهو تدمير مكتبة بغداد العظيمة، وهي أعظم مكتبة على وجه الأرض في ذلك الزمن، وهي الدار التي كانت تحوي عصارة فكر المسلمين في أكثر من ستمائة عام، وجُمعت فيها كل العلوم والآداب والفنون) ، ويُنقل السرجاني عنْ دكتور فؤاد عبد المعطي : المغول في التاريخ، والدكتور مصطفي طه : محنة الأسلام الكبري (لقد ألقى التتار بمجهود القرون الماضية في نهر دجلة، حتى تحول لون مياه نهر دجلة إلى اللون الأسود من أثر مداد الكتب، وحتى قيل أن الفارس التتري كان يعبر فوق المجلدات الضخمة من ضفة إلى ضفة أخرى).
أن ما أنتجهُ الأستاذ محمود في عمله الدوؤب في جل ما عاشه من حياة وتأمل، يضعنا دائماً أمام سؤال عميق هل كان هناك مايستدعي كل هذا الهجوم عليه من "تتار" هذا الزمان ، والذي وصل حد القتل وبكل تلك القسوة . الإجابة تتلخص فيما كتبهُ الأستاذ في رسالة الصلاة الصادر في طبعته الأولى في يناير من العام 1966م، حيث أدرج في متن فصل الحرية الفردية المطلقة (في الإسلام الأصل الحرية.. فكل إنسان من حيث أنه إنسان. هو حر إلى أن يسيء استعمال الحرية فتصادر حريته، حينئذ، وفق قوانين دستورية، فالحرية حق يقابله واجب. هذا الواجب هو حسن التصرف في الحرية. والحرية لا حدود لها، إلا حيث يعجز الحر عن التزام واجبها، فتصبح محدودة بطاقته على الالتزام. وفي الحق أن الحرية الفردية في الإسلام مطلقة، على أن تؤخذ بحقها. وحقها كما قلنا حسن التصرف فيها، ولا يستطيع أن يأخذها بحقها إلا من جود العبادة، وأوفي في ذلك بوصية المعصوم حين قال ((تخلقوا بأخلاق الله، إن ربي على سراط مستقيم)) فمن تخلق بأخلاق الله فقد سار من المحدود إلى المطلق، فأحرز من استقامة السيرة، وسلامة السريرة، ما يجعل نتائج عمله كلها خيرا وبرا بالأحياء والأشياء، حتى لا يكون للقوانين عليه من سبيل).
أن جوهر الفكرة -وهي ما أطلقها وسمها الأستاذ- تأتي من إدراك أن الأصل في الأشياء هو الحق في الحرية وجوهر فلسفة العقل أن تتجه به نحو القيم الإنسانية ، مدراكاً لحقك وحق الأخرين في الحياة . إذا أن فكرة بقاء الأنسان ورفاهتيه هي الأصل ، ويليها ما يدل عليها من أعمال. حيث أورد الأستاذ في ذات السياق (أن الفرد من رجل أو امرأة هو الغاية وكل ما عداه وسيلة إليه، بما في ذلك الأكوان والقرآن "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد").
أورد المستر ستيفين هيمسلي في مصنفه ( أربعة قرون من تاريخ العراق)، الذي ترجمه للعربية جعفر الخياط ، وصدر في العام 1941م ، وصفاً لمافعله التتار في بغداد، ص 26 (أستباح غنائمها التي لاتحصى وكنوزها العظيمة ، ذبح شعراءها وتجارها وفرق طلابها وعلماءها وفقهاءها. فستحالت في يوم واحد من مركز السلطة الإسلامية الذي لاند له إلى مركز حقير من مراكز الأمبراطورية الأيلخانية).
أذن كان هذا الدمار والهجوم للتتار ذلك الزمان صراعاً على مركز القوة ، حيث أن هذه القوة دائماً تأتي مدعومة بالمعرفة والوعي . حيث أنهُ رغم قوة بغداد الاقتصادية لمن يكن هذا الدمار الذي حل بها مهدداً لتلك القوة بل كان المهدد هو قوة العلم والمعرفة . وهو ما أكده ستيفن داتج (العراق ما قبل عام 1258 كان مختلف جداً عن عراق الحاضر. اعتمدت أنظمة الزراعة على شبكة ري عمرها آلاف السنين. بغداد كانت من أفضل المراكز الفكرية بالعالم. تدمير المغول لبغداد كانت ضربة معنوية للإسلام بحيث من القوة لم تسترد عافيتها، الإسلام تحول فكرياً وازدادت الصراعات مابين الدين والفكر وأصبح الدين أكثر تحفظا. باستباحة بغداد ذبل النشاط الفكري. تخيل أثينا بمجدها وأرسطوها قد أزيلت ومحيت بقنبلة نووية فلنتخيل فداحة الضربة. ملأ المغول قنوات الري وأفرغوا العراق من السكان)
هنا، مع تباعد الأزمان فالتقارب موجود، حيث أن ماحل ببغداد ، وما أصاب الأستاذ هو معركة ضد المعرفة والوعي ومراكزهما. ربما كانت بغداد في ذلك الوقت تمثل حركة حاضر متحول إلى مستقبل متخذاً الوعي والمعرفة إلى ذلك سبيلاً. أما الأستاذ بطرحه لجوهر الفكرة فقد مثل مركزاً للتفكير النقدي متخذاً الوعي والمعرفة سبيلاً إلى جوهرة الأشياء وهي حسب وصفه، الحرية المطلقة والتي تقهر الخوف والسلطة بأشكلهما المختلفة ، حيث لاسبيل لذلك غير العلم والمعرفة ، وهو ماذهب إليه الأستاذ (ولما كان الكبت نتيجة للخوف، فإن التخلص منه لا يتم إلا بالتخلص من الخوف، وبالتخلص من الخوف ندخل المرحلة الثانية، والأخيرة، من مرحلتي سيرنا إلى الكمال. ولا يكون التخلص من الخوف إلا بالعلم - إلا بمعرفة الأشياء على ما هي عليه في الحقيقة المستورة عنا بأستار الغيب) .
أن ماحل بالفكر الإنساني من محنة بعد غزو التتار لبغداد ، حل بمركز المعرفة الحي والنشط في حضارنا بعد أن علق تتار هذا الزمان الأستاذ على مشناقهم ، وهي جريمة اشترك فيها كل التتار ، من أدناهم إلى أقصاهم. لكن ظلت الفرصة قائمة وأعُيد إنتاج بغداد في مكان آخر وزمان مخالف، فإن إعادة اكتشاف الفكرة يمكن أن يعيد إنتاج ماسطره أخر الشهداء في فضاء زماني ومكاني مختلف...... أنتهى



#أَكُرِمَ_عَبْدالقَيُّومُ_عبَاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أَكُرِمَ عَبْدالقَيُّومُ عبَاس - إِعَادَة اكتشاف الْفِكْرَةَ مَحْمُودُ مُحَمَّدُ طه - آخر شهداء التتار -