ماتريوشكا- قصة قصيرة مترجمة

شيماء هادي راضي

الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 19:08
المحور: الادب والفن
    

ماتريوشكا*
موراغ ستن*

ترجمة: شيماء هادي

هذا الاسبوع وعندما رأيت دميتي الروسية، نطَ قلبي خافقاً. عيناها اللامعتان الواسعتان بدت عليهما غشاوة، وابتسامتها كانت ثنية للفم في محاولة للابتهاج أكثر من كونها الدفء المعتاد لها، والغناء الذي يأتي بالأمل.

قالت وهي تغص بكلماتها:
"لقد توفي حبيبي، أخبرني الطبيب بأنه سيكون على ما يرام، لكن لا".
" آه مارينا كم مزعج ذلك بالنسبة لك... وأعتقد، آه لا، لا تستسلمي مارينا كوني كالدمية الروسية ثانية، ارتدي وجهاً جديداً وثوباً جميلاً كما فعلت في وطنك عندما تحطم عالمك اول مرة.
وحينما تذهب مارينا لعملها في محل لبيع الملابس المستعملة في بلاك تاون، تصرح جازمة:
" العمل جيد". أني أجاهد لأكبح رغبتي لمساعدتها في العمل، رتبت أكوام الملابس بطريقة
مسعورة، بيد أنها لا تحتاج لمساعدة جسدية في الوقت الحاضر.
وفيما بعد أخبرتني:
"في غضون اسبوعين سأذهب الى روسيا في عطلة تستمر لستة أسابيع".
يجول في خاطري بأنها ستكون على ما يرام. ستجتمع مع عائلتها ويشربون الفودكا سوية، سيرقصون ويستعيدون القصص القديمة للكفاح والبقاء ويضحكون. سيأخذونها الى أماكن حيث يبدأ التعافي، سيقدمون لها أشياءً تذكارية كي تتذكر وطنها وربما تكون دمية ماتريوشكا هي ما ستُريه لحفيدها الصغير عند عودتها الى أستراليا. وفي اللحظة عينها، هي تحب وجودها في روسيا وتفتقد استراليا، إنها حقيقة كل المهاجرين واللاجئين، قدمُ في كل أرض.


*ماتريوشكا: دمية مصنوعة من الخشب، اسمها مشتق من المرأة الروسية الأم التي تحكم أسرتها.

الكاتبة في سطور:
*موراغ ستن: كاتبة أسترالية، تكتب عن تجاربها الخاصة وتجارب الآخرين وكذلك تكتب المسرحية والقصص القصيرة، وتعمل على تعليم اللغة الإنجليزية للمهاجرين

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل