أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في تجديد علم المقاصد الشرعية ..هل من جدوى















المزيد.....

في تجديد علم المقاصد الشرعية ..هل من جدوى


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5643 - 2017 / 9 / 18 - 03:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التجديد و التحديث ضرورات تمليها الحاجة ترى هل الخلاص في المقاصد و تجديدها ...

" في تجديد علم المقاصد و المكابح التي تفرمل حركة التجديد و التثوير و العقلنة و الأنسنة و التحديث الأصيل و المنفتح على المنجز الإنساني .."

" الحرية ( الجماعية .. السياسية و الفكرية و الثقافية...الخ ) لا يجب أن تبقى من الحاجيات كما يرى ذلك البعض و منهم الريسوني معللا بطلان اقتراح بعضهم تصنيفها من الحاجيات بسوء فهم للمقاصد عامة و للضروريات و الحاجيات بل يجب أن نرتقي بالكليات إلى ما هو أسمى و أفضل تغطية للوجود الإنساني و قد تكون الحرية جامعة صفة الكلي و الضروري بعد فحص منطقي و واقعي و معرفي و ديني...

لعل الريسوني كان يلمح إلى اخر كتاب جمال الدين عطية الذي لا نزعم أنه خطوة نهائية و بعيدة و متقدمة و عميقة جدا في تجديد و تطوير علم المقاصد ...

و أقول على سبيل الإشارة نحن على مساحة محدودة ننشر ملحا و مختصرات و إشارات بين حين و اخر لا علوما و مباحثا مفصلة و بدائلا مدققة ...

إن جعل المقاصد و تخيلها خلاص الخلاصات منزع " أرثدوكسي " و تجديدها بالتلفيق و التدوير و المحاذير كتركها على حالها...

ما دام الناس يشتغلون بنفس الالية و منظومة التكفير و القراءة فلا أعتقد أن الوعي متقدم ليطرح منافذ و معابر نحو التقدم ...

المقاصد كالأصول تحتاج إلى ثورة عميقة عقلية و معرفية في البناء و النسق و الأسس و المرتكزات...

من فضل أن يدور حول نفسه كما فعل السابقون له ذلك و ليعلم بأن هذا سواء كان على يد ما يسمونها مدرسة مغربية أو تونسية أو موريطانية أو جزائرية أو مغاربية أو مشارقية فإن ذلك لن يتجاوز التدوير و الجهد الحلقي الذي يستنزف الوقت و الجهد و المال و يلهينا عن أصل التحديات لأن أسئلتنا ليست جريئة و الحذر ينخرنا و الحيطة و العقل الذي يستلبه قانون و أصل سد الذرائع يحنطنا...

لن نفعل سوى التزيين و التنميق و التلفيق و نوهم أنفسنا بأننا " نتعلم ديننا " و " نكافح السلفيات " و " التشيع" و الطائفيات و نحن في رحم وحل الطائفية نغرق ...

عدم الوعي مزيدا بعمق أزمتنا سيجعلنا نعيد إنتاج أنفسنا بأنفسا...

مثلما المصطلحات و المفايهم فيها مشاحة فإن استيعابها و منحها محمولات تناسب الفضاء المعني بالتحقيق و التجديد و الممارس عليه نقدا يجعل لا مشاحة فيها مثل " التنوير" و " الأنسنة " و " العقلنة " و " الحداثة" و " التحديث " ...الخ

لا يوجد مفهوم ملكية خاصة طالما أن نحته عملية لغوية بالأساس و لذلك لن يستطيع أركون مثلا لا حصرا أن يزعم تملكه لمفهوم " الأنسنة " إلا في حدود نسقه المعرفي و من ثمة ظهرت تيارات عابرة للأنسنة تشتغل بموضوعات الإنسان-الروبوت غير الكامل و المزيج و قضايا إطالة العمر و مسألة الحياة و الموت الخ و هي تتناسل نحتا عن الأنسنة ...

أضاف الطاهر بن عاشور مقصد الحرية لكنه على اجتهاده بات المفهوم بحمولته الطاهرية أو العاشورية مستهلكا و متجاوزا ضف إلى أن الشيخ الطاهر بن عاشور الذي كان وثبة في زمانه كان دون الوثبة اللازمة اليوم بكثير...

المسافات التي تفصلنا عن المنجز الإنساني و عن اللحظة الراهنة كبيرة و رهيبة و لا يمكن لمثقفين من نمط من يشتغلون على المقاصد و الأصول و التراث يحذوهم و يرافقهم التوجس و الحذر بحجة مزيفة و محرفة و ينقصهم سعة الإطلاع و عمقه صون دين الله و حفظه من التحريف أن يقلصوا منها و اعني الهوة بيننا و بين الإنسانية التي كدنا أن نصبح قطعة منفصلة عنها..

في هذه المسافات الرهيبة الشاسعة بيننا و بين المنجز الإنساني مفتعل و مصطنع ناتج عن فساد فهم الدين و محدودية المعارف و اتخاذ التجديد عنوانا و الأصالة مركبة و سفينة دون قوة طرح كافية ترافقها حالة من الإنكفاء و الإنغلاق و الحذر التي تبقي أهله و نخبه يتراوحون أماكنهم...

و هنالك مصطنع من الغرب ناتج من لوبيات تتحكم في الغرب الرسمي تاريخية مليئة بالأحقاد أو تعود إلى مسار العدمية في الغرب و الشرود من الأخلاق ...
و هنالك حقيقي و هو قليل جدا لو فحصنا الأمر علميا من غير قبليات فاسدة غربية أو إسلامية شرقية لوجدناه يعود إلى بنية الغرب و ثقافته المركزية العدوانية الإستلابية الإغترابية الصراعية العدمية المادية ...من جهة و ثقافتنا الأرثدوكسية المنغلقة اللاغية للاخر التكفيرية التفسيقية في ما بينها ( شيعة و سنة و زيدية و أشعرية و سنية و جماعتية و مذهبية ..و غيرها من الطائفيات و العصبيات و النزعات الجماعاتية..) فما بالك مع غيرها ....

و هنالك ما يعود للخصوصيات التي لا ينبغي للكونية و العالمية أن تمحوها و إلا تحولت إلى تطرف و إرهاب و عصبيات تحول دون تلاقي الإنسانية و تعايشها بعضها مع بعض ...

أقول بأن الحياة لا تقوم بدون حرية خلافا لما يراه الريسوني حيث يعتبر الحرية ليست لازمة وجودية للعيش و الإجتماع بمنزلة الضروريات بل تتضمنها الحاجيات ..

ينبغي أن نستدعي هنا مثلا علم النفس الحديث في تطوره و تحولاته و اندماجه بالأدب و الفلسفة و مساره بما له و ما عليه نقدا و استيعابا و نفيا و تجاوزا و توظيفا متبصرا ...

و نستدعي النقد الثقافي و نظرية القيم و السوسيولوجيا و الفلسفة و النظام التعليمي كما تشتغل عليه كل من هيئة اليونسكو و هيئات برلمان الإتحاد الأوروبي و غيرهما و ما يسمى بالقاعدة المشتركة للمعارف في قطاع التعليم و التربية و ننظر فيها و في كيفيات تسويقها و قبل ذلك تصميمها و في الفروقات الحاصلة و التمييز العنصري و الرؤى الإثنية المتعالية التي لا زالت تنخر كيان العالم و تدير مؤسساته و قراراته...

نستدعي أيضا خبراء التربية في العالم لنتباحث نظرية مكافحة التنميط و التحيز و التمييز الجنسي و الفروقات الإجتماعية أو التفاوت الإجتماعي و نظرية الهيمنة الذكورية و تعريف الأسرة و الحرية ....

نحن غائبون و نزعم بناء معارفنا و علومنا و تجديدها..لا بد من ثورة عميقة في العقل و المعرفة و المدرسة و لو هادئة و تدريجية لكن تنطلق من أهداف محددة و ليس تلفيقا و تنميقا...

فاقد الشيء لا يعطيه و كل إناء بما فيه ينضح...

على التقليديين المشتغلين بإصلاح الأصول و المقاصد و " تجديدها " أن ينظروا مثلا في تعريف " الحاجي " هل هو "غريزي" أم لا و ما الفرق بينه و بين " الضروري " من حيث الصفة الغريزية التي تحفظ الوجود الإنساني و تهذبه و ما مدلول " النوع " الخ...

يا ناس نحن لا نتحرك وحدنا في هذا العالم و " العالمية الإسلامية الأولى " تحققت في ظروف و سياقات تختلف تماما عن اليوم فالضعيف لا يتشرف بحمل رسالة مشوهة و مزيفة ...

و لا أحسب مثلا أن " الغريزي " المادي يحمل معنى الحرية عند الإجتماع و هل " الحاجيات " عقد إجتماعي يشبه عقد " روسو " و ما قول الإسلام مفهوما فهما سليما في هذه المسألة ... .

و أرى الحرية من ضروريات العيش المعنوي الإنساني الرفيع بل مقصد إستراتيجي تتحدد أهميتها تماما كما تتحدد الضرورة التي يتم بها العيش المادي كغيرها من " الضروريات " مثل حفظ النفس الذي له كما أقدر حمولة تتعلق أكثر بالفيزيقي و بالجسد و العقل في مظاهر جد أولية و إن وجدت حمولة أخرى فغير كافية ...

فلا تندرج الحرية تحت عنوان أي من الضروريات المعروفة و التي يريد البعض غلق مبحث المقاصد عليها كسياج غير قابل للفتح أو إلحاقها ببناء يستحق المراجعة و النقد و الثورة و لم يعد ملزما لنا...

علينا أن نميز هنا بين الأمر الواقع حيث تعيش مجتمعات و شعوب و جماعات و أقليات عرقية و دينية و لسانية و ثقافية ...الخ تحت القهر و الإستبداد من غير حرية و بين ما يجب أن يكون نموذجا و غاية و تطلعا إنسانيا و دينيا سبقت إلى تقنينه المواثيق الدولية و القانون المعولم أو ما بقي منه في طريق العولمة بعنوان عولمة الحقوق سواء شئنا أم أبينا....

فلو حصل ذلك يعني أن وجدت شعوبا تعيش تحت القهر و أقررنا به لكنا مقرين بأمر واقع لا مؤسسين لنموذج و مثال يطمح إليه المسلم و الإنسان أيضا ...

قد أتناول في يوم ما موضوع الإحسان مثلا كما أتناول موضوع الإنسان و القضايا المركزية التي تتأسس عليها الرؤية الإسلامية-الإنسانية فبدون تعميق النظر فيها و طرحها و جعلها إطارا لكل جهد فقهي تجديدي سنتخبط في وحل بركة التلفيق و العشوائية و الإنتظام و التقليد ...

فلا تجديد عندئذ و لا هم يحزنون..."




#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستحواذ الثلاثي على نيتشه في نظر كليمان روسيه
- في بعض أسس الأنطولوجيا الإيمانية و تمايزها عن أنطلوجيا النفي ...
- -مشروع الإناسة العربية الإسلامية يدشن في تونس- --من الميسر ا ...


المزيد.....




- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في تجديد علم المقاصد الشرعية ..هل من جدوى