أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضياء السورملي - معوقات تشكيل الحكومة العراقية















المزيد.....

معوقات تشكيل الحكومة العراقية


ضياء السورملي

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 03:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد مرور اكثر من ثلاثة سنوات ونصف على تغيير نظام الحكم السابق والمحاولات غير الموفقة مستمرة لأيجاد صيغة مناسبة لحكم العراق ، لقد بدأ مجلس الحكم بصيغة مضحكة للغاية في حكم العراق حيث يحكم كل شخص من اعضاء المجلس لمدة شهر واحد فقط وكان من نتيجة هذه التجربة ان تم اغتيال ثلاثة من كبار الشخصيات المعروفة سياسيا وهم كل من المرحوم الحكيم والمرحوم سليم والمرحوم الخوئي ، وكان الزعيم الفعلي هو السفير بريمر اما اعضاء المجلس فكانوا ينفذون التعليمات فقط ويحاولون ان يناوروا مع الأميركان ولكن دون المستوى المطلوب ، ومن جهة اخرى كانت اميركا تعمل على برامج نماذج محاكاة لما يدور في الساحة العراقية وما يفكر به الساسة العراقيون وما هي الأستراتيجيات المناسبة والبديلة لحكم العراق بشكل مثالي مع الأخذ بنظر الأعتبار كل المتغيرات والمدد المحددة .

وبعد ذلك جاءت الحكومة المؤقتة بقيادة السيد اياد علاوي ثم الحكومة الأنتقالية بقيادة السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئاسة الوزراء بقيادة السيد ابراهيم الجعفري ، ولم يكن حال تلك الحكومتين بافضل من حال حكم مجلس الحكم ،
واسباب المعوقات كثيرة ومعقدة ومتعددة بسبب تعدد التاثيرات والتدخلات وعمق الصراع بين العديد من الأطراف المتصارعة على السلطة وبسبب تباين المصالح بين مختلف الأطراف الداخلية والخارجية وصراعها وتصارعها والأقتتال الشرس بين جميع الأطراف
واليوم من اهم التأثيرات في قرار تشكيل الحكومة العراقية هو السيد الأكبر في تاسيس القرار الشرعي للحكومة العراقية وهو القرار الذي تقرره القيادةالأميركية والدولة الرئيسة المتحالفة معها بريطانيا وبقية الدول المساندة لهما والمشتركة بقيادة قوات التحالف كل حسب اهميتها واهتمامها بالشأن العراقي ولاميركا باعتبارها اللاعب الأساسي والمخطط لكل السيناريوهات لحكم العراق . ومن بديهية الأمر ان لا يمر مخطط يخالف تطلعاتها او يتعارض مع مصالحها واساسياتها وان النموذج الأميركي هو الذي يحدد الحكومة التي تريدها وتحدد الرموز والشخصيات التي تدخل في تركيبتها شئنا ام ابينا

ومن العوامل الأخرى التي تلعب دورا مهما في تشكيلة رموز الحكومة العراقية وما يتبعها من تفصيلات تؤثر في عملية تشكيل الحكومة بسبب من عدم استقلالية القرار بشكل كامل ومن هذه العوامل توازنات دول الجوار والمقصود بها الدول التي تدعم الفكر القومي العربي والمتمثل بسوريا ومصر ، والفكر الديني السني الوهابي وتقوده السعودية والفكر الديني الشيعي وتقوده ايران والفكر العلماني وتقوده دول اخرى متعددة واهمها تركيا وبقية الدول المشابهه لها في المنظور الفكري

وهناك عوامل داخلية متعددة ومتشابكة بنفس الوقت في تطلعاتها مع عوامل وتشابكات الدول المحيطة بالعراق ومنها التركيبة المعقدة لمكونات الشعب العراقي وهم الشعب العربي من الطائفة السنية ومن الطائفة الشيعية ومنهم العلمانيين والليبراليين ومنهم القومييين وهناك القومية الكردية وغالبيتهم من السنة وفيهم الكرد الفيليين الذين يعتنقون المذهب الشيعي وهناك التركمان والكلدواشوريين والأرمن والصابئة المندائية والأيزيدين والشبك وهذه الأقليات تختلف في إنتمائاتها الفكرية والدينية والعقائدية كل حسب مكونه وتركيبته ، وكل من هذه التركيبات المتعددة تهدف وتطمح في تحقيق اهدافها والحصول على مكاسب لها في هذه الحكومة

وبعد سقوط النظام البائد وقبله تشكلت كتل وتحالفات قسم منها له ماض عريض وعريق ويضم احزاب لها باع طويل في النضال السياسي مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الأتحاد الوطني الكردستاني وبقية الأحزاب المؤتلفة معها في كتلة التحالف الكردستاني وكذلك كتلة الأئتلاف المتكونة من حزبين كبيرين هما حزب الدعوة الاسلامية والمجلس الأعلى للثورة الأسلامية وبقية الأحزاب المنضوية تحت ائتلافه ومنها مكونات وتشكيلات تكونت بعد سقوط النظام وفي الأساس قسم منها كان جزء من النظام السابق ولكن غير من اسمه ومن هويته لكي يكون مقبولا في الحكومة الجديدة وهذا مما سبب مشاكل جمة في وجه الحكومة الجديدة التي لا هي قادرة على صدهم ورفضهم ولا هي قادرة على احتوائهم وقبولهم بسبب التناقضات الكثيرة والمتشابكة وعدم وجود المرجعية لكل تلك التكتلات وهذا ما اوقع القيادة الأميركية في اشكالات وحيرة في مواجهة مثل هذه التكتلات التي لم تستطع ان تكون نواة مركزية لها لقيادة الحكم بشكل سلس ومرن

ومن العوامل الأخرى معضلة التركيبات العشائرية العراقية المنتشرة في طول العراق وعرضه ورؤساء تلك العشائرالتي كانت في الزمن القريب موالية للنظام البائد باغلبيتها بشكل مباشر وبشكل غير مباشر وأثرت من هبات الحكومة البائدة في سبيل الحصول على عدم وقوفها ضدها وتم شراء ذممها بشكل عام وليس بشكل مطلق ولهذا وجدت اميركا صعوبة في رفضها او قبولها لتلك العشائر وهذا التذبذب في التعامل مع قسم من العشائر على حساب عشائر اخرى سبب اشكالات بوجه تشكيل الحكومة الحالية والسابقة وهي ورطة كبيرة في كيفية التعامل معهم , ومع من تتعامل , بسبب عدم اهلية هذه العشائر من حيث تكوينها التنظيمي من ناحية وعدم تجاوبها وعدم استجابة هذه العشائر لكل ما تريده منها الحكومات المتعاقبة بسبب المساومات على الثروات والمصالح والنفوذ

ومن العوامل الأخرى التي لعبت وتلعب دورا مهما في عدم تشكيل الحكومة هي المؤتمرات التي انعقدت في واشنطن ولندن والألتزامات التي وقعت عليها الأحزاب والأطراف المتفقة فيما بينها من ناحية وبين الأميركان والبريطانيين من ناحية أخرى ومصير الأموال التي انفقت وصرفت عليهم ومن ثم الألتفاف على تلك الأتفاقات الموقعة فيما بينهم وإبعاد الشخصيات الأساسية التي كانت تلعب الدور الأساسي والتي وجدت نفسها خارج الملعب السياسي بسبب الأستحقاق الأنتخابي او المصالحي او الوطني وعددهم كبير

ومن المشاكل الأخرى المعوقة في تشكيل الحكومة هي الخلافات المعقدة في داخل الأئتلافات والتحالفات فيما بينها وشرعية القرارات التي تنطلق منها والصراع الحاد بين الكتل والأشخاص في تلك التحالفات.

هذ بعض الأسباب والعوامل في إخفاقات تشكيل الحكومة واسباب الصراع من اجل الوصول الى كراسي الحكم من جميع الأطراف ، العملية الوزارية اصبحت عملية مربحة ومثرية لكل من يحصل على المنصب الوزراي او المقعد البرلماني او درجة سفير وخصوصا بعد ان استطاع عدد من الوزراء ان يسرقوا ولم يتم محاسبتهم بحجة ان الجميع مشتركون في السرقة ولذلك ثبت المبدأ (إسترني وأسترك) او ( اسكت عن سرقاتي وسأسكت عن سرقاتك او لنكشف كل السراق وسرقاتهم من دون استثناء ) ، هذه الحالة شجعت نشوء حالة من الطفيليين الطلقاء والسائبين من دون محاسبة شديدة وحاسمة وسريعة وبنفس الوقت شجع كل من هب ودب لأن يجادل ويناور للوصول الى كراسي السلطة والمناصب المهمة فيها من دون كفاءة او احساس وطني نزيه

