أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد العزيز الراشيدي - زاكورة الأرض التي تحترق














المزيد.....

زاكورة الأرض التي تحترق


عبد العزيز الراشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 10:55
المحور: حقوق الانسان
    


تعد مدينة زاكورة واحدة من المدن الجنوبية الشرقية التي تندرج ضمن ما سما ه المستعمر الفرنسي بالمغرب الغير النافع, ولكن وللأسف بعد الاستقلال الشكلي لازال هذا التصنيف سري المفعول إلى يومنا هذا, إذ لازال النظام القائم يتعامل مع هذه الرقعة من الوطن الجريح بهذا المفهوم الاستعماري إذ بعد الاستقلال الشكلي سيعمل النظام على تحويل هذه المنطقة بأكملها إلى معتقل سري كبير تسكنه أكتر من 30,000 ن , ولقد كان هذا التحويل بفعل إنشاء معتقلين سريين بات يعرفهم الكل الآن باسم معتقل أكدز وتاكونيت هذين المعتقلين يقعان على ترب الإقليم ولعل هذا ما جعل النظام القائم يبدل كل ما في جهده من أجل تهميش هذه المنطقة وإقصائها حتى من الخرائط التي تزين الكتب المدرسية ناهيك عن خريطة الأحوال الجوية التي تزف علينا بها القناتين الأولى والثانية كل يوم هذا كله حتى لا تنكشف الجرائم التي يقوم بها النظام القائم وأذياله من داخل هذين المعتقلين السريين للذين يقعان ضمن معتقلا سري كبير يدعى زاكورة التي إذ ما حذفنا حرفها الأول تعطينا أكورة (حلقة) يونانية للمقاومة والتحدي والصمود, فرغم كل المنع والتهمش لم يستطع النظام المخزني كبح ولجم الحس النضالي في هذه المنطقة التي تحدت كل هذه الظروف بالصمود و النضال. إذ ستعمل الحركة الاحتجاجية والنضالية بهذه المنطقة على رفع جزء من هذا التهميش عبر ربط نضال المنطقة بنضال الشعب المغربي حيت سيتم تأسيس فرع الكنفدرالية الديمقراطية للشغل سنة 1989 كإطار نقابي تتوحد فيه الحركة العمالية من أجل مواجهة التحالف الرأسمالي المسيطر. وبعد ميلاد هذا الإطار سيتم فتح النضال من واجهة أخرى ألا وهي النضال على المستوى التفافي من أجل ثقافة بديل إذ على هذه الأرضية سيتم تأسيس جمعية الطليعة للثقافة والفن كواجهة للنضال الشبابي. إن ميلاد هذه الإطارات لم يأتي من فراغ بل تولد من رحم المعاناة والانتهاكات التي يعرفها هذا الإقليم. إننا إذ نسميه بالمعتقل الكبير لا يعد هذا من باب المبالغة أو أي شيء من هذا القبيل, انه واقع الحال هو الذي يجعلنا نطلق هذه التسمية على هذه المدينة السجينة. فإذا كان المعتقلين السياسيين من داخل المعتقل السري أكدر وتاكونيت يموتون من غياب الرعاية الصحية ومن سوء التغذية فالحال لا يختلف في الخارج إذ قليلا ما ينعم أي مريض بالحياة من داخل هذه المنطقة بسبب بعد المركز الصحي إذ يحتوي الإقليم بأكمله على مركز صحي إقليمي واحد هو مستشفى الدراق الذي يعجز عن معالجة الحالات الخطيرة بسبب ضعف بنيته التحتية وبالتالي يكتفي هذا المركز الصحي بتوقيع ورقة الذهاب إلى ورزازات التي تبعد عن زاگورة ب km 160، ورزازات هي بدورها في أغلب الأحيان توقع أمر الترحيل إلى مراكش هكذا يكون مصير المريض في نهاية المطاف هو الموت في منتصف الطريق.
هذا ناهيك عن مشكل الماء الذي يعاني منه سكان الإقليم وخصوصا سكان مدينة زاگورة بسبب ضعف تجهيز الشبكة المائية بالإضافة إلى النتائج التي ترتبت عن إنشاء سد المنصور الذهبي الذي حول وادي درعة من نهر دائم الجريان إلى وادي ميت ومنقطع الجريان هذا ما سيؤثر بشكل خطير على الفرشة المائية وكذلك على النشاط الفلاحي الذي يعد المصدر الوحيد للعيش بالإقليم، في حين يتم ربط فيلات البذخ والرخاء المشيدة بالقرب من السد بقنوات لسقي المساحات الخضراء، ليذهب النخيل والمزروعات الفلاحية بالإقليم إلى الجحيم لكي تزهر فيلات البذخ وأمام هذا الوضع المتردي وقوات الحركة الاحتجاجية لم يفعل النظام أي شيء سوى تعميق الأزمة وتحويل المدينة إلى قلعة أمنية عبر عسكرة الشباب المعطلين وتقسيم المدينة إلى ثلاث مقاطعات أمنية والرفع من عدد رجال الأمن بدل الرفع من المدارس والأطر التعليمية والصحية. إن الانتهاكات لا تتوقف على هذا الحد بل تتجاوز حقوق الإنسان لتزحف على البيئة حيت سيتم تحويل الواحة إلى صحراء قاحلة جرداء من النخيل بفعل ترحيل النخيل إلى المدن بهدف تزيين الواجهات والحدائق. لكن هذا هو حال الدول التي تعز السائح وتدل الفلاح.
هكذا إذن هي زاكورة اليوم أرضا تحرق في صمت وأصوات احتجاجية مخنوقة تردد الجبال صداها الأحمر المليء بالآلام والأحزان



#عبد_العزيز_الراشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة - ردعلى فلسفة ميشل فوكو
- ]دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة
- أي تشجيع لشعبة الفلسفة في مغرب اليوم؟


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد العزيز الراشيدي - زاكورة الأرض التي تحترق