كل ما يريده بوش هو النفط العراقي

نلسن مانديلا­

الحوار المتمدن-العدد: 412 - 2003 / 3 / 1 - 17:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

 

مقتطف من خطاب ألقاه نلسن مانديلا­ ( الرئيس السابق لجنوب إفريقيا و الحائز على جائزة نوبل للسلام عام1993) وذلك خلال لقاء للمنتدى العالمي للنساء المنعقد يوم الخميس 30 يناير 2003بجوهنسبورغ.

 

إن ما يجري حاليا وما يقوم به بوش أمر مأساوي. .إن كل ما يريده بوش هو النفط العراقي وعلينا أن نفضح هذا الأمر قدر ما نستطيع.

الولايات المتحدة تتصرف بشكل سيء. هذا أمر أكيد، وإلا لماذا لا تعمل على نزع أسلحة الدمار الشامل من حليفتها إسرائيل؟

لم تحصل أية حرب عالمية منذ سبعة وخمسين عاما و يعود الفضل في ذلك إلى الأمم المتحدة.علينا أن ندين بوش وبلير وأن نفهمهما بكل وثوقية بأن ما يقومان به أمر سيء للغاية. وعلى الدول الأخرى مثل فرنسا وروسيا أن تستميل الأمم المتحدة لإدانة ما يقوم به بوش. إن بوش يهدم الأمم المتحدة وهو يعمل من خارج إطار ها متجاهلا أنها من صنع الرئيسين روزفلت و ونستون تشرشل. توني بلير لم يعد الوزير الأول لبريطانيا بل وزيرا لخارجية الولايات المتحدة. إن بوش و بلير يحطمان فكرة أتى بها سلفاهما. إنهما لا يعيران الأمم المتحدة أي اهتمام، هل لأن الكاتب العام للمنظمة من السود؟ فلم يسبق أن عوملت الأمم المتحدة بالمثل عندما كان كتابها العامون من البيض. ما الدرس الذي يجب استخلاصه من كونهما يعملان من خارج إطار الأمم المتحدة ؟ هل يريدان القول بأن تعذر الحصول على الدعم من الأمم المتحدة يبيح تجاهلها؟ أم يريدان القول إن الولايات المتحدة الأمريكية، القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم، تستطيع التصرف كما يحلو لها! هل علينا أن نحذو حذوها؟ أم هل تعتقد أنها من طينة خاصة وأن ما يحق لها القيام به غير مسموح به للآخرين ؟! إن كان في العالم دولة اقترفت فظاعات بالجملة فإنها الولايات المتحدة الأمريكية! إنها لا تقيم أي وزن للكائنات البشرية.فمنذ سبعة وخمسين عاما، عندما كانت اليابان تنسحب من كل جبهات القتال قررت الولايات المتحدة هذه أن تطلق القنبلة الذرية على كل من هيروشيما ونكزاكي فقتلت العديد من الأبرياء وهناك من لا زال يعاني إلى اليوم من تأثيراتها. لكن الرسالة لم تكن موجهة إلى اليابان بل إلى الاتحاد السوفيتي!  كان مفاد الرسالة واضحا ׃انظروا ما نملك من قوة فإن تجرأتم وعارضتم مشيئتنا فهذا ما سيحل بكم!

بما أنهم متعجرفون فقد قرروا قتل أناس أبرياء في اليابان، ولا تزال اليابان تعاني من ذلك إلى اليوم! فمن يكونوا اليوم حتى ينصبوا أنفسهم دركيين على العالم؟

إذا أكدت الأمم المتحدة أن صدام حسين لا يحترم قرارات الأمم المتحدة ودعت بالتالي المنتظم الدولي إلى ضرورة الفعل فسوف أساند ذلك بدون أي تحفظ.

إن ما أدينه هو هذه القوة التي يترأسها شخص غير متبصر وغير قادر على التفكير السليم والتي تريد اليوم أن تزج بالعالم في محرقة جماعية. إنني سعيد لأن شعوب العالم تعارض ذلك وعلى الخصوص سعيد بمعارضة الشعب الأمريكي لرئيسه وأتمنى أن تحث هذه المعارضة بوش على أن يدرك في يوم ما بأنه اقترف أكبر خطأ في حياته بمحاولته ارتكاب مجزرة للسيطرة على العالم في غياب أية سلطة مؤسسية دولية.

أتمنى فقط أن يعمل الشعب الأمريكي على إفهام بوش بأنه ارتكب خطأ جسيما باحتقاره للأمم المتحدة التي من مثلها الحفاظ على السلم العالمي والقضاء على الحروب. يجب على الشعب الأمريكي أن يستعمل ديمقراطيته للتخلص من بوش. إن خير وسيلة يستطيع بها الشعب الأمريكي إثارة الانتباه إلى هذا المشكل هي المظاهرات وصناديق الاقتراع.

 

الترجمة من الإنجليزية إلى الفرنسية Christophe Deroubaix(L Humanité)

               و من الفرنسية إلى العربية جمال الدين العمارتي

 

#نلسن_مانديلا­ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات