برزان يُمثل- البانتيومايم!!

أمجد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 10:34
المحور: كتابات ساخرة
    

بعد المساجلة الطويلة والجدل الحاد مابين برزان والقاضي ( روؤف محمد رشيد) وبعد الصراخ اتفق برزان مع ذهنيته والشعور الداخلي لديه ان يتخذ مجالا للرفض ومقاطعة المحكمة بأسلوب مسرحي اكاديمي يؤكد العمق الحضاري للمسرح الصامت . فترك الكرسي الذي كان جالسا عليه وجلس على الارض تاركا المحكمة خلف ظهره . وهناك اسباب نفسية كبيرة جعلت برزان ان يتخذ القرفصاء مخالفا المحكمة ومن تلك الاسباب انه لايريد ان يترك المحكمة وجوها القانوني حتى يسمع شهادة الشهود وان يوفر له مجمعا من الادراكات المادية المعترضة التي خسرها اثناء تركه المحكمة في الجولة السابقة حتى احس بأنه قد ارتكب خطأ جسيما بتركه لها .
ومن الاسباب الاخرى ان مشهد القرفصاء بشكلها المادي وتكويناتها الشكلية تجعل المتفرج يطلب الرأفة لذلك الشخص كونه قد انكسر خاصة وان برزان وقبل اتخاذه الوضع كان قد عرض طلبه من اجل اطلاق سراحه بسبب ظروفه الصحية .
هناك مجال مهم انتاب برزان وهو ذلك المشهد المعتم في دائرة مخابراته السوداء حين كان يقوم بتعذيب العراقيين ويراهم وقد اتخذوا القرفصاء بعد جولة من (الفلقة) فأنعكست الصورة في دائرة الشعور الخاصة ببرزان وجلس بنفس الصورة
من له دراية بالمسرح الصامت وعلم السيمياء قد ادرك المستجدات الشكلية والمضمونية التي اعلنها المجرم برزان فان الجلوس المخالف للقاضي يعني الرفض الكبير للقاضي والمحكمة التي يديرها . فان هذا المسرح يعتمد على الاشارة والايماء في بناء حدثه الدرامي وصراعه وتنامي هذا الحدث وسط مشهد خال من الحوار بأيقاع الحدس الاشاري .
العراقيون ليس كلهم يعرفون البانتومايم ولكنهم يعرفون الذل الذي لحق بهم في (الحاكمية) في زمن سلطة(السوط) وغياب الضمير . واليوم ينعكس المشهد ليعود الحق واصحاب السوط يجلسون في قضبان الحق وهم يسمعون ويرون جرائمهم التي ارتكبوها .
برأيي الشخصي المتواضع ان هذه المحكمة بشكلها التقليدي تعتبر خطابا موجها لمن يرتكب الحماقات ضد شعبه مستقبلا فان مصيره سيكون هكذا.

#أمجد_السعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات