أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عثمان محمد على - دول الشمال .وتخلف المسلمين.وضياع دويلة فلسطين الوليده















المزيد.....



دول الشمال .وتخلف المسلمين.وضياع دويلة فلسطين الوليده


عثمان محمد على

الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 03:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دول الشمال ...وتخلف المسلمين..وضياع دويلة فلسطين الوليده:::
سيداتى وسادتى .تحية طيبة. وبعد...فقد تابعت حملة بعض صحف دول الشمال الاوروبى.على نبى الرحمة والعفو والحب والصفح والسلام خاتم ألأنبياء والمرسلين من نعلمهم ومن لا نعلمهم .عليهم جميعا وعلى المؤمنين الآمنين فى بقاع الأرض الصلاة والسلام. وأنتابتنى حيرة من امرى بين العاطفة فأنا من اكثر الناس حبا ودفاعا عن نبى الله محمد بن عبد الله ولرسل الله جميعا عليهم السلام. وما بين التعقل وكيفية الرد والدفاع عنه عليه السلام سواء امام تلك الصحف او امام ردة الفعل المتخلفة من السادة الحنجوريين الذين إنجروا وراء ما ارادته تلك الصحف وقد ادوا دورهم ببراعة وعلى اكمل وجه اكثر مما توقعته تلك الصحف..واسمحوا لى ان اعرض رؤية متواضعة لكل ما حدث من الطرفين وخطورة رد الفعل العاطفى الاهوج ..وما كان ينبغى ان نفعله حيال تلك القضية .وعرض رؤية متواضعة على خطورة كل ذلك على ضياع دويلة فلسطين إلى الآبد يا ساده ... ففى البداية اسمحوا لى ان انقل هنا اولا رأى المفكر الإسلامى الكبير ألأستاذ الدكتور –أحمد صبحى منصور.. فى دفاعه عن خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام.فقد رأيت انه اكثر تعبيرا ومعلوماتية مما ساكتبه فى هذا المجال.وساسمح لنفسى ان اضيف بعض الإضافات وتصورى لأبعاد الموضوع بعد ذلك.فقد كتب سيادته المقال الأتى::
((( دفاعا عن خاتم النبيين ضد المعتدين
فى بعض صحف الغرب تقوم حملة كراهية ضد خاتم النبيين محمد عليه وعلى كل الأنبياء أزكى السلام . وقد واجهناها بالطريقة المعهودة التى اعتدناها وهى المظاهرات والمقاطعات ، وردّ عليها الغرب بثقافته المعتادة وهى أنها حرية رأى وفكر وتعبير، وهم يمارسونها اعلاميا حتى فى داخل دينهم ، والبحث العلمى لديهم قائم على أساس الشك فى كل الأديان وليس اثباتها أو الدفاع عنها. الحكومات الغربية لا تستطيع التدخل فى حرية الصحافة والاعلام ، ولا تستطيع محاباة الاسلام والرسول محمد علية ألسلام بما لا تستطيع أن تفعله مع المسيحية وعيسى عليه السلام وبابوات الفاتيكان. فقد قيل ويقال فى المسيحية والمسيح عليه السلام أكثر مما قيل ويقال عن الاسلام وخاتم النبيين محمد عليه السلام.
ليس هذا لتبرير الخطأ ، فاننى أعتقد ـ والله تعالى على ما أقول شهيد ـ أننى فى هذا العصر أكثر من يحب النبى محمدا ويواليه ، وقد أنفقت نصف عمرى فى تبرئته من أوساخ التراث ، و ليست لدى ـ فى مجال الاعتقاد ـ اى مساومة أو تهاون.
القضية هنا هى كيف نواجه هذه المشكلة؟
هى مشكلة فعلا ، لأنهم لا مقدس لديهم ، بينما لا نستطيع الرد عليهم بالطعن فى المسيح عليه السلام ، لأننا نؤمن به رسولا كريما ونبيا عظيما ، ونؤمن أن أمّه السيدة مريم عليها السلام قد اصطفاها الله تعالى وطهرها وزكاها على نساء العالمين . بالتالى ستنحصر ردودنا عليهم فى مظاهرات ولعنات ومقاطعات ، وسيرد عليها المتطرفون الغربيون بالمزيد من الرسومات وبفنون من الهزل والسخرية أفظع وأشنع ، وستتبارى الصحف فى نشرها طلبا للاثارة ورغبة فى متابعة الموضوع الساخن ، وبالتالى قد تتطور ردود أفعالنا عليهم لتصل الى خطف الرهائن من الغرب وقتلهم واضطهاد اخواننا المسيحيين فى الداخل ، والتعرض لكنائسهم ، وبذلك نقع فى المحظور ونخالف الاسلام الذى جاء به خاتم النبيين عليه السلام ، والذى يقرر فى قواعده الأساسية " ألاّ تزر وازرة وزر أخرى " . اى ممنوع منعا باتا مؤاخذة البرىء بذنب المجرم .
مرة أخرى : ماذا نفعل ؟
دعنا نتخيل أن النبى محمدا عليه السلام يعيش بيننا اليوم ويواجه هذه المشكلة فماذا سيفعل ؟.
ولكن لماذا نتخيل وهناك حقيقة قرآنية تؤكد أنه طالما كان القرآن بيننا نتلوه ونقرؤه فالرسول ـ بمعنى الرسالة ـ قائم بيننا. اقرأ قوله تعالى : ( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) آل عمران 101 ). اذن لنرجع للقرآن الكريم الذى كان يتبعه النبى محمد ويطبقه فى حياته وفى تعامله مع الأعداء والأصدقاء على السواء. لنرجع للقرآن الكريم لنتعرف كيف كان النبى محمد عليه السلام يرد على اساءات اعدائه وطعنهم فيه وأكاذيبهم عليه .
ونضع القضية على هيئة سؤال وجواب .
1 ـ معروف أنهم اتهموه بالكذب وبالسحر وبالجنون والكهانة . ماذا كانت وصية الله تعالى له ؟
هل أمره الله تعالى أن يقود مظاهرة تلعن الجناة الأشرار؟ هل أمره الله تعالى بقتل من يشيع عنه الأكاذيب ؟
ج :لا.
بل تكرر الأمر له عشر مرات بالصبر على ما يقولون وعلى ما يفعلون، ومنه قوله تعالى " (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ) طه 130 ).. (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ) ق 39 )
الصبر هنا فعل ايجابى يرتبط بتوثيق الصلة بالله تعالى والمداومة على تسبيحه وذكره جل وعلا. وهو فعل ايجابى يستند الى حقيقة قرآنية وهى أن للبشر تمام الحرية فى الايمان أو الكفر ، فى الطاعة أو المعصية ، فى اتباع الرسول أو فى الطعن فيه، وفى مقابل هذه الحرية التى نشهدها فى أنفسنا وفيما حولنا ـ فان هناك عذابا شديد أبديا ينتظر الكافر يوم القيامة لا تخفيف فيه ولا فرار منه. لذلك قال الله تعالى منذ البداية لخاتم النبيين : (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا. وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا . إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا . وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا . يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا ) المزمل 10 : 14 )
واذا قرأت الآيات الكريمة السابقة وجدتها كأنها نزلت الآن فى أولئك الغربيين ممن يطعن فى النبى عليه السلام. واذا كنت مؤمنا بالقرآن حق الايمان وتخيلت مقدار العذاب الأبدى الذى سيتعرضون له لاكتفيت بالرثاء لهم ولانشغلت فعلا فى توثيق صلتك بالله تعالى العزيز الجبار لتنجو من نفس المصير.

2 ـ نريد بعض الأمثلة للعذاب الذى ينتظر العصاة الكافرين حتى نشعر فعلا بالشفقة عليهم.

فى تقرير حرية الكفر وحرية الايمان لكل انسان وفى تقرير مسئولية كل انسان على اختياره والعذاب الهائل الذى سيلقاه من اختار الكفر يقول تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) الكهف 29 ) اى تحيط بهم النار فاذا عطشوا شربوا ماء النار الذى يشوى وجوههم.
لقد وصف القرآن شراب أهل النار فقال عنهم (وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ) محمد 15 ) ووصف القرآن طعامهم فى الجحيم ويأتى من شجرة الزقوم التى تنبت فى أصل الجحيم قال عنها رب العزة : (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ) ويقول عن ثمرتها ( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ) ويقول عن ارغامهم على أكل ثمرها ( فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ) ثم بعدها يشربون على الطعام سائلا ناريا هو الحميم ( ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ) الصافات 64 : 67 )
وفى موضع آخر يصف رب العزة حال الكافر الذى اختار الضلال وعاند الحق وهو يأكل طعام الجحيم : (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ . طَعَامُ الْأَثِيمِ . كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ . كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ) أى هو طعام ليس للمتعة ولكن للعذاب لذا ينزل الى الأمعاء فيجعلها تغلى، وله دورة عذاب يصعد فيها لأعلى الجحيم ثم يلقى من أعلى الى قعر جهنم : (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) وفى أثناء دورة التعذيب يستحم بماء النار الذى لا يمكن أن نتصور بشاعته وشدته ودرجة حرارته والتهابه : (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ) وهناك عذاب نفسى يصاحب العذاب الجسدى ، اذ تتندر عليه الملائكة وهو تحت العذاب فتقول له : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) وتذكره بتندره على آيات العذاب حين كان فى الدنيا متمتعا بحريته فى الايمان والكفر فاختار الكفر واستهزأ بآيات الله تعالى ، لذا ستقول له ملائكة العذاب تخاطبه: (إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ) الدخان 43: 50 ) والحديث للبشر فى هذه الدنيا يخبر مقدما عما سيحدث يوم القيامة لنعتبر ونتعظ قبل الموت وفوات الأوان .
ومن هذا العذاب الأبدى الخالد يتولد داخل الجسم صديد ملتهب يتحول الى قيح متوهج ، سائل مرير آخر لا بد أن يتجرعه الكافر فى دورة عذابه المستمر ، ويكون بلاؤه من تجرع هذا الصديد شديدا ولكنه مرغم على تجرعه ،فقد انتهت بالموت حريته فى الاختيار، وضاعت عليه كل فرص التوبة والاعتذار. اقرأ فى ذلك قوله تعالى عن الكافر وما ينتظره من عذاب (وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ . يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ) ابراهيم 16 : 17 ). كل لمحة من العذاب كفيلة بموته، ولكن لم يعد هناك موت ، بل خلود فى العذاب ، واصبح يتمنى أمنية مستحيلة أن يأتيه الموت بالراحة من العذاب .!! فقد الماضى والحاضر والمستقبل ، وأصبح لزاما عليه أن يحيا فى هذا العذاب خالدا مخلدا دون نهاية .!!
ويصف رب العزة دورة من دورات العذاب فى جهنم حيث يمكن تخيل الكافرين فيها وهم يدورون فيها من أعلى الى أسفل تحت عذاب مستمر ، وتحول لباسهم الى نار وطعامهم وشرابهم الى جمر ملتهب أو"لافا " أو " مجما " وفق تخيلنا ، ثم يخيل اليهم امكانية الهروب اذا اقتربوا من أبوابها فى دورة العذاب وحينئذ تلاحقهم ملائكة النار بمقامع من حديد فيهوون الى أسفل الجحيم ، ويعاودون الصعود فى الدورة التالية من العذاب فاذا وصلوا أبعد نقطة حاولوا الهرب فتتلقفهم الملائكة بالمقامع فتعيدهم الى قعر الجحيم ، وهكذا الى أبد الآبدين: (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ) أى يستحمون بالنار فتصهر جلودهم وبطونهم (يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ) (وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ . كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) الحج 19 : 22 )
فى هذا العذاب الأبدى كلما نضجت جلودهم بدلهم الله تعالى جلودا غيرها ليستمروا فى العذاب ( النساء 56 ) دون راحة أو دون موت ، يقول تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ) ويعلو صراخهم يطلبون من الله تعالى اخراجهم ويأتيهم الرد بأن الله تعالى أعطاهم الفرصة فى العمر فى حياتهم الدنيا، وفرصا متكررة لمن أراد أن يتذكر ولكنهم تحدوا الله تعالى وأنكروا رسله فأصبح عليهم ان يذوقوا ما كانوا يكذبون به : (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ. فاطر 36 : 37 )
ثم يتجهون الى رئيس ملائكة الموت واسمه " مالك " يطلبون منه ان يريحهم الله تعالى عليهم بالموت فيرد عليهم يذكّرهم بعنادهم فى الدنيا وتكذيبهم بآيات الله تعالى فى القرآن وسائر كتبه المنزلة : ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ ماكثون . لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) الزخرف 74 : 78 )
خاتم النبيين عليه وعليهم السلام أدرك العذاب الذى ينتظر أعداءه فأشفق عليهم مما ينتظرهم من ويل له أول ولكن ليس له آخر.
3ـ ماذا كان موقف النبى نفسه منهم ؟
ج : لهذا تعدى عليه السلام مرحلة الصبرعلى أذاهم الى الاشفاق عليهم والحزن من أجلهم الى درجة جعلت الله تعالى يأمر النبى عليه السلام بالترفق بنفسه فلا يأسف عليهم : (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ) الكهف 6 )وأن يترفق بنفسه فلا تذهب عليهم حسرات لأن الشيطان زيّن لهم سوء عملهم فأصبحوا يرونه حسنا ، واذن لا فائدة منهم ولا تحسر عليهم (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) فاطر 8 )

على أن العفو عنهم كان ولا يزال فريضة اسلامية خوطب بها خاتم النبيين ونحن معه مأمورون بطاعة الله تعالى حين يقول : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف 199 ) وكانت هناك طائفة خائنة من أهل الكتاب تؤذى النبى عليه السلام فأمره ربه جل وعلا بالعفو عنهم (وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) المائدة 13 ) وهو نفس الموقف مع الكافرين والمنافقين الذين اعتادوا ايذاءه فقال تعالى له ( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ) الأحزاب 48 )

ولأن الله تعالى أرسله رحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) فانه عليه السلام لم يعف عنهم فقط بل كان يستغفر لهم مهما عاندوا واستكبروا وصمموا على الضلالة . وهنا وقع فيما استوجب اللوم من ربه جل وعلا ، وهو الأعلم وحده بالسرائر والقلوب ، وقد علم جل وعلا أنه لا فائدة من الاستغفار لهم، وطبقا للقاعدة الالهية فان من يختار الهداية يهده الله تعالى ويزيده هدى ، ومن يختار الضلالة يزده الله تعالى ضلالا ، وعليه فلا طائل من استغفاره لهم طالموا رفضوا هم الاستغفار واستهزءوا بالنبى عليه السلام ، فقال تعالى له: ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة 80 )

4 ـ باختصار وبالتحديد : كيف كان عليه السلام يرد على السيئة الموجهة لشخصه الكريم ؟
كان عليه السلام مأمورا بأن يرد السيئة ليس بسيئة مثلها ، وليس بحسنة أى بالعفو والاحسان على المسىء ، بل بما هو أسمى من الحسنة والعفو.
كان عليه السلام مأمورا برد السيئة بالأحسن ، وبهذه الطريقة كان يتم ( دفع ) أذى المسىء بعلاج غاية فى السمو وهو مواجهته بالأحسن وليس بمجرد " الحسن ". هذا معنى قوله تعالى للنبى عليه السلام : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) المؤمنون 96 ).
لم يقل "رد " بل قال : (ادفع ) لأن المقصود هو علاج المسىء وليس عقابه.
ان كل انسان لا يخلو من خير وشر مهما بلغت تقواه ومهما بلغ طغيانه. اذا تسلط عليه الشر فعالجه بالخير وكلما زادت نسبة الخير فى ردك علي شره واساءته زادت امكانية اصلاحه . لأنك تخاطب عوامل الخير المخفية داخله وتحرضها على التحرك بايجابية فى داخله. أما أذا رددت السيئة بالسيئة فليس لك فضل عليه ، ولم تخاطب فى داخله الا الشر ، أى قابلت انتقامه بانتقام مماثل.
صحيح ان الله تعالى يقول : (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) الشورى 40 ) وهذا تقرير لحقّ كل انسان فى القصاص بالعدل فيما يخص حقوق البشر ، ولكننا هنا نتحدث عن حقوق الله تعالى وكتابه ورسله ، والحساب عنها مؤجل الى يوم القيامة حيث سيكون القاضى الأعظم جل وعلا خصما لأولئك الذين زيفوا دينه وازدروا برسله العظام وأهانوا أنبياءه الكرام ، وشهدنا طرفا من حديث القرآن الكريم عما ينتظرهم من عذاب مقيم خالد وأبدى ، يهون معه كل نعيم الدنيا وكل شقائها.
من حقك أن تجازى السيئة بمثلها وتكون قد اخذت حقك بالعدل طالما اقتصصت منه بالعدل ، ولكن فاتك العفو الذى هو الاصلاح : لأنك حين تعفو عنه تكون قد اسهمت فى اصلاحه، لذا يقرن رب العزة بين عفوك عنه واصلاحه فيقول : (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ ) ويجعل أجر المثوبة على العفوعند الله تعالى ، فيقول : (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ).
من حقك أن تجازى السيئة بمثلها وتكون قد اخذت حقك بالعدل طالما اقتصصت منه بالعدل ، ولكن فاتك الاحسان ، وهو العفو والغفران ، وهو فوق العدل، والله تعالى يأمر بالعدل والاحسان معا (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) النحل 90 )
ويبقى ان تفعل الأسمى وهو ان تدفع السيئة بالتى هى أحسن لترغم عدوك على ان يخجل من نفسه وان يظهر ما فى داخله من خير ويضطر الى التصرف معك بطريقة أخرى كما لو كان لك صديقا حميما . هذا ما قاله رب العزة للنبى محمد عليه السلام : (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ولأنه من الصعب على كل انسان أن يقابل السيئة بالتى هى أحسن فان الأمر يستلزم صبرا ومعاناة على تحمل الأذى ، وارتقاءا فى الخلق، وتلك منزلة ليست بالعسير بلوغها على الذين صبروا ابتغاء الاصلاح ولمرضاة المولى العظيم جل وعلا ، لذا يقول تعالى معلقا على تلك المنزلة السامية من الأخلاق: ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت 34 : 35 )

5 ـ فاذا كان الأمر كذلك فكيف تكون المواجهة الاسلامية الحقيقية لذلك الهجوم الوقح على خاتم النبيين محمد عليه وعليهم السلام ؟
يكون بمظاهرات سلمية ترفع الاحتجاج ولكن بلغة قرآنية متسامحة تعلن التسامح والعفو عن المسىء تمسكا بالسّنة الحقيقية للنبى محمد عليه السلام ، وتؤكد انه عليه السلام لو كان حيا يرزق لعفا عنهم وسامحهم ولدعا الله تعالى أن يغفر لهم . عندها سيخجلون مما فعلوا ويفعلون، وسيتراجعون ويعتذرون . أما طلب الاعتذار بالسلاح والتهديد فلا يجدى .