اضف الى ذلك فان الكثير أثرى وأغتنى على حساب نهب المال العام وممتلكات الدولة واضعا لهذ النهب فلسفة "الأستيلاء على ممتلكات الغاصب تصبح ملكا حلال وغير محرم لكل من يستولي عليها " ولذلك حصل الأستيلاء على كل مباني الدولة من دون محاسبة وحصل نهب للمصارف والمتاحف وكل ممتلكات دوائر الدولة وعلى مرأى وانظار كل من المسئولين الأميركان والمسئولين العراقيين ومن دون اي رد فعل بل ان الحرامية والمفرهدين كانوا يمرون من امام القوات المحتلة وامام الكاميرات

ومن الجدير بذكره عمق الصراع على مناصب الداخلية والدفاع ودوائر الأمن والمخابرات وكلها تصب في محاولة السيطرة على ادوات القمع والقتل لأبناء الشعب العراقي وليس لغيره وهذا ما يثير الدهشة والأستغراب الكبيرين

وهناك محاولات السيطرة على الوزارات التي تدر الأموال او هي مصدر المال والصرف مثل وزارة المالية والنفط والتجارة والصناعة والأسكان لانها تمثل العقود والرشاوي والتصرف بالمال وهذا يضع تشكيل الحكومة في حيرة من أمر الناس الوطنين المهتمين بواقع العراق من هؤلاء الذين يسعون الى نهبه والسيطرة على ثرواته

وتبقى مواضيع مهمة هي الخطف والنهب والسلب والمحسوبية والمنسوبية والفساد الأداري المستفحلة والمستشرية بشكل بشع ومثيرة للغرابة بسبب استلام قيادة الوزارات والدوائر المهمة من قبل اناس غير كفوئين وفاسدين ومرتشين وانعدام الرقابة المالية والأدارية والمحاسبة القانونية والتلاعب بسلطة القانون وهروب الفاسدين خارج العراق بسبب حصولهم على اكثر من جنسية مما يجعل ملاحقتهم قضائيا أمرا صعبا ويحتاج لوقت لمحاسبتهم وجلبهم للعراق

ولا يفوتني ذكر وزارة الخارجية التي تمثل المناصب الحساسة للسفراء ومن هم بدرجة قنصل ، ان هذه الوزارة لم يتم السيطرة عليها حسب الكفاءة وانما اصبحت حصص ومحاصصات وتوزيع الدرجات حسب أهواء الاحزاب التي تستلم السيادة على هذه الوزارة او من لهم حصة في السيادة ولذلك نرى الصراع على أشده على هذه الوزارة من اجل الأستيلاء على درجة السفير وارضاء اكبر عدد من انصار الاحزاب واقاربهم واصدقاءهم التي تستولي على هذه الوزارة

وفوق كل تلك العوامل فان الخاسر الوحيد من كل تشكيلات الحكومات السابقة هم ضحايا الشهداء وضحايا المقابر الجماعية والفقراء والمعوزين وضحايا النظام السابق الذين لم يرفع الحيف عنهم لحد الآن ولم يتم الأهتمام بمشاكلهم وآلامهم وهم يشكلون الغالبية العظمى من الشعب العراقي

نأمل ان تتشكل الحكومة الجديدة التي تعمل على انارة الطرق كافة ويحل الكهرباء في كل الطرق والشوراع في المدن والقرى في كافة انحاء العراق ،وتصل الأنارة الوطنية الى كل الطرق السياسية ،و طرق الفكر ،وطرق العلم ،و طرق الصحة ،و طرق المجتمع بكل طوائفه واطيافه ومتى ما رأينا المشاريع الجبارة تنجز بمدد قصيرة وفيها الأنارة والأعلانات الضوئية نقول إن حكومتنا وطنية منورة ومتنورة وتعمل من اجل الشعب وبعكسه فان الحكومة ستبقى حكومة كراسي وتكون حكومة مظلمة وليس فيها إنارة وحكامنا سيكونون دمى متحركة او جامدة ولا غير ذلك ، ومن لا يستطع خدمة شعبه عليه ان يستقيل أو يتنحى عن الكرسي وليس في ذلك اي ضرر أو عيب أو نقيصة بل هو واجب وطني



#ضياء_السورملي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينجح وباء انفلونزا الطيور في انقاذنا ؟
- هل نجحت السياسة الأميركية في العراق ؟
- ستاتين الدواء المضاد للكوليسترول
- لا تناشديهم يا بيان
- التفاعلات السياسية والحروب وتأثيراتها على الأقتصاد الأميركي
- الملف النووي الأيراني الى أين ؟


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضياء السورملي - معوقات تشكيل الحكومة العراقية