تجمع أهل الشر وتفرق أهل الخير

صلاح عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 29 - 04:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تجمع أهل الشر وتفرق أهل الخير
تجمع أهل الشر وتفرق أهل الخير

تجمع أهل الشر وتفرق أهل الخير
د. صلاح عزيز
الانسان كاءن محايد في معظم المدارس الفكرية و العلمية. ويتطبع حسب بيئته و ثقافته. و نظرا لان القيم الإيجابية (الخير) اكثر قبولا في المجتمعات البشرية ، يكون الدعوى الى الشر و ممارسته أمرا شاذا و استثنائيا . وقد شرعت الدساتير و القوانين لتنظيم المجتمع و تطوير و ممارسة قيم الخير ، و القضاء على ممارسة الشر و إنزال العقوبة على مرتكبيها. و تقاس تقدم و حضارية اَي مجتمع بمدى تطبيقها لقيم الخير و محاربتها للشر.
الظاهرة المنتشرة فِي المجتمعات النامية٠حسب التقارير الدولية- هي شيوع الفساد الاداري والمالي فيها مما يسبب في تخلفها الاقتصادي و الخدمي و الأمني. تحقق مجموعات الشر ارباحا مالية ضخمة وتحمي منتسبيها وتآزر بعظها البعض. و يحتل افراد هذه القوى مناصب حكومية و اقتصادية مهمة في المجتمعات النامية.
هناك أسباب كثيرة لتجمع أهل الشر و تعاونها ، منها : هي الرغبة في تحقيق المصالح والقدرة على إستخدام الوسائل لا قانونية والطرق لا اخلاقية ، كذلك ان عدم تعاون مجموعات الشر يودي الى نزاع مسلح بينهم ينتهي بالقضاء على احدى المجموعات و ضعف المجموعة الرابحة ، اَي ان نتيجة سيء . لذلك تحرص مجموعات أهل الشر على الاتفاق والحفاظ على وجودها و استمرارها.
وفي الجانب الاخر، تظهر شخصيات منفردة تدعوا الى إصلاح المجتمع و القضاء على منابع و رموز الفساد، لكن في المجتمعات النامية، يكون مصير هؤلاء اما التجاهل ، أو التشهير ، أو السجن، أو القتل. (اما في المجتمعات المتطورة ، يكون مصير هؤلاء الشهرة و الامتنان. ) اما أسباب تفرق أهل الخير فهي كثيرة: (ا) انهم أشخاص و ليسوا مجموعات ولذلك فهم قلة لا يملكون القدرة التي يملكها مجموعات أهل الشر؛ (ب) ليس لهولاء الأشخاص هدف مشترك فكل شخص يدعوا الى هدف نبيل أو يقف ضد ممارسة خاطئة بمعزل عن الآخرين ؛ (ت) يتصف معظمهم بانهم وعاظ وليسوا قادة، لذلك يستطيعون تثقيف بعض الناس ولا يستطيعون قيادتهم ؛ (ث) اختلاط بعض الأشخاص المزيفين الذين يدعون الى الخير مع أهل الخير الحقيقين وهذا يقلل من مصداقية الأخير ؛ (ج) تغير بعض أهل الخير لمواقفهم نتيجة تعرضهم لضغوطات مختلفة قد تدفعهم الى ترك ما يدعون اليه.
كما يلاحظ بان لأهل الشر فرصة اكبر في الاستمرار من قدرة أهل الخير على التغيير. و بين حين وآخر تظهر مجموعات منظمة تقوم بانقلاب (ثورة) مستخدمةً شعارات أهل الخير لتطيح بالسلطة التي تحمي أهل الشر. الا من الملاحظ بعد فترة من الزمن ان هدف الانقلاب هو تغيير مجموعات أهل الشر بمجموعات جديدة. ونتيجة لذلك يفقد الكثيريين الأمل بمستقبل أفضل و يختار الهجرة أو الانضمام الى مجموعات متطرفة. وفِي الحالتين تخسر المجتمعات شبابها وأملها.
أين الحل؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل