أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مارتين لوثر كينج - إني احلم















المزيد.....

إني احلم


مارتين لوثر كينج

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 11:18
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ألقيت فوق درج النصب التذكاري للنكولن في واشنطن العاصمة في 28 أغسطس 1963.


إنني سعيد لكوني معكم اليوم في هذه المناسبة التي سيتذكرها تاريخ امتنا بكل فخر و اعتزاز. منذ مائة عام, قام أمريكي عظيم, نقف في ظله الرمزي اليوم, بتوقيع إعلان تحرير العبيد. عندئذ جاء هذا المرسوم بالغ الأهمية بمثابة شعاع عظيم من الأمل لملايين من الزنوج المستعبدين الذين كانوا يكتوون بلهيب الظلم الوحشي. جاء هذا الإعلان بمثابة ضوء الفجر الذي بدد ظلام ليل الاستعباد. لكن اليوم بعد مرور قرن من الزمان, لا يزال الزنجي غير حر. مائة عام مرت, ولا تزال حياة الزنجي مكبلة بقيود الفصل العنصري و أغلال التفرقة العنصرية. مائة عام مرت, ولا يزال الزنجي يحيا فوق جزيرة منعزلة من الفقر وسط محيط شاسع يزخر بالثروات الهائلة. مائة عام مرت, ولا يزال الزنجي يعانى وحيداً على هامش المجتمع الأمريكي, ويشعر بأنه غريب على أرضه. لذلك لقد جئنا اليوم كي نعرض هذه الأوضاع المخزية. من الممكن القول بأننا جئنا اليوم إلى العاصمة كي نصرف قيمة شيك. فعندما كتب مؤسسو جمهوريتنا الكلمات الرائعة الواردة في الدستور وإعلان الاستقلال, فقد كانوا يوقعون شيك يتوارثه جميع الأمريكيين. كان هذا الشيك عبارة عن وعد بأن يتمتع كل الأفراد, نعم السود والبيض على حد سواء, بالحقوق التي لا تقبل التحويل وهى الحق في الحياة و الحرية والسعي وراء السعادة.

لقد أصبح من الواضح اليوم أن أمريكا تمتنع عن صرف قيمة هذا الشيك طالما تعلق الأمر بمواطنيها الملونين. وبدلاً من الوفاء بهذا التعهد المقدس, أعطت أمريكا الزنوج شيك بدون رصيد رفض البنك صرفه "لعدم كفاية الرصيد."

ولكننا نرفض التصديق بأن بنك العدالة قد أفلس. نحن نرفض التصديق بأن رصيد هذه البلاد الهائل من الثروات لا يكفى. لذلك لقد أتينا لصرف قيمة هذا الشيك الذي سيعطينا عند الطلب ثروات الحرية و سندات العدالة.

إننا جئنا إلى هذا المكان المقدس أيضا كي نذكر أمريكا أنه حان الآن وقت الإلحاح في المطالبة بحقوقنا. ليس هذا هو وقت الركون إلى الهدوء أو تعاطى مخدر الحل التدريجي. إن هذا هو وقت الوفاء بوعود الديمقراطية. لقد حان وقت الخروج من كهف الفصل العنصري المظلم المهجور إلى أرض تضيئها شمس المساواة العنصرية. لقد حان الوقت كي ننتشل بلادنا من دوامة الظلم العنصري التي تغرق فيها إلى بر أمان الأخوة. لقد حان وقت تحقيق العدالة لكل أبناء الرب.

إنني احذر البلاد من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن التغاضي عن إيجاد حل عاجل لهذا الوضع. لن يمضى قيظ صيف غضب الزنوج المشروع إلا بحلول خريف الحرية والمساواة المنعش. إن عام 1963 ليس هو النهاية بل البداية. وهؤلاء الذين يأملون أن يكتفي الزنوج بالتعبير عن سخطهم وبعدها يرضون بالأمر الواقع, سيفيقون من أوهامهم قريباً إذا استمرت أوضاع البلاد على نفس المنوال.

لن تشعر أمريكا بالراحة أو الهدوء إلا إذا حصل الزنوج على كامل حقوق المواطنة. ولسوف تستمر صيحات الثورة في هز جوانب البلاد حتى تسطع شمس العدالة.

ولكن هناك شيء ما يتعين على أن أقوله لقومي الذين يقفون الآن أمام قصر العدالة تمهيداً للدخول إليه.هذا الشيء هو أننا أثناء سعينا لاكتساب حقوقنا المشروعة, لا يجب أن ترتكب أيدينا أية آثام. دعونا لا نحاول إرضاء تعطشنا للحرية بالتجرع من كأس المرارة و الكراهية. فيجب أن يتسم كفاحنا دائماً بالنبل و النظام. و يجب ألا نسمح بأن ينحط كفاحنا الفريد إلى استخدام العنف الجسدي. اكرر مراراً وتكراراً, يجب علينا أن نسمو بأنفسنا إلى مواجهة قوة الجسد بقوة الروح.

ولا يجب أن تؤدى بنا هذه الروح النضالية الجديدة الرائعة التي غمرت مجتمع الزنوج إلى فقدان الثقة بكل البيض, فالعديد من إخواننا البيض- كما يظهر من وجودهم هنا معنا اليوم- قد جاءوا ليفهموا أن مصيرهم مقترن بمصيرنا. لقد جاءوا ليفهموا أن حريتهم هي جزء لا يتجزأ من حريتنا. ونحن لا يمكننا أن نكمل المسيرة وحدنا.

وبينما نمضى في طريقنا, يجب علينا أن نقطع على أنفسنا عهداً بأن نمضى دائماً إلى الأمام.لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نتراجع إلى الوراء. هناك من يسأل دعاة الحقوق المدنية " متى سترضون؟ لن نرضى طالما ظل الزنجي ضحية لوحشية الشرطة وفظائعها التي لا توصف. لن نرضى طالما ظل جسد الزنجي المتعب من اثر السفر لا يستطع أن يأخذ قسطاً من الراحة في إحدى موتيلات الطرق السريعة أو أحد فنادق المدن. لا يمكن أن نرضى طالما بقى الزنجي في ميسيسبي محروم من حق التصويت والزنجي في نيويورك لا يملك شيئاً يصوت من اجله.لا وألف لا, لسنا راضين ولن نرضى حتى تعم العدالة جميع الأنحاء وتنتشر المساواة في كل الأرجاء.

إنني لست بغافل عن أن البعض منكم قد جاء إلى هنا خارجاً من قاعات المحاكم حيث يحاكم. والبعض منكم قد جاء لتوه من داخل زنزانات السجون الضيقة. والبعض الأخر أتى من مناطق تعرض فيها لوحشية الشرطة وتنكيلها وقمعها لكم بسبب مطالبتهم بالحرية. إنكم انتم أبطال هذه المعاناة الفريدة. فاستمروا في عملكم مؤمنين بأن بعد العسر يسر. عودوا إلى ميسيسبي... عودوا إلى الاباما... عودوا إلى ساوث كارولينا... عودوا إلى جورجيا... عودوا إلى لويزيانا... عودوا إلى مناطقكم الفقيرة وأحيائكم المنعزلة في مدننا الشمالية, ولكن اعلموا أن هذا الوضع يمكن تغييره بشكل من الأشكال وأنه سوف يتغير. دعونا لا نسمح لأنفسنا بالتردي في وادى اليأس. أقول لكم اليوم- أيها الأصدقاء- أنه رغم مصاعب اليوم والغد, إلا أنني مازلت احلم. إنه حلم يستمد جذوره من الحلم الأمريكي ذاته. إني احلم بأن تفيق هذه الأمة يوماً ما وتحيا وفقاً للمعنى الحقيقي لعقيدتها: الإيمان بحقيقة بديهية هي أن كل البشر قد خلقوا سواسية.

إني احلم بأنه يوماً ما فوق تلال جورجيا الحمراء سيتمكن أبناء العبيد السابقين وأبناء السادة السابقين من الجلوس معاً على مائدة المحبة.

إنني احلم بأن تتحول حتى ولاية ميسيسبي, التي تغلي من وطأة الظلم والاضطهاد, إلى واحة للحرية والعدل. إنني احلم بأن يعيش أبنائى الأربعة الصغار يوماً ما في بلد لا يتم الحكم عليهم فيها بلون بشرتهم بل بما تنم عنه شخصياتهم.

إنني احلم اليوم !

إنني احلم بأنه ذات يوم في الاباما, برغم من فيها من عنصريين كريهين وحاكمها الذي تتحرك شفتاه بكلمات عن الاعتراض ومنع تنفيذ القانون في ولايته, يوماً ما في الاباما ستتشابك ايدى الأولاد والبنات السود الصغار مع ايدى الأولاد والبنات البيض الصغار كأخوة و أخوات.

إنني احلم اليوم!

إنني احلم بأنه ذات يوم سترتفع جميع المنخفضات وتنخفض جميع التلال والجبال وتستوي الأماكن الوعرة والمناطق الملتوية, وعندها ستظهر عظمة الله وسيراها جميع البشر معاً.

هذا هو أملنا. هذا هو الإيمان الذي سأحمله معي عائداً إلى الجنوب. بهذا الإيمان سيمكننا أن ننحت من جبل اليأس حجراً للأمل. بهذا الإيمان سيمكننا أن نحول نشاز بلادنا إلى سيمفونية جميلة من الأخوة. بهذا الإيمان, سيمكننا أن نعمل معاً, ونصلى معاً, ونكافح معاً, ونذهب إلى السجن معاُ, وندافع عن الحرية معاً, مؤمنين بأننا سنصبح أحرارا يوماً ما. في ذلك اليوم, في ذلك اليوم سيمكن لجميع أبناء الرب أن يتغنوا بمعنى جديد:
" بلادي يا أحلى البلاد...
احبك يا ارض الحرية...
يا ارض الآباء والأجداد...
يا فخر كل البرية...
فلتدقي يا أجراس الحرية...
و لتطوفي في كل البلاد..."

ولكي تصبح أمريكا امة عظيمة يجب أن يتحقق ذلك أولا.

لذلك فلتدق أجراس الحرية فوق قمم تلال نيوهامبشير الهائلة.

فلتدق أجراس الحرية فوق جبال نيويورك الضخمة.

فلتدق أجراس الحرية فوق قمة اليجنسيز في بنسلفانيا.

فلتدق أجراس الحرية فوق جبال الروكى المغطاة بالثلوج في كولورادو.

فلتدق أجراس الحرية فوق ارض كاليفورنيا المنحدرة.

ليس هذا فقط

فلتدق أجراس الحرية فوق جبل ستون في جورجيا.

فلتدق أجراس الحرية فوق جبل لوكاوت في تينيسيى.

فلتدق أجراس الحرية فوق كل تلال ميسيسبي.

فلتدق أجراس الحرية فوق كل الجبال.

وعندما يحدث ذلك, عندما نسمح لأجراس الحرية بالدق, عندما ندعها تدق في كل قرية وكل بلدة, في كل ولاية وكل مدينة, سيمكننا التعجيل بذلك اليوم الذي سيكون من الممكن فيه لجميع أبناء الرب, السود والبيض, اليهود والوثنيين, البروتستانت والكاثوليك, أن يمسكوا بأيدي بعضهم البعض وأن يتغنوا معاً بكلمات الأنشودة الزنجية الدينية القديمة التي تقول:" أحرار أحرار أخيرا. أخيرا أحرار أخيرا. الحمد لله."



#مارتين_لوثر_كينج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مارتين لوثر كينج - إني احلم