العالم العربي و الإتجاه المعاكس

قاسم محمد عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الوقت الذي يسير العالم بسرعة قياسية نحو العولمة الاقتصادية والعسكرية والاعلامية والاتصالات والمواصلات· نجد العالم العربي يسير ايضاً بسرعة قياسية ولكن في الاتجاه المعاكس نحو المزيد من التباعد وفقدان التضامن الحقيقي بين الاشقاء، وخصوصاً في هذه المرحلة المفصلية من الحياة العربية الحديثة التي يتكون من خلالها الـعالم العربي ومستقبله لأجيال عديدة·

واللافت في هذا الشأن، أن غالبية الدول العربية تنتهج سياسة خارجية لحسابها الخاص، بعيداً عن التنسيق والتعاون والتشاور مع بقية الاشقاء، مما يضعف الحضور السياسي والدبلوماسي العربي في المحافل الدولية وخصوصاً اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن·

وفي هذا الصدد، ذكر تقرير صادر عن مركز ابحاث اوروبي محايد، ان التعامل الدولي مع العالم العربي يتم من خلال النظرة اليه على انه مجموعة دول متجاورة في الجغرافيا، وجائرة بحق بعضها في السياسة الخارجية، وفاقدة لجسور التواصل الدائم في ما بينها، ومتباينة في طرح قضاياها، ولا تمتلك خطة او مشروعاً للنهوض العام بالاقتصاد العربي، وهذا ما ينعكس سلباً على المصالح الحيوية العربية في السياسة والأمن والاجتماع·

وفي سياق التحليل، يتبين ان القمم العربية ومؤتمرات وزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد والعرب المتعددة،لم تنجح لغاية الآن، في رسم سياسة عربية وتضامنية تواجه اخطار عولمة الابتلاع الخارجي للثروات العربية، وعولمة الاحتواء والسيادات العربية·

وهذه احدى سمات العجز العربي الراهن عن مواكبة المتغيرات الدولية وتوابعها الاقليمية التي تستنزف كل دولة عربية في خلافات وانقسامات وصراعات داخلية على حساب امنها واستقرارها ورخائها، وتستنزف الدول العربية مجتمعة في قضايا خلافية حول الحدود وغيرها، مما يؤدي الى رسم المعادلة الآتية: العرب متفوقون في العجز عن التضامن وعن الاتفاق عما يحمي مصالحهم·

وهذه إحدى الثغرات الكبرى في جدار العمل العربي، بكل ما تحمل هذه الثغرات من تدخلات خارجية متعددة الجنسية عنوانها: الانتقال بالعالم العربي من إرث الانتدابات الايطالية والفرنسية والانكليزية القديمة الى كتاب انتدابات اخرى لعلها تبدأبالايعاز التنفيذي لمشروع الشرق الاوسط الكبير او مشرع العهد الجديد

#قاسم_محمد_عثمان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل