أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أفراح جاسم محمد - في متاهاتِ الذكورة














المزيد.....

في متاهاتِ الذكورة


أفراح جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5664 - 2017 / 10 / 9 - 05:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في متاهاتِ الذكورة
أ.د. أفراح جاسم محمد
في محاولةٍ للتنقيبِ في ثنايا المجتمع العربي ، عن واقعِ ما سُمي بالنظامِ الابوي، عدَّ د. هشام شرابي المجتمع بانه يعاني من أزمةِ وعي وتخلَّف تعود الى نظامهِ الابوي " النظام البطريركي" ، والذي هو بنية مُنافية للحداثةِ تنطلق من سيطرةِ الرجل على المرأةِ والولد على البنتِ ، ليبقى الخطاب المُهيمن هو خطاب الذكر واوامرهِ وقراراته .
وبالرغمِ من كلِ الاتفاقيات التي تُطالب بحقوقِ المرأة ، فالقارئ لبنودها يظن انها تارة تستحق التنفيذ وتارة أخرى استحالة تنفيذها ، بسببِ تلك العقول التي لطالما تحاول ان تسحق اية تقدم بات ملموساً لنهضةِ المرأة ، وبالرغمِ من كلِ الحركات النسوية ونحن في الالفيةِ الثالثة ، فما زالت المرأة تتحرك وفق الفضاء الذكوري .
ما زالت النظرة الابوية تُشهر سيفها لإعلاءِ الصورة الاقصائية للمرأةِ والنظرة الدونية لها ، ولا سيما في مجتمعاتٍ لم تُلامس الحداثة ، اذ تعيش المرأة بداخلِ متاهات مقيتة خاضعة لاحتلالِ الرجل بفحولتهِ لمقاليدِ مسيرتها وهيمنة النسق الذكوري ، وقد يستمد اقصاء المرأة قوَّته من خلالِ نسق القيم والمعايير الذي يُحدَّد ادوار الذكورة والاناث ومكانة كلاً منهما في المجتمعِ ، كما يُحرَّض هذا النسق على تفضيلِ الذكور وتعظيم سلطتهم الأُسرية والاجتماعية على حسابِ ابخاس وتحقير الاناث وتكريس تبعيتهن ، ويستمد نسق المعاير والقيم شرعيته من روافدٍ مختلفة أهمها الثقافة السائدة .
وصور او اشكال اقصاء المرأة من خلالِ المنظومة الثقافية السائدة في المجتمعِ العربي عديدة منها ، في تفضيلِ انجاب الذكور على الاناثِ ، اذ ان انجاب الذكور قد يدعو الى الفرحةِ والابتهاج ، بينما يحل الحزن والاسى عند ميلاد الانثى وكأنها فأل سيء للأسرةِ الجاهلة، وقد عبَّرت العديد من الامثلةِ الشعبية العربية عن هذهِ الصورة مثل ( يا مخلَّفة البنات يا مخلَّفة الهم للممات) .
ومن الصورِ الاخرى أيضاً ان الثقافة السائدة لا تعترف الا بدورِ الفتاة كزوجة وربة بيت ، وهي ان سمحت لها بالتعليمِ والعمل فهذا من أجل تحسين فرصها في الزواجِ ، وقد تتعرَّض للنظرةِ الدونية ان تأخر سن الزواج بها او لم تتزوج قط ، او تزوجت ولم تُنجب ، او تزوجت وانجبت أُناثاً فقط او تطلَّقت او ترمَّلت ، وبصرفِ النظر عما تكون قد حصلت عليه المرأة من درجاتٍ علمية .
وصورة اخرى ايضاً أدخلت المرأة في متاهاتِ الذكورة هي (رمزية الشرف) التي تحملها المرأة في نظرةِ المجتمع ، فكون المرأة رمز الشرف لذا فقد تعدَّدت وسائل محاربتها للحفاظِ على شرفها ، مثل عزلها عن مجتمعِ الرجال وعدم خروجها واخضاعها لرقابةِ الرجال ، وقد يصل الامر في تعنيفها حد مصادرة حياتها بالقتلِ في حالاتِ ما يُسمى بالدفاعِ عن الشرفِ ، لذا فان الهاجس الوحيد الذي يُسيطر على أسرةِ البنت هو صون شرفها .
