أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد دلومي - الرئيس سلفادور اللندي














المزيد.....

الرئيس سلفادور اللندي


محمد دلومي

الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 03:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عندما احاطت دبابات الجنرال " بينوتشي " بالقصر الرئاسي في جمهورية الشيلي عام 1973 محاصرة الرئيس " سلفادور اللندي" المنتخب ديمقراطيا ’ لم يكن أحدا يتوقع ان تنتهي حياة رئيس أحبه شعبه تلك النهاية الدرامتيكية .. الكل كان ينتظر مخرجا ما وتسوية ما .. الا ان القصر حوصر واعطيت مهلة محددة لإخلائه , الا ان الرئيس الراحل لم يأبه بالتهديدات او يستسلم للأمر الواقع بل حمل سلاحه واستعد للمقاومة ’ وأعطى الخيار لمرافقيه وجميع من كان في القصر الرئاسي في ان يغادروه ان ارادوا او يبقوا معه وترك لهم كامل الحرية في اختيارهم . كل ذلك كان يحدث تحت أنظار القوتين العالميتين في ذلك الوقت القوة المحرضة على الانقلاب الولايات المتحدة الامريكية التي حرضت على الانقلاب وخططت وهذا ليس بغريب على دولة لها باعها الطويل في صانعة ازلام الظلم والديكتاتورية’ والاتحاد السوفياتي الذي بقي يتفرج على المشهد وقد صادف هذا الانقلا هوى في نفس قادة الكرملن لان اشتراكية "اللندي" القائمة على العدل والمساوات الحقيقية لم تعجب الاتحاد السوفياتي الذي كان يريد ان يجعل كل من يتبنى الخيار الاشتراكي مجرد تابع لا غير .
وبعد الحصار هوجم القصر الرئاسي هجوما عنيفا وشرسا تحت عدسات التصوير وكميرات التلفزيون العالمية وقد استعمل في الهجوم الطيران الحربي والاسلحة الثقيلة ليصبح القصر ومحيطه ساحة حرب حقيقية ’ وبقي القصف متواصلا بلا توقف وقطعت عن القصر جميع الاتصالات وومصادر التموين ’ ورغم ذلك بقي الرئيس " سلفادور اللندي" وثلة من رفاقه يدافعون عن خيار الشعب ويقاومون بشراسة تثير الإعجاب رغم قلتهم وقلة عتادهم ’ الى أن نال منهم التعب والإرهاق مع القصف المتواصل ونفاذ الذخيرة ’ حينها فقط أمر الرئيس من جميع مرافقيه أن يسلموا انفسهم ’ بعدما قدم الجنرال السفاح " بينوتشيه" ضمانات بعدم المساس بهم ’ وخلال خروجهم من القصر فاجأ الرئيس " اللندي" الجميع بأن وضع فوهة رشاشه تحت ذقنه واطلق النار على نفسه ليخر صريعا ’ بعدما أيقن ان النزهاء في هذا العالم الذين يريدون ان يحكموا اوطانهم بحرية لم يعد لهم مكانا في هذا العالم المتوحش ..إنتحر " سلفادور اللندي" لتعم بعده الفوضى والخراب ببلاد وتشهد الشيلي بعد فترة الرئيس الراحل أسوأ مرحلة في تاريخها الحديث ’ لتبدأ يد العسكر تعبث بالآمنين فيختفي الآلاف من المواطنين في ضروف غامضة لم يعرف لهم مصير الى اليوم ’ ليبقى السفاح " بينوتشي " حرا طليقا تحت حصانة دبلوماسيا من كل متابعة قضائية او محاسبة قانونية .
هكذا هو العالم , الذي يحمل قيم الديمقراطية والحضارة وحقوق الإنسان يموت فيه الشريف منتحرا إحتجاجا على الظلم ويبقى الظلمة محميين قانونيا أو بما يسمى بالحصانة الدبلوماسية ’ غامسين أقدامهم في انهار من دم البشر جالسين تحت اكوام من الأشلاء المقطعة .. ولنعود الى وطننا العربي وهي لفتة صغيرة قبل أن اختم ’ لو كان ولد سيد الطايع الرئيس الموريتاني المخلوع يؤمن بعدالة حكمه لعاد الى وطنه تحت أكتاف رعيته الا ان الشعب وهذا يحدث ربما لاول مرة خرج والفرحة لا تفارق الوجوه ليحيي هذا الانقلاب .. وما أعجب امور اوطاننا وشعوبنا حينما تفرح بالانقلاب صارت شعوبنا العربية تبحث عن الحرية حتى ولو في انقلاب .

للتذكير فقط "ازابيل اللندي " الكاتبة الرائعة صاحبة روائع "أفروديت واقتحام «بيت الأرواح،أسرار حزينة في حياة باولا " هي ابنة الرئيس المغدور سلفادور اللندي .



#محمد_دلومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت حمارا


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد دلومي - الرئيس سلفادور اللندي