أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الأستاذة مريم مشتاوي - رحلتي إلى البحرين














المزيد.....

رحلتي إلى البحرين


الأستاذة مريم مشتاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5712 - 2017 / 11 / 28 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


‎كيف أصف رحلتي إلى البحرين ... ربما الطريقة الأسلم أن أبدأ من عنوان الموسم الذي ندهني وحملني إليها : "قُل هو الحب"..
‎نعم إنه الحب الذي شعرت به منذ بدأت رحلتي من لندن... 
‎وصلت البحرين فوجدت من ينتظرني عند باب الطائرة لم يسأل كما جرت العادة في أماكن أخرى: أستاذة مريم؟
‎بل رأيته يمشي نحوي بخطى واثقة والضحكة تملأ وجهه: أهلا أهلا بالأستاذة مريم .. 
‎ثم أضاف: حضرتك أكيد متعبة ... لو سمحت ارتاحي في "اللنش" وأن أهتم بمعاملات الخروج  وازمرالدا تود أن تتكلم معك. 
‎تفحصت وجه ازمرالدا في الصورة قبل المجيء إلى البحرين وحاولت أن أبني مع صورتها بعض الألفة والمحبة كي تسهلا عليّ  مهمة التعرف إليها شخصياً.
‎اتصل الرجل بها ثم سلمني الجوال : 
‎سمعت صوتاً بيروتياً مطعماً بزهر الرمان فيه رائحة حقول كنت قد تناسيتها رغبة مني بالتحايل على الحنين ... فأنا لا أطيق أوجاعه... 
‎بدأنا المكالمة بضحكة طويلة غير مبررة ضحكة تشبه مطر الصيف الخجول ... يهطل مرة واحدة وبقوة كأنه يرغب باثبات نفسه قليلاً قبل أن تتربع الشمس في مكانها من جديد.
 
‎وصلت الفندق وقررت أن أرتاح حتى موعد العشاء المقرر في إحدى البيوت الثقافية التي ترعاها الشيخة مي آل خليفة. لم ابن أي توقعات مسبقة .. ولَم أتخيل كيف ستكون الأجواء. أتت ازمرالدا لاصطحابي وحين دخلنا المكان كانت أضواؤه خافتة  توحي بالرومانسية والهدوء وشيء من المحبة ... والعزف الجميل يضفي شيئاً من البهجة ...مكان يغلب عليه التراث ويكاد ينطق بألسنة أناس رحلوا وتركوا نبضهم فيه..
‎حين وصلنا قالت ازمرلدا :
‎الشيخة هنا
‎ فمشينا نحوها ووجدت نفسي أمام امرأة أنيقة، نظرت إليّ وقالت بصوت دافئ محب أشعرني بأني أنتمي إلى المكان:
‎أنت أحلى من الصورة بكثير
‎ثم وبكثير من الحفاوة دعتني أن أجلس قربها وبدأنا نتكلم ... تكلمنا كثيراً ولن أخوض في تفاصيل ما قلناه  لأن التفاصيل كما قال درويش تضجر الحقيقة ... وعن أية حقيقة أشير هنا ... ربما حقيقة أن تكون نفسك دون زيف .. شعرت أني أجلس في مكان ذاكرته حاضرة أبداً ... سيتذكر حين أرحل خطواتي فيه وستبقى بعض من نبضاتي تخفق بين الجدران مع من سبقوني إليه...
 
‎ كما تعرفت على امرأة تحمل ابتسامتها العريضة بحب... إنها الشيخة هلا.. امرأة متواضعة طيبة دافئة إلى أبعد حد... شعرت كأني أعرفها منذ زمن ... 
 
‎وبدأ تدريجياً يصل وفد كويتي لا يقل جمالاً عن أصحاب المكان.. وبدأ صوت أوبرالي جميل يهز أركان المكان.. صوت هابط من السماء.
 
‎لا أعرف كيف حضر العود وكيف حضنته المسؤولة في الوفد الكويتي  وراحت تغني بصوتها العذب ... كنت أسمعها تغني وأرى الجدران تسجل صوتها ... وكأن من يدخل المكان يدخل التاريخ من أعرض أبوابه.
 
‎في صباح اليوم التالي زرت مركز الشيخ ابراهيم آل خليفة والبيوت الثقافية وبهرني الجمال والتاريخ والتراث والذوق الرفيع .. التراث الذي حاولت الشيخة مي أن تحافظ عليه وأن تفتح أبوابه للزوار ...
‎لا أعرف كيف أنقل لكم شعوري حين لمست جدارية محمود درويش... كاد قلبي يتوقف عن الخفقان.. جدار حين وضعت يدي عليه سمعت صوت درويش .. هل كان الجدار يود أيضاً  أن يؤكد مشاعري بأن الأمكنة في البحرين تنطق بحب ؟  
‎ويعدها توجهنا إلى المتحف الوطني والمسرح الوطني.. 
‎وفِي اليوم التالي ، ذهبت إلى متحف القلعة.. علمت أنه يكون مغلقاً يوم الاثنين ولكنه فتح لأجلي... لأجل زائرة فتحت البحرين كل أبوابها  وأضاءت لها الأمكنة قبل الرحيل...
‎وفِي المساء كانت المحاضرة التي أتيت لأجلها. أذكر أني قررت أن أتكلم بحب، أن أنقل تجربتي كما هي ومعظمكم تعرفون أنها مطعمة بالوجع ولكن ما يهم أن الكتابة أنقذتني... المهم أني تخطيت الأزمة ووقفت من جديد..
‎لكل منا حكايته ويبقى أن نتعلم منها وأن نوظفها لصالح الآخرين.. 
‎فالضعف ليس سوى خيارٍ...
‎ولا شيء لا شيء يبقى سوى الحب.
--



#الأستاذة_مريم_مشتاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلب أتسمعينني؟
- إلى ثمار حلب


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الأستاذة مريم مشتاوي - رحلتي إلى البحرين