كما ان مسألة مشاركة المرأة في اتخاذِ القرارات الخاصة بالأسرةِ وان كانت تحدث بسرَّيةٍ وتكتم شديدين من قبلِ الرجل ، الا انه قد يسود اعتقاد بان استشارة الزوج للزوجةِ مثلاً عند اتخاذ القرارات يُنقص من رجولتهِ ، فما زال مفهوم الرجولة السائد في ثقافةِ المجتمع العربي خاصة بين ابناء الريف والطبقات الشعبية في الحضر ، يرتبط بقدرةِ الرجل في السيطرةِ على المرأةِ واخضاعها .
ويؤكد هذا الرأي الدكتور شاكر مصطفى سليم في دراستهِ الموسومة (الجبايش)" ان الرجل ان منح الزوجة اية احترام او نظر اليها نظرة مساواة مع الرجلِ امر يتنافى والرجولة ، وعلى الزوجةِ ان تنظر للزوجِ كسيد مُتنفَّذ فلا تُخالف رغبته ولا تتوانى في تنفيذِ اوامره ، بل ويجب ان لا يعلوا صوتها على صوتهِ وكثيراُ ما يستغل الرجال علاقاتهم بزوجاتهم لإظهارِ سيطرتهم في الاسرةِ واشباع رغبة النفوذ والتسلط " .
وما زالت هذه الصورة الى الآن وان تناقصت بشكلٍ كبير ، مما سبق يتضح ان عملية التنشئة الاجتماعية تتوقَّع ان يسلك الرجل والمرأة بشكلٍ مختلف ، اذ يحصل الرجل على مزايا اكثر من المرأةِ ، فالمجتمع العربي يُنشَّأ الرجل على ان يكون قوياً وان يكون قادراً على اثباتِ رجولتهِ ، وان تكون المرأة ضعيفة وخاضعة وتابعة ، مُعتمدة اقتصادياً على الرجلِ ، ولهذهِ الاعتبارات تُفرض القيود على المرأةِ وهو مؤشر على تربيةٍ غير سليمة .
وفي خضم هذا كله لابد من اعادةِ النظر بالمنظومةِ الثقافية العربية ، لتكون مُشجعةً على المساواةِ بحيث لا يُبخس اية حق للمرأةِ ، وتنفيذ بنود حقوق الانسان من خلالِ الاشارة لاتفاقياتِ حقوق المرأة وتفعيلها وتطبيقها على ارضِ الواقع ، مع الانتباهِ لدورِ وسائل الاعلام وما يمكن ان تؤديه في اظهارِ الصورة الناصعة لما تحتله المرأة ككيان في المجتمعِ ، وما يمكن ان تلعبه التنشئة الاجتماعية من ادوارٍ كبيرة ومهمة في هذا الشأن ، فضلاً عن الدور الجوهري للمنظومةِ الدينية بالتشجيعِ على ابرازِ دور النص الديني وما ذكره عن المرأةِ بحيث جاء لجانبِ المرأة وإبراز حقوقها ، دون مخالفته والعمل على الضدِ من ذلك كما في عهودِ الجاهلية ، والعمل على تفعيل دور المرأة وتمكينها في اتخاذِ القرار ، من خلالِ العمل على زيادةِ الاهتمام بها ، بأجراءِ دراسات حول تفعيل دور المرأة وتمكينها في اتخاذِ القرارات سواءً في المؤسساتِ الحكومية وغير الحكومية.



#أفراح_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولةٌ في خطر


المزيد.....




- انفجرت بيدها.. مقتل امرأة كانت تحاول تفجير بنك على ما يبدو ف ...
- مسلسل -لام شمسية- يثير جدلا كبيرا في مصر حول قضية العنف الجن ...
- اليونان.. مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة (صور)
- خرم سلطان: من هي -أقوى- امرأة في التاريخ العثماني؟
- أبرزها الزواج من 20 سنه!.. قانون الزواج الجديد في الجزائر 20 ...
- المزيد من الفتيات يرغبن في دراسة التكنولوجيا
- مراهق يُقنع الأطفال بممارسة الجنس في العالم الافتراضي من خلا ...
- نساء في البلديات: تضييق أبوي تكسره التجارب الناجحة
- امرأة تتعرض لاعتداء جنسي على متن طائرة أمريكية (صور)
- ريبورتاج: تكريما للمرأة الفلسطينية ..انطلاق فعالية -القدس عا ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أفراح جاسم محمد - في متاهاتِ الذكورة