أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - نماذج من النشر فى جريدة ( الأحرار ) ضد الوهابية : تصحيح المفاهيم ( 2 من 2 )















المزيد.....

نماذج من النشر فى جريدة ( الأحرار ) ضد الوهابية : تصحيح المفاهيم ( 2 من 2 )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5610 - 2017 / 8 / 15 - 00:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نماذج من النشر فى جريدة ( الأحرار ) ضد الوهابية : تصحيح المفاهيم ( 2 من 2 )
كتاب : نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية. ج 2 الوهابية
الباب السادس : جهادنا ضد الوهابية
الفصل التمهيدى : النشر فى الأحرار : نماذج من مقالات فى تصحيح المفاهيم ( 2 من 2 )
ثالثا :
فى جريدة الاحرار ـ بتاريخ : 15- 2 – 1993 ) ( قال الراوى : الروح )
( 1 ــ لو كنا نعيش صحوة إسلاميه حقيقة لتعرفنا على المفاهيم القرآنيه على حقيقتها ونظفنا عقولنا مما ترسب فيها من اكاذيب تراثيه . ولكن يبدو أن شهوة الحكم وحمى التجارة بالاسلام وضجيج المزايدة على اسمه العظيم لم تدع فرصة لأحد منهم كى يتوقف ويتعلم ويتعرف . ..
2 - أن كلمة " الروح " من كلمات القرآ ن التى اسىء فهمها . ومازلنا نرددها على السنتنا بمفاهيمها الخاطئة دون أن نفطن الى أن تلك المفاهيم الخاطئة تنسف من قلوبنا عقيدة ان لااله الا الله وتضع مكانها عقائد مخالفة مثل الحلول والاتحاد وزوال الفوارق بين الخالق جل وعلا وبين المخلوقات.. والمؤسف ان كثيرا من المتدينين اليوم يسيرون على نهج بعض كتب التراث التى تؤكد ان فى الانسان قبسا الهيا وجزءا ربانيا ويستدلون بقوله تعالى عن آدم : ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ) (9) السجدة ) و ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (29) الحجر )، ويعتقدون أن الانسان يتكون من روح وجسد وأن الجسد ينتمى ألى الأرض أما الروح فتنتمى إلى روح الله أى ذات الله. وتلك هى العقيدة الاساسية للتصوف واصحاب الحلول والاتحاد. وكان ينبغى أن تبدأ الصحوة الدينية بتوضيح هذه الاشكالية اذا كانت صحوة اسلامية حقيقية .
3 ــ ان" الروح " هو جبريل عليه السلام ومايتعلق به، ولأن جبريل عظيم القدر بين الملائكة فالقرآن يذكره بينهم بما يوحى بهذه المكانة يقول تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) النبأ ) (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر)
4 ـ وللروح جبريل وظائف محددة بالنسبة للعلاقة بين الله تعالى والبشر :
4 / 1 :، فالروح جبريل هو الذى حمل الأمر الالهى بخلق آدم. والله تعالى يقول فى ذلك : (( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر )( ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) ص )، فالياء فى كلمة "روحى" تفيد الملكية كما تقول كتابى ، اى الروح الذى امتلكه. وقد خلق الله تعالى آ دم بدون اب وام ، ثم خلق المسيح عليه السلام بدون اب وارسل ( الروح ) جبريل الى مريم العذراء يحمل الامرالالهى: "كن" فكان . والله تعالى يقول عن خلق المسيح : (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) آل عمران ). وكما قال عن خلق آدم: (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال عن خلق عيسى : ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) المؤمنون ) ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ) (12) التحريم ). ويصور القرآ ن مجىء جبريل الروح الى السيدة العذراء فيقول : ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً (19) مريم ). وبسبب ارتباط المسيح عليه السلام بجبريل الروح فقد اصبح من القا ب المسيح كلمة الروح . يقول تعالى : (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) النساء )
4 / 2 : ومن وظائف الروح جبريل النزول بالوحى ومعه ملائكة ا لوحى . والله تعالى يقول : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) ) النحل ) (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِي (15) غافر ) . ونزل الروح جبريل بوحى القرآ ن على خاتم النبيين، والله تعالى يقول عن جبريل : قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) البقرة ) ، ويقول جل وعلا عن القرآن الكريم يربط نزوله بجبريل روح القدس : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) النحل )، ويقول ايضا عن القرآ ن : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) الشعراء ) . وبسبب ارتباط القرآن بجبريل فإنه – اى القرآن – قد اكتسب ايضا وصف الروح، يقول تعالى عن القرآن : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا ) (52) الشورى )
4 / 3 : ويتبع وظيفة انزال الوحى قيام جبريل بتأييد المؤمنين المتمسكين بالوحى: (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) 22 ) المجادلة )
5 ــ وكان مشركوا قريش فى عنادهم يسألون عن جبريل الذى ينزل بوحى القرآن ، فقال تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الاسراء ) ، ويقول بعدها جل وعلا عن القرآن الكريم : ( وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً (86) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (87) قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (89) )
6 ــ اذن فالحديث عن الروح جبريل والوحى القرآنى، ولأن جبريل من الملأ الأعلى. فهو فوق ادراك البشر وفى نفس الوقت فإن النفس البشرية داخلنا هى مستودع اسرارنا وسريرتنا وغرائزنا ، والله تعالى يقول عن الانسان : (بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) القيامة ) ، فالإنسان بصير بنفسه وسريرته ولكنه لايعلم شيئا عن الروح جبريل عليه السلام ..
7 – إن الانسان يتكون من نفس وجسد والقرآن يتكلم عن أبناء آدم فى جميع اطوارهم بأنهم أنفس وليسوا أرواحا. فعن خلق الانسان يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) النساء ) . وعن الوفاة يقول : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) 42 ) الزمر ) . فالنفس هى التى تخرج عندالموت وليست الروح ، ويقول تعالى عن البعث : (مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) لقمان ) ويقول عن الحشر يوم القيامة : ( وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) ق ) ، ويقول عن الحساب : ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111) النحل ) .
ففى داخل كل منا نفس، وليست الروح على الاطلاق . اما الروح فهو جبريل عليه السلام الذى يحمل أوامر الله تعالى حين خلق آدم وحين خلق المسيح وحين كان ينزل بالوحى على الأنبياء ، وقد نزل بالرسالة الخاتمة فى ليلة القدر ونرجو بعد هذا التوضيح ان يكف المسلمون عن الخلط بين الروح والنفس وبين الروح وذات الله تعالى فالله تعالى ليس كمثله شىء وليس له كفوا أحد سبحانه وتعالى عما يصفون .
رابعا :
مقال ( الفاتحة للنبى .!! )( الأحرار 23 / 11 / 1992 ) ( قال الراوي : الفاتحة للنبي !! )
( ليس هذا المقال لاتهام شخص أو الهجوم على قوم ، وإنما هو التوضيح لبعض حقائق الإسلام الأساسية , وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
1 ـ عندما تبدأ السيارة في التحرك يهتف السائق ومعه الركاب قائلين في ابتهال : " الفاتحة للنبي " . وحين عقد القران أو الاتفاق على صفقة أو افتتاح مجلس صلح يهتف الحاضرون في خشوع : " الفاتحة للنبي " ! ! والذين يتصرفون بهذه الطريقة هم في الغالب أناس بسطاء متدينون يحبون الله ورسوله ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ولا يعرفون ، بل ولا يتخيلون مجرد تخيل أنهم بذلك يغضبون الله جل وعلا ويبتعدون عن دين الله تعالى . فالحب لله والرسول هو الطاعة لما جاء في صحيح الإسلام ولما كان عليه الرسول عليه السلام ..
