أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قيس علاء الدين هاشم - في التعصب














المزيد.....

في التعصب


قيس علاء الدين هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1469 - 2006 / 2 / 22 - 09:46
المحور: المجتمع المدني
    


الإنسان هذا الكائن الاجتماعي سعى دائما للتعاون مع أقرانه في وجه الأخطار سواء الطبيعية أو البشرية منها ومن هنا ومع تطور التلاحم الاجتماعي هذا نشأ ما يسمى ( النحن ) آخذاً مكان الأنا وهذا النحن تفرع منه غصن محوري والذي هو كلمة الشرف ومضت المجتمعات على هذا المنوال صغيرها وكبيرها فأنا لست فردا منعزلا بل أنا من هذا النحن الذي يشرفني وبالتالي كلمتي يقويها ويقيدها بنفس الوقت أنني من قوم ما وأصبح لهذه الكلمة إلزام لا يقل عن الفعل نفسه وغدا الفرد يخشى أن يقوم بفعل يُخجل أو لا يناسب جماعته المنتمي إليها.
ومما سبق نستطيع أن نفسر اختصار أمة كاملة بعلمٍ يتفق عليه ويكون رمزا للاجتماع على قيم واحدة.
وكل ما ذكر يندرج في إطار تقدم بشري مشروع ولكن وكون كل شئ معرض للانحراف وخاصةً عند انحراف حامله فكذلك النحن ينحرف وخاصة حين تُدٌَعم الإنحطاطات بحجج مختلفة وبأناس نافذين تحركهم مصلحتهم الآنية أو يحركهم مرض نفسي مستتر أو شهوات في نفوسهم.
وعندنا نحن العرب سابقاً والآن نجد النحن لم يتطور ليشمل الإنسانية إلا بمراحل مجتزئة هي أقرب إلى الشذوذ منه إلى القاعدة وليس ذلك وحسب بل أخذ بالانقسام أكثر فأكثر دينياً ومذهبياً وأسرياَ وحتى داخل الأسر نفسها ليبلغ من الضيق حدا جعل الفرد عندنا أنى التفت يجد عدواً,وأكثر ما يظهر هذا الانحراف عندنا بالانكفاء الطائفي - وكذلك العرقي - الذي إن حاولنا تحليله بدءاً من حامله الفرد نجد أن إنسانا محبطا ومشتتا ومغيّب الوعي أو قاصره يكون تربة خصبة للتعصب .هذا التعصب الذي هو ابن غير شرعي للنحن فهذا الإنسان الممزق والذي يدرك أنه أمضى حياته دون جدوى تأتي اللحظة التي يثور فيها على كل شيء وعلى نفسه ومحاولاً منحها جدوى أنه من هذه الجماعة أو تلك ومعتبراً ذلك إنجازا عظيما له وبأن غيره أقل منه شأناَ ومعززا ً كل هذه المشاعر من إحباطاته وشعوره المشحون بالرغبة لفعل شيء أو للتحطيم وخاصةَ عند إحساسه بأن ثمة عنف يصيبه هو ولا بد من رده فيتمثل له العدو بالآخر أي آخر والمهم هنا أن يكون من طائفة غير طائفته. ويفعل الإسقاط فعله على نحو شعوري ولا شعوري حيث تكون الفتاوى ملتوية ومتحايلة على العقل قدر المستطاع وهنا تمتلأ الأنا رضىً بعد أن تحولت إلى هذه النحن المشوهة وبفخر مع ما لغريزة القطيع من تأثير في هذا التحول وفي تغذيته , وكذلك مدعومة بحوادث من زمن سحيق تشكل أصولاَ لهذا الانكفاء رغم بهتان هذه الحوادث المعتمد عليها أو تضاربها .وبالتماس المتفاعل والمتكرر بين أنا مشوهة ونحن مشوهة وباندلاع شرارة صغيرة لحدث ما يمكن أن يبنى عليه وخاصة بعد تضخيمه ووضعه بالإطار الطائفي عندها تبدأ المواجهات الدموية العنيفة والمآسي والأفعال الشنيعة وبهذه المعمعة يكون التخرب أصاب الجميع من شارك ومن وقع عليه الظلم والكل بعد هذا التحول على أرض الواقع سيبحث عن النحن الذي ينتمي إليه وتكون عندها الغلبة الآنية بالصراع للأكثر عددا أو للأكثر نفوذا أو عدوانية وهذه الغلبة ظاهرية فحقيقة الأمر أن لا غلبة لأحد بل مصيبة للجميع فحتى من يبدو منتصرا يكون قد زرع الرعب لأجيال ستحصد حقدا وكراهية.
والخطورة الأكبر أن وضع التقاتل هذا يورط حتى العقلاء لأنهم يجدون أنفسهم بواقع أنهم صُنفوا أعداء سلفاً ومن وجد نفسه عدوا سيضطر لأن يتحالف حتى لو كان التكتل الطائفي عكس قناعاته بالأساس فالكل سيتكتل لتبدأ الحلقة المفرغة بالدوران ويدور الكل بداخلها فالجميع قد دخلوا المتاهة القاتلة وللجميع تصنيف كما للسلعة والاعتماد هنا على المصدر ( الطائفة أو العرق ) والهشيم الذي يبدأ يحترق ويحرق لا يطفأ إلا إن قرر كبار الطرفين إخماده وهنا أيضا إشكالية وفخ كبير فكبار الطرفين لن يكونوا حكماءهم بالضرورة بل أكبرهم عمراَ أو أكثرهم نفوذا أو سلطة أو أكثرهم طائفية وبالتالي حتى لو أخمدت النيران يكون الوضع قد خلق أبطالا مخلّصين بصبغة طائفية بحتة فلا نتوقع منهم أن يسعوا لإجتثاث هذه المشاعر من أساسها و إلا فقدوا أعمالهم وبالتالي لابد لهم من التأجيج من وقت لآخر وافتعال حرائق ولو صغيرة لتكون بحاجة الى جهودهم كي تخمد.
وطالما الحال على ما آل إليه وإن تحدثت ضمن هذا الجنون عن مثل بشرية أكبر وأرحب من المفترض أن تجمعنا دون شوفينيات وتكفير يقال لك وبقياسات مغلوطة: ألم تر أن العالم تغير وقد سقطت كتل وقوميات وما إلى ذلك من مهاترات فارغة وتجد الكثيرين ممن يحاولون تبرير هذا الانكفاء إلى أوسخ المواقع أي التمترس الطائفي ويدعون بقوة وبلا حياء إليه.
وأما أننا لم ننجح بالوقاية منه منذ الصغر ببيئة إنسانية ونظيفة فالمخرج باعتقادي وهو ليس اختراعاَ جديداَ أن يكون مبدأ المواطنة أساسا للمجتمعات ,حيث الحقوق والواجبات تكون بينة ويسهر على تنفيذها ويكون العدل أساساَ للملك وتكون المناصب للعمل ولا تكون أبدا مصدرا للإمتيازات فلا أحد يوهمنا بأن الطرق مسدودة لتجاوز الآلام والمآسي بل أن هناك من يسدها ليعتاش عليها وعلى أوضاع وقودها البشر وحيث يدمر الداخل بشكل يجعل أي خارج قادرا أن يفرض شروطه عليه وتكون المجريات مرتبطة بصراع الخارج مع خارج آخر أما نحن عندها فنكون ريشة في مهب الريح لا أكثر ...... وربما أقل.

دمشق 5/5/2005



#قيس_علاء_الدين_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قيس علاء الدين هاشم - في التعصب