اذا كنا نحب النبى محمدا فعلا فعلينا الاهتداء بما كان يهتدى به وهو القرآن الكريم. واذا كنا نؤمن بالاسلام فعلا فعلينا أن نهتدى بالسمو الخلقى فى الاسلام وان نرتفع الى مستواه ، عندها سنحصل على احترام العالم.
ونحن فى حاجة حقيقية للشعور بالاحترام بعد أن ضللنا كثيرا وجرينا طويلا خلف أجلاف المتطرفين .

6 : بعد كلامى مع العقلاء تبقى كلمة للمتطرفين لا بد من قولها انصافا لله تعالى ورسوله :
انتم الذين ملأتم الدنيا ضجيجا حول تلك السخافات التى قالتها صحف مغمورة فى أقصى شمال العالم فتسببتم فى نشر هذا الافك فى العالم وجذبتم اليه الاهتمام وجعلتموها قضية قابلة للاشتعال والمزيد من الطعن والاستهزاء بالاسلام ورسول الاسلام عليه السلام .
كان ممكنا تجاهلها شأن كل مسلم حقيقى مأمور بان يمر باللغو مرّ الكرام . كان ممكنا ان تمر دون أن يحس بها أحد مثلما مرت وتمر سخافات وبذءات غيرها، الا أنكم فى سعيكم لتعكير العلاقات بين أتباع الاسلام والرسالات السماوية الأخرى تقتنصون كل شاردة وواردة يقولها أو يرتكبها المتطرفون فى الغرب لتؤججوا نار الحرب على طول المواجهة بين كل مسلم وكل مسيحى أو يهودى.
وفى خضم هذا الجهد منكم نسيتم شيئين أساسيين :
ألأول: قد أشرنا اليه وهو السمو الاسلامى فى الرد على الخصم المعتدى بالتى هى أحسن.
الثانى : أن تراثكم السنى ذاته هو الأكثر طعنا فى شخص النبى محمد عليه السلام ، وفى رب العزة جل وعلا ، وفى القرآن والاسلام. لقد قضيت حوالى ثلاثين عاما من عمرى فى انصاف النبى محمد عليه السلام من أحاديث مفتراة رواها أبو هريرة وغيره من الرواة ، وكتبها البخارى وغيره من أئمة الحديث والفقه . كلها روايات تطفح بالطعن فى النبى محمد عليه السلام وفى رب العزة جل وعلا وفى الاسلام والقرآن. وكوفئت عليها منكم بالاضطهاد والتكفيروالسب والتحقيروالدعوة للاغتيال . كل ذلك انحياز للبخارى وبقية الأئمة كالشافعى و مالك وابن حنبل ومسلم وغيرهم.

لو كنتم مسلمين فعلا وتحبون النبى محمدا عليه السلام لسارعتم مثلى بالانحياز اليه فى هذه القضية، فالبخارى يزعم أكاذيب ينسبها للنبى تطعن فى شخص النبى وسيرته وفى تبليغه للرسالة. وكلها تخالف القرآن ، ولا يقبل مسلم أن يتهمه الناس بمثل ما قاله البخارى عن خاتم النبيين. واضح فى هذه القضية ان هناك مدع ظالم كاذب هو البخارى يتهم النبى محمدا باتهامات كاذبة تخالف القرآن . وهناك مظلوم هو النبى محمد عليه السلام . ولا بد لكل من يدعى الاسلام أن يحدد موقفه: هل ينصر الظالم وهو البخارى وفرقته ؟ أم ينصر المظلوم المتهم ظلما وعدوانا وهو خاتم النبيين الذى أرسله الله تعالى رحمة للعالمين والذى جعله رب العزة على خلق عظيم ؟
ولأنكم تقدسون اسم البخارى وتتهيبون منه فقد واليتموه وانحزتم اليه فى هذه الخصومة ضد المظلوم وهو نبى الله تعالى.
لو كنتم تحبون الله تعالى ورسوله وتوالون الله تعالى ورسوله لكنتم معى قلبا وقالبا فى رفض اعتداء البخارى وأئمة السنة على خاتم النبيين . لكنكم كنتم ولا تزالون تناصبوننى العداء ليس لقضية شخصية بيننا ولكن لأننى جرؤت على مناقشة آلهتكم المزعومة من البخارى وغيره ن واثبت من كتبهم المقدسة لديكم عداءهم للاسلام.
. لو كنتم صادقين لبدأتم باعلان كفر البخارى وفرقته والتبرؤ منهم حبا فى الله تعالى ورسوله ودينه. كتبى منشورة فى هذا الموقع لمن يريد أن يتعرف على عداء البخارى وصحبه للاسلام والنبى محمد عليه السلام ، ومنها : "القرآن وكفى " و " الاسناد فى الحديث " و"حد الردة" .
وردودكم عليها موجودة تنطق بتحالفكم مع أعداء الله تعالى ورسوله الكريم.
ثم اذا جاء متطرف من الغرب ونقل بعض ما قاله البخارى وغيره ملأتم الدنيا ضجيجا زعما منكم أنكم تحبون الله تعالى ورسوله . أولئك المتطرفون الغربيون لم يعرفوا عن الاسلام الا من خلال ارهابكم وتزمتكم وتعصبكم وتخلفكم وتراثكم فكتبوا ينتقدون ويسخرون .
هم فى الحقيقة لا يسخرون الا من العدو الحقيقى للاسلام وهى جرائمكم وتراثكم ، أما الاسلام العظيم فهو مع الأسف مفترى عليه ، ويحتاج الى من يبرىء ساحته منكم ، ومن يفعل ذلك يلق منكم الاضطهاد والتكفير . من المفجع والمضحك والمؤلم ـ معا ـ ان تقوموا أنتم بالدفاع عن الاسلام ..
هل أنتم ـ انتم ـ الذين تدافعون عن الاسلام ؟يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!)))))))
وبعد هذا الدفاع عن خاتم المرسلين .دعونا نلقى نظرة على ساحة الدول الإسلاميه وما حدث فيها من ردة فعل تجاه هذه الرسوم :::فقد تسابقت الأصوات الحنجوريه والناهقين والناعقين فى صراخهم ولطم خدودهم ودعوة السطاء إلى تقليدهم بل والثناء عليهم على ما حدث ..ونسوا ان القرآن الكريم ذكر لنا ان الله تعالى سبحانه قد تطاول عليه الكفرة واليهود ولم يقدروه حق قدره .وان ان المفترين الظالمين من أهل الكتاب بما فيهم المسلمين قد إفتروا على الله ورسله وكتبه .بأن إخترعوا لهم ألهة وكتبا من دون الله وكتبه .ورغم ذلك فقد اجل لهم الحساب والعقاب إلى يوم الفصل .ولم يطالبنا ان نرد عنه او أن نقاتلهم .وإنما ان نعاملهم برد السيئه بالحسنه وان نترك حسابهم على الله .بل الآكثر ان حذرنا القرآن من ان نلعن او ان نسب الهتهم فيسبوا الله عدوا .فنكون نحن المتسببون فى الإساءة إلى الله تعالى.
:::وزاد الناعقين والناهقين من أمثال المندوب السامى الإخوانى.بأن طالبوا بمقاطعة البضائع الدانمركية والنرويجيه والاوروبيه..وتصرف البلهاء المستجيبون لصراخهم ونهقيهم إلى المقاطعه الفوريه .بل بالغ اصحاب المحلات التجاريه بان كتب كثير منهم انهم لا يبيعون البضائع الشماليه(بضائع دول الشمال الأوروبى) كنوع من جذب الزبون العبيط من أمثالهم..صوروا للناس وكأن هذه الدول موجوده على أخر الناصيه عند مخزن الحاج محمود بتاع البيبسى مثلا او وراء قهوة حوكشسه .او لازقه فى مطعم الكشرى بتاع وجدى العتره مثلا. ونسى اولئك وهولاء ان هذه البضاعه الموجودة فى الدول الإسلاميه الأن ملك لإخوانهم من العرب والمسلمين ودفع وقبضت ثمنها دول الشمال وإنتهى امرها .وان اى ضرر يحدث نتيجة المقاطعة الان يقع على اهلهم وذويهم وليس على دول الشمال.والآكثر ان هناك معاهدات وعقود بين الوكلاء والتجار العرب والمسلمين والشركات والمصانع الإنتاجية لدول الشمال تلزم كل الأطراف بشروط جزائيه لو لم يلتزم طرف من الأطراف بها .وفى وضعنا هذا طبعا الشروط الجزائية من نصيب اهلنا وذوينا وتهز إقتصادنا نحن وليس دول الشمال. ولكن كان المفروض على الناعقين والناهقين ان يطلبوا مشورة ورأى أولى الآمر من الإقتصاديين والتجار والوكلاء للتصرف والتلويح بالمقاطعه(رغم اننى لست مع المقاطعه) .واعتقد انهم كانوا سيشيرون عليهم ان يكون هناك تصرفا جماعيا بالتلويح بالمقاطعة المنظمه التى تحفظ اموال وحقوق اهلنا .وإذا لم تتخذ حكومات دول الشمال موقف واضح تجاه هذه الصحف ومن يسير على خطاها .فلتبدا المقاطعه الفعليه بعد سنتين او ثلاثه ونكون جادين فى ذلك.بحيث نخرج من الموقف دون خسائر او مزيد من النكبات والخسائر وكفانا ما عانيناه من نكبات وخسائر بسبب الناعقين والناهقين والنباحين واللاطمين الخدود ..وان نستشير ونترك الآمور للنابهين والنابغين ولو مرة واحدة .(حرام عليكم بقى فكروا مرة واحده فى حالنا وما وصلنا إليه بسببكم):::
ومن المفارقات العجيبه ان نرى النظام السورى بتخلفه يامر صبيانه مع الناهقين ليجروا الشارع السورى إلى إرتكاب جرائم دوليه بحرق سفارات دول الشمال التى من المفترض ان يحميها.. بحجة انه يدافع عن النبى ألآمين (شوفوا إزاى) ::وهل اهل حماة والآكراد الذين قتلتموهم والشعب السورى المقيد حريته والمنهوبه ثرواته والمعتقل فى سجونكم خيرة شيوخه وشبابه اليسوا من اتباع رسل الله عيسى ومحمد .ام انهم من كوكب آخر ؟؟؟ فيايها النظام الحنجورى كفاكم خداعا لشعوبكم .ولا تزيدوا ازمتكم ازمات إضافيه سيدفع ثمنها مساكين شعبكم .اما انتم فستهربون إلى اقرب مصرف بجوار أموالكم مثلما فعل ربان السفينه المصريه فى البحر الآحمر..وليس من الحكمة ان تتورطوا اكثر فى لبنان فى خلق حرب أهلية مرة آخرى بزرع اذنابكم وتورطهم فى حرق دور العبادة لإخوتنا المسيحيين .وكل هذا بحجة الدفاع عن النبى محمد عليه السلام..وهو من فعلكم براء .وماذا تعرفون عن أخلاقيات النبى محمد عليه السلام من تسامح ودعوته المبنيه على السلام والرحمه وحسرته على مخالفينه حتى كاد ان يهلك نفسه حزنا عليهم .وكيف كان يستمد قوته من اصحابه وكيف كان يستشيرهم ويغفر ويستغفر لهم فأين انتم من ذلك سواء مع شعوبكم او مع جيرانكم او مع مخالفينكم...انتم تركتم ارضكم منذ اكثر من اربعه عقود تحت الإحتلال ولم تطلق طلقة واحدة فى سبيل تحريرها حتى اصبح هناك جيل كامل لا بعرف شىء عن بلده الآم سوى من الإعلام فقط.وتراوغون فى حل المشكله بالسلام .وفقط تفرغتم لقمع وتعذيب وتشريد مواطنيكم (اتباع النبى محمد) فلا تحاولوا جذب إنتباه الشعوب الإسلاميه واللعب على عواطفهم .وأرجو ان تكونوا اكثر حكمة من ذلك)...
ونأتى لأخطر نقطة فى الموضوع وهو تأثير كل هذا على دويلة فلسطين الوليدة:::
إسمحوا لى ان افكر معكم بصوت عال.حول ما اعتقده انه الهدف من كل هذه الضجه وتوابعها التى لم تنتهى ولن تنتهى إلا إذا إنتبهنا وفوتنا الفرصه على اصحابها.وهى بإختصار ان الصهيونيه العالميه (وليس اليهود لآننى ليست لى مشكله مع اليهود كاتباع ديانه .ولكن مشكلتى مع الصهيونيه المعتديه والتى يرفضها قسم كبير من اليهود ايضا) ..إذا ارادوا فعل شىء يفكروا ويخططوا له بسياسة النفس الطويل وتنفيذه على مراحل وفترات ومحاولة كسب تعاطف المجتمع الدولى والشرعيه الدوليه فى صفهم دائما لكسب النقاط فى المحافل الدوليه. وعند تطبيق ذلك على حالتنا الراهنه .نجد ان معظم اصحاب وملاك الإعلام فى الغرب منهم فليس بعيدا ان تكون خططتهم هى إثارة المسلمين وإستغلال ردود افعالهم المتهوره والغير مدروسة كالعاده .وجر معهم حكومة حماس المرتقبه لإرتكاب أفعال داخل إسرائيل كالتى ترتكبها دائما .وبإختصار ينتج عن ذلك زيادة من الحصار على الشعب الفلسطينى اكثر واكثر مما هو عليه بعد وصول حماس للحكم .فتتهور اكثر واكثر وقد بدأ هذا فى الظهور بإستعانة حماس بالنظام السورى والإيرانى المغضوب عليهم دوليا الآن والذين يريدون ان ينتقموا من المجتمع الدولى بأيدى حماس والفلسطينين .وهم أمنين فى بيوتهم حتى لو دفعوا لها لعض الملايين من الدولارات .مش مهم ولا مهم عندهم الأجيال الفلسطينيه التى تدفع ثمن غباءهم . وخاصة بعد تصريحات قادة حماس بعدم تخليهم عن المقاومه بالسلاح وعدم إعطاء فرصة للمقاومة بالسلام فتتطور العمليات بين حماس وإسرائيل ثم تكون النتيجة الطبيعيه لذلك عودة إحتلال اراضى الضفة والقطاع مرة آخرى وإلى الآبد وتنتهى دويلة فلسطين وتصبح أثرا بعد عين وبدلا من المحافظة على المكتسبات .نضيعها بايدينا وبسبب جرينا وراء الناهقين والنباحين واصحاب الصوت الحنجورى الذى يعلوا ويشوش على صوت العقل. وتكسب إسرائيل ود وتعاطف المجتمع الدولى وستكون لديهم الحجة بأننا اعطيناهم الفرصة ولكنهم إستغلوها اسوأ إستغلال مما يستلزم معه عدم المخاطرة بأمن إسرائيل مرة آخرى..
والحل هو كيف ننتصر للنبى محمد عليه السلام ؟؟؟ بأن نستخدم ونجرب زرع ثقافة السلام والحب والمودة والمغفرة والصفح وتفويت الفرص على مفتعليها وان نتحرك فى دبلوماسية السلام بدلا من ثقافة ودبلوماسية الكراهيه والحقد والنهيق والنعيق والسلاح والصوت الحنجورى .وان نتعلم الحديث بلغة العالم والزمان وهى لغة الحوار والسلام .لكى نكسب إحترام انفسنا وإحترام العالم ونحافظ على مكتسباتنا ولا نفقدها مع اول إثاره لنا...وعلى حماس بالذات ان تعلم وتنظر وتتأكد ان هذه المرحله هى مرحلة السلام والحوار واننا سنتغلب على إسرائيل فقط بالسلام وليس بالبمب الذى يفرقعوه هنا وهناك .وان يقدموا فى صفوفهم الأولى الآن رجال المرحله الحاليه وهم رجال حديث السلام والحوار .وكفانا دماء مهدرة للشعب الفلسطينى .فللننظر إلى ما تبقى من العائلة الفلسطينيه فإذا كانت فقدت الأب والإبن الأكبر والإبن الأصغر فلنحافظ على حياة التوأم وعلى حياة ومستقبل الجنين القادم ولنعمل على توفير مستقبل افضل لهما وتجنيبهما ما لاقاه والدايهما وأخيهما الاكبر. ولنحافظ على عرب 48 فى الداخل ومحاولة مساعدتهم بالتقليل من التمييز العنصرى ضدهم بتمسكنا بالسلام كحل أوحد ووحيد فى هذه المرحله .ولن اكون اكثر تفاؤلا بان تخططوا لجذب جزء من رؤوس الأموال اليهوديه فى العالم وإثتثمارها فى فلسطين لخلق مناخ إقتصادى افضل لأطفال فلسطين ..والتفكير فى كيف نعيد حق العودة للاجئين الفلسطينين ونكسب تعاطف العالم معنا وطبقا للمعاهدات الدوليه حتى لو آخذ عقود فى تنفيذه .فلنتبع سياسة النفس الطويل فى الحصول على حقوقنا .ولكن بالسلام وبجعل إسرائيل تذوب فى المنطقه وتنشغل بمشاكلها الداخليه بدلا من إجتماعها وإنشغالها بنا.ونبدأ فى تنميه وإصلاح اوضاعنا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ...وارجوا ان يبتعد الحنجوريين والناهقين فى هذه الفترة الحرجه من تاريخ منطقتنا .....بدلا من ان تضيع دويلة فلسطين بين عشية وضحاها.....



#عثمان_محمد_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة الأسرة المصريه تناقض مبادىء الشريعة الإسلاميه
- تدوين القرآن بين حقائق القرآن واباطيل البخارى
- الإخوان...ومشركى قريش....والمسلمين المسالمين
- ايها الإخوان :وصلتنا الرسالة
- فقه الذل والخضوع والخنوع
- محاكم دولة الإخوان الدينية البخارية
- من الأقباط إلى الأقباط


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عثمان محمد على - دول الشمال .وتخلف المسلمين.وضياع دويلة فلسطين الوليده