أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - حافة الحرب














المزيد.....

حافة الحرب


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5713 - 2017 / 11 / 29 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند حدوث توترات واحتدامات في المواقف وتعارضات حادة في السياسات والمصالح غالباً ما تتردّد عبارة أو مصطلح «حافة الحرب». وقد جرى استخدامها على نحو واسع، ولا سيّما بعد إعلان استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض، وردود الفعل المختلفة بخصوصها، والتوقّعات والتكهّنات بشأنها، إضافة إلى التحدّيات والاصطفافات؟
وقبل ذلك شهدت المنطقة تصعيداً في العمليات العسكرية في اليمن وتوجيه صاروخ بالستي باتجاه الرياض، الأمر الذي زاد التوتّر حدّة، خصوصاً وأن الصراع مع إيران أصبح واحداً من العقد الأساسية في المنطقة، والتي قد تضعها على «حافة الحرب».
وكان قد سبقه إلى ذلك مقاطعة دولة قطر من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين ومصر، على خلفية ضلوعها بتشجيع جماعات إرهابية، وما زالت تداعيات هذه المواقف قائمة ومستمرة، لكن الأمور لم تجد طريقها إلى الحل حتى الآن.
ودفع الاستفتاء الكردي على الاستقلال يوم 25 سبتمبر/ أيلول 2017، الأمور المتوترة أصلاً إلى احتكاكات كادت أن تصل إلى درجة الصدام المسلح، ولعبت طهران وأنقرة اللتان نسقتا مع بغداد دوراً مهماً في إحباط مشروع انفصال كردستان عن العراق، وجاء هذا التطور بعد هزيمة «داعش» العسكرية في العراق وتقهقره في سوريا.
وتداخل هذا التطوّر مع التموضع الروسي الجديد في سوريا وذلك بالترافق مع تعزيز الدور الأمريكي، بالتحالف مع قوى كردية، وخصوصاً في إطار ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية»، وهو تطوّر يثير مخاوف من احتمال تقاسم للنفوذ بين موسكو وواشنطن على حساب دول الإقليم التي لا تزال تعاني من سياسة حافة الحرب. فما المقصود بها؟ ولعلّ هذه التطوّرات وغيرها تندرج فيما يطلق عليه سياسات حافة الحرب، فماذا تعني؟
حسب المفكر النمساوي كلاوزفيتز «الحرب هي امتداد للسياسة بوسائل عنفية»، والمقصود بالحرب ليس العمليات العسكرية فحسب، بل التهديد بها والتلويح باستخدامها، سواء بوسائل ناعمة أو خشنة، لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للدولة، وأحياناً يتم ذلك لتجنّب الحرب أو لدفع التهديد من طرف العدو أو الخصم ومنعه من اللجوء إليها، خصوصاً بوضع تحدّيات أمام شنّها، الأمر الذي يحتاج إلى حساب عواقبها وعوامل النجاح والإخفاق فيها، بما فيها النصر أو الهزيمة، سواء على المستوى العسكري أو المستويات الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، إضافة إلى الحرب النفسية وتأثيراتها في إطار تكتيكات متغيّرة حسب تغيّر الظروف والمواقف والمصالح.
وإذا كانت الحرب أولها كلام كما قيل، فإن الكلام في علم السياسة، هو فعل مؤجل في الحال أو في المستقبل، خصوصاً التلويح به أو التهديد للقيام بعمل من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق المقصود منه، سواء كان ذلك عبر السياسة أو بالوسائل الأخرى، سواء اقتصادية أو إعلامية أو دعائية أو عنفية أو عسكرية أو غيرها. ويُطلق على هذه الممارسة «سياسة حافة الحرب» التي تعني جعل الطرف الآخر يفكّر جدّياً بالعواقب التي ستؤول إليها عملية شن الحرب وما ستتركه من نتائج عليه قبل خصمه، ويدخل هنا حساب الوحدة الوطنية والتحالفات والاصطفافات الداخلية والإقليمية والدولية، واختيار اللحظة المناسبة لاستبدال التكتيكات للوصول إلى الهدف خصوصاً في التدقيق ب «فن الهجوم» والتقدّم مثلما من الضروري حساب «فن الانسحاب» والتراجع.
وإذا انتقلنا من الجانب النظري إلى الجوانب العملية، سواء ما يتعلّق بالمحاور الإقليمية أو بالتحالفات الدولية التي تؤثر في موازين القوى وفي استعداد الأطراف المختلفة لانتهاج «سياسة حافة الحرب»، بازدياد المشكلات الإقليمية تعقيداً والتوترات الداخلية اشتباكاً، لا سيّما في ظلّ الانقسامات الطائفية والدينية والإثنية، فضلاً عن استمرار الصراع العربي- الصهيوني، الذي ظلّ مهيمناً طوال العقود السبعة الماضية، فإننا نكون أمام مخاطر راهنة وجدّية، خصوصاً وأن المنطقة لا تزال تعاني من التعصّب والتطرّف والعنف والإرهاب، وأن ظاهرة الإرهاب الدولي لا تزال هي الأقوى في منطقتنا قياساً بمناطق العالم الأخرى. وتلعب الأمية والجهل المتفشيان في بلداننا دورهما في استشراء هذه الظاهرة، على الرغم من أننا نمتلك ثروات وموارد طبيعية تجعل منطقتنا من أغنى المناطق على المستوى العالمي، وتلك إحدى المفارقات التي نعيشها.
وإذا كان النفوذ الإقليمي والدولي مؤثراً وكبيراً في منطقتنا، فالسبب هو غياب مشروع عربي تنموي حضاري موحد، يستطيع أن يكون عنصر توازن من جهة وردع من جهة ثانية، لأية تطاولات إقليمية أو دولية، تستهدف إملاء الإرادة وفرض الاستتباع، وعلينا استذكار أن العرب كلّما كانوا موحدين ومتقاربين، استطاعوا تحقيق نهضتهم والعكس صحيح، كلما كانوا متفرقين ومحتربين تمكّنت القوى الخارجية من استغلالهم والهيمنة عليهم وهو أحد دروس التجربة التاريخية.

29/11/2017



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستمر دبلوماسية -القوة الناعمة-؟
- الإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- «ذاكرة مياه المحيط».. التنوّع والتسامح
- الإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- لإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن- ...
- الإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- في الجدل حول الدولة المدنية
- العراق وتوازن القوى بين الاضطرار والاختيار !!
- الإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- الإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- الإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- في النقاش حول الدولة المدنية
- الإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- الإمام الحسني البغدادي مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ا ...
- الإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- الإمام الحسني البغدادي.. مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- كردستان وتداعيات ما بعد الاستفتاء
- بريطانيا ومعنى الاحتفال بوعد بلفور
- الإمام الحسني البغدادي - مقاربات في سسيولوجيا الدين والتديّن ...
- حوار «باريس5»


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - حافة الحرب