2 ـ إن الفاتحة هي صيغة عبادة لله تعالى وحده , ولهذا فنحن نخاطب بها ربنا سبحانه وتعالى في بداية كل ركعة في الصلاة., إنها حوار يقوله العبد المؤمن لربه المهيمن جل وعلا ، يبدأ المناجاة بإعلان أن تلك الفاتحة هي باسم الله تعالى الرحمن الرحيم ، ثم يقدم الحمد والشكر لله تعالى رب العالمين ويثني عليه بأنه هو الرحمن الرحيم وبأنه وحده الذي يملك يوم الدين ، ثم يخاطب ربه قائلا " إياك نعبد " أي نعبدك ربنا وحدك " وإياك نستعين " أي نستعين ونستغيث بك وحدك ، ثم يطلب من الله تعالى أعظم مطلب وهو الهداية على الصراط المستقيم ، " أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ."
3 ـ والرسول عليه السلام كان ينطق هذه الفاتحة خاشعا لله تعالى في كل ركعة ، وكذلك يفعل كل مؤمن. وما كان أحد من المؤمنين في عصر النبي يتوجه بهذه الفاتحة لبشر ، أي بشر ، وكيف يفعلون ذلك ؟ والنبي أمامهم في الصلاة يناجي ربه بهذه الفاتحة ؟ وكيف يفعلون ذلك وقد تعلموا من الرسول أن الاستعانة وطلب المدد من غير الله تعالى شرك والعياذ بالله ..!!
4 ـ ولكن تواري ذلك العهد المضيء وعادت العقائد الشركية تحت ستار حب النبي ، ولذلك تسامح معها الناس حتى أصبحت من معالم الدين ، وأصبح من مظاهرها أن يستغيث الناس بالنبي وأن يعتقدوا أن له جاها وأنه شريك مع الله في الأمر ، مع أن الله تعالى يقول له ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ): آل عمران/ 128" .
5 ـ ومع وضوح عقيدة الإسلام في أنه لا اله ألا الله وأن الله وحده هو الولي المسيطر الذي لا يشرك في حكمة أحدا : ( ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ) ( الكهف.26 ) ، ومع التأكيد القرآني بأن النبي عبد الله تعالى لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا وأنه لن يجيره من الله إلا تبليغه الرسالة : ( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا : (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ . ) الجن ) ــ مع ذلك التأكيد القرآني الذي يتكرر كثيرا ، فان الناس اعتادوا التوسل بالنبي واعتقدوا أن له جاها في الدنيا والآخرة ، ولذلك يتوجهون للنبي في أي زمان ومكان بقراءة الفاتحة التي ينبغي أن تكون لله وحده ، والتي لا ذكر فيها ألا لله وحده ، وذلك هو الدليل الحقيقي على أنهم يعبدون الرسول ، وقد تطرفوا في حبه إلى درجة التأليه ، وقد ابتعدوا بذلك عن الدين الذي عاش النبي يدعو إليه ويعاني في سبيله ، وهم لا يعرفون أنهم بذلك قد أصبحوا – دون أن يدروا – أعداء للنبي ، وأنه سيتبرأ منهم يوم القيامة ويقول لله تعالى : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا( 30 ) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان ) .
6 ــ والمؤسف أن أكثرية المؤمنين من البشر يقعون في ذلك الخطأ ، والله تعالى يقول : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ): يوسف . 106"). أي أن المؤمن بالله يتسامح ويعتقد أنه لا ضرر من أن يؤمن بأشخاص آخرين يرفعهم إلى درجة التأليه مع الله ، وهو يخدع نفسه أحيانا حين لا يسميهم آلهة ، ولكن يعطيهم نفس الصفات الالهيه ويتوجه اليهم بالعبادة والتقديس ، مثل قراءة الفاتحة وطلب المدد والاستغاثة بهم ، وهو بذلك يكون عند الله مشركا ، قد ضيع كل أعماله الصالحة واستحق الخلود في النار ، لأن الله تعالى يقول : ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) ( المائدة . 72" ) .
