أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل المرزوق - الحب جنون














المزيد.....

الحب جنون


أمل المرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


قرأت ذات مرة مقولة لشكبير يقول فيها: "مالحب إلا جنون" ، ففكرت قليلاً ومالذي يجعلنا نتحمل الجنون إذاً؟ فلنتخلص منه بسرعة، أغمضت بعدها عيني وتأملت الحياة بدونه! ولكنني ما انفكيت افتحتهما بسرعة خاطفة لأنني وببساطة لم أستطع اكمال هذا الكابوس المخيف، كيف لنا العيش بلا ذلك المجنون المسمى بـ "الحب" أو توأمه الآخر " العشق"؟

فالحب هو أساس الحياة وعمودها الفقري، فحب الوطن هو الدافع للعطاء فيه وتطويره والإرتقاء به ورفعته، وحب الوالدين هو دافع الأبناء لطاعتهما والبر بهما ورعايتهما، وحب الحياة هو دافع الإنسان للإستمرارية والتواجد في صباح كل يوم..
ولم يقتصر دور الحب على كونه دافع لكل شيء، بل تعداه ليكون عضواً مساهماً بشكلٍ فعال في صناعة كل شيء تقريباً.. أوليس هو صانع المستحيل؟

انه أروع الأحاسيس التي تولد بولادة الإنسان، وتكبر بكبره .. لتتشكل وتتلون كمنماتٍ زخرفية شديدة الجمال، وحيث أن الأمر لا يخلو من السلب أبداً فهناك أناس لا تعرف ماهية هذا المجنون وكيفية التعامل معه! فهم يعاملونه بتكلف وتصنع، فيرون الحب مجرد كلمة في قاموس الحياة الكبير، أو وردة حمراء وبطاقة تهنئة في يومٍ يحمل اسمه، أو ربما يجدون أن الحب هو العطاء المادي للحبيب! مهما اختلف هذا الحبيب، ككونه وطن، أهل، أم الحياة نفسها.. نعم، انهم يتكلفون في التعامل معه، وهو لا يريد منهم سوى القليل من الصدق الممزوج بنكهات متعددة من الوفاء والجمال والطيبة.. لأنه وببساطة مزيج من كل شيء ايجابي وجميل في هذه الدنيا.. ولا يحب ألا أن يعامل بلطافة وتواضع كي يزداد عطاءاً وبريقاً..

ومادمت قد بدأت الحديث عن الحب لابد أن أكمل بتوأمه الآخر وهو العشق الذي ذكره الإمام علي – رضي الله عنه- فقال: " العشق مرض ليس فيه أجرٌ ولا عوض".. لعلني أتفق كثيراً مع هذه المقولة، فبرغم انها قيلت في عهدٍ مضى إلا أن العشق ما زال كما هو، يحط على قلوب البعض فيكون مفتاحاً لسعادتهم وغبطتهم، فكيف يمكن وصف شعور ذلك العاشق الهائم لحظة التقاءه معشوقته؟ وتبادل النظرات والصمت الذي يكون حينها أبلغ من كل الكلام.. بل كيف تكون ملامحه وهو بين أهله وقد ارتسمت في مخيلته ليلاه الجميلة، التي جاءت لتطبع قبلة على جبينه تدخله عالماً آخر فيصحى فجأة على عبارة :" وين سرحان"! ليبستم ويحمر خجلاً.. كم هو شعور لذيذ يتذوقه الإنسان عندما يعلم بأن هناك شخصاً آخر يخاف عليه، يحاسبه على أخطاءه، يشاوره الرأي ويأخذ بنصيحته، ويكون بقربه في فرحه وحزنه!

في كفةٍ أخرى، يكون العشق مؤلماً للبعض.. فكما يعتبر ارتباط روحين ببعضيهما، فإن التغيرات الخارجية والعوامل الدخيلة قد تكون سبباً في انفصال تلك الروحين، وبالتالي يعتبر ذلك العشق داء يصيب العاشق.. يؤلمه ويؤذيه فلا يقوى طبيب على معالجته بالأدوية، و لا يقوى شيخ على معالجته بالقارئة عليه كما كان يفعل السابقون، أجل.. حينها فقط يكون العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض.

لذلك فنصيحتي لكل العاشقين: استمتعوا بأوقاتكم، وحققوا ماتريدون، ازرعوا الآن ولا تنتظروا الحصاد.. بل اجعلوه لمن بعدكم.. اعشقوا وعيشوا أجمل الأجواء، وليكن كل العام لديكم يوم حبٍ وعيد حب.. تبادلوا الورد الأحمر، تبادلوا الأحاسيس الصادقة.. واستمروا في الحياة، وإن ظلمكم ذلك الطاغية " القدر" كونوا أقوياء ولتكسروا قيود سجنه.. طيروا كالحمام الأبيض واعشقوا من جديد..
فالدنيا لن تكون جميلة ورائعة، الا بالحب والعطاء.. و بالعشق والوئام..

أحبوا، واعشقوا .. وكل عام وانتم والحب بألف خير







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد مقاطعة الدنمارك؟


المزيد.....




- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل المرزوق - الحب جنون