7 ــ وبعضهم إذا دعوته لأن يخلص لله تعالى عقيدته وعبادته ثار عليك لأنه لا يتخيل أن يعتقد في الله وحده بمعزل عن الاعتقاد في الأولياء والمرسلين ، ولأنه لا يتخيل أن يكون الرسول بشرا له خصائص البشر إلا إن الله تعالى اختاره للوحي وتبليغ الرسالة ، وهو يرفض أن تنحصر مهمة الرسول في التبليغ ويصمم على أن الرسول يتحكم في الدنيا والآخرة مع الله ، ولذلك فعندما يركب السيارة أو يعقد عقدا أو يبتديء عملا فلابد أن يبدأ ذلك بتقديس الرسول وعبادته والتضرع إليه حتى لا تنقلب السيارة وحتى لا يفشل العقد ، ولهذا نسمع دائما عبارة " الفاتحة للنبي ." !! ومع ذلك تنقلب السيارات وتقع الكوارث . ولهذا نعيش في فشل مستمر !!
8 ــ ثم يأتي الفشل الأبدي يوم القيامة حيث يكون الخسران المقيم ، ويهتف أولئك – وهم في النار – يقولون لله تعالى : ( فهل إلى خروج من سبيل )؟!! يريدون الخروج من عذاب النار ، ويأتيهم الرد الموجع ، : ( ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) ( غافر/11 :12 ). كانوا إذا قيل لهم أدعو الله وحده يعاندون ويكفرون, وإذا قيل لهم أدعوا الله وأدعو معه البشر آمنوا وخلطوا إيمانهم بالشرك .
9 ــ ولهذا فان الله تعالى يحذرنا ـ نحن المؤمنين ـ من الوقوع في الشرك ، ويقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم . 6 .).
10 ــ والإسلام يحتاج اليوم إلى من يعاني في سبيل إظهار حقائقه ويدعوا لها بالحكمة والموعظة الحسنة , وليس محتاجا لأولئك الذين يتاجرون باسمه في سبيل مكاسب دنيوية ومطامع سياسية .
11 ــ هدانا الله تعالى للصراط المستقيم .. ).
إنتهى المقال . فهل إنتهت خرافات الاستغاثة بالنبى والأولياء ؟



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نماذج من النشر فى جريدة ( الأحرار ) ضد الوهابية : تصحيح المف ...
- نماذج من النشر فى جريدة ( الأحرار ) ضد الوهابية ( 3 من 3 )
- نماذج من النشر فى جريدة ( الأحرار ) ضد الوهابية ( 2 من 3 )
- نماذج من النشر فى جريدة ( الأحرار ) ضد الوهابية ( 1 من 2 )
- ( أُدعوهم لآبائهم ) طبقا لل D. N . A
- عن اسرائيل والأسباط : فى رؤية قرآنية
- النشر فى جريدة الميدان
- ( الأقليات الإسلامية في الغرب قنبلة موقوتة متى ستنفجر ؟) مقا ...
- النشر فى جريدة ( العالم اليوم ) ( 2 من 2 )
- النشر فى جريدة ( العالم اليوم ) ( 1 من 2 )
- النشر فى جريدة مصر الفتاة
- النشر فى روزاليوسف ( 2 من 2 )
- النشر فى روزاليوسف ( 1 من 2 )
- عبد الستار الطويلة والنشر فى البلاغ الجديد
- النشر فى جريدة الأهالي
- نقد كتاب خليل عبد الكريم :( قريش من القبيلة الى الدولة المرك ...
- ( فيليب جلاب ) وجريدة الأهالى
- يا شيخ عبد الجليل : شكوتك لله .. !!
- مساجلات مع جريدة الوفد عام 1989 : ( 3 )
- مساجلات مع جريدة الوفد عام 1989 : ( 2 )


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - نماذج من النشر فى جريدة ( الأحرار ) ضد الوهابية : تصحيح المفاهيم ( 2 من